كود الدنيا
06-29-2010, 08:18 PM
يكثر الحديث هذه الأيام عن عمل المرأة ونسبة البطالة بينهن، رغم أن الكثير منهن متعلمات ومؤهلات لدخول سوق العمل والقدرة على المساهمة في بناء الوطن، هكذا يتحسرون على امرأة متعلمة أخذت شهادة جامعية وجلست في بيتها، البطالة والاقتصاد الوطني ودعم الإنتاج ...إلخ، من هذه المصطلحات التي يراد منها الترويج لفكرة واحدة لوصول إلى هدف وهو إقناع المرأة أنها طاقة معطلة وكما مهملا لا قيمة له إلا في الخروج إلى الشارع، فهل حقًا المرأة في بيتها طاقة معطلة وكما مهملاً، وأن ذاتها وإنسانيتها لا تتحققان إلا في الخروج إلى العمل.
لنضع هذا الأمر على المحك، وننظر من هي المرأة العالمة ومن هي المرأة العاطلة:
إحصائيات عن بطالة المرأة السعودية:
يقولون إن الإحصاءات الحديثة تشير إلى تدني مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل والتي تقابلها زيادة في أعداد غير السعوديات بنسبة تصل إلى 77%.
ويؤكدون أن هناك ما بين 3.5 و5 ملايين امرأة في المملكة قادرة على العمل ويعانين من البطالة، ولا يشاركن في جهود التنمية داخل بلادهن، ما قد يولد عددًا من المشكلات وعلى رأسها الفقر.
تقول الإحصاءات: إن ظاهرة البطالة في تزايد، إذ يبلغ عدد العاطلات عن العمل 200.385 ونسبتهن 28.4 في المائة مقارنة بـ6.9 في المائة للذكور و10.5 في المائة للإجمالي. وتابع: «78 في المائة من العاطلات عن العمل حاصلات على البكالوريوس، بينما تبلغ النسبة المقابلة للعاطلين الذكور 17 في المائة فقط.
المرأة عاملة في بيتها: اعتمدت هذه الإحصاءات بلا شك على مفهوم للمرأة العالمة، وهي التي تعمل خارج بيتها أو التي تستأجر من قبل شخص للقيام بعمل مدفوع الأجر. ومن منطلق هذا المنطق فالمرأة التي تعمل خادمة في أحد البيوت وتتقاضى أجرًا مقابل الغسل والطبخ تعتبر عالة، والمرأة المربية التي تستأجر للجلوس بالأطفال وتربيتهم مقابل أجر هي أيضًا عاملة، أما إذا قامت المرأة بنفس تلك الأدوار في بيتها فمن هذا المنطلق هي عاطلة.
لو أن امرأة لديها ثلاثة أولاد وخرجت إلى العمل صباحًا لا شك أنها تحتاج إلى خادمة تجلس مع أولادها وهو الأمر الذي يعني أنها حال كونها جالسة في بيتها لم تكن عاطلة بل كانت تقوم بعمل لن تستطيع أي مربية أو خادمة في الدنيا كلها أن تقوم به.
فغالباً ما توصم المرأة غير الأجيرة بأنها عاطلة، وبأن عدم دخول المرأة "سوق العمل" أجيرة يعتبر تعطيلاً لنصف المجتمع. وهذه مغالطة، انطلت على كثير من الناس، حتى أصبح الخيار في حس المرأة, هو أن تكون "عاملة" خارج بيتها أو تكون "عاطلة" في بيتها، والصحيح أن الخيار هو إما أن تكون "عاملة أجيرة"، أو تكون " عاملة حرة ".
إن الخلل في هذا المفهوم يدفع المرأة لتضغط على نفسها، وعلى أسرتها، وعلى مجتمعها؛ لتتحول من كونها عاملة حرة في بيتها؛ لتكون أجيرة خارج بيتها، مما يؤدي إلى كثير من الأضرار.
ولقد أثبتت الأرقام الاقتصادية التفصيلية في أحد تقارير الأمم المتحدة في أوائل الثمانينيات الميلادية ، أن خروج المرأة للعمل أجيرة يكلف مجتمعها 40% من الدخل القومي، وذلك خلافا لما يروج له من أن خروجها للعمل أجيرة يدعم الاقتصاد والناتج المحلي، كما أن التقرير ذاته يقول في فقرة أخرى منه، لو أن نساء العالم تلقين أجوراً نظير القيام بالأعمال المنزلية لبلغ ذلك نصف الدخل القومي لكل بلد.
وقد قامت مؤسسة مالية في الولايات المتحدة بدراسة عمل الأم في المنزل (كالتربية، والطبخ، والإدارة المالية، والعلاج النفسي للأسرة..إلخ)، ومحاولة تقديره بحسابات مادية على الورق، فوجدت أن الأم تستحق أجراً سنوياً يصل إلى 508 آلاف دولار، وقال المحلل المالي لهذه المؤسسة: "حيث إن الأم تعمل 24 ساعة مستمرة يومياً، توصلنا إلى أنها تستحق أجر وقت دائم سنوي، يساوي أجر 17وظيفة مهمة".
عودي إلى بيتك:ولأجل هذا يجب إبراز دور المرأة والأم في المنزل، وأنه لا يمكن تعويض غياب الأم في المنزل بأي حال من الأحوال.
وكانت دراسة «عودة المرأة للبيت»، التي أعدتها د.إيمان سلامة الجندي، الباحثة الاجتماعية بمركز دراسات المرأة، حيثُ أشارت إلى أنه رغم الحديث عن عمل المرأة، وإيجابياته، فإن النظرة الفاحصة للمجتمعات المعاصرة، بما فيها مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تظهر أننا دفعنا ثمنًا باهظًا لخروج المرأة للعمل خارج البيت، مما زاد من الدعوات التي تنادي بعودة المرأة لوظيفتها الأساسية كزوجة وأم ومربية، مع إمكانية قيامها بمزاولة بعض الأعمال من داخل المنزل دون مغادرته. والتطورات التكنولوجية أعطت في وقتنا الحاضر المنادين بأفضلية عمل المرأة داخل بيتها، فرصة لترجمة دعوتهم إلى واقع عملي.
وفقًا لإحصائيات مكتب الأعمال النسائية التابع لمكتب إدارة الأعمال في أميركا، فإن أكثر من ثلاثة ملايين امرأة تدير عملها من منزلها الصغير، وتضيف د. إيمان: المجتمع الذي تحررت فيه نساؤه، وتفككت، تزداد فيه جرائم سوء معاملة الآباء والأمهات لأطفالهم، فتصل التقديرات إلى معدل يتراوح بين 13 و%21 حالة لكل ألف نسمة من سكان أميركا، أما في ألمانيا فهناك %33 من ضحايا الأطفال نتيجة لإهمال التربية والرعاية.
المجتمعات العربية
أما مجتمعاتنا العربية، فتشير إلى اعتراف 27% من النساء المتعلمات في المدن، بعدم قدرتهن على التوفيق بين عملهن الوظيفي والعمل المنزلي، إلى جانب إنفاقهن نحو 40% من مدخولهن على المظهر أو وسيلة الانتقال من وإلى العمل، وترى د.إيمان الجندي في دراستها أن هناك فوائد كثيرة من عمل المرأة من داخل منزلها وهي:
1 رعاية أبنائها في المنزل.
2 العاملات من خلال المنازل يكسبن دخلًا أكثر %28 من دخل المرأة العاملة خارجه.
3 توفير الإنفاق على الملابس ووسائل الانتقال.
وقد انتشرت ظاهرة جديدة من نوعها في المجتمعات الغربية وتحديداً في " انجلترا ، فرنسا ، وأمريكا" وهي مطالبة النساء للعودة إلى البيت ، ولم تعد المساواة مصدر سعادة المرأة الإنجليزية تحديداً ، لأنها تريد أن تعود "ليدي" وأنثى تاركة الشقاء للرجل، وهو الأمر الذي أشار إليه الكاتب أنيس منصور في مقالة بعنوان "حواء : عودي إلى البيت" بجريدة الشرق الأوسط ، واصفاً حال المرأة الغربية قائلاً :" تريد أن تكون أما.. أن تكون زوجة طول الوقت.. فخروج المرأة من البيت جعل البيت مسكناً.. وهي تريد أن تعيد الدفء والحنان والحب والاحتواء والأحضان الدافئة إلى الأبناء. لقد تعبت المرأة الإنجليزية. لم تعد أما ولا زوجة إنها تريد الأمومة الكاملة.. لكن المرأة المصرية لا بد أن تشرب المر وتتعذب سنوات قبل أن تحلم بالعودة إلى البيت.. لقد خرجت ولن تعود اليوم.. ولكنها سنوات ولا بد أن تعود!"
من مقالات احمد عمرو في موقع وفاء لحقوق المرأة (www.wafa.com.sa)
لنضع هذا الأمر على المحك، وننظر من هي المرأة العالمة ومن هي المرأة العاطلة:
إحصائيات عن بطالة المرأة السعودية:
يقولون إن الإحصاءات الحديثة تشير إلى تدني مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل والتي تقابلها زيادة في أعداد غير السعوديات بنسبة تصل إلى 77%.
ويؤكدون أن هناك ما بين 3.5 و5 ملايين امرأة في المملكة قادرة على العمل ويعانين من البطالة، ولا يشاركن في جهود التنمية داخل بلادهن، ما قد يولد عددًا من المشكلات وعلى رأسها الفقر.
تقول الإحصاءات: إن ظاهرة البطالة في تزايد، إذ يبلغ عدد العاطلات عن العمل 200.385 ونسبتهن 28.4 في المائة مقارنة بـ6.9 في المائة للذكور و10.5 في المائة للإجمالي. وتابع: «78 في المائة من العاطلات عن العمل حاصلات على البكالوريوس، بينما تبلغ النسبة المقابلة للعاطلين الذكور 17 في المائة فقط.
المرأة عاملة في بيتها: اعتمدت هذه الإحصاءات بلا شك على مفهوم للمرأة العالمة، وهي التي تعمل خارج بيتها أو التي تستأجر من قبل شخص للقيام بعمل مدفوع الأجر. ومن منطلق هذا المنطق فالمرأة التي تعمل خادمة في أحد البيوت وتتقاضى أجرًا مقابل الغسل والطبخ تعتبر عالة، والمرأة المربية التي تستأجر للجلوس بالأطفال وتربيتهم مقابل أجر هي أيضًا عاملة، أما إذا قامت المرأة بنفس تلك الأدوار في بيتها فمن هذا المنطلق هي عاطلة.
لو أن امرأة لديها ثلاثة أولاد وخرجت إلى العمل صباحًا لا شك أنها تحتاج إلى خادمة تجلس مع أولادها وهو الأمر الذي يعني أنها حال كونها جالسة في بيتها لم تكن عاطلة بل كانت تقوم بعمل لن تستطيع أي مربية أو خادمة في الدنيا كلها أن تقوم به.
فغالباً ما توصم المرأة غير الأجيرة بأنها عاطلة، وبأن عدم دخول المرأة "سوق العمل" أجيرة يعتبر تعطيلاً لنصف المجتمع. وهذه مغالطة، انطلت على كثير من الناس، حتى أصبح الخيار في حس المرأة, هو أن تكون "عاملة" خارج بيتها أو تكون "عاطلة" في بيتها، والصحيح أن الخيار هو إما أن تكون "عاملة أجيرة"، أو تكون " عاملة حرة ".
إن الخلل في هذا المفهوم يدفع المرأة لتضغط على نفسها، وعلى أسرتها، وعلى مجتمعها؛ لتتحول من كونها عاملة حرة في بيتها؛ لتكون أجيرة خارج بيتها، مما يؤدي إلى كثير من الأضرار.
ولقد أثبتت الأرقام الاقتصادية التفصيلية في أحد تقارير الأمم المتحدة في أوائل الثمانينيات الميلادية ، أن خروج المرأة للعمل أجيرة يكلف مجتمعها 40% من الدخل القومي، وذلك خلافا لما يروج له من أن خروجها للعمل أجيرة يدعم الاقتصاد والناتج المحلي، كما أن التقرير ذاته يقول في فقرة أخرى منه، لو أن نساء العالم تلقين أجوراً نظير القيام بالأعمال المنزلية لبلغ ذلك نصف الدخل القومي لكل بلد.
وقد قامت مؤسسة مالية في الولايات المتحدة بدراسة عمل الأم في المنزل (كالتربية، والطبخ، والإدارة المالية، والعلاج النفسي للأسرة..إلخ)، ومحاولة تقديره بحسابات مادية على الورق، فوجدت أن الأم تستحق أجراً سنوياً يصل إلى 508 آلاف دولار، وقال المحلل المالي لهذه المؤسسة: "حيث إن الأم تعمل 24 ساعة مستمرة يومياً، توصلنا إلى أنها تستحق أجر وقت دائم سنوي، يساوي أجر 17وظيفة مهمة".
عودي إلى بيتك:ولأجل هذا يجب إبراز دور المرأة والأم في المنزل، وأنه لا يمكن تعويض غياب الأم في المنزل بأي حال من الأحوال.
وكانت دراسة «عودة المرأة للبيت»، التي أعدتها د.إيمان سلامة الجندي، الباحثة الاجتماعية بمركز دراسات المرأة، حيثُ أشارت إلى أنه رغم الحديث عن عمل المرأة، وإيجابياته، فإن النظرة الفاحصة للمجتمعات المعاصرة، بما فيها مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تظهر أننا دفعنا ثمنًا باهظًا لخروج المرأة للعمل خارج البيت، مما زاد من الدعوات التي تنادي بعودة المرأة لوظيفتها الأساسية كزوجة وأم ومربية، مع إمكانية قيامها بمزاولة بعض الأعمال من داخل المنزل دون مغادرته. والتطورات التكنولوجية أعطت في وقتنا الحاضر المنادين بأفضلية عمل المرأة داخل بيتها، فرصة لترجمة دعوتهم إلى واقع عملي.
وفقًا لإحصائيات مكتب الأعمال النسائية التابع لمكتب إدارة الأعمال في أميركا، فإن أكثر من ثلاثة ملايين امرأة تدير عملها من منزلها الصغير، وتضيف د. إيمان: المجتمع الذي تحررت فيه نساؤه، وتفككت، تزداد فيه جرائم سوء معاملة الآباء والأمهات لأطفالهم، فتصل التقديرات إلى معدل يتراوح بين 13 و%21 حالة لكل ألف نسمة من سكان أميركا، أما في ألمانيا فهناك %33 من ضحايا الأطفال نتيجة لإهمال التربية والرعاية.
المجتمعات العربية
أما مجتمعاتنا العربية، فتشير إلى اعتراف 27% من النساء المتعلمات في المدن، بعدم قدرتهن على التوفيق بين عملهن الوظيفي والعمل المنزلي، إلى جانب إنفاقهن نحو 40% من مدخولهن على المظهر أو وسيلة الانتقال من وإلى العمل، وترى د.إيمان الجندي في دراستها أن هناك فوائد كثيرة من عمل المرأة من داخل منزلها وهي:
1 رعاية أبنائها في المنزل.
2 العاملات من خلال المنازل يكسبن دخلًا أكثر %28 من دخل المرأة العاملة خارجه.
3 توفير الإنفاق على الملابس ووسائل الانتقال.
وقد انتشرت ظاهرة جديدة من نوعها في المجتمعات الغربية وتحديداً في " انجلترا ، فرنسا ، وأمريكا" وهي مطالبة النساء للعودة إلى البيت ، ولم تعد المساواة مصدر سعادة المرأة الإنجليزية تحديداً ، لأنها تريد أن تعود "ليدي" وأنثى تاركة الشقاء للرجل، وهو الأمر الذي أشار إليه الكاتب أنيس منصور في مقالة بعنوان "حواء : عودي إلى البيت" بجريدة الشرق الأوسط ، واصفاً حال المرأة الغربية قائلاً :" تريد أن تكون أما.. أن تكون زوجة طول الوقت.. فخروج المرأة من البيت جعل البيت مسكناً.. وهي تريد أن تعيد الدفء والحنان والحب والاحتواء والأحضان الدافئة إلى الأبناء. لقد تعبت المرأة الإنجليزية. لم تعد أما ولا زوجة إنها تريد الأمومة الكاملة.. لكن المرأة المصرية لا بد أن تشرب المر وتتعذب سنوات قبل أن تحلم بالعودة إلى البيت.. لقد خرجت ولن تعود اليوم.. ولكنها سنوات ولا بد أن تعود!"
من مقالات احمد عمرو في موقع وفاء لحقوق المرأة (www.wafa.com.sa)