محب الدعوة
10-16-2022, 08:38 PM
كتبه / فهد بن عبدالله العمرو
*
إرغام النفس على الخير وكفها عن الشر سبب لنيل الدرجات *
قد تتعجب من شخص له صفات جميلة وأفعال حميدة فتتساءل كيف نال هذا وظفر بمثل تلك الصفات ؟ الجواب : فتش عن الجهد المبذول والتضحيات والتنازلات الكبيرة، فمن المهم أن تعرف أن هذا الإنسان كغيره من البشر يحب ويكره ويغضب ويفرح ويتفاعل وينفعل ، وغُرست فيه الكثير من الشهوات ولربما كان أقوى من أولئك المنجرفين مع أهوائهم وما تمليه عليه أنفسهم ، فكل ما في الأمر أنه يتحامل على نفسه في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود والأمر المطلوب ، ومن محاسن الشريعة الإسلامية أنها لفتت الانتباه لهذا الأمر المفيد جداً ، تأمل قول الله تعالى في محكم التنزيل "وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ" فعلى الرُغم من محبة التملك إلا أنه آتى المال على حبه و بذَله في سبيل الله ليصل لدرجة عالية راقية ، فهكذا الوصول إلى المراتب العالية سواء في الأمور الدنيوية أو الأخروية فلابد من مخالفة هوى النفس الذي يُرديك و لا يرفعك إلى المعالي .
*حتى لو كان بهم خصاصة إلا أنهم يؤثرون على أنفسهم ! فأفلحوا*
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
*ولو أعجبتكم – ولو أعجبكم*
"وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"
*لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون*
"لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" قال السعدي في تفسيره الرائع " أي: تدركوا وتبلغوا البر الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع المثوبات الموصل لصاحبه إلى الجنة، {حتى تنفقوا مما تحبون} أي: من أموالكم النفيسة التي تحبها نفوسكم، فإنكم إذا قدمتم محبة الله على محبة الأموال فبذلتموها في مرضاته، دل ذلك على إيمانكم الصادق وبر قلوبكم ويقين تقواكم"اهـ
*حتى وإن كُنت كارها*
افعل الخير وكل ما يفيدك في دنياك وآخرتك ، وابتعد عن الشر واحزم بقوة مع نفسك حتى وإن كنت كارها ، إذ لا يمكن أن ترتقي وتفلح وتنجح وتفوز إلا من خلال مخالفة هوى النفس الأمارة بالسوء والكسل فعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " أَسْلِمْ " قَالَ: أَجِدُنِي كَارِهًا. قَالَ: " أَسْلِمْ، وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا " رواه أحمد وصححه الألباني وشعيب الأرنؤوط
*النجاح في مخالفة المواقف الشديدة والمغرية إذا كانت مخالفتها هي الخير*
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ" . قال ابن كثير في تفسيره :" قَالَ مُقَاتِل بْنُ حَيَّان: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي عُمْرة الحُدَيْبِيَّة، فَكَانَتِ الْوَحْشُ وَالطَّيْرُ وَالصَّيْدُ تَغْشَاهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ قَطُّ فِيمَا خَلَا فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْ قَتْلِهِ وَهُمْ مُحْرِمُونَ."اهـ ، و قال في الصحيح المسبور : " أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (أيديكم ورماحكم) قال: هو الضعيف من الصيد وصغيره، يبتلى الله تعالى ذكره به عباده في إحرامهم، حتى لو شاؤوا نالوه بأيديهم، فنهاهم الله أن يقربوه." اهـ
اعلم أن المُحرم للحج أو العمرة منهي عن الصيد إلا صيد البحر وهنا اُبتلي الصحابة الكرام واختُبروا فبعد أن أحرموا جعل الله صيد البر سهلا يتمكنون منه بل تناله أيديهم بعد أن كانوا يبحثون عنه بتعب لينظر ماذا يعملون ، وها أنت في زمن سهل الوصول إلى كثير من المنهيات كمشاهدة ما لا يليق عبر الأجهزة والوسائل وكغير ذلك من مُغريات، فهل تصبر لتفلح أم تقع فريسة الهوى الذي يُرديك إلى المهالك ؟ فالنصحية هي أن تُخالف هواك ونفسك الأمارة بالسوء حتى وإن سهل الوصول إلى الحرام غاية السهولة لتفلح وتنجح بإذن الله تعالى .
*لتفوز وتظفر بما تُحب فاصبر على الخير وإن كانت نفسك تكرهه*
وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ، فللوصول إلى النجاح والفلاح فلابد من الصبر و الكفاح
*إذا جاءك الشر فابتعد عنه قدر ما تستطيع*
"وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ سورة"
*جهد ومجاهدة للنفس وصبر ومصابرة هكذا سبيل الفلاح والفوز*
كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ"
*تنازلت عن حقها رغم شدة الجوع فوجبت لها الجنة*
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ، الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ» رواه مسلم
تنازلت عن حقها رغم شدة الجوع فوجبت لها الجنة ، فهكذا المراتب العالية تحتاج صبر ومصابرة ومخالفة لمحاب النفس أولا ثم أبشر بالخير بإذن الله تعالى .
*المراتب العالية والمراتبة الدانية*
ستجد أن كثيرا من المراتب العالية الرائعة في الدنيا والآخرة لا تظفر بها إلا باقتحام أمور جادة تكرهها النفس الكسولة وستجد أن المراتب الدانية تنالها و تسقط فيها إذا اتبعت هوى النفس الأمارة بالسوء ، فحتى الجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ» رواه مسلم
*وأخيرا*
لا تحسب المجد تمراً أنت آكِله ... لن تبلغ المجد حتى تلْعق الصبِرا
*
إرغام النفس على الخير وكفها عن الشر سبب لنيل الدرجات *
قد تتعجب من شخص له صفات جميلة وأفعال حميدة فتتساءل كيف نال هذا وظفر بمثل تلك الصفات ؟ الجواب : فتش عن الجهد المبذول والتضحيات والتنازلات الكبيرة، فمن المهم أن تعرف أن هذا الإنسان كغيره من البشر يحب ويكره ويغضب ويفرح ويتفاعل وينفعل ، وغُرست فيه الكثير من الشهوات ولربما كان أقوى من أولئك المنجرفين مع أهوائهم وما تمليه عليه أنفسهم ، فكل ما في الأمر أنه يتحامل على نفسه في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود والأمر المطلوب ، ومن محاسن الشريعة الإسلامية أنها لفتت الانتباه لهذا الأمر المفيد جداً ، تأمل قول الله تعالى في محكم التنزيل "وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ" فعلى الرُغم من محبة التملك إلا أنه آتى المال على حبه و بذَله في سبيل الله ليصل لدرجة عالية راقية ، فهكذا الوصول إلى المراتب العالية سواء في الأمور الدنيوية أو الأخروية فلابد من مخالفة هوى النفس الذي يُرديك و لا يرفعك إلى المعالي .
*حتى لو كان بهم خصاصة إلا أنهم يؤثرون على أنفسهم ! فأفلحوا*
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
*ولو أعجبتكم – ولو أعجبكم*
"وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"
*لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون*
"لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" قال السعدي في تفسيره الرائع " أي: تدركوا وتبلغوا البر الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع المثوبات الموصل لصاحبه إلى الجنة، {حتى تنفقوا مما تحبون} أي: من أموالكم النفيسة التي تحبها نفوسكم، فإنكم إذا قدمتم محبة الله على محبة الأموال فبذلتموها في مرضاته، دل ذلك على إيمانكم الصادق وبر قلوبكم ويقين تقواكم"اهـ
*حتى وإن كُنت كارها*
افعل الخير وكل ما يفيدك في دنياك وآخرتك ، وابتعد عن الشر واحزم بقوة مع نفسك حتى وإن كنت كارها ، إذ لا يمكن أن ترتقي وتفلح وتنجح وتفوز إلا من خلال مخالفة هوى النفس الأمارة بالسوء والكسل فعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " أَسْلِمْ " قَالَ: أَجِدُنِي كَارِهًا. قَالَ: " أَسْلِمْ، وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا " رواه أحمد وصححه الألباني وشعيب الأرنؤوط
*النجاح في مخالفة المواقف الشديدة والمغرية إذا كانت مخالفتها هي الخير*
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ" . قال ابن كثير في تفسيره :" قَالَ مُقَاتِل بْنُ حَيَّان: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي عُمْرة الحُدَيْبِيَّة، فَكَانَتِ الْوَحْشُ وَالطَّيْرُ وَالصَّيْدُ تَغْشَاهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ قَطُّ فِيمَا خَلَا فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْ قَتْلِهِ وَهُمْ مُحْرِمُونَ."اهـ ، و قال في الصحيح المسبور : " أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (أيديكم ورماحكم) قال: هو الضعيف من الصيد وصغيره، يبتلى الله تعالى ذكره به عباده في إحرامهم، حتى لو شاؤوا نالوه بأيديهم، فنهاهم الله أن يقربوه." اهـ
اعلم أن المُحرم للحج أو العمرة منهي عن الصيد إلا صيد البحر وهنا اُبتلي الصحابة الكرام واختُبروا فبعد أن أحرموا جعل الله صيد البر سهلا يتمكنون منه بل تناله أيديهم بعد أن كانوا يبحثون عنه بتعب لينظر ماذا يعملون ، وها أنت في زمن سهل الوصول إلى كثير من المنهيات كمشاهدة ما لا يليق عبر الأجهزة والوسائل وكغير ذلك من مُغريات، فهل تصبر لتفلح أم تقع فريسة الهوى الذي يُرديك إلى المهالك ؟ فالنصحية هي أن تُخالف هواك ونفسك الأمارة بالسوء حتى وإن سهل الوصول إلى الحرام غاية السهولة لتفلح وتنجح بإذن الله تعالى .
*لتفوز وتظفر بما تُحب فاصبر على الخير وإن كانت نفسك تكرهه*
وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ، فللوصول إلى النجاح والفلاح فلابد من الصبر و الكفاح
*إذا جاءك الشر فابتعد عنه قدر ما تستطيع*
"وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ سورة"
*جهد ومجاهدة للنفس وصبر ومصابرة هكذا سبيل الفلاح والفوز*
كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ"
*تنازلت عن حقها رغم شدة الجوع فوجبت لها الجنة*
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ، الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ» رواه مسلم
تنازلت عن حقها رغم شدة الجوع فوجبت لها الجنة ، فهكذا المراتب العالية تحتاج صبر ومصابرة ومخالفة لمحاب النفس أولا ثم أبشر بالخير بإذن الله تعالى .
*المراتب العالية والمراتبة الدانية*
ستجد أن كثيرا من المراتب العالية الرائعة في الدنيا والآخرة لا تظفر بها إلا باقتحام أمور جادة تكرهها النفس الكسولة وستجد أن المراتب الدانية تنالها و تسقط فيها إذا اتبعت هوى النفس الأمارة بالسوء ، فحتى الجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ» رواه مسلم
*وأخيرا*
لا تحسب المجد تمراً أنت آكِله ... لن تبلغ المجد حتى تلْعق الصبِرا