المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استفد واعتبر من تجارب الآخرين 🌹🌹


محب الدعوة
10-23-2022, 09:30 AM
كتبه / فهد بن عبدالله العمرو

** استفد واعتبر من تجارب الآخرين **

تجارب الآخرين في أي أمر كان هي دروس جاهزة بلا جهد منك ولا تعب ولا بذل ولا سهر فحري بك أن تقتنصها لتستفيد منها وتعتبر بها حينما تحتاج لذلك الدرس في حياتك و لنأخذ مثالاً لذلك لتتضح الفكرة أكثر: فلانٌ من الناس يريد أن يفتح مشروعا تجاريا لبيع الكتب ، فعليه أولا الاعتماد على الله عز وجل ثم يسعى جاهدا للبحث عن أصحاب التجربة في مجال المكتبات، ويضع قائمة من الأسئلة المهمة في مشروعه، وبالتالي سيخرج بنتيجة تُروي غليله بإذن الله ، فالتجربة هي عمر ثانٍ لك لم تخض غماره أتتك على طبق من ذهب .
*تجارب الكبار، والاعتبار بأخطاء ونجاحات الآخرين درس ثمين*
إن من نعم الله عليك أن يُلقي الله في قلبك أهمية الاعتبار بالآخرين وأخذ الدروس من أخطائهم أو نجاحاتهم فهذا بلا شك سيزيح عنك كثيراً من المشكلات والأخطاء ، فكم من شخص نجح وفلح في حياته لأنه اهتم بكلمات من يكبرونه سناً وجربوا كثيرا من الأمور فتراه يستفيد منهم فإذا ما حدثك شخص عن تجربة صحيحة أو تجربة خاطئة فلا تفوت الفرصة بأن تتعظ بها فتتجنب الخطأ ولا تقع مثله وتأخذ بما أصاب ، فمثلا إذا رأيت شخصا ينقل لك تجاربه عن تركه للصلاة فترة من الزمن أو التقصير فيها أو الخوض في المعاصي والشهوات المحرمة والشبهات المهلكة والأفكار الرديئة وأخبرك كيف كانت حياته من هموم وغموم ومشكلات وقلة توفيق فكن فطنا ذكيا واضبط صلاتك وابتعد عن كل محرم وشبهة حتى لا تكون مثله ، وإذا ما حدثك شخص عن تجربته في مرافقة أصدقاء السوء والبطالين وكيف صار له كذا وكذا بسببهم فكن فطنا حازما واستفد من تجربته وابتعد عن رفقاء السوء .
*وصية الله سبحانه الاقتداء بالمهتدين*
*"أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ"

*استفد من كل تجربة صحيحة حتى وإن كانت من حيوان أو طير*
"فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ"

*كل أمر علمت صحته فُخذ به من أي أحد كائنا من كان*
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَصَّ الحَدِيثَ، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ» رواه البخاري
*رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أشيروا علي أيها الناس*
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالاَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا أَتَى ذَا الحُلَيْفَةِ، قَلَّدَ الهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِعُمْرَةٍ، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ، وَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ بِغَدِيرِ الأَشْطَاطِ أَتَاهُ عَيْنُهُ، قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا جَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا، وَقَدْ جَمَعُوا لَكَ الأَحَابِيشَ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ، وَصَادُّوكَ عَنِ البَيْتِ، وَمَانِعُوكَ، فَقَالَ: «أَشِيرُوا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيَّ، أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى عِيَالِهِمْ وَذَرَارِيِّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونَا عَنِ البَيْتِ، فَإِنْ يَأْتُونَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَطَعَ عَيْنًا مِنَ المُشْرِكِينَ، وَإِلَّا تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا البَيْتِ، لاَ تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ، وَلاَ حَرْبَ أَحَدٍ، فَتَوَجَّهْ لَهُ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ. قَالَ: «امْضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ» رواه البخاري



*زكريا عليه السلام دعا ربه في المحراب ! متى؟*

"هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ"
بعدما نظر زكريا عليه السلام لما وقع لمريم من رزق في غير حينه ففاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فطمع عليه السلام في الولد وإن كانت امرأته عاقراً ووجه الاعتبار هو أن الذي يقدر على رزقها بفاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء قادر سبحانه على أن يزرق زكريا الولد وإن كانت امرأته عاقراً والشيب قد اشتعل في رأسه وهنا تكمن فائدة الاعتبار بتجارب الآخرين وأعمالهم والاستفادة منها ، قال ابن كثير ": لَمَّا رَأَى زَكَرِيَّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُ مَرْيَمَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَاكِهَةَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، وَفَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، طَمِعَ حِينَئِذٍ فِي الْوَلَدِ، وَ إِنْ كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ ضَعُفَ وَ وَهَن مِنْهُ الْعَظْمُ، وَاشْتَعَلَ رَأْسُهُ شَيْبًا، وَإِنْ كَانَتِ امْرَأَتُهُ مَعَ ذَلِكَ كَبِيرَةً وَعَاقِرًا، لَكِنَّهُ مَعَ هَذَا كُلِّهِ سَأَلَ رَبَّهُ وَنَادَاهُ نِدَاءً خَفيا، وَقَالَ: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ} أَيْ: مِنْ عِنْدِكَ {ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} أَيْ: وَلَدًا صَالِحًا {إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} ."اهـ