موقع وفاء لحقوق المرأة
07-03-2010, 07:40 PM
في الوقت التي تموج بالأمة الكثير من المشكلات والقضايا الكبرى، والتي تطال عموم الأمة من أول لقمة العيش إلى احتلال الأرض وانتهاك العرض، لا أقول: يخرج البعض بفتاوى وآراء عدت من قبيل الشاذ، لكن أقول: خرج علينا الإعلام ليملأ الدنيا ضجيجًا حول عدد من القضايا والفتاوى لو خرجت في غير هذا الزمان لما لاقت كل هذا الصخب بين الناس.
لقد حرص الإعلام خاصة الفضائي منه أن يشرك أكبر عددًا من العلماء والدعاة وحتى من يطلق عليهم المثقفين والنخب وحتى الرجل العادي عبر إتاحة الاتصالات، لتصبح تلك الفتاوى أو هذا الرأي قضية رأي عام، بحلها تحل كل قضايا الأمة المصيرية.
والسؤال من المستفيد من وراء كل هذا اللغط، وما رأي العلماء الراسخين في تلك القضية؟
الهدف من وراء إثارة تلك القضايا:
ـ تعد قضية هدم قيمة أهل العلم والنيل من سمعتهم ورمزيتهم لدى عموم الأمة أهم أهداف هؤلاء المتربصين الذين يسعون وراء الشاردة والواردة، فهم من يقوم بنشر تلك الفتاوى وتسليط الضوء عليها لا من أجل الوصول للحقيقة لكن من أجل إبراز أن العلماء مختلفين وبعضهم عقولهم متخلفة، للنيل من هيبة العلماء عامة وقيمتهم.
مثل الحرص الذي يبدو في بعض وسائل الإعلام تلك على هدم رمزية شيوخ الأزهر استناداً إلى بعض الفتاوى الشاذة الصادرة عن بعض منتسبيه أو لي أعناق الأخبار للتحدث عن "جدل" ليس موجوداً حقيقة بين أهل العلم في مصر في بعض القضايا، ويتكرر الأمر أيضًا في السعودية.
ـ ثاني تلك الأهداف هو إلهاء القراء والمشاهدين عن أزمات الأمة الحقيقية بما يشبه عملية التخدير، فصناعة المعارك الوهمية وصناعة الاهتمام التافهة هو الدور التي تقوم به وسائل الإعلام التي لا هم لها غير الإثارة والربح.
ـ الهدف الثالث هو تشويه صورة علماء السعودية خاصة بين عموم المسلمين لما لهم من مكانة في كافة الدول الإسلامية، وإضعاف هذه "القوة الناعمة" التي لم تزل تتمتع بها السعودية حتى الآن في أرجاء العالم الإسلامي.
ـ الهدف الرابع: إسقاط قدسية الدين والتمسك به وتطبيقه، فهناك من راح يستقطب مجموعة من أنصاف الباحثين الشرعيين، وراح يعرض عليهم بعض الفتاوى التي أثارت موجات واسعة من الجدل والخلاف قديمًا وحديثًا عرضًا، ليثبت أن الدين لا يصلح لأن يكون منهجًا حياة.
فأيّ حل ستقدمه هذه الفتوى للأمة؟ وما المشكلة الكبيرة الكأداء التي ستحلها هذه الفتوى.
ـ الهدف الخامس: إشغال علماء الأمة ـ وهم مصابيح الهدى، وهم قادة الأمة العاصمون من القواصم – بحول الله – بسبب ما منحهم الله من نور علم الشريعة ـ بقضايا هامشية أو فتاوى تثير البلبلة، في حين أن مسئوليتهم تجاه دينهم وأمتهم ومجتمعهم كبيرة، والناس معلقون برقابهم ومنقادون لما يصدر عنهم، ولذا فإن الأمة تعدّهم للشدائد وتدّخرهم لعظائم الأمور، وتحزن غاية الحزن عندما ينشغلون ويشغلون الأمة معهم بتلك القضايا الهامشية.
رأي العلماء:
وعن رأي العلماء في تلك القضية فقد انتقد مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ "عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ "حفظه الله بعض الفتاوي الشاذة التي صدرت عن بعض الدعاة والمحسوبين على طلبة العلم مؤخرًا ، مطالبًا بالالتزام بفتاوى هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء والراسخين من العلماء . وقال سماحة المفتي في لقاء مع قناة المجد الفضائية ، مساء اليوم الأحد ، ضمن برنامج ساعة حوار وكان عنوان الحلقة "فوضى الفضائيات" : إن من يصدر مثل هذه الفتاوي عليه أن يتق الله في نفسه وأن يراقب الله عز وجل في فتاويه ، مشيرا إلى أن من يصدر مثل هذه الفتاوي يجب على ولاة الأمر منعهم من الإفتاء ومشيدا في الوقت ذاته بمواقف ولاة الأمر في هذا الشأن.
وأشار سماحة الشيخ إلى أن اللجنة الدائمة لا ترد على كل فتوى تصدر من المفتين حتى لا يعطون أهمية لمثل هذه الفتاوي ، داعيا طلبة العلم إلى أن ينتبهوا لأنفسهم وأن يكون لهم حاجزا من ضمائرهم يمنعهم من التجرؤ على مثل هذه الفتاوى.
وقال: إن هذه الفتاوى (نحو إباحة الغناء والمعازف وإرضاع الكبير ) تسببت في بلبلة كبيرة في داخل المملكة وخارجها موضحا أن هناك العديد من الاتصالات التي جاءت اللجنة الدائمة للاستفسار عن هذه الفتاوي.
وبين فضيلة المفتي آلية عمل اللجنة الدائمة للإفتاء ، التي تجتمع يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع لاستعراض ما يصلها من المحاكم والأفراد والرد عليه ، مشددا على أن أعمال الإفتاء تسير على نظام دقيق ومنظم.
وختم المفتي حديثة بنصيحة إلى طلاب العلم والدعاة والعلماء ، بضرورة تقوى الله ، وأن يكون حرصهم على تحري الحق ، وإذا أخطأ البعض فلينصح بعضهم بعضا ، ومن علم خطأه فليتراجع عنه ولا يصر على باطل ويعلم أنه باطل والتراجع عن الخطأ لا يعيب الشخص بل يزيد من قدره ، وعلى طلاب العلم أن يتراحموا فيما بينهم ويتناصحوا فيما بينهم.
وفي مداخلة هاتفية ، قال الشيخ "محمد صالح المنجد " مؤيدا لكلام المفتي : إن هناك علاقة بين هذه الفتاوي الشاذة وقضية الطعن في الدين لأن أعداء الأمة والمنافقين مع هذه الحملة المتتابعة من الفتاوى الشاذة والغريبة في عملية تحريك وتبديل بل والسخرية من الأحكام الشرعية.
وأوضح المنجد أن أهل الباطل في حاجة لسند شرعي لأن أسماءهم وأشكالهم لا تساعدهم في ترويج باطلهم ، مشيرا إلى أن هذه الحملة جاءت بعد رحيل ثلة من العلماء الذين كان لهم رسوخ قدم في الأمة وشهرة وفضل وتلقت الأمة فتاويهم بالقبول .
وتابع قائلا: إن هذه الحملة تأتي منظمة ومتتابعة يشعرك بمدى التخطيط وتم استعمال فيها ابن شيخ وابن عم شيخ وقريبين من المشايخ ، يرافق ذلك إذاعة وشيوع في وسائل الإعلام الحديثة والصحف والانترنت.
وأشار الشيخ إلى أنه كان من آثار هذه العملية بعض التشكيك من قبل بعض الناس وصاروا يقولون أصبح الشيء حلالا بعد أن كان حراما ، عمن نأخذ الفتوى ، هل الفتاوي نابعة من الواقع الاجتماعي أم ماذا؟ إلى غير ذلك ، ونبه الشيخ أن بعض الذين كانوا يستمعون للغناء يعرفون أنه حرام وهؤلاء قريبون من التوبة ، لكن المؤامرة هي كيف ينزع من هؤلاء الشعور بتأنيب الضمير حتى لا يكون حراما أصلا.
لكن الشيخ المنجد عاد وأشار إلى أن هذه الحملة تضمنت بعض الايجابيات التي يجب استثمارها ، نحو بروز بعض العلماء وطلبة العلم الجدد ، كما تم إعادة التذكير بالأدلة الشرعية المتعلقة بهذه المسائل وإشاعتها بين الناس.
يقول الشيخ السديس في خطبة الجمعة وهي يتحدث عن أنواع غش الأمة: وكذا غش الأمة في دينها ومصادر تلقيه في وقت كثر فيه المتعالمون والممتطون لصهوة القول على الله بغير علم والمتقحمون لمقامات الفتيا وهم ليسوا منها في قليل ولا كثير غافلين عن آثار آرائهم في المجتمع و مآلآتها في الأمة في حل سحر ورضاع وغناء واختلاط وسواها متناسين أثر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "ما أنت بمحدث قوماً بحديث لم تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" ولعل من الحزم الحجر على أمثال هؤلاء فالحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان.
من تقارير الموقع للكاتب أحمد عمرو
لقد حرص الإعلام خاصة الفضائي منه أن يشرك أكبر عددًا من العلماء والدعاة وحتى من يطلق عليهم المثقفين والنخب وحتى الرجل العادي عبر إتاحة الاتصالات، لتصبح تلك الفتاوى أو هذا الرأي قضية رأي عام، بحلها تحل كل قضايا الأمة المصيرية.
والسؤال من المستفيد من وراء كل هذا اللغط، وما رأي العلماء الراسخين في تلك القضية؟
الهدف من وراء إثارة تلك القضايا:
ـ تعد قضية هدم قيمة أهل العلم والنيل من سمعتهم ورمزيتهم لدى عموم الأمة أهم أهداف هؤلاء المتربصين الذين يسعون وراء الشاردة والواردة، فهم من يقوم بنشر تلك الفتاوى وتسليط الضوء عليها لا من أجل الوصول للحقيقة لكن من أجل إبراز أن العلماء مختلفين وبعضهم عقولهم متخلفة، للنيل من هيبة العلماء عامة وقيمتهم.
مثل الحرص الذي يبدو في بعض وسائل الإعلام تلك على هدم رمزية شيوخ الأزهر استناداً إلى بعض الفتاوى الشاذة الصادرة عن بعض منتسبيه أو لي أعناق الأخبار للتحدث عن "جدل" ليس موجوداً حقيقة بين أهل العلم في مصر في بعض القضايا، ويتكرر الأمر أيضًا في السعودية.
ـ ثاني تلك الأهداف هو إلهاء القراء والمشاهدين عن أزمات الأمة الحقيقية بما يشبه عملية التخدير، فصناعة المعارك الوهمية وصناعة الاهتمام التافهة هو الدور التي تقوم به وسائل الإعلام التي لا هم لها غير الإثارة والربح.
ـ الهدف الثالث هو تشويه صورة علماء السعودية خاصة بين عموم المسلمين لما لهم من مكانة في كافة الدول الإسلامية، وإضعاف هذه "القوة الناعمة" التي لم تزل تتمتع بها السعودية حتى الآن في أرجاء العالم الإسلامي.
ـ الهدف الرابع: إسقاط قدسية الدين والتمسك به وتطبيقه، فهناك من راح يستقطب مجموعة من أنصاف الباحثين الشرعيين، وراح يعرض عليهم بعض الفتاوى التي أثارت موجات واسعة من الجدل والخلاف قديمًا وحديثًا عرضًا، ليثبت أن الدين لا يصلح لأن يكون منهجًا حياة.
فأيّ حل ستقدمه هذه الفتوى للأمة؟ وما المشكلة الكبيرة الكأداء التي ستحلها هذه الفتوى.
ـ الهدف الخامس: إشغال علماء الأمة ـ وهم مصابيح الهدى، وهم قادة الأمة العاصمون من القواصم – بحول الله – بسبب ما منحهم الله من نور علم الشريعة ـ بقضايا هامشية أو فتاوى تثير البلبلة، في حين أن مسئوليتهم تجاه دينهم وأمتهم ومجتمعهم كبيرة، والناس معلقون برقابهم ومنقادون لما يصدر عنهم، ولذا فإن الأمة تعدّهم للشدائد وتدّخرهم لعظائم الأمور، وتحزن غاية الحزن عندما ينشغلون ويشغلون الأمة معهم بتلك القضايا الهامشية.
رأي العلماء:
وعن رأي العلماء في تلك القضية فقد انتقد مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ "عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ "حفظه الله بعض الفتاوي الشاذة التي صدرت عن بعض الدعاة والمحسوبين على طلبة العلم مؤخرًا ، مطالبًا بالالتزام بفتاوى هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء والراسخين من العلماء . وقال سماحة المفتي في لقاء مع قناة المجد الفضائية ، مساء اليوم الأحد ، ضمن برنامج ساعة حوار وكان عنوان الحلقة "فوضى الفضائيات" : إن من يصدر مثل هذه الفتاوي عليه أن يتق الله في نفسه وأن يراقب الله عز وجل في فتاويه ، مشيرا إلى أن من يصدر مثل هذه الفتاوي يجب على ولاة الأمر منعهم من الإفتاء ومشيدا في الوقت ذاته بمواقف ولاة الأمر في هذا الشأن.
وأشار سماحة الشيخ إلى أن اللجنة الدائمة لا ترد على كل فتوى تصدر من المفتين حتى لا يعطون أهمية لمثل هذه الفتاوي ، داعيا طلبة العلم إلى أن ينتبهوا لأنفسهم وأن يكون لهم حاجزا من ضمائرهم يمنعهم من التجرؤ على مثل هذه الفتاوى.
وقال: إن هذه الفتاوى (نحو إباحة الغناء والمعازف وإرضاع الكبير ) تسببت في بلبلة كبيرة في داخل المملكة وخارجها موضحا أن هناك العديد من الاتصالات التي جاءت اللجنة الدائمة للاستفسار عن هذه الفتاوي.
وبين فضيلة المفتي آلية عمل اللجنة الدائمة للإفتاء ، التي تجتمع يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع لاستعراض ما يصلها من المحاكم والأفراد والرد عليه ، مشددا على أن أعمال الإفتاء تسير على نظام دقيق ومنظم.
وختم المفتي حديثة بنصيحة إلى طلاب العلم والدعاة والعلماء ، بضرورة تقوى الله ، وأن يكون حرصهم على تحري الحق ، وإذا أخطأ البعض فلينصح بعضهم بعضا ، ومن علم خطأه فليتراجع عنه ولا يصر على باطل ويعلم أنه باطل والتراجع عن الخطأ لا يعيب الشخص بل يزيد من قدره ، وعلى طلاب العلم أن يتراحموا فيما بينهم ويتناصحوا فيما بينهم.
وفي مداخلة هاتفية ، قال الشيخ "محمد صالح المنجد " مؤيدا لكلام المفتي : إن هناك علاقة بين هذه الفتاوي الشاذة وقضية الطعن في الدين لأن أعداء الأمة والمنافقين مع هذه الحملة المتتابعة من الفتاوى الشاذة والغريبة في عملية تحريك وتبديل بل والسخرية من الأحكام الشرعية.
وأوضح المنجد أن أهل الباطل في حاجة لسند شرعي لأن أسماءهم وأشكالهم لا تساعدهم في ترويج باطلهم ، مشيرا إلى أن هذه الحملة جاءت بعد رحيل ثلة من العلماء الذين كان لهم رسوخ قدم في الأمة وشهرة وفضل وتلقت الأمة فتاويهم بالقبول .
وتابع قائلا: إن هذه الحملة تأتي منظمة ومتتابعة يشعرك بمدى التخطيط وتم استعمال فيها ابن شيخ وابن عم شيخ وقريبين من المشايخ ، يرافق ذلك إذاعة وشيوع في وسائل الإعلام الحديثة والصحف والانترنت.
وأشار الشيخ إلى أنه كان من آثار هذه العملية بعض التشكيك من قبل بعض الناس وصاروا يقولون أصبح الشيء حلالا بعد أن كان حراما ، عمن نأخذ الفتوى ، هل الفتاوي نابعة من الواقع الاجتماعي أم ماذا؟ إلى غير ذلك ، ونبه الشيخ أن بعض الذين كانوا يستمعون للغناء يعرفون أنه حرام وهؤلاء قريبون من التوبة ، لكن المؤامرة هي كيف ينزع من هؤلاء الشعور بتأنيب الضمير حتى لا يكون حراما أصلا.
لكن الشيخ المنجد عاد وأشار إلى أن هذه الحملة تضمنت بعض الايجابيات التي يجب استثمارها ، نحو بروز بعض العلماء وطلبة العلم الجدد ، كما تم إعادة التذكير بالأدلة الشرعية المتعلقة بهذه المسائل وإشاعتها بين الناس.
يقول الشيخ السديس في خطبة الجمعة وهي يتحدث عن أنواع غش الأمة: وكذا غش الأمة في دينها ومصادر تلقيه في وقت كثر فيه المتعالمون والممتطون لصهوة القول على الله بغير علم والمتقحمون لمقامات الفتيا وهم ليسوا منها في قليل ولا كثير غافلين عن آثار آرائهم في المجتمع و مآلآتها في الأمة في حل سحر ورضاع وغناء واختلاط وسواها متناسين أثر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "ما أنت بمحدث قوماً بحديث لم تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" ولعل من الحزم الحجر على أمثال هؤلاء فالحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان.
من تقارير الموقع للكاتب أحمد عمرو