محب الدعوة
07-13-2010, 01:23 PM
عقول أخطبوطية ! .. لو خرج المسيح الدجال !!
اتجهت أنظار العالم أجمع لمدة تقارب الشهر إلى دولة إفريقية، هي "جنوب إفريقيا"؛ لمتابعة مباريات كأس العالم 2010، وانشغلت وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية بجميع مجالاتها بمتابعة الحدث دقيقة بدقيقة، بل ثانية بثانية، قبل وأثناء وبعد انطلاق المباريات.
ضخَّت وسائل الإعلام؛ بحكم المتابعة الدقيقة لكأس العالم، جملةً وحزمةً من الأخبار المتنوعة، التي تختلف تأثيرها على المتلقي لها بحسب نوع الخبر، ومدى تقبله لدى الناس، وهي أخبار كثيرة جداً لا أستطيع حصرها في مقالي هذا.
ما يهمني منها خبر الأخطبوط "بول" الذي روَّجت وسوَّقت له وسائل الإعلام العالمية، بما فيها العربية - مع الأسف - بشكل تنفر منه نفوس الموحِّدين، وتتقبله نفوس ضعيفة عشش في قلوبها وعقولها الخرافة والشعوذة والعرافة والكهانة، وكان فتنة لمن عاش بين برزخ التوحيد والخرافة.
وملخَّص فتنته أنه يتابعه الملايين من خلال توقعاته لنتائج المباريات، ويعيش في حوض زجاجي في مدينة "أوبرهاوزن" غربي ألمانيا، ويوضع له حوضان بداخلهما بلح بحري، وعليهما عَلَما الدولتَيْن المتنافستَيْن، ثم يُفتح أحد الحوضين ليصبح دليلا على فوز المنتخب، وبعدها تقوم وسائل الإعلام بالترويج لفوز أو خسارة أحد الفريقين!
واسمحوا لي بنقاط أقف فيها مع هذا الانحراف العقدي الذي رُوِّج له:
أولاً: العارفون بالتوحيد، الذي هو حق الله على العبيد من المسلمين، لم ولن ينطلي عليهم ترويج وتسويق هذا النوع من الكهانة، الذي كثرت صوره وأنواعه في العصور المتأخرة، وقد تضافرت النصوص بتحريم إتيان الكهان والعرافين فمن ذلك: عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ الله، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ الله بالإِسْلامِ، وَإنْ منَّا رِجَالاً يأْتُونَ الْكُهَّانَ. قَالَ: "فَلاَ تَأْتهِمِ". أخرجه مسلم.
وعَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَتَىَ عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً". أخرجه مسلم.
ثانياً: لو خرج المسيح الدجال في زمننا المعاصر لسار خلفه وتبعه الكثير؛ لأن فتنته أكبر فتنة منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، ومن فتنة الإخطبوط "بول"!، ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم، بل جميع الأنبياء حذروا من فتنته.
أما أتباعه فهم أصناف: الكفار عموماً، واليهود خصوصاً، وكثير من المسلمين؛ لأنه يفتنهم بالخوارق التي تظهر على يديه، وخاصة مَنْ يجهلون حاله بما وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة. اللهم إنا نعوذ بك من فتنته.
ثالثاً: استطاع الإعلام أن يجعل من الأخطبوط "بول"، الذي لا يعقل، كاهناً يتكهَّن بنتائج المباريات؛ فانصبَّ جام غضب الخاسرين في المباريات عليه.
وفي حقيقة الأمر أن الأخطبوط وجميع الحيوانات أفضل من بعض بني آدم في التوحيد ومعرفة الله والتسبيح!، وإنما مَن روَّج لها هو المتحمِّل تبعة هذه الكهانة التي لُبِّست للأخطبوط.
قال تعالى: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً " [الإسراء: 44].
قال القرطبي – رحمه الله -: "فالصحيح أن الكل يسبح للأخبار الدالة على ذلك، ولو كان ذلك التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود، وإنما ذلك تسبيح المقال بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح كما ذكرنا. وقد نصت السنة على ما دل عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء فالقول به أولى. والله أعلم".أ.هـ.
رابعاً: يُروَّج بين الناس أن المجتمع الغربي مجتمع بلغ من الحضارة والتقدم ما تحتاج معه الدول العربية إلى سنوات ضوئية للوصول إلى ما وصل إليه! ويبرر بعض أبناء جلدتنا ومَنْ يتكلمون بألسنتنا تقدُّم وحضارة الغرب بأنه تخلى عن الدين! وسخّر الحياة المادية لتقدمه ورفاهية شعوبه بعد تنحية الدين جانباً في جميع أمور دنياه، فأصبح لا يذهب إلى الكنيسة إلا في يوم معلوم.
ومع هذا التقدم الحضاري والصناعي في الغرب إلا أنه استسلم وسلم بالخرافة والكهانة والعرافة التي جُعل الأخطبوط "بول" رمزها، ولم يعد هناك فرق بينه وبين المجتمعات التي يصنفونها بأنها بدائية ومتخلفة بسبب أخذها بالخرافات والشعوذة!
الأعجب والأغرب من ذلك سكوت وسكون أقلام بعض كُتّاب الصحف المفتونين والمهووسين بالحضارة الغربية عن خرافة الأخطبوط "بول"، وأجزم بأنه لو كان الأخطبوط في دولة عربية، وخرجت منه توقعات النتائج لرموه عن قوس واحد، وقالوا إنه تخلف ورجعية، ولكن لأنه جاء من الغرب فأهلاً وسهلاً ومرحباً ألف به ولو صادم العقيدة!
خامساً: من افتتان الغرب المتحضر بالأخطبوط "بول" أن توقعاته جاءت مطابقة تماماً لنتائج المباريات؛ فتغلغلت الخرافة عند الغرب على أعلى المستويات، إلى درجة أنَّ وسائل الإعلام نقلت أخباراً عن كبار المسؤولين في الدول الأوروبية تطالب بحماية الأخطبوط؛ لأن المشجعين الألمان هددوا بالتخلص منه! بل المضحك أن وزيرة البيئة والثروة السمكية في إسبانيا ستناقش فرض حظر على صيد الأخطبوط "بول" في مجلس الوزراء الأوربي!
وسائل الإعلام العالمية نقلت نقلاً مباشراً لاختيار الأخطبوط "بول" لنتيجة مباراة إسبانيا وهولندا. (صحيفة "الشرق الأوسط" في 28 رجب 1431هـ).
فلنحمد الله على نعمة الإسلام والتوحيد!
عبدالله بن محمد زقيل
zugailamm@gmail.com
أنظر الرابط ( صحيفة سبق )
http://www.sabq.org/sabq/user/articles.do?id=239
اتجهت أنظار العالم أجمع لمدة تقارب الشهر إلى دولة إفريقية، هي "جنوب إفريقيا"؛ لمتابعة مباريات كأس العالم 2010، وانشغلت وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية بجميع مجالاتها بمتابعة الحدث دقيقة بدقيقة، بل ثانية بثانية، قبل وأثناء وبعد انطلاق المباريات.
ضخَّت وسائل الإعلام؛ بحكم المتابعة الدقيقة لكأس العالم، جملةً وحزمةً من الأخبار المتنوعة، التي تختلف تأثيرها على المتلقي لها بحسب نوع الخبر، ومدى تقبله لدى الناس، وهي أخبار كثيرة جداً لا أستطيع حصرها في مقالي هذا.
ما يهمني منها خبر الأخطبوط "بول" الذي روَّجت وسوَّقت له وسائل الإعلام العالمية، بما فيها العربية - مع الأسف - بشكل تنفر منه نفوس الموحِّدين، وتتقبله نفوس ضعيفة عشش في قلوبها وعقولها الخرافة والشعوذة والعرافة والكهانة، وكان فتنة لمن عاش بين برزخ التوحيد والخرافة.
وملخَّص فتنته أنه يتابعه الملايين من خلال توقعاته لنتائج المباريات، ويعيش في حوض زجاجي في مدينة "أوبرهاوزن" غربي ألمانيا، ويوضع له حوضان بداخلهما بلح بحري، وعليهما عَلَما الدولتَيْن المتنافستَيْن، ثم يُفتح أحد الحوضين ليصبح دليلا على فوز المنتخب، وبعدها تقوم وسائل الإعلام بالترويج لفوز أو خسارة أحد الفريقين!
واسمحوا لي بنقاط أقف فيها مع هذا الانحراف العقدي الذي رُوِّج له:
أولاً: العارفون بالتوحيد، الذي هو حق الله على العبيد من المسلمين، لم ولن ينطلي عليهم ترويج وتسويق هذا النوع من الكهانة، الذي كثرت صوره وأنواعه في العصور المتأخرة، وقد تضافرت النصوص بتحريم إتيان الكهان والعرافين فمن ذلك: عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ الله، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ الله بالإِسْلامِ، وَإنْ منَّا رِجَالاً يأْتُونَ الْكُهَّانَ. قَالَ: "فَلاَ تَأْتهِمِ". أخرجه مسلم.
وعَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَتَىَ عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً". أخرجه مسلم.
ثانياً: لو خرج المسيح الدجال في زمننا المعاصر لسار خلفه وتبعه الكثير؛ لأن فتنته أكبر فتنة منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، ومن فتنة الإخطبوط "بول"!، ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم، بل جميع الأنبياء حذروا من فتنته.
أما أتباعه فهم أصناف: الكفار عموماً، واليهود خصوصاً، وكثير من المسلمين؛ لأنه يفتنهم بالخوارق التي تظهر على يديه، وخاصة مَنْ يجهلون حاله بما وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة. اللهم إنا نعوذ بك من فتنته.
ثالثاً: استطاع الإعلام أن يجعل من الأخطبوط "بول"، الذي لا يعقل، كاهناً يتكهَّن بنتائج المباريات؛ فانصبَّ جام غضب الخاسرين في المباريات عليه.
وفي حقيقة الأمر أن الأخطبوط وجميع الحيوانات أفضل من بعض بني آدم في التوحيد ومعرفة الله والتسبيح!، وإنما مَن روَّج لها هو المتحمِّل تبعة هذه الكهانة التي لُبِّست للأخطبوط.
قال تعالى: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً " [الإسراء: 44].
قال القرطبي – رحمه الله -: "فالصحيح أن الكل يسبح للأخبار الدالة على ذلك، ولو كان ذلك التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود، وإنما ذلك تسبيح المقال بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح كما ذكرنا. وقد نصت السنة على ما دل عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء فالقول به أولى. والله أعلم".أ.هـ.
رابعاً: يُروَّج بين الناس أن المجتمع الغربي مجتمع بلغ من الحضارة والتقدم ما تحتاج معه الدول العربية إلى سنوات ضوئية للوصول إلى ما وصل إليه! ويبرر بعض أبناء جلدتنا ومَنْ يتكلمون بألسنتنا تقدُّم وحضارة الغرب بأنه تخلى عن الدين! وسخّر الحياة المادية لتقدمه ورفاهية شعوبه بعد تنحية الدين جانباً في جميع أمور دنياه، فأصبح لا يذهب إلى الكنيسة إلا في يوم معلوم.
ومع هذا التقدم الحضاري والصناعي في الغرب إلا أنه استسلم وسلم بالخرافة والكهانة والعرافة التي جُعل الأخطبوط "بول" رمزها، ولم يعد هناك فرق بينه وبين المجتمعات التي يصنفونها بأنها بدائية ومتخلفة بسبب أخذها بالخرافات والشعوذة!
الأعجب والأغرب من ذلك سكوت وسكون أقلام بعض كُتّاب الصحف المفتونين والمهووسين بالحضارة الغربية عن خرافة الأخطبوط "بول"، وأجزم بأنه لو كان الأخطبوط في دولة عربية، وخرجت منه توقعات النتائج لرموه عن قوس واحد، وقالوا إنه تخلف ورجعية، ولكن لأنه جاء من الغرب فأهلاً وسهلاً ومرحباً ألف به ولو صادم العقيدة!
خامساً: من افتتان الغرب المتحضر بالأخطبوط "بول" أن توقعاته جاءت مطابقة تماماً لنتائج المباريات؛ فتغلغلت الخرافة عند الغرب على أعلى المستويات، إلى درجة أنَّ وسائل الإعلام نقلت أخباراً عن كبار المسؤولين في الدول الأوروبية تطالب بحماية الأخطبوط؛ لأن المشجعين الألمان هددوا بالتخلص منه! بل المضحك أن وزيرة البيئة والثروة السمكية في إسبانيا ستناقش فرض حظر على صيد الأخطبوط "بول" في مجلس الوزراء الأوربي!
وسائل الإعلام العالمية نقلت نقلاً مباشراً لاختيار الأخطبوط "بول" لنتيجة مباراة إسبانيا وهولندا. (صحيفة "الشرق الأوسط" في 28 رجب 1431هـ).
فلنحمد الله على نعمة الإسلام والتوحيد!
عبدالله بن محمد زقيل
zugailamm@gmail.com
أنظر الرابط ( صحيفة سبق )
http://www.sabq.org/sabq/user/articles.do?id=239