محب الدعوة
06-21-2010, 05:48 PM
اذكر شيئًا مما يدل على فضل هذه الكلمة العظيمة ؟
ج11: النصوص الواردة في فضلها كثيرة جدًا ، لكن أذكر لك طرفًا منها ، قال تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ، وقال تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم .
وقال - عليه الصلاة والسلام -: (( من مات وهو يعلم ألا إله إلا الله دخل الجنة )) رواه مسلم ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق - ثلاثًا - )) متفق عليه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( أسعـد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه )) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( أشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة )) متفق عليه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( قال موسى : يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به . قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله . قال : يا رب كل عبادك يقولون هذا . قال : يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله )) رواه ابن حبان والحاكم بسندٍ صحيح ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير )) رواه البخاري ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة )) حديث حسن ، ومنها حديث البطاقة المشهور وفيه : (( فوضعت هذه البطاقة في كفة فمالت بهذه السجلات )) وهي بطاقة فيها لا إله إلا الله، وقال - عليه الصلاة والسلام -: (( من شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل )) متفق عليه ، وقد ورد أنها مفتاح الجنة .
فهذه النقول وغيرها مما يدلك على عظم هذه الكلمة وفضلها ، بل ورد أنها أفضل الذكر كما في الحديث : (( أفضل الذكر لا إله إلا الله )) ، والله أعلم .
* * *
س12: ما شروط هذه الكلمة ؟ مع توضيح ذلك بالأدلة .
ج12: ذكر أهل العلم - رحمهم الله تعالى - أن هذه الكلمة لا يتم الانتفاع بها إلا لمن حقق مع قولها ثمانية شروط :
الأول : العلم ، وضده الجهل ، والمقصود : العلم بمدلولها من نفي الإلهية عما سوى الله تعالى ، وإثباتها لله وحده جل وعلا وأنه لا يستحق أحد العبادة إلا هو سبحانه وتعالى ، قال تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله فأمره بالعلم بذلك ، وقال تعالى : إلا من شهد بالحق وهم يعلمون .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( من مات وهو يعلم ألا إله إلا الله دخل الجنة )) ، فاشترط العلم بذلك .
الثاني : الإخلاص ، وضده الشرك ، وهو أن يقولها خالصًا من قلبه مجتنبًا ما يضادها مطلقًا وهو الشرك الأكبر أو ما ينقص كمالها الواجب وهو الشرك الأكبر ، قال تعالى : فاعبد الله مخلصًا له الدين ، وأعظم العبادة قولها والعمل بمدلولها ، وقال تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء وعبادته هو تحقيق هذه الشهادة بمقتضياتها .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) وكلاهما في الصحيح .
الثالث : اليقين ، وضده الريب ، ومعناه : أن يقولها وهو معتقد لمدلولها الاعتقاد الجازم بيقين راسخ كرسوخ الجبال بلاشك أو ريب ، قال تعالى : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة )) ، وفي الحديث الآخر : (( فيدخل النار أو تطعمه )) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - لأبي هريرة وأعطاه نعليه : (( اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد ألا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة )) رواه مسلم .
الرابع : الصدق ، وضده الكذب ، أي لابد أن يتوافق قول الباطن مع القول الظاهر ، فيكون قلبه مصدقًا بمدلول هذه الكلمة ، لا كالمنافقين الذين قالوا : نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ، ودليل ذلك قوله تعالى: والذي جاء بالصدق وصدق به أي جاء بلا إله إلا الله مصدقًا بها قلبه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( من قال لا إله إلا الله صدقًا من قلبه حرمه الله على النار )) .
الخامس : المحبة ، وضدها الكره والبغض ، ومعناه : أن يقولها محبًا لها ولمدلولها ومحبًا لله ورسولـه ومحبًا لما يحبـه الله ورسولـه ، قـال تعالى : والذين آمنوا أشد حبًا لله ، وقال تعالى : ذلك بأنهم كرهوا ما نزل الله فأحبط أعمالهم .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) متفق عليه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )) متفق عليه ، ولذلك فإن من النواقض لهذه الكلمة بغض شيء مما جاء به النبي .
السادس : القبول ، وضده الرد ، ومعناه : أن يقبل ما دلت عليه هذه الكلمة من النفي والإثبات ويقبل ما جاء به النبي من الشريعة ، قال تعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا ، وقال تعالى : إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعرٍ مجنون .
السابع : الانقياد ، وهو العمل بما تقتضيه هذه الكلمة ، قال تعالى : ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ولله عاقبة الأمور ، وقال تعالى : بلى من أسلم وجهه إلى الله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت بـه )) ، وقال أبو بكرٍ : ( والله لو منعوني عقالاً - وفي رواية : عناقًا - كانوا يؤدونها للنبي لقاتلتهم على منعه ) متفق عليه .
الثامن : الكفر بالطاغوت ، قال تعالى : يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ، وقال تعالى : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ، وقال تعالى : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً أولئك لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرًا .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله )) رواه مسلم .
ويجمعها لك قول الناظم :
وشـروطها سـرد إليـك بيـانهـا
العلـم والإخـلاص للرحمـن
وكـذا المحبـة واليقـين قبـولهـا
والصدق والتسليـم يا إخـواني
ويـزاد كفـرك بالطـواغيت التي
عمت بها البلـواء في الأوطـان
والله أعلم .
* * *
س13: ما الفرق بين القبول والانقياد ؟
ج13: الفرق بينهما هو أن القبول عمل القلب ، فهو واجب الباطن ، وأما الانقياد فهو عمل الجوارح ، أي هو واجب الظاهر ، والانقياد علامة القبول وكلما ازداد القبول في القلب تحقق كمال الانقياد في الظاهر ، والله أعلم .
س14: عرف الطاغوت ، مع بيان ذلك بالأمثلة .
ج14: الطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاع ، هكذا عرفه العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - ، فمثال المعبود : قوله : (( لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة )) وهو طاغية دوس التي تعظمه في الجاهلية ، والحديث في الصحيح ، وكالشياطين التي تأمر بعض الطوائف من السحرة والكهنة وغيرهم بعبادتهم كما قال تعالى : ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم به مؤمنون .
ومثال المتبوع : كالملوك الظلمة الكفرة الذين يأمرون أتباعهم بمخالفة الشريعة والتحاكم إلى الأعراف والسلوم وعادات القبائل ، والقوانين الوضعية ، ويحاربون تطبيق الشريعة ومن يدعو إلى تطبيقها .
وأما المطاع : فكالأحبار والرهبان وعلماء السوء الذين يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله فيطاعون في ذلك كما في حديث عدي مرفوعًا : (( أليس يحلون لكم ما حرم الله تحلونه ويحرمون عليكم ما أحل الله فتحرمونه )) ؟ قال: نعم . قال : (( فتلك عبادتهم )) وسنده صحيح .
لكن لابد من التنبيه على أمرٍ وهو أن من عبد من دون الله وهو غير راضٍ بذلك فإنه لا يسمى طاغوتًا ، وسيأتي زيادة إيضاح لذلك - إن شاء الله تعالى - .
* * *
الشيخ وليد السعيدان
ج11: النصوص الواردة في فضلها كثيرة جدًا ، لكن أذكر لك طرفًا منها ، قال تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ، وقال تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم .
وقال - عليه الصلاة والسلام -: (( من مات وهو يعلم ألا إله إلا الله دخل الجنة )) رواه مسلم ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق - ثلاثًا - )) متفق عليه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( أسعـد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه )) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( أشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة )) متفق عليه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( قال موسى : يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به . قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله . قال : يا رب كل عبادك يقولون هذا . قال : يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله )) رواه ابن حبان والحاكم بسندٍ صحيح ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير )) رواه البخاري ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة )) حديث حسن ، ومنها حديث البطاقة المشهور وفيه : (( فوضعت هذه البطاقة في كفة فمالت بهذه السجلات )) وهي بطاقة فيها لا إله إلا الله، وقال - عليه الصلاة والسلام -: (( من شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل )) متفق عليه ، وقد ورد أنها مفتاح الجنة .
فهذه النقول وغيرها مما يدلك على عظم هذه الكلمة وفضلها ، بل ورد أنها أفضل الذكر كما في الحديث : (( أفضل الذكر لا إله إلا الله )) ، والله أعلم .
* * *
س12: ما شروط هذه الكلمة ؟ مع توضيح ذلك بالأدلة .
ج12: ذكر أهل العلم - رحمهم الله تعالى - أن هذه الكلمة لا يتم الانتفاع بها إلا لمن حقق مع قولها ثمانية شروط :
الأول : العلم ، وضده الجهل ، والمقصود : العلم بمدلولها من نفي الإلهية عما سوى الله تعالى ، وإثباتها لله وحده جل وعلا وأنه لا يستحق أحد العبادة إلا هو سبحانه وتعالى ، قال تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله فأمره بالعلم بذلك ، وقال تعالى : إلا من شهد بالحق وهم يعلمون .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( من مات وهو يعلم ألا إله إلا الله دخل الجنة )) ، فاشترط العلم بذلك .
الثاني : الإخلاص ، وضده الشرك ، وهو أن يقولها خالصًا من قلبه مجتنبًا ما يضادها مطلقًا وهو الشرك الأكبر أو ما ينقص كمالها الواجب وهو الشرك الأكبر ، قال تعالى : فاعبد الله مخلصًا له الدين ، وأعظم العبادة قولها والعمل بمدلولها ، وقال تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء وعبادته هو تحقيق هذه الشهادة بمقتضياتها .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) وكلاهما في الصحيح .
الثالث : اليقين ، وضده الريب ، ومعناه : أن يقولها وهو معتقد لمدلولها الاعتقاد الجازم بيقين راسخ كرسوخ الجبال بلاشك أو ريب ، قال تعالى : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة )) ، وفي الحديث الآخر : (( فيدخل النار أو تطعمه )) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - لأبي هريرة وأعطاه نعليه : (( اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد ألا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة )) رواه مسلم .
الرابع : الصدق ، وضده الكذب ، أي لابد أن يتوافق قول الباطن مع القول الظاهر ، فيكون قلبه مصدقًا بمدلول هذه الكلمة ، لا كالمنافقين الذين قالوا : نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ، ودليل ذلك قوله تعالى: والذي جاء بالصدق وصدق به أي جاء بلا إله إلا الله مصدقًا بها قلبه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( من قال لا إله إلا الله صدقًا من قلبه حرمه الله على النار )) .
الخامس : المحبة ، وضدها الكره والبغض ، ومعناه : أن يقولها محبًا لها ولمدلولها ومحبًا لله ورسولـه ومحبًا لما يحبـه الله ورسولـه ، قـال تعالى : والذين آمنوا أشد حبًا لله ، وقال تعالى : ذلك بأنهم كرهوا ما نزل الله فأحبط أعمالهم .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) متفق عليه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )) متفق عليه ، ولذلك فإن من النواقض لهذه الكلمة بغض شيء مما جاء به النبي .
السادس : القبول ، وضده الرد ، ومعناه : أن يقبل ما دلت عليه هذه الكلمة من النفي والإثبات ويقبل ما جاء به النبي من الشريعة ، قال تعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا ، وقال تعالى : إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعرٍ مجنون .
السابع : الانقياد ، وهو العمل بما تقتضيه هذه الكلمة ، قال تعالى : ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ولله عاقبة الأمور ، وقال تعالى : بلى من أسلم وجهه إلى الله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت بـه )) ، وقال أبو بكرٍ : ( والله لو منعوني عقالاً - وفي رواية : عناقًا - كانوا يؤدونها للنبي لقاتلتهم على منعه ) متفق عليه .
الثامن : الكفر بالطاغوت ، قال تعالى : يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ، وقال تعالى : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ، وقال تعالى : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً أولئك لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرًا .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله )) رواه مسلم .
ويجمعها لك قول الناظم :
وشـروطها سـرد إليـك بيـانهـا
العلـم والإخـلاص للرحمـن
وكـذا المحبـة واليقـين قبـولهـا
والصدق والتسليـم يا إخـواني
ويـزاد كفـرك بالطـواغيت التي
عمت بها البلـواء في الأوطـان
والله أعلم .
* * *
س13: ما الفرق بين القبول والانقياد ؟
ج13: الفرق بينهما هو أن القبول عمل القلب ، فهو واجب الباطن ، وأما الانقياد فهو عمل الجوارح ، أي هو واجب الظاهر ، والانقياد علامة القبول وكلما ازداد القبول في القلب تحقق كمال الانقياد في الظاهر ، والله أعلم .
س14: عرف الطاغوت ، مع بيان ذلك بالأمثلة .
ج14: الطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاع ، هكذا عرفه العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - ، فمثال المعبود : قوله : (( لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة )) وهو طاغية دوس التي تعظمه في الجاهلية ، والحديث في الصحيح ، وكالشياطين التي تأمر بعض الطوائف من السحرة والكهنة وغيرهم بعبادتهم كما قال تعالى : ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم به مؤمنون .
ومثال المتبوع : كالملوك الظلمة الكفرة الذين يأمرون أتباعهم بمخالفة الشريعة والتحاكم إلى الأعراف والسلوم وعادات القبائل ، والقوانين الوضعية ، ويحاربون تطبيق الشريعة ومن يدعو إلى تطبيقها .
وأما المطاع : فكالأحبار والرهبان وعلماء السوء الذين يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله فيطاعون في ذلك كما في حديث عدي مرفوعًا : (( أليس يحلون لكم ما حرم الله تحلونه ويحرمون عليكم ما أحل الله فتحرمونه )) ؟ قال: نعم . قال : (( فتلك عبادتهم )) وسنده صحيح .
لكن لابد من التنبيه على أمرٍ وهو أن من عبد من دون الله وهو غير راضٍ بذلك فإنه لا يسمى طاغوتًا ، وسيأتي زيادة إيضاح لذلك - إن شاء الله تعالى - .
* * *
الشيخ وليد السعيدان