مشاهدة النسخة كاملة : بعض أنواع الرياء
أبو عبد البر طارق دامي
05-20-2011, 01:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ
هذه بعض أنواع الرياء منها ما قاله أهل العلم , ومنها ما شاهدته بنفسي , و قد يكون العمل من شخصين أحدها غارق في الرياء , و الآخر في قمة الإخلاص , فالهدف من هذا الموضوع ليس إسقاط هذه الأحكام على الناس , و إنما مجاهدة النفس حتى لا تقع في الرياء
***
ما جاء عن السلف في الخوف من الرياء
***
قال ابن القيم في الفوائد:
ذكر ابن سعد في الطبقات عن عمر بن عبد العزيز انه كان إذا خطب على المنبر فخاف على نفسه العجب قطعه, ( كلام الخطبة ) وإذا كتب كتابا فخاف فيه العجب مزقه ويقول اللهم أني أعوذ بك من شر نفسي.
***
قال ابن رجب / جامع العلوم و الحكم:
قال سفيان الثوري ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي لأنها تنقلب علي .
وعن يوسف بن أسباط قال تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.
وقال يوسف بن الحسين الرازي أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر.
وقال ابن عيينة كان من دعاء مطرف بن عبد الله اللهم إنى أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أوف به لك ,وأستغفرك مما زعمت إنى أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد عملت .
***
قال الذهبي/ترجمة الدستوائي/ نقلا من كتاب سبائك الذهب في كشف آفات الطلب
قَالَ عَوْنُ بنُ عُمَارَةَ: سَمِعْتُ هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ يَقُوْلُ:
وَاللهِ مَا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ إِنِّي ذَهَبتُ يَوْماً قَطُّ أَطْلُبُ الحَدِيْثَ، أُرِيْدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-.
قُال الذهبي: وَاللهِ وَلاَ أَنَا،
فَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَطلُبُوْنَ العِلْمَ للهِ، فَنَبُلُوا، وَصَارُوا أَئِمَّةً يُقتَدَى بِهِم، وطَلَبَهُ قَوْمٌ مِنْهُم أَوَّلاً لاَ للهِ، وَحَصَّلُوْهُ، ثُمَّ اسْتَفَاقُوا، وَحَاسَبُوا أَنْفُسَهُم، فَجَرَّهُمُ العِلْمُ إِلَى الإِخْلاَصِ فِي أَثنَاءِ الطَّرِيْقِ، كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُ:
طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ، وَمَا لَنَا فِيْهِ كَبِيْرُ نِيَّةٍ، ثُمَّ رَزَقَ اللهُ النِّيَّةَ بَعْدُ.
وَبَعْضُهُم يَقُوْلُ: طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ، فَأَبَى أَنْ يَكُوْنَ إِلاَّ للهِ، فَهَذَا أَيْضاً حَسَنٌ، ثُمَّ نَشَرُوْهُ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ.
قَالَ أَبُو قَطَنٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ بنَ الحَجَّاجِ يَقُوْلُ:
مَا شَيْءٌ أَخَوْفُ عِنْدِي مِنْ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ مِنَ الحَدِيْثِ.
وَعَنْهُ، قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي وَقَّادُ حَمَّامٍ، وَأَنِّي لَمْ أَعْرِفِ الحَدِيْثَ.
قُال الذهبي: كُلُّ مَنْ حَاقَقَ نَفْسَهُ فِي صِحَّةِ نِيَّتِهِ فِي طَلَبِ العِلْمِ، يَخَافُ مِنْ مِثْلِ هَذَا، وَيَودُّ أَنْ يَنجُوَ كَفَافاً.
وَقَالَ الفَيْضُ: قَالَ لِي الفُضَيْلُ:
لَوْ قِيْلَ لَكَ: يَا مُرَائِي، غَضِبْتَ، وَشَقَّ عَلَيْكَ، وَعَسَى مَا قِيْلَ لَكَ حَقٌّ، تَزَيَّنْتَ لِلدُّنْيَا، وَتَصَنَّعتَ، وَقَصَّرْتَ ثِيَابَكَ، وَحَسَّنْتَ سَمْتَكَ، وَكَفَفْتَ أَذَاكَ، حَتَّى يُقَالَ: أَبُو فُلاَنٍ عَابِدٌ، مَا أَحْسَنَ سَمْتَهُ، فَيُكْرِمُوْنَكَ، وَيَنْظُرُونَكَ، وَيَقْصِدُونَكَ، وَيَهْدُوْنَ إِلَيْكَ، مِثْل الدِّرْهَمِ السُّتُّوقِ(هو الردئ الزيف الذي لا خير فيه ) ، لاَ يَعْرِفُه كُلُّ أَحَدٍ، فَإِذَا قُشِرَ، قُشِرَ عَنْ نُحَاسٍ.
***
والآثار كثيرة في هذا الباب
***
يتبع بكيفية معالجة النية
محب الدعوة
05-20-2011, 03:35 PM
شكر الله لك أخي الكريم ، نعم فليجاهد كل منا نفسه ، فإن النفس أمارة بالسوء ، ومن لم يعسف نفسه على الخير والطريق المستقيم فلا خير فيه ولا خير في نفس تترد في ذلك الجسد إذا لم يأطرها على الحق أطرا ...
ففي الحديث :
أول الناس يقضى لهم يوم القيامة ثلاثة ، رجل استشهد فأتي به ، فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، قال : كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ، حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم ، وعلمه وقرأ القرآن ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم ، وقرأت القرآن ليقال : قارئ ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ، حتى ألقي في النار ، ورجل وسع الله عليه ، وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، فقال : ما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب – قال أبو عبد الرحمن : ولم أفهم تحب كما أردت – أن ينفق فيها ، إلا أنفقت فيها لك قال : كذبت ولكن ليقال : إنه جواد ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ، فألقي في النار
رواه مسلم
أبو عبد البر طارق دامي
05-20-2011, 07:05 PM
شكر الله لك أخي الكريم ، نعم فليجاهد كل منا نفسه ، فإن النفس أمارة بالسوء ، ومن لم يعسف نفسه على الخير والطريق المستقيم فلا خير فيه ولا خير في نفس تترد في ذلك الجسد إذا لم يأطرها على الحق أطرا ...
ففي الحديث :
أول الناس يقضى لهم يوم القيامة ثلاثة ، رجل استشهد فأتي به ، فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، قال : كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ، حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم ، وعلمه وقرأ القرآن ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم ، وقرأت القرآن ليقال : قارئ ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ، حتى ألقي في النار ، ورجل وسع الله عليه ، وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، فقال : ما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب – قال أبو عبد الرحمن : ولم أفهم تحب كما أردت – أن ينفق فيها ، إلا أنفقت فيها لك قال : كذبت ولكن ليقال : إنه جواد ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ، فألقي في النار
رواه مسلم
جزاك الله خيرا على الإضافة
أبو عبد البر طارق دامي
05-21-2011, 03:16 PM
كيف يعالج الرياء
قال ابن القيم / الفوائد:
قال يحيى بن معاذ عجبت من ثلاث :
رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمله لله
ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا
ورجل يرغب فى صحبة المخلوقين ومودتهم والله يدعوه الى صحبته ومودته
***
فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص
فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس
وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة
فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص
فإن قلت وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟
قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه الا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه
وأما ازهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمة ويشين الا الله وحده
***
قال ابن قدامة/ مختصر منهاج القاصدين /باختصار و تهذيب:
وفي علاجه( الرياء) مقامان:
أحدهما قلع عروقه وأصوله التي منها انشعابه
والثاني دفع ما يخطر منه في الحال
المقام الأول قلع عروق الرياء:
إعلم أن أصل الرياء حب المنزلة والجاه
وإذا فصل رجع إلى ثلاثة أصول:
وهي لذة المحمدة
والفرار من ألم الذم
والطمع فيما في أيدي الناس
و علاجه أن الإنسان إنما يقصد الشيء ويرغب فيه لظنه أنه خير له ونافع ولذيذ
إما في الحال وإما في المآل فإن علم إنه لذيذ في الحال ولكنه ضار في المآل سهل عليه قطع الرغبة عنه
كمن يعلم أن العسل لذيذ ولكن إذا بان له أن فيه سما أعرض عنه
فكذلك طريق قطع هذه الرغبة أن تعلم ما فيها من المضرة
ومتى عرف العبد مضرة الرياء وما يفوته من صلاح قلبه وما يحرم عنه في الحال من التوفيق وفي الآخرة من المنزلة عند الله وما يتعرض له من العقاب العظيم والمقت
مع ما يتعرض له في الدنيا من تشتت الهم بسبب ملاحظة قلوب الخلق
فإن رضا الناس غاية لا تدرك فكل ما يرضي به فريق يسخط به فريق
ومن طلب رضاهم في سخط الله سخط الله عليه وأسخطهم أيضا عليه
ثم أي غرض له في مدحهم وإيثار ذم الله لأجل حمدهم ولا يزيده حمدهم رزقا ولا أجلا ولا ينفعه يوم فقره وفاقته وهو يوم القيامة
وأما الطمع فيما فيأيديهم
فبأن يعلم أن الله تعالى هو المسخر للقلوب بالمنع والإعطاء وأن الخلق مضطرون إليه
ولا رازق إلا الله
ومن طمع في الخلق لم يخل من الذل والخيبة
وإن وصل إلى المراد لم يخل عن المنة والمهانة
فكيف يترك ما عند الله برجاء كاذب ووهم فاسد
و من الدواء النافع أن يعود نفسه إخفاء العبادات وإغلاق الأبواب دونها كما تغلق الأبواب دون الفواحش
المقام الثاني ما يقع من الرياء أثناء العبادة
دفع العارض منه أثناء العبادة
وذلك لابد أيضا من تعلمه فإنه من جاهد نفسه بقطع مغارس الرياء وقطع واستحقار مدح المخلوقين وذمهم فقد لا يتركه الشيطان في أثناء العبادة بل يعارضه بخطرات الرياء
فإذا خطر له معرفة إطلاع الخلق دفع ذلك بأن قال لنفسه:
مالك وللخلق علموا أو لم يعلموا والله عالم بحالك فأى فائدة في علم غيره ،
فإذا هاجت الرغبة إلى لذة الحمد
ذكر ما رسخ في قلبه آفة الرياء وتعرضه لمقت الله والخسران في الآخرة
أبو عبد البر طارق دامي
05-21-2011, 09:25 PM
أنواع الرياء في الدين
قال ابن قدامة / مختصر منهاج القاصدين
**الرياء من جهة البدن**
أن يكون من جهة البدن، بإظهار النحول والصفار، ليريهم بذلك شدة الاجتهاد، وغلبة خوف الآخرة،
وكذلك يرائي بتشعث الشعر، ليظهر أنه مستغرق في هم الدين، لا يتفرغ لتسريح شعره .
ويقرب من هذا خفض الصوت، وإغارة العينين، وذبول الشفتين، ليدل بذلك على أنه مواظب على الصوم
**الرياء من جهة الزي**
النوع الثاني : الرياء من جهة الزي،
كالإطراق حالة المشي،
وإبقاء أثر السجود على الوجه، وغلظ الثياب، ولبس الصوف، وتشمير الثياب كثيراً، وتقصير الأكمام، وترك الثوب مخرقاُ غير نظيف . ومن ذلك لبس المرقعة، والثياب الزرق، تشبهاً بالصوفية مع الإفلاس من صفاتهم في الباطن . ومنه التقنع فوق العمامة، لتنصرف إليه الأعين بالتمييز بتلك العادة .
الرياء بالقول
النوع الثالث :
الرياء بالقول،
ورياء أهل الدين بالوعظ والتذكير وحفظ الأخبار والآثار، لأجل المحاورة، وإظهار غزارة العلم والدلالة على شدة العناية بأحوال السلف،
وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس،
وإظهار الغضب للمنكرات بين الناس، وخفض الصوت وترقيقه بقراءة القرآن،
ليدل بذلك على الخوف والحزن ونحو ذلك
** الرياء بالعمل**
النوع الرابع : الرياء بالعمل،
كمرآة المصلى بطول القيام، وتطويل الركوع والسجود، وإظهار الخشوع، ونحو ذلك .
وكذلك بالصوم والغزو والحج والصدقة ونحو ذلك .
**المراءاة بالأصحاب والزائرين**
النوع الخامس : المراءاة بالأصحاب والزائرين،
كالذي يتكلف أن يستزير عالماً أو عابداً، ليقال : إن فلاناً قد زار فلاناً، وإن أهل الدين يترددون إليه، ويتبركون به،
وكذلك من يرائي بكثرة الشيوخ، ليقال : لقي شيوخاً كثيرة، واستفاد منهم، فيباهى بذلك،
****
فهذه مجامع ما يرائي به المراؤون، يطلبون بذلك الجاه والمنزلة في قلوب العباد .
ومنهم من يطلب مجرد الجاه، وكم من عابد اعتزل في جبل، وراهب انزوى إلى دير، مع قطع طمعهم من مال الناس، لكنه يحب مجرد الجاه .
ومنهم من يكون قصده المال، ومنهم من قصده الثناء وانتشار الصيت .
*****
قال صاحب الموضوع و سيأتي أمثلة أخرى لبعض أنواع الرياء تندرج في هذا التقسم
أبو عبد البر طارق دامي
05-22-2011, 02:54 PM
ما جاء في العلم و طلبة العلم
**حب الشهرة و الصيت على حساب نشر العلم**
قال النووي / التبيان لآداب حملة القرآن:
وليحذر من كراهته قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به
وهذه مصيبة يبتلى بها بعض المعلمين الجاهلين
وهي دلالة بينة من صاحبها على سوء نيته وفساد طويته
بل هي حجة قاطعة على عدم إرادته بتعليمه وجه الله تعالى الكريم
فإنه لو أراد الله بتعليمه لما كره ذلك
بل قال لنفسه أنا أردت الطاعة بتعليمه وقد حصلت
وقد قصد بقراءته على غيري زيادة علم فلا عتب عليه
وقد صح عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال :
وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم و لا ينسب إليه منه حرف
***
قال ابن الجوزي/ تلبيس إبليس:
فصل: وقد لبس إبليس على الكاملين في العلوم
فيسهرون ليلهم ويدأبون نهارهم في تصانيف العلوم
ويريهم إبليس أن المقصود نشر الدين
ويكون مقصودهم الباطن انتشار الذكر وعلو الصيت والرياسة وطلب الرحلة من الآفاق إلى المصنف.
وينكشف هذا التلبيس بأنه لو انتفع بمصنفاته الناس من غير تردد إلى أو قرئت على نظيره في العلم فرح بذلك
ان كان مراده نشر العلم
وقد قال بعض السلف ما من علم علمته إلا أحببت أن يستفيده الناس من غير أن ينسب إلي
***
قال صاحب الموضوع :
ومن ذلك :من إذا نقل من كتابه أو مشاركته في أحد الملتقيات شيء و لم ينسب إليه شيء غضب غضبا شديدا, فلو كان همه نشر العلم , فقد نشر سواء من عمرو أو زيد
و من ذلك:إذا حصل أحد الطلاب على مخطوطة , أخفاها على أقرانه , حتى ينفرد بتحقيقها.
و من ذلك : إذا بحث طالب علم في مسألة, ثم رأى طالب علم بحث نفس المسألة بشكل جيد غضب , و لم يفرح بل تمنى أن ينفرد ببحث هذه المسألة
و من ذلك إذا علم طالب علم متمكن طالب علم آخر متوسط يبحث مسألة , و بإمكانه مساعدته , أخفى علمه عليه , حتى لا ينسب عمل جيد للطالب المتوسط
و من ذلك : كتم العلم و الأبحاث في ما بين طلبة العلم
و من ذلك إذا وجد طالب العلم مخطوطة , و أراد تحقيقها , ثم وجد طالب علم أكفأ منه في تحقيق المخطوطة , فلا يتركها له, لأنه يريد أن يكتب اسمه على الكتاب( تحقيق فلان)
***
و هناك عدة أنواع أخرى لا يمكن حصرها , نبهت على البعض ليقاس عليه الكل
أبو عبد البر طارق دامي
05-22-2011, 05:51 PM
**ذم طالب العلم لنفسه ليظهر للناس أنه متواضع**
قال ابن رجب/ فضل علم السلف على الخلف
وربما أظهروا بألسنتهم ذم أنفسهم واحتقارها على رؤوس الأشهاد
ليعتقد الناس فيهم أنهم عند أنفسهم متواضعون
فيمدحون بذلك وهو من دقائق أبواب الرياء
كما نبه عليه التابعون فمن بعدهم من العلماء
قال صاحب الموضوع:
و من ذلك: مانراه من الاسماء( المتمسكنة) طويلب علم , خُويدم علم , إذا كانت نية الطالب لهذا السبب
و من ذلك:إذا طلب من أحد طلبة العلم الصلاة بالناس , أو إلقاء درس أو خطبة , امتنع و اعتذر أنه ليس كُفْأ ليظهر زهده في الإمامة و الخطابة
و من ذلك إذا ألقى أحد طلبة العلم درسا ابتدأ بذم نفسه و أنه ليس أهلا لذلك , و أنه لولا خوف كتمان العلم لما ألقى الدرس , و هو يريد
إظهار الزهد
أبو عبد البر طارق دامي
05-23-2011, 02:13 PM
**طلب العلم للدنيا**
يا جاعل العلم له بازيا ... يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونا بها بعد ما ... كنت دواء للمجانين
أين رواياتك فيما ... عن بن عون وابن سيرين
أين رواياتك في سردها ... في ترك أبواب السلاطين
إن قلت أكرهت فذا باطل ... زل حمار العلم في الطين
***
قال النووي / التبيان في آداب حملة القرآن
وينبغي أن لا يقصد به توصلا إلى غرض من أغراض الدنيا من مال أو رياسة أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانه أو ثناء عند الناس أو صرف وجوه الناس إليه أو نحو ذلك.
***
قال ابن الجوزي/ صيد الخاطر:
ثم تأملت العلماء والمتعلمين، فرأيت القليل من المتعلمين عليه أمارة النجابة؛ لأن أمارة النجابة طلب العلم للعمل به، وجمهورهم يطلب منه ما يصيره شبكة للكسب:
إما ليأخذ قضاء مكان، أو ليصير قاضي بلد، أو قدر ما يتميز به عن أبناء جنسه، ثم يكتفي.
***
قال الشيخ أحمد بن إبراهيم ابن أبي العينين/ سبائك الذهب:
و في سنن الدارمي:
عَنِ الْحَسَنِ : أَنَّهُ دَخَلَ السُّوقَ فَسَاوَمَ رَجُلاً بِثَوْبٍ فَقَالَ :
هُوَ لَكَ بِكَذَا وَكَذَا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا أَعْطَيْتُهُ.
فَقَالَ : فَعَلْتُمُوهَا.
فَمَا رُئِىَ بَعْدَهَا مُشْتَرِياً مِنَ السُّوقِ وَلاَ بَائِعاً حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ : أَنَّهُ كَانَ لاَ يَشْتَرِى مِمَّنْ يَعْرِفُهُ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ :
قَسَّمَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ مَالاً فِى قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ حِينَ دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ ،
فَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ بِأَلْفَىْ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ لَهُ :
اسْتَعِنْ بِهَا فِى شَهْرِكَ هَذَا.
فَرَدَّهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَعْقِلٍ وَقَالَ : لَمْ نَقْرَإِ الْقُرْآنَ لِهَذَا.
خرج ابن محيريز إلى بزاز يشتري منه ثوبا والبزاز لا يعرفه قال: وعنده رجل يعرفه
فقال: بكم هذا الثوب ؟
قال الرجل بكذا وكذا.
فقال الرجل الذي يعرفه أحسن إلى ابن محيريز
فقال ابن محيريز: إنما جئت أشتري بمالي ولم أجيء أشتري بديني فقام ولم يشتر
قيل لعبد الله بن المبارك :
من أئمة الناس؟
قال سفيان وذووه
قيل له :من سفلة الناس؟
قال :من يأكل بدينه
***
قال صاحب الموضوع :
و من ذلك : من يطلب العلم من أجل الشهادة ليحصل على وظيفة
و من ذلك: من يطلب العلم من أجل الحصول على الإمامة و الخطابة
و من ذلك: من يترك الاكتساب و يعول على كيس الناس
و من ذلك :كثرة التأليف من اجل الحصول على المال
أبو عبد البر طارق دامي
05-24-2011, 08:54 PM
**طلب العلم من أجل الحصول على الألقباب الفخمة مثل : شيخ , دكتور , طالب علم متمكن**
نعوذ بالله من أناس ***تشيخوا قبل أن يشيخوا .
تقوسوا و انحنوا رياء*** فاحذرهم فإنهم فخوخ
قال ابن القيم/ مفتاح دار السعادة:
وسأل فرقد السنجي الحسن البصري عن شيء فاجابه فقال:
إن الفقهاء يخالفونك
فقال الحسن: ثكلتك امك فريقد وهل رأيت بعينيك فقيها
إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة البصير بدينه المداوم على عبادة ربه الذي لا يهمز من فوقه ولا يسخر بمن دونه ولا يبتغى على علم علمه الله تعالى اجرا
قال ابن مفلح/ الآداب الشرعية:
قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ إنَّك لَوْ عَلِمْتَ أَنَّ إكْرَامَ الْخَلْقِ لَك رِيَاءٌ سَقَطْتَ مِنْ عَيْنِكَ ، أَفَأَقْنَعُ أَنَا مِنْكَ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي الْعَادَةِ جُزْءًا مِنْ كُلٍّ بَعْضًا مِنْ جَمَاعَةٍ ؟
وَقَالَ : مَا يَحْلُو لَكَ الْعَمَلُ حَتَّى تَحْلُو لَكَ تَسْمِيَتُهُمْ بِعَابِدٍ وَزَاهِدٍ ،
فَارْثِ لِنَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّهُ رِيَاءٌ وَسُمْعَةٌ وَلَيْسَ لَك مِنْهُ إلَّا مَا حَظِيتَ بِهِ مِنْ الصِّيتِ ،
تَدْرِي كَمْ فِي الْجَرِيدَةِ أَقْوَامٌ لَا يَؤُبْهُ لَهُمْ إلَّا عِنْدَ الْقِيَامِ مِنْ الْقُبُورِ ،
وَكَمْ يُفْتَضَحُ غَدًا مِنْ أَرْبَابِ الْأَسْمَاءِ مِنْ الْخَلْقِ بِعَالِمٍ وَصَالِحٍ وَزَاهِدٍ نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ طُفَيْلِيٍّ تَصَدَّرَ بِالْوَقَاحَةِ .
قال صاحب الموضوع:
هذا تعبير دقيق من ابن عقيل و كانه يتكلم على زماننا
و من هذا النوع من الرياء
ما نراه في بعض الملتقيات من فرح البعض بإطلاق الشيخ عليه ,و هو ليس شيخا
و من ذلك تبادل المشيخة , لقبني شيخا , ألقبك شيخا, و قد رأيت هذا
و من ذلك : البحث عن تزكية عالم , أو إجازة
و من ذلك: عند تأليف كتاب البحث عن شيخ معروف ليقرض له الكتاب
إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة البصير بدينه المداوم على عبادة ربه الذي لا يهمز من فوقه ولا يسخر بمن دونه ولا يبتغى على علم علمه الله تعالى اجرا
احسنت اخي في هذا الطرح القيم
بارك الله فيك وجزاك كل خير
أبو عبد البر طارق دامي
05-26-2011, 03:23 PM
إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة البصير بدينه المداوم على عبادة ربه الذي لا يهمز من فوقه ولا يسخر بمن دونه ولا يبتغى على علم علمه الله تعالى اجرا
احسنت اخي في هذا الطرح القيم
بارك الله فيك وجزاك كل خير
جزاك الله خيرا و نفع بك و أثابك الجنة
**طلب العلم من أجل الشهرة**
قال ابن رجب/فضل علم السلف على الخلف
ومن علامات العلم النافع أنه يدل صاحبه على الهرب من الدنيا وأعظمها الرئاسة والشهرة والمدح فالتباعد عن ذلك والاجتهاد في مجانبته من علامات العلم النافع.
فإذا وقع شيء من ذلك من غير قصد واختيار كان صاحبه في خوف شديد من عاقبته بحيث أنه يخشى أن يكون مكراً واستدراجاً كما كان الإمام أحمد يخاف ذلك على نفسه عند اشتهار اسمه وبعد صيته.
***
وفي الجملة ففي هذه الأزمان الفاسدة إما أن يرضى الإنسان لنفسه أن يكون عالماً عند اللَه
أولا يرضى إلا بأن يكون عند أهل الزمان عالماً.
فإن رضي بالأول فليكتف بعلم اللَه فيه. ومن كان بينه وبين اللَه معرفة اكتفى بمعرفة اللَه إياه
ومن لم يرض إلا بأن يكون عالماً عند الناس دخل في قوله صلى الله عليه وسلم:
(من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار).
***
جاء في الحلية / أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني
قال الأعمش كان إبراهيم يتوقى الشهرة فكان لا يجلس الى الاسطوانة وكان إذا سئل عن مسألة لم يزد عن جواب مسألته فأقول له في الشيء يسأل عنه أليس فيه كذا وكذا
فيقول: إنه لم يسألني عن هذا
***
قال الذهبي في السير
قال الإمام أحمد:
أُرِيْدُ أَنْ أَكُوْنَ فِي شِعْبٍ بِمَكَّةَ حَتَّى لاَ أُعرَفَ، قَدْ بُليتُ بِالشُّهرَةِ، إِنِّي أَتَمنَّى المَوْتَ صَبَاحاً وَمسَاءً.
جاء في عيون الأخبار/ ابن قتيبة
قال علي عليه السلام: تعلّموا العلمَ تُعرَفُوا به واعمَلُوا به تكونوا من أهله، فإنه يأتي من بعدكم زمان يُنكِر فيه الحق تِسعةُ أعشِرَائهم لا ينجو فيه إلا كل نُوَمَةٍ، يعني الميتَ الذكر، أولئك أئمة الهدى ومصابيحُ العلم ليسوا بالعُجْل المذايِيع البُذُرِ.
قال صاحب الموضوع:
هناك عدة وسائل يتخذها طالب العلم للشهرة
منها كثرة التأليف, فلو ذهبت تشتري كتابا لاحترت في اختيار الكتاب, و قد تجد نفس محتوى الكتاب , إلا أن هناك اختلافا في الغلاف و اسم المؤلف و حجم الكتاب ,و يكون ذلك على حساب جيب طالب العلم,
وقد يحقق نفس الكتاب من عدة طلبة علم,لشهرة الكتاب بين الناس, و هناك عدة مخطوطات تنتظر من يحققها
و من ذلك : التصدر للفتيا
قال ابن الجوزي:
وقد كان فيهم من يقدم على الفتوى بالخطأ لئلا يرى بعين الجهل فكان فيهم من يصير بما يفتي به ضحكة
و من ذلك حشر طالب العلم نفسه بين العلماء , فتراه يخطأ هذا , فيقول قال العالم الفلاني , ثم يقول: قلت
و ما ذلك إلا ليشتهر
و من ذلك : ما يختاره بعض طلبة العلم من الأسماء المزكية مثل أثري, سلفي ,و هو لا يتبع لا السلف و لا الأثر
أبو عبد البر طارق دامي
05-27-2011, 06:50 PM
**البحث عن الشهرة بكثرة الجدال و البحث عن الغرائب و العجائب **
قال ابن رجب/ فضل علم السلف على الخلف
مما أنكره أئمة السلف الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام ولم يكن ذلك طريقة أئمة الإسلام
وإنما أحدث ذلك بعدهم كما أحدثه فقهاء العراقين في مسائل الخلاف بين الشافعية والحنفية وصنفوا كتب الخلاف ووسعوا البحث والجدال فيها وكل ذلك محدث لا أصل له وصار ذلك علمهم حتى شغلهم ذلك عن العلم النافع.
****
ومن علمه غير نافع إذا رأى لنفسه فضلا على من تقدمه في المقال وتشقق الكلام
ظن لنفسه عليهم فضلا في العلوم أو الدرجة عند اللَه لفضل خص به عمن سبق
فاحتقر من تقدمه واجترأ عليه بقلة العلم
ولا يعلم المسكين أن قلة كلام من سلف إنما كان ورعا وخشية للَّه ولو أراد الكلام وإطالته لما عجز عن ذلك.
كما قال ابن عباس لقوم سمعهم يتمارون في الدين :
أما علمتم أن للَّه عباداً أسكتهم خشية اللَّه من غير عي ولا بكم.
وأنهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء
العلماء بأيام اللَه
غير أنهم إذا تذكروا عظمة اللَه طاشت عقولهم وانكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم
حتى إذا استفاقوا من ذلك يسارعون إلى اللَه بالأعمال الزاكية يعدون أنفسهم من المفرطين
وأنهم لأكياس أقوياء ومع الظالمين والخاطئين
وأنهم لأبرار برآء إلا أنهم لا يستكثرون له الكثير ولا يرضون له بالقليل ولا يدلون عليه بالأعمال
هم حيث ما لقيتهم مهتمون مشفقون وجلون خائفون/ خرجه أبو نعيم وغيره
****
فمن عرف قدر السلف عرف أن سكوتهم عما سكتوا عنه من ضروب الكلام وكثرة الجدال والخصام والزيادة في البيان على مقدار الحاجة لم يكن عياً ولا جهلا ولا قصوراً
وإنما كان ورعا وخشية للَّه واشتغالا عما لا ينفع بما ينفع.
وسواء في ذلك كلامهم في أصول الدين وفروعه. وفي تفسير القرآن والحديث. وفي الزهد والرقائق. والحكم والمواعظ. وغير ذلك مما تكلموا فيه
فمن سلك سبيلهم فقد اهتدى ومن سلك غير سبيلهم ,دخل في كثرة السؤال والبحث والجدال والقيل والقال.
***
قال البن الجوزي/ تلبيس إبليس
وكان يأخذ الشيخ فيقعده في الرقة وهي البستان الذي على شاطيء دجلة فيقرأ عليه ويقول في مجموعاته حدثني فلان وفلان بالرقة ويوهم الناس أنها البلدة التي بناحية الشام ليظنوا أنه قد تعب في الأسفار لطلب الحديث وكان يقعد الشيخ بين نهر عيسى والفرات ويقول حدثني فلان من وراء النهر يوهم أنه قد عبر خراسان في طلب الحديث وكان يقول حدثني فلان في رحلتي الثانية والثالثة ليعلم الناس قدر تعبه في طلب الحديث فما بورك له ومات في زمان الطلب.
قال المصنف: وهذا كله من الإخلاص بمعزل وإنما مقصودهم الرئاسة والمباهاة ولذلك يتبعون شاذ الحديث وغريبه
****
ومن تلبيس إبليس على الفقهاء .
أن جل اعتمادهم على تحصيل علم الجدل يطلبون بزعمهم تصحيح الدليل على الحكم والاستنباط لدقائق الشرع وعلل المذاهب ولو صحت هذه الدعوى منهم لتشاغلوا بجميع المسائل وإنما يتشاغلون بالمسائل الكبار ليتسع فيها الكلام فيتقدم المناظر بذلك عند الناس في خصام النظر فهم أحدهم بترتيب المجادلة والتفتيش على المناقضات طلبا للمفاخرات والمباهاة وربما لم يعرف الحكم في مسألة صغيرة تعم بها البلوى .
****
قال صاحب الموضوع
ومن ذلك : إثارة المواضيع الغريبة و العجيبة لجمع أكثر عدد من المشاهدات و المشاركات , و الواجب على طالب العلم شغل الناس بما ينفعهم
ومن ذلك : إثارة مسائل عقائدية مثل الجوهر و العرض , ليبن طالب العلم حدة عقله , و هو لم يؤصل العقيدة الواجبة عليه, ولم يعلم أن من تكلم في هذه المسائل من علماء السلف فقد كان اضطرارا ليرد على المبتدعة كلامهم
قال ابن عقيل لبعض أصحابه :
و أنا أقطع أن الصحابة ماتوا و ما عرفوا الجوهر و العرض , فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن
و إن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر و عمر , فبئس ما رأيت
و من ذلك إثارة بعض المواضيع من أجل الجدل , لا من أجل الإفادة
و من ذلك دراسة علوم المنطق و الفلسفة , قبل تأصيل العلم النافع
و من ذلك البحث عن المسائل الشاذة التي صدرت من العلماء , للبرهنة على التوسع في الإطلاع على كلام العلماء
ومن ذلك كثرة الردود على المبتدعة و الجدال معهم على حساب العلم النافع
أبو عبد البر طارق دامي
05-27-2011, 11:43 PM
**حب التكاثر في الأتباع و الكتب و المسائل**
قال ابن القيم/ الفوائد
خرج ابن مسعود ذات يوم فاتبعه ناس فقال لهم:
ألكم حاجة
قالوا: لا ولكن أردنا أن نمشي معك
قال: ارجعوا فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع
***
...وان كل ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة الله ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذا التكاثر
فالتكاثر في كل شيء من مال او جاه او رياسة او نسوة او حديث او علم ولا سيما اذا لم يحتج اليه
والتكاثر فى الكتب والتصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها
والتكاثر أن يطلب الرجل ان يكون اكثر من غيره وهذا مذموم الا فيما يقرب الى الله
***
قال أبو العينين/ سبائك الذهب
قال الذهبي / الميزان:
قال: الليث:
رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع، من طالب علم وفقه وشعر وصنوف، ثم لم يلبث أن بقى وحده، وأقبلوا على ربيعة.
وكان ربيعة يقول: شبر من حظوة خير من باع من علم، اللهم اغفر لربيعة.
قال الذهبي:
بل شبر من جهل خير من باع من حظوة، فإن الحظوة وبال على العالم، والسلامة في الخمول، فنسأل الله المسامحة.
***
قال صاحب الموضوع:
ومن ذلك : غضب بعض طلبة العلم إذا رأى طالب علم آخر عنده في حلقة العلم عددا كبيرا من الطلبة
ومن ذلك : الغضب عن قلة المشاهدات أو المشاركات في موضوع , أو عدم تثبيته, فإذا وضعت موضوعا فالله يكتب لك الأجر و إن لم يره أحد , فالسير إلى الله بالقلوب لا بالأبدان
ومن ذلك إذا ألقى طالب علم درسا و لم يحضره إلا القليل حزن حزنا شديدا أو ترك إلقاء الدروس , فعلى طالب العلم أن يلقي الدرس و إن لم يجد في المسجد إلا السواري , فهناك الملائكة حاضرة
تكثير الحواشي في الكتب لغير فائدة , فترى طالب العلم يقول: روى الحديث البخاري و مسلم ثم يأتي بثلاث صفحات من التخريج ليبرز شدة اطلاعه
كثرة التأليف ليقال أنا قد ألفت عشرين مؤلفا , فإذا غربلتها لم تجدها إلا من باب التكاثر , فانظر إلى الشاطبي كم ألف من كتاب
التكاثر في شراء الكتب دون قراءتها ليقال أنا عندي نسخة محققة , و أملك جميع دواوين السنة, فقد تجد مكتبة طالب العلم ضخمة دون فائدة , فهل تحتاج تقوى الله لكل هذه الكتب
أبو عبد البر طارق دامي
05-31-2011, 09:10 PM
**ما جاء في قراءة القرآن و الإمامة**
قال ابن الجوزي/ تلبيس إبليس
فمن ذلك أن أحدهم يشتغل بالقراآت الشاذة وتحصيلها فيفني أكثر عمره في جمعها وتصنيفها والإقراء بها ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات فربما رأيت إمام مسجد يتصدى للأقراء ولا يعرف ما يفسد الصلاة
وربما حمله حب التصدر حتى لا يرى بعين الجهل على أن يجلس بين يدي العلماء ويأخذ عنهم العلم
ولو تفكروا لعلموا أن المراد حفظ القرآن وتقويم ألفاظه ثم فهمه ثم العمل به ثم الإقبال على ما يصلح النفس ويطهر أخلاقها ثم التشاغل بالمهم من علوم الشرع ومن الغبن الفاحش تضييع الزمان فيما غيره الأهم قال الحسن البصري أنزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملا يعني أنهم اقتصروا على التلاوة وتركوا العمل به
ومن ذلك أن أحدهم يقرأ في محرابه بالشاذ ويترك المتواتر المشهور والصحيح عند العلماء أن الصلاة لا تصح بهذا الشاذ وإنما مقصود هذا إظهار الغريب لاستجلاب مدح الناس وإقبالهم عليه وعنده أنه متشاغل بالقرآن
ومنهم من يجمع القراآت فيقول ملك مالك ملاك وهذا لا يجوز لأنه إخراج للقرآن عن نظمه ومنهم من يجمع السجدات والتهليلات والتكبيرات وذلك مكروه
ومن ذلك أن منهم من يتسامح بادعاء القراءة على من لم يقرأ عليه وربما كانت له إجازة منه فقال أخبرنا تدليسا وهو يرى أن الأمر في ذلك قريب لكونه يروى القراآت ويراها فعل خير وينسى أن هذا كذب يلزمه اثم الكذابين
وقد رأيت من مشايخهم من يجمع الناس ويقيم شخصا ويقرأ في النهار الطويل ثلاث ختمات فإن قصر عيب وإن أتم مدح وتجتمع العوام لذلك ويحسنونه كما يفعلون في حق السعاة ويريهم إبليس أن في كثرة التلاوة ثوابا وهذا من تلبيسه لأن القراءة ينبغي أن تكون لله تعالى لا للتحسين بها وينبغي أن تكون على تمهل وقال عز وجل: {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} وقال عز وجل: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}
ومن ذلك أن جماعة من القراء أحدثوا قراءة الألحان وقد كانت إلى حد قريب وعلى ذلك فقد كرهها أحمد بن حنبل وغيره ولم يكرهها الشافعي
****
وقد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج باعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد وتارة في إخراج ضاد المغضوب ولقد رأيت من يقول المغضوب فيخرج بصاقة مع إخراج الضاد لقوة تشديده وإنما المراد تحقيق الحرف فحسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة
****
قال السيوطي / الإتقان في علوم القرآن:
ويستحب الأخذ به على المتعلمين من غير أن يتجاوز فيه إلى حد الإفراط بتوليد الحروف من الحركات وتكرير الراءات وتحريك السواكن وتطنين النونات بالمبالغة في الغنات
كما قال حمزة لبعض من سمعه يبالغ في ذلك
أما علمت أن ما فوق البياض برص وما فوق الجعودة قطط وما فوق القراءة ليس بقراءة
****
قال صاحب الموضوع:
ومن ذلك من يقرأ على العوام بغير القراءة المشهورة في البلد لبين أنه يجمع أكثر من قراءة , و قد صليت التراويح وراء إمام يصلي في كل ركعة بقراءة بتقليد صوت أحد القراء المشهورين , ثم في الركعة الأخرى يغير القراءة الأولى و يقلد مقرئا آخر
و من ذلك: أن بعض الأئمة إذا إلتبس عليه القرآن في الصلاة , لا يحب من يفتح عليه , حتى لا يظهر أنه غير ضابط للقرآن, و قد كنت أسمع قاعدة عند بعض الأئمة و هي إذا دخلت المحراب فالمهم أن لا تسكت, يعني إذا إلتبس عليك القرآن فقل أي شيء من القرآن و لو من سورة أخرى ؟؟؟!!! وقد صليت وراء هذا النوع.
ومن ذلك : أن بعض الأئمة إذا صلى بالناس و لم يجمعوا له المال غضب أو ترك الإمامة, و قد كنت أعرف إماما قال لي اجمع لي المال من أهل القرية , و من لم يعطك فأخبره أن لا يصلي ورائي؟؟؟!!!!
و من ذلك : المنافسة من بعض الإخوة على المحراب في شهر رمضان , من أجل الشهرة , و قد يؤدي ذلك للإقتتال؟؟؟!! هلا كان هذا التنافس في ثلث الليل الأخير حين لا يراهم أحد , فلماذا يكون الإنسان جيفة ليل قطرب محراب
و من ذلك : أن بعض الإخوة إذا لم يأت الإمام في الصلاة الجهرية , رأيت التنافس على الإمامة , أما في الصلاة السرية , فنستعمل حديث أقرأكم لكتاب الله
ومن ذلك: المبالغة في إخراج الحروف حتى يصل الأمر إلى السكت على كل حرف , فتجد القراءة متكلفة تمجها الأسماع, فإذا صلى في البيت صلاة جهرية أسرع.
ومن ذلك : المبالغة في تقليد المقرئين المشهورين , فتراه يقلده في الوقف و في المدود , وحتى البكاء ؟؟!! حتى يقال فلان قراءته كالسديس أو الشريم
و من ذلك: ما رأيته ممن يقرأ القرآن جماعة ( و هو بدعة ) و هو لا يحفظ شيئا , ثم تراه يحرك فمه ليرى أنه حافظ للقرآن
ومن ذلك : المبلاغة في تتبع المقرئين, فترى بعض الإخوة يقطع المسافات , وقد يتناول وجبة الإفطار في المسجد , حتى إذا سئل هل صليت وراء الشيخ , فيقول نعم
ومن ذلك أن بعض الائمة يتكلف البكاء رياء , فيتبعه الصف الاول ثم الصف الثاني , فإذا سألت أحدهم لماذا بكيت قال لأن الإمام بكى أو لأن المصلي بجانبي بكى , و هو لا يفهم القرآن الذي يتلى عليه
ومن ذلك : تطويل دعاء القنوت , بكلام لا علاقة له بالقنوت, و العجب أن الإنسان يختم عليه القرآن فلا يبكي , و إذا جاء القنوت نزلت الدموع
و من ذلك أن بعض الإخوة يصلي التراويح بالمصحف ليظهر صوته ,و هناك من هو حافظ للقرآن
و من ذلك : إذا التبس على الإمام القرآن , رأيت كل الناس يفتحون عليه ليبينوا أنهم يحفظون , و خصوصا إذا كانت السورة يحفظها العوام
و من ذلك : أن بعض حفظة القرآن يحملون اللوح الذي يكتب فيه القرآن ثم يتوسلون به الناس
vBulletin® v3.8.5, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir