قدوتي محمد صلى الله عليه وسلم
06-24-2010, 01:03 AM
ماذا نريد من الدور النسائية لتحفيظ القرآن ؟
د. رقية المحارب
المطلوب من الدور النسائية لتحفيظ القرآن المنتشرة بحمد الله في مختلف مدننا وقرانا كبير جداً، فلا يكفي التركيز على الحفظ المجرد عن التربية في تحقيق أهداف إنشائها.
في رأيي أن الدور النسائية تحتاج أن تنتقل في أدائها نقلات نوعية تستطيع من خلالها التعامل مع المستجدات التي فرضت نفسها في واقعنا اليوم:
إعلامية واجتماعية وغيرها والتي تتطلب استجابة فورية على صعيد البرامج التربوية والتثقيفية المختلفة والمناسبة لمختلف الأعمار. ويأتي في مقدمة هذه النقلات المطلوبة في تصوري العناية الشديدة بمسألة التربية والتوجيه، فلا يكفي مثلاً التركيز على مسألة الحفظ في الوقت الذي تحتاج فيه الدارسة إلى إعطائها جرعات تربوية ومفاهيم تعينها على التصور السليم لمختلف القضايا التي تواجهها يومياً. ونظرة سريعة في أهداف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن نجد النص على أن تتحلى الدارسة بأخلاق القرآن وآدابه، ونجد التأكيد على العمل بما جاء في الكتاب العزيز والسنة المطهرة وهذه الأهداف إن تحققت كانت من أعظم أسباب صلاح المجتمعات، وإذا كنا نقول دائماً إن فاقد الشئ لا يعطيه فإن توجيه المعلمات والعناية بمستواهن العلمي والتربوي يستحق بذل جهد ضخم لأنهن يتحملن الدور الأكبر في صياغة عقول الدارسات وهي-أي العناية بالمعلمات-تمثل البداية الطبيعية لضمان تحقيق التطلعات التي نتمناها من خلال هذه الدور المباركة. ولذا فإن النظر في إنشاء معاهد لتخريج معلمات على مستوى تربوي وعلمي لهذه الدور هو أمر حيوي وعاجل. تتولى هذه المعاهد مثلاً عقد اللقآءات التربوية والعلمية للمعلمات على مدار السنة وتحاول تخريج متقنات لتعليم القرآن الكريم تلاوة وتجويداً وحفظاً.
إن المعلمة إذا كانت تنظر نظرة مادية إلى مجيئها وذهابها لدار التحفيظ، أو كانت ليست على قدر من الوعي بأصول الدعوة وطرق التأثير، أو كانت ضعيفة في تأسيسها العلمي فإن النتائج حتماً ستكون هزيلة. أعلم أن وقت الدراسة في الدار لا يتعدى الساعتين ولمدة أربعة أيام تمتد من السبت وحتى الثلاثاء في الغالب أسبوعياً وعليه فإن هذا يتطلب تفكيراً جاداً وخططاً موضوعة بإتقان حتى تتم الاستفادة القصوى من هذا الوقت القليل الذي تقضيه الدارسات والمعلمات تحت سقف هذه الدار أو تلك. إن مجرد التفكير في هذا الأمر وتغيير النظرة القديمة لمهمة الدور النسائية لتحفيظ القرآن وجعلها بمثابة جمعيات خيرية في كل حي تقدم مختلف الخدمات التربوية والإرشادية تستفيد منها الأسر كفيل بإحداث أثر كبير على كل من ينتسب إليها.
إن الدور النسائية لتحفيظ القرآن أشبه ما تكون بإدارات تعليم متكاملة تحتاج إلى إنشاء معاهد لتخريج معلمات قادرات على تحقيق أعلى مستوى في التجويد والتحفيظ وكذلك التربية للدارسات، كما أنها تحتاج إلى إداريات على قدر كبير من المرونة والوعي والقدرة على كسب القلوب وإلى مبان مناسبة متكاملة تستطيع توفير جو مريح لكل المستفيدات. كما أن أهم ما تجب العناية به هو الموارد المالية والتفكير في فتح باب العضوية الشرفية والداعمة أسوة بالجمعيات التي تقدم خدمات للمجتمع كجمعية الأطفال المعوقين وغيرها، وحسن أن يكون هناك اتصال بها للإستفادة من تجربتها في هذا المجال.
إن فتح باب العضوية كفيل بإيجاد الدعم اللازم على المستويين الرسمي والأهلي وهو إجراء موجود في بعض المناطق يساهم في تحقيق تلك الدور لأهدافها الموضوعة. يلاحظ أيضاً على بعض الدور النسائية ضعف العناية باستقطاب الدارسات في المرحلة الجامعية والثانوية وإذا علمنا أن هذه الفئة هي أشد فئات المجتمع استعداداً للتأثر السريع؛ كونها المرحلة المهمة من حيث تكون التصورات التربوية والفكرية، فإن الواجب هو التفكير في وسائل جذب لهذه الفئة الرئيسية مثل دعوتهن للقاء أدبي أو غيره.
ومن الأشياء التي أتمنى أن تفكر فيها المشرفات على هذه الدور العناية بالمواهب ومحاولة استكشافها وتنميتها، فإن الالتفات إلى هذا الأمر في سن مبكرة يؤدي إلى صقلها ولا يتم هذا إلا إذا وضعت ضمن الأهداف والبرامج. وبالإمكان تنفيذ بعض البرامج التي تركز على مواهب الدارسات من خلال العطلة الصيفية الطويلة القادمة. وبهذا يتم تحقيق التجديد الذي تحتاجه الدور، وتشعر الطالبة بالعناية والاهتمام الخاص، ويؤدي هذا إلى المزيد من تقدير الأسر لأهمية هذه الدور في بناء الشخصية المتميزة لبناتها. إنني أتمنى أن تتحول كل دار لتحفيظ القرآن إلى جمعية خيرية شاملة تتفاعل مع مشكلات الناس اليومية وتوفر لهم من الخدمات ما يعزز التكافل والتضامن حتى تتطهر النفوس وتتقارب الأرواح .. وأرجو أن يكون تنفيذ البرامج بالتنسيق مع الإدارات المكلفة بالإشراف على برامج الدور.
د. رقية المحارب
المطلوب من الدور النسائية لتحفيظ القرآن المنتشرة بحمد الله في مختلف مدننا وقرانا كبير جداً، فلا يكفي التركيز على الحفظ المجرد عن التربية في تحقيق أهداف إنشائها.
في رأيي أن الدور النسائية تحتاج أن تنتقل في أدائها نقلات نوعية تستطيع من خلالها التعامل مع المستجدات التي فرضت نفسها في واقعنا اليوم:
إعلامية واجتماعية وغيرها والتي تتطلب استجابة فورية على صعيد البرامج التربوية والتثقيفية المختلفة والمناسبة لمختلف الأعمار. ويأتي في مقدمة هذه النقلات المطلوبة في تصوري العناية الشديدة بمسألة التربية والتوجيه، فلا يكفي مثلاً التركيز على مسألة الحفظ في الوقت الذي تحتاج فيه الدارسة إلى إعطائها جرعات تربوية ومفاهيم تعينها على التصور السليم لمختلف القضايا التي تواجهها يومياً. ونظرة سريعة في أهداف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن نجد النص على أن تتحلى الدارسة بأخلاق القرآن وآدابه، ونجد التأكيد على العمل بما جاء في الكتاب العزيز والسنة المطهرة وهذه الأهداف إن تحققت كانت من أعظم أسباب صلاح المجتمعات، وإذا كنا نقول دائماً إن فاقد الشئ لا يعطيه فإن توجيه المعلمات والعناية بمستواهن العلمي والتربوي يستحق بذل جهد ضخم لأنهن يتحملن الدور الأكبر في صياغة عقول الدارسات وهي-أي العناية بالمعلمات-تمثل البداية الطبيعية لضمان تحقيق التطلعات التي نتمناها من خلال هذه الدور المباركة. ولذا فإن النظر في إنشاء معاهد لتخريج معلمات على مستوى تربوي وعلمي لهذه الدور هو أمر حيوي وعاجل. تتولى هذه المعاهد مثلاً عقد اللقآءات التربوية والعلمية للمعلمات على مدار السنة وتحاول تخريج متقنات لتعليم القرآن الكريم تلاوة وتجويداً وحفظاً.
إن المعلمة إذا كانت تنظر نظرة مادية إلى مجيئها وذهابها لدار التحفيظ، أو كانت ليست على قدر من الوعي بأصول الدعوة وطرق التأثير، أو كانت ضعيفة في تأسيسها العلمي فإن النتائج حتماً ستكون هزيلة. أعلم أن وقت الدراسة في الدار لا يتعدى الساعتين ولمدة أربعة أيام تمتد من السبت وحتى الثلاثاء في الغالب أسبوعياً وعليه فإن هذا يتطلب تفكيراً جاداً وخططاً موضوعة بإتقان حتى تتم الاستفادة القصوى من هذا الوقت القليل الذي تقضيه الدارسات والمعلمات تحت سقف هذه الدار أو تلك. إن مجرد التفكير في هذا الأمر وتغيير النظرة القديمة لمهمة الدور النسائية لتحفيظ القرآن وجعلها بمثابة جمعيات خيرية في كل حي تقدم مختلف الخدمات التربوية والإرشادية تستفيد منها الأسر كفيل بإحداث أثر كبير على كل من ينتسب إليها.
إن الدور النسائية لتحفيظ القرآن أشبه ما تكون بإدارات تعليم متكاملة تحتاج إلى إنشاء معاهد لتخريج معلمات قادرات على تحقيق أعلى مستوى في التجويد والتحفيظ وكذلك التربية للدارسات، كما أنها تحتاج إلى إداريات على قدر كبير من المرونة والوعي والقدرة على كسب القلوب وإلى مبان مناسبة متكاملة تستطيع توفير جو مريح لكل المستفيدات. كما أن أهم ما تجب العناية به هو الموارد المالية والتفكير في فتح باب العضوية الشرفية والداعمة أسوة بالجمعيات التي تقدم خدمات للمجتمع كجمعية الأطفال المعوقين وغيرها، وحسن أن يكون هناك اتصال بها للإستفادة من تجربتها في هذا المجال.
إن فتح باب العضوية كفيل بإيجاد الدعم اللازم على المستويين الرسمي والأهلي وهو إجراء موجود في بعض المناطق يساهم في تحقيق تلك الدور لأهدافها الموضوعة. يلاحظ أيضاً على بعض الدور النسائية ضعف العناية باستقطاب الدارسات في المرحلة الجامعية والثانوية وإذا علمنا أن هذه الفئة هي أشد فئات المجتمع استعداداً للتأثر السريع؛ كونها المرحلة المهمة من حيث تكون التصورات التربوية والفكرية، فإن الواجب هو التفكير في وسائل جذب لهذه الفئة الرئيسية مثل دعوتهن للقاء أدبي أو غيره.
ومن الأشياء التي أتمنى أن تفكر فيها المشرفات على هذه الدور العناية بالمواهب ومحاولة استكشافها وتنميتها، فإن الالتفات إلى هذا الأمر في سن مبكرة يؤدي إلى صقلها ولا يتم هذا إلا إذا وضعت ضمن الأهداف والبرامج. وبالإمكان تنفيذ بعض البرامج التي تركز على مواهب الدارسات من خلال العطلة الصيفية الطويلة القادمة. وبهذا يتم تحقيق التجديد الذي تحتاجه الدور، وتشعر الطالبة بالعناية والاهتمام الخاص، ويؤدي هذا إلى المزيد من تقدير الأسر لأهمية هذه الدور في بناء الشخصية المتميزة لبناتها. إنني أتمنى أن تتحول كل دار لتحفيظ القرآن إلى جمعية خيرية شاملة تتفاعل مع مشكلات الناس اليومية وتوفر لهم من الخدمات ما يعزز التكافل والتضامن حتى تتطهر النفوس وتتقارب الأرواح .. وأرجو أن يكون تنفيذ البرامج بالتنسيق مع الإدارات المكلفة بالإشراف على برامج الدور.