محب الدعوة
06-10-2011, 05:05 PM
قال الشيخ وليد السعيدان حفظه الله :
( القاعدة الثانية والثلاثون )
(من علم شيئا وجب عليه الدعوة إليه بقدره)
أقول :ــ إن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على المسلم ، ولكن هذا الوجوب يختلف باختلاف أحوال المسلم في العلم ، والضابط في هذا أن من تعلم شيئا من العلم وعرفه على وجهه الصحيح فإن الواجب عليه أن يدعو غيره له ، وليس بشرط أن يكون راسخا في العلم حتى تجوز له الدعوة ، لا ، بل من علم أمرا من أمور الدين على وجهه المعتمد عند أهل العلم رحمهم الله تعالى فإنه يجب عليه الدعوة بقدر ما يعلمه من العلم ، فمن كان عارفا بصفة الوضوء بدليلها مثلا ، فله الدعوة في هذه الجزئية ، ومن كان عارفا بكتاب الطهارة مثلا ، فالواجب عليه الدعوة إلى الله تعالى في هذه الجزئية من الدين ، وهكذا ، فمن دعا إلى الله تعالى فيما يتقنه من العلم فلا لوم عليه ، ولكن لا يتجاوز الحد فيدعو إلى الله تعالى على الجهل والتخرص والظنون الكاذبة التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " نضر الله امرءا سمع مني مقالة فوعاها فأداها كما سمعها ... الحديث " والشاهد منه أنه دعا لمن أدى عنه المقالة الواحدة التي سمعها ، ولكن عليه أن يؤديها كما سمعها ، وهذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم دليل على صحة هذا الفعل ، فلو كانت الدعوة لا تحل إلا في حق الراسخين في العلم لما كان لهذا الدعاء وجه ، فتأمل هذا ، ولكن كما قلنا سابقا في قاعدة ( العلماء هم الدعاة ) من أن كل من عرف وعلم أمرا من الدين فهو عالم فيه ، والعلم يتجزأ ، والاجتهاد يتجزأ في أصح قولي أهل العلم رحمهم الله تعالى ، وقال عليه الصلاة والسلام " بلغوا عني ولو آية " وهذا دليل عل أن البلاغ واجب على قدر ما يعلمه الإنسان ، وهذا هو القول الوسط ، فإن من الناس من لا يرى تبليغ العلم واجبا إلا إذا بلغ الإنسان رتبة كبيرة في العلم ، وهذا فيه نوع غلو ، ومن الناس من يرى أن كل مسلم عليه البلاغ حتى وإن لم يكن ذا علم ، كما هو حال بعض الجماعات التي تنتسب للإسلام ، فإنهم يأمرون رعاياهم حديثي التوبة بالدعوة إلى الله تعالى مباشرة ، ويخرجون بهم إلى الدعوة إلى الله تعالى ، ويأمرونهم بإلقاء الكلمات بحجة أن من قام في الدعوة فالله تعالى يفتح عليه ،وهذا فيه تفريط وقصور ، والوسط هو الخير ، وهو أن كل من تعلم مسألة من العلم وأتقن تعلمها فالواجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى بقدر ما عنده من العلم ، ولا يجوز له أن يتكلف ما لا علم به ، ولما تعلم ضمام بن ثعلبة رضي الله أركان الإسلام من النبي صلى الله عليه وسلم قال له :ــ وأنا رسول من ورائي من قومي .. فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على هذا ،ولم يقل له :ــ حتى تستكثر من العلم ، فدعا قومه بما تعلم من النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بهم ينطقون الشهادة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ويبايعونه ، فالدعوة مربوطة بالعلم ، فمن علم أمرا من أمور الدين وجبت عليه الدعوة فيه بقدره ، والله ربنا أعلى وأعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
( القاعدة الثانية والثلاثون )
(من علم شيئا وجب عليه الدعوة إليه بقدره)
أقول :ــ إن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على المسلم ، ولكن هذا الوجوب يختلف باختلاف أحوال المسلم في العلم ، والضابط في هذا أن من تعلم شيئا من العلم وعرفه على وجهه الصحيح فإن الواجب عليه أن يدعو غيره له ، وليس بشرط أن يكون راسخا في العلم حتى تجوز له الدعوة ، لا ، بل من علم أمرا من أمور الدين على وجهه المعتمد عند أهل العلم رحمهم الله تعالى فإنه يجب عليه الدعوة بقدر ما يعلمه من العلم ، فمن كان عارفا بصفة الوضوء بدليلها مثلا ، فله الدعوة في هذه الجزئية ، ومن كان عارفا بكتاب الطهارة مثلا ، فالواجب عليه الدعوة إلى الله تعالى في هذه الجزئية من الدين ، وهكذا ، فمن دعا إلى الله تعالى فيما يتقنه من العلم فلا لوم عليه ، ولكن لا يتجاوز الحد فيدعو إلى الله تعالى على الجهل والتخرص والظنون الكاذبة التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " نضر الله امرءا سمع مني مقالة فوعاها فأداها كما سمعها ... الحديث " والشاهد منه أنه دعا لمن أدى عنه المقالة الواحدة التي سمعها ، ولكن عليه أن يؤديها كما سمعها ، وهذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم دليل على صحة هذا الفعل ، فلو كانت الدعوة لا تحل إلا في حق الراسخين في العلم لما كان لهذا الدعاء وجه ، فتأمل هذا ، ولكن كما قلنا سابقا في قاعدة ( العلماء هم الدعاة ) من أن كل من عرف وعلم أمرا من الدين فهو عالم فيه ، والعلم يتجزأ ، والاجتهاد يتجزأ في أصح قولي أهل العلم رحمهم الله تعالى ، وقال عليه الصلاة والسلام " بلغوا عني ولو آية " وهذا دليل عل أن البلاغ واجب على قدر ما يعلمه الإنسان ، وهذا هو القول الوسط ، فإن من الناس من لا يرى تبليغ العلم واجبا إلا إذا بلغ الإنسان رتبة كبيرة في العلم ، وهذا فيه نوع غلو ، ومن الناس من يرى أن كل مسلم عليه البلاغ حتى وإن لم يكن ذا علم ، كما هو حال بعض الجماعات التي تنتسب للإسلام ، فإنهم يأمرون رعاياهم حديثي التوبة بالدعوة إلى الله تعالى مباشرة ، ويخرجون بهم إلى الدعوة إلى الله تعالى ، ويأمرونهم بإلقاء الكلمات بحجة أن من قام في الدعوة فالله تعالى يفتح عليه ،وهذا فيه تفريط وقصور ، والوسط هو الخير ، وهو أن كل من تعلم مسألة من العلم وأتقن تعلمها فالواجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى بقدر ما عنده من العلم ، ولا يجوز له أن يتكلف ما لا علم به ، ولما تعلم ضمام بن ثعلبة رضي الله أركان الإسلام من النبي صلى الله عليه وسلم قال له :ــ وأنا رسول من ورائي من قومي .. فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على هذا ،ولم يقل له :ــ حتى تستكثر من العلم ، فدعا قومه بما تعلم من النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بهم ينطقون الشهادة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ويبايعونه ، فالدعوة مربوطة بالعلم ، فمن علم أمرا من أمور الدين وجبت عليه الدعوة فيه بقدره ، والله ربنا أعلى وأعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...