محب الدعوة
11-18-2011, 06:41 PM
حينما يتيسر الحرام غاية التيسير، وبأسرع الطرق وأسهلها ، فهنا يظهر المؤمن الصادق من غيره ، وهذا هو الابتلاء ، وفي زماننا تيسرت محرمات غاية التيسير ابتلاءً واختبار للعباد ، ومن أهمهما باب النظر إلى العورات والفحش والتفحش ، حيث النت ، التي دخلت بيوت الصالحين فتيسر الوصول إلى تلك المنكرات بشكل عجيب ، ولا يبقى رادع إلا الإيمان بالله عز وجل والخوف منه وأنه مطلع على العبد وإن كان خاليا بعيدا حيث لا يراه الناس ولا يعلم به أحد ، وإني قد رأيت كثير من الانتكسات من بعض الشباب ( الذي كان صالحا ) ، فيغلب على الظن أن من أهم وسائل الانتكاس في عصرنا وسبب لقسوة القلب هو التساهل - عند البعض - في النظر إلى الصور الخليعة و إلى الزناة والزواني عبر المواقع الخبيثة ومقاطع اليوتيوب ، والله المستعان
فالله الله يا إخوة احذروا فكل من يدخل النت خاليا من نظر العباد فهو مبتلى بتيسر النظر الحرام غاية التيسير ، وهذا الابتلاء ليعلم الله من يخافة بالغيب ، فخالف هواك والشياطين ، وانج بنفسك فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، وتذكر أن الله عز وجل أنعم عليك بنعمة النظر فاشكره عليها بأن لا تنظر إلا ما يحل لك ولا تكفر هذه النعمة بأن تستخدمها فيما يغضبه جل وعلا .
قال الحق جل وعلا الذي يعلم خائنة الأعين :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
قال ابن كثير في تفسيره :
قال الوالبي عن ابن عباس قوله: {لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} قال: هو الضعيف من الصيد وصغيره، يبتلي الله به عباده في إحرامهم، حتى لو شاءوا لتناولوه بأيديهم، فنهاهم الله أن يقربوه. وقال مجاهد {تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ} يعني صغار الصيد وفراخه، {وَرِمَاحُكُمْ} يعني كباره. وقال مقاتل بن حيان: أنزلت هذه الآية في عمرة الحديبية، فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم، لم يروا مثله قط فيما خلا، فنهاهم الله عن قتله وهم محرمون {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ } يعني أنه تعالى يبتليهم بالصيد، يغشاهم في رحالهم يتمكنون من أخذه بالأيدي والرماح سراً وجهراً، لتظهر طاعة من يطيع منهم في سره وجهره، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}
قال الشيخ السعدي في تفسيره :
هذا من منن الله على عباده، أن أخبرهم بما سيفعل قضاء وقدرا، ليطيعوه ويقدموا على بصيرة، ويهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } لا بد أن يختبر الله إيمانكم.
{ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ } أي: بشيء غير كثير، فتكون محنة يسيرة، تخفيفا منه تعالى ولطفا، وذلك الصيد الذي يبتليكم الله به { تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ } أي: تتمكنون من صيده، ليتم بذلك الابتلاء، لا غير مقدور عليه بيد ولا رمح، فلا يبقى للابتلاء فائدة.
ثم ذكر الحكمة في ذلك الابتلاء، فقال: { لِيَعْلَمَ اللَّهُ } علما ظاهرا للخلق يترتب عليه الثواب والعقاب { مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ } فيكف عما نهى الله عنه مع قدرته عليه وتمكنه، فيثيبه الثواب الجزيل، ممن لا يخافه بالغيب، فلا يرتدع عن معصية تعرض له فيصطاد ما تمكن منه { فَمَنِ اعْتَدَى } منكم { بَعْدِ ذَلِكَ } البيان، الذي قطع الحجج، وأوضح السبيل. { فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي: مؤلم موجع، لا يقدر على وصفه إلا الله، لأنه لا عذر لذلك المعتدي، والاعتبار بمن يخافه بالغيب، وعدم حضور الناس عنده. وأما إظهار مخافة الله عند الناس، فقد يكون ذلك لأجل مخافة الناس، فلا يثاب على ذلك.
والله تعالى أعلم
أما الشاهد من الآية وقصة الصحابة هو أن الصحابة لما أحرموا تيسر لهم الصيد غاية التيسير حيث كانوا يبحثون عنه بعناء ، فلما أحرموا تيسر لهم ابتلاء واختبار من الله جل وعلا حتى قال مقاتل ( فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم، لم يروا مثله قط فيما خلا ) فيا يسبحان الله ، فالآية دلت على أن مثل هذا التيسير للحرام ما هو إلا ابتلاء ليعلم الله من يخافه بالغيب ، والأمر هنا عام يقاس عليه في كل مسألة من ذلك مسألة النظر الحرام في زماننا ، حيث سهل الوصول إليها بأسرع وأيسر الطرق وأخفاها !! ( ليعلم الله من يخافه بالغيب )
فالله الله يا إخوة احذروا فكل من يدخل النت خاليا من نظر العباد فهو مبتلى بتيسر النظر الحرام غاية التيسير ، وهذا الابتلاء ليعلم الله من يخافة بالغيب ، فخالف هواك والشياطين ، وانج بنفسك فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، وتذكر أن الله عز وجل أنعم عليك بنعمة النظر فاشكره عليها بأن لا تنظر إلا ما يحل لك ولا تكفر هذه النعمة بأن تستخدمها فيما يغضبه جل وعلا .
قال الحق جل وعلا الذي يعلم خائنة الأعين :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
قال ابن كثير في تفسيره :
قال الوالبي عن ابن عباس قوله: {لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} قال: هو الضعيف من الصيد وصغيره، يبتلي الله به عباده في إحرامهم، حتى لو شاءوا لتناولوه بأيديهم، فنهاهم الله أن يقربوه. وقال مجاهد {تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ} يعني صغار الصيد وفراخه، {وَرِمَاحُكُمْ} يعني كباره. وقال مقاتل بن حيان: أنزلت هذه الآية في عمرة الحديبية، فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم، لم يروا مثله قط فيما خلا، فنهاهم الله عن قتله وهم محرمون {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ } يعني أنه تعالى يبتليهم بالصيد، يغشاهم في رحالهم يتمكنون من أخذه بالأيدي والرماح سراً وجهراً، لتظهر طاعة من يطيع منهم في سره وجهره، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}
قال الشيخ السعدي في تفسيره :
هذا من منن الله على عباده، أن أخبرهم بما سيفعل قضاء وقدرا، ليطيعوه ويقدموا على بصيرة، ويهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } لا بد أن يختبر الله إيمانكم.
{ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ } أي: بشيء غير كثير، فتكون محنة يسيرة، تخفيفا منه تعالى ولطفا، وذلك الصيد الذي يبتليكم الله به { تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ } أي: تتمكنون من صيده، ليتم بذلك الابتلاء، لا غير مقدور عليه بيد ولا رمح، فلا يبقى للابتلاء فائدة.
ثم ذكر الحكمة في ذلك الابتلاء، فقال: { لِيَعْلَمَ اللَّهُ } علما ظاهرا للخلق يترتب عليه الثواب والعقاب { مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ } فيكف عما نهى الله عنه مع قدرته عليه وتمكنه، فيثيبه الثواب الجزيل، ممن لا يخافه بالغيب، فلا يرتدع عن معصية تعرض له فيصطاد ما تمكن منه { فَمَنِ اعْتَدَى } منكم { بَعْدِ ذَلِكَ } البيان، الذي قطع الحجج، وأوضح السبيل. { فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي: مؤلم موجع، لا يقدر على وصفه إلا الله، لأنه لا عذر لذلك المعتدي، والاعتبار بمن يخافه بالغيب، وعدم حضور الناس عنده. وأما إظهار مخافة الله عند الناس، فقد يكون ذلك لأجل مخافة الناس، فلا يثاب على ذلك.
والله تعالى أعلم
أما الشاهد من الآية وقصة الصحابة هو أن الصحابة لما أحرموا تيسر لهم الصيد غاية التيسير حيث كانوا يبحثون عنه بعناء ، فلما أحرموا تيسر لهم ابتلاء واختبار من الله جل وعلا حتى قال مقاتل ( فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم، لم يروا مثله قط فيما خلا ) فيا يسبحان الله ، فالآية دلت على أن مثل هذا التيسير للحرام ما هو إلا ابتلاء ليعلم الله من يخافه بالغيب ، والأمر هنا عام يقاس عليه في كل مسألة من ذلك مسألة النظر الحرام في زماننا ، حيث سهل الوصول إليها بأسرع وأيسر الطرق وأخفاها !! ( ليعلم الله من يخافه بالغيب )