محب الدعوة
12-09-2014, 11:20 AM
قال الشيخ وليد السعيدان حفظه الله :
لقد أمر الشرع بالوضوء من لحم الإبل ، دون سائر اللحوم ، والأحاديث في هذا مشهورة ، وستأتي في ثنايا شرح القواعد ، ففرق الشرع الحكيم بين لحم الإبل وغيره ، فقال :- توضؤا من هذا ، ولا توضؤا من هذا ، مع أن صورة اللحم في الظاهر واحدة ، فحيث فرق الشارع بينهما ، فلزاما يجب أن يكون هناك علة للتفريق ، وقد بحث أهل العلم رحمهم الله تعالى عن هذه العلة ، فوجدوا أن الإبل لها في الشرع أحكام قد خصت بها دون غيرها ، فمن ذلك :- أن من يكثر مخالطتها كرعاتها وأصحابها يكون فيهم فخر وخيلاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم (( الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الإبل والسكينة في أهل الغنم )) ومن ذلك :- حرمة الصلاة في مباركها ، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنها جن وخلقت من جن ، وهذا يفيد أن صاحبها وراعيها اكتسب من طبيعتها الشيطانية بكثرة ملازمتها ، فإن الفخر والخيلاء من الطبائع الشيطانية ، وأن حرمة الصلاة في مباركها علته أنها محتضرة تكثر فيها الشياطين ، ففهمنا بذلك أن لحمها فيه من تلك الطبيعة الشيطانية ، والشيطان مخلوق من مارج من نار ، فأمر الشارع بالوضوء بعد أكل لحمها من باب معارضة الطبيعة الشيطانية بما يضادها ، فإن الماء يطفئ النار فيتوضأ آكل لحمها وجوبا ، لتذهب مضرتها ومفسدتها وتبقى له منفعتها ولذتها ، وأما من يأكلها ولا يتوضأ بعدها فإنه لا بد وأن يتأثر بشيء من تلك الطبيعة الشيطانية التي اشتمل عليه لحمها وهذا لما كان حكما خاصا بالإبل دون سائر الحيوان كان الوضوء خاصا بلحمها دون سائر الحيوان ، فلحمها ليس ككل لحم ، بل فيه طبيعة خاصة جعلت الشارع يوجب الوضوء منه فسبحان من بهرت حكمته العقول ، والله أعلى وأعلم
لقد أمر الشرع بالوضوء من لحم الإبل ، دون سائر اللحوم ، والأحاديث في هذا مشهورة ، وستأتي في ثنايا شرح القواعد ، ففرق الشرع الحكيم بين لحم الإبل وغيره ، فقال :- توضؤا من هذا ، ولا توضؤا من هذا ، مع أن صورة اللحم في الظاهر واحدة ، فحيث فرق الشارع بينهما ، فلزاما يجب أن يكون هناك علة للتفريق ، وقد بحث أهل العلم رحمهم الله تعالى عن هذه العلة ، فوجدوا أن الإبل لها في الشرع أحكام قد خصت بها دون غيرها ، فمن ذلك :- أن من يكثر مخالطتها كرعاتها وأصحابها يكون فيهم فخر وخيلاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم (( الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الإبل والسكينة في أهل الغنم )) ومن ذلك :- حرمة الصلاة في مباركها ، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنها جن وخلقت من جن ، وهذا يفيد أن صاحبها وراعيها اكتسب من طبيعتها الشيطانية بكثرة ملازمتها ، فإن الفخر والخيلاء من الطبائع الشيطانية ، وأن حرمة الصلاة في مباركها علته أنها محتضرة تكثر فيها الشياطين ، ففهمنا بذلك أن لحمها فيه من تلك الطبيعة الشيطانية ، والشيطان مخلوق من مارج من نار ، فأمر الشارع بالوضوء بعد أكل لحمها من باب معارضة الطبيعة الشيطانية بما يضادها ، فإن الماء يطفئ النار فيتوضأ آكل لحمها وجوبا ، لتذهب مضرتها ومفسدتها وتبقى له منفعتها ولذتها ، وأما من يأكلها ولا يتوضأ بعدها فإنه لا بد وأن يتأثر بشيء من تلك الطبيعة الشيطانية التي اشتمل عليه لحمها وهذا لما كان حكما خاصا بالإبل دون سائر الحيوان كان الوضوء خاصا بلحمها دون سائر الحيوان ، فلحمها ليس ككل لحم ، بل فيه طبيعة خاصة جعلت الشارع يوجب الوضوء منه فسبحان من بهرت حكمته العقول ، والله أعلى وأعلم