ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل

ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل (http://www.ahldawa.com/index.php)
-   قسم خطبة الجمعة والمواعظ العامة (http://www.ahldawa.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   لا تدري لعل الله يحدث بهد ذلك أمرا !؟ (http://www.ahldawa.com/showthread.php?t=995)

محب الدعوة 10-24-2017 10:15 AM

لا تدري لعل الله يحدث بهد ذلك أمرا !؟
 
في صلاة فجر أحد الأيام كنت أستمع لإمامنا وهو يقرأ بنا في الركعة الأولى من سورة الطلاق حتى بلغ ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) [ الطلاق: 1 ] .

حينها وجدت خيالي يسبح في ظلال هذه الآية..

يا ترى كم هي الأقدار التي تألمنا لها وقت نزولها وجرت لها دموعنا ورُفعت في طلبها أيدينا ، ولكن يا ترى هل كان لدينا نور هذه الآية ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) [ الطلاق: 1 ]

حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة أو نزول نقمة ، قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة " منحة ربانية وعطية إلهية ".



جولة في ظلال هذه الآية :

نعم ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) [ الطلاق: 1 ] .

- تلك الأخت التي نزلت بها مصيبة الطلاق وأصابها الخوف من المستقبل وما فيه من آلام ، نقول لها ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) لعل بعد الفراق سعادة وهناء ، لعل بعد الزوج زوج أصلح منه وأحسن منه ، ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها أفراح وآمال .

- ذلك الزوج الذي عانى من زوجته ، وصبر عليها ، ولكنها لم تبال بحقوقه ، وطالما نست أو تناست حسناته ، حتى كان الطلاق هو الخيار له ، نهمس له ونقول ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) نعم فلعل الله يمنحك زوجة أخرى تحسن التعامل معك ، وتساعدك على تحقيق أهدافك وتجعلك تشعر بأنك رجل لك مكانتك واحترامك .

- تلك الأم التي فقدت بر أبنائها ، وتألمت لعقوقهم ، نقول لها ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) فلعل الله أن يهديهم ويشرح صدورهم ويأتي بهم لكي يكونوا بك بررة وخدام , فافتحي يا أمنا باب الأمل وحسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف الودود .

- في المستشفيات مرضى طال بهم المقام ، وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان ، فلكل واحد منهم نقول ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) .

فلعل الصبر رفع الدرجات في جنان الخلد ، ولعل الرضا أوجب لك محبة الرحمن ، ولعل الشفاء قد قرب وقته وحان موعده .

- في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون وتكالب الأزمات المالية ، فرسالتي لراعي تلك الأسرة ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) .

فعليك بالصبر والدعاء وملازمة التقوى ، فلعل الفرج قريب وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى .

والجولات تطول لتفاصيل حياة الناس الذين يحتاجون إلى التذكير بهذه الآية العظيمة ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) .

ونصوص القرآن تضمنت ( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) و ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ) .

فالله الله في تربية النفس على الرضا بالأقدار , والنظر للحياة من زاوية الأمل , والاعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألواناً من السعادة والفرح والبهجة والأرزاق .



ومضة : لا يقلق من كان له أب فكيف بمن كان له رب .


كتبه الشيخ سلطان العمري


الساعة الآن 12:58 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Translated By Sma-jo.com