16- معنى البركة في السحور
( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً )
هُوَ بِفَتْحِ السِّينِ وَبِضَمِّهَا ، لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَرَكَةِ الْأَجْرُ وَالثَّوَابُ فَيُنَاسِبُ الضَّمُّ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى التَّسَحُّرِ ، أَوْ الْبَرَكَةُ لِكَوْنِهِ يُقَوِّي عَلَى الصَّوْمِ وَيُنَشِّطُ لَهُ وَيُخَفِّفُ الْمَشَقَّةَ فِيهِ فَيُنَاسِبُ الْفَتْحَ لِأَنَّهُ مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ ،
وَقِيلَ الْبَرَكَةُ مَا يُتَضَمَّنُ مِنْ الِاسْتِيقَاظِ وَالدُّعَاءِ فِي السَّحَرِ ،
وَالْأَوْلَى أَنَّ الْبَرَكَةَ فِي السُّحُورِ تَحْصُلُ بِجِهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ ،
وَهِيَ اِتِّبَاعُ السُّنَّةِ ،
وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ ،
وَالتَّقَوِّي بِهِ عَلَى الْعِبَادَة ،
وَالزِّيَادَةُ فِي النَّشَاطِ ،
وَمُدَافَعَةُ سُوءِ الْخُلُقِ الَّذِي يُثِيرُهُ الْجُوعُ ،
وَالتَّسَبُّبُ بِالصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ يَسْأَلُ إِذْ ذَاكَ أَوْ يَجْتَمِعُ مَعَهُ عَلَى الْأَكْلِ ،
وَالتَّسَبُّبُ لِلذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَقْتَ مَظِنَّةِ الْإِجَابَةِ ،
وَتَدَارُكُ نِيَّةِ الصَّوْمِ لِمَنْ أَغْفَلَهَا قَبْلَ أَنْ يَنَامَ .
قَالَ اِبْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : هَذِهِ الْبَرَكَةُ يَجُوزُ أَنْ تَعُودَ إِلَى الْأُمُورِ الْأُخْرَوِيَّةِ فَإِنَّ إِقَامَةَ السُّنَّةِ يُوجِبُ الْأَجْرَ وَزِيَادَتَهُ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَعُودَ إِلَى الْأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ كَقُوَّةِ الْبَدَنِ عَلَى الصَّوْمِ وَتَيْسِيرِهِ مِنْ غَيْرِ إِضْرَارٍ بِالصَّائِمِ .
فتح الباري/ 4 /175 17- بماذا يحصل السحور؟
يَحْصُلُ السُّحُورُ بِأَقَلِّ مَا يَتَنَاوَلُهُ الْمَرْءُ مِنْ مَأْكُولٍ وَمَشْرُوبٍ .
وَقَدْ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بِلَفْظِ " السُّحُورُ بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ " وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى مُرْسَلَةٍ " تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِلُقْمَةٍ " .
فتح الباري/ 4 /176 18- استحباب السحور
قال العثيمين/ شرح حديث ( تسحروا فإن في السحور بركة)
هذا الحديث كما نراه فيه أمر النبي بالسحور, هذا الأمر هل هو للوجوب أو الإستحباب؟
يرى بعض العلماءأنه للوجوب, و هذا على رأي من يرى الوصال حرام, لأنه إذا كان الوصال بين يومين حراما فالأكل بينهما واجب, فإذا لم ياكل في الليل وجب أن يتسحر لئلا يواصل .
و لكن جمهور أهل العلم على أن الأمر هنا للإستحباب. شرح بلوغ المرام/3/ 196/ المكتبة الإسلامية قال صاحب الموضوع : الحكم يصير للوجوب إذا أدى ترك السحور إلى الضرر