عرض مشاركة واحدة
قديم 05-21-2011, 03:16 PM   #4
داعية مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المغرب/الدار البيضاء
المشاركات: 443
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد البر طارق دامي
افتراضي رد: بعض أنواع الرياء

كيف يعالج الرياء

قال ابن القيم / الفوائد:
قال يحيى بن معاذ عجبت من ثلاث :
رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمله لله
ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا
ورجل يرغب فى صحبة المخلوقين ومودتهم والله يدعوه الى صحبته ومودته
***
فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص
فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس
وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة
فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص
فإن قلت وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟
قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه الا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه
وأما ازهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمة ويشين الا الله وحده
***
قال ابن قدامة/ مختصر منهاج القاصدين /باختصار و تهذيب:
وفي علاجه( الرياء) مقامان:
أحدهما قلع عروقه وأصوله التي منها انشعابه
والثاني دفع ما يخطر منه في الحال
المقام الأول قلع عروق الرياء:
إعلم أن أصل الرياء حب المنزلة والجاه
وإذا فصل رجع إلى ثلاثة أصول:
وهي لذة المحمدة
والفرار من ألم الذم
والطمع فيما في أيدي الناس
و علاجه أن الإنسان إنما يقصد الشيء ويرغب فيه لظنه أنه خير له ونافع ولذيذ
إما في الحال وإما في المآل فإن علم إنه لذيذ في الحال ولكنه ضار في المآل سهل عليه قطع الرغبة عنه
كمن يعلم أن العسل لذيذ ولكن إذا بان له أن فيه سما أعرض عنه
فكذلك طريق قطع هذه الرغبة أن تعلم ما فيها من المضرة
ومتى عرف العبد مضرة الرياء وما يفوته من صلاح قلبه وما يحرم عنه في الحال من التوفيق وفي الآخرة من المنزلة عند الله وما يتعرض له من العقاب العظيم والمقت
مع ما يتعرض له في الدنيا من تشتت الهم بسبب ملاحظة قلوب الخلق
فإن رضا الناس غاية لا تدرك فكل ما يرضي به فريق يسخط به فريق
ومن طلب رضاهم في سخط الله سخط الله عليه وأسخطهم أيضا عليه
ثم أي غرض له في مدحهم وإيثار ذم الله لأجل حمدهم ولا يزيده حمدهم رزقا ولا أجلا ولا ينفعه يوم فقره وفاقته وهو يوم القيامة
وأما الطمع فيما فيأيديهم
فبأن يعلم أن الله تعالى هو المسخر للقلوب بالمنع والإعطاء وأن الخلق مضطرون إليه
ولا رازق إلا الله
ومن طمع في الخلق لم يخل من الذل والخيبة
وإن وصل إلى المراد لم يخل عن المنة والمهانة
فكيف يترك ما عند الله برجاء كاذب ووهم فاسد
و من الدواء النافع أن يعود نفسه إخفاء العبادات وإغلاق الأبواب دونها كما تغلق الأبواب دون الفواحش
المقام الثاني ما يقع من الرياء أثناء العبادة
دفع العارض منه أثناء العبادة
وذلك لابد أيضا من تعلمه فإنه من جاهد نفسه بقطع مغارس الرياء وقطع واستحقار مدح المخلوقين وذمهم فقد لا يتركه الشيطان في أثناء العبادة بل يعارضه بخطرات الرياء
فإذا خطر له معرفة إطلاع الخلق دفع ذلك بأن قال لنفسه:
مالك وللخلق علموا أو لم يعلموا والله عالم بحالك فأى فائدة في علم غيره ،
فإذا هاجت الرغبة إلى لذة الحمد
ذكر ما رسخ في قلبه آفة الرياء وتعرضه لمقت الله والخسران في الآخرة
__________________
أشكو إلى الله كما قد شكى ... أولاد يعقوب إلى يوسف
قد مسني الضر وأنت الذي ... تعلم حالي وترى موقفي
بضاعتي المزجاة محتاجة ... إلى سماح من كريم وفي
فقد أتى المسكين مستمطرا ... جودك فارحم ذله واعطف
فاوف كيلي وتصدق على ... هذا المقل البائس الأضعف
أبو عبد البر طارق دامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس