عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2011, 12:32 AM   #5
داعية مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المغرب/الدار البيضاء
المشاركات: 443
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد البر طارق دامي
افتراضي رد: في كل مرة ثلاث فوائد( الصيام -رمضان- العيد)

13- لماذا اشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام على حساب القمر

ولما كان نزول القمر في هذه المنازل معلوما بالعيان والمشاهدة ,ونزول الشمس فيها إنما هو بالحساب لا بالرؤية قال تعالى :(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل) وقال تعالى:( والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم)
فخص القمر بذكر تقدير المنازل دون الشمس, وإن كانت مقدرة المنازل لظهور ذلك للحس في القمر, وظهور تفاوت نوره بالزيادة والنقصان في كل منزل ,ولذلك كان الحساب القمرى أشهر وأعرف عند الأمم ,وأبعد من الغلط, وأصح للضبط من الحساب الشمسى, ويشترك فيه الناس دون الحساب الشمسى, ولهذا قال تعالى في القمر:( وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) ولم يقل ذلك في الشمس.
ولهذا كانت اشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام انما هي على حساب القمر وسيره ونزوله في منازله, لا على حساب الشمس وسيرها حكمة من الله ورحمة, وحفظا لدينه لاشتراك الناس في هذا الحساب وتعذر الغلط والخطأ فيه, فلا يدخل في الدين من الاختلاف والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب.

مفتاح دار السعادو/3/189/ علي حسن

14- لما ورد النهي عن صوم الدهر

وقد ورد النهي عن صيام الدهر والتشديد فيه وهذا كله يدل على أن أفضل الصيام أن لا يستدام ,بل يُعاقِب بينه وبين الفطر ,وهذا هو الصحيح من قولي العلماء, وهو مذهب أحمد وغيره وقيل لعمر: إن فلانا يصوم الدهر فجعل يقرع رأسه بقناة معه ويقول: كل يا دهر كل يا دهر خرجه عبد الرزاق.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحكمة في ذلك من وجوه:
منها: قوله صلى الله عليه وسلم في صيام الدهر: "لا صام ولا أفطر" يعني أنه لا يجد مشقة الصيام ولا فقد الطعام والشراب والشهوة لأنه صار الصيام له عادة مألوفة فربما تضرر بتركه فإذا صام تارة وأفطر أخرى حصل له بالصيام مقصوده بترك هذه الشهوات وفي نفسه داعية إليها وذلك أفضل من أن يتركها ونفسه لا تتوق إليها
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في حق داود عليه السلام: "كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى" يشير إلى أنه كان لا يضعفه صيامه عن ملاقاة عدوه ومجاهدته في سبيل الله ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه يوم الفتح وكان في رمضان: "إن هذا يوم قتال فافطروا"
ومنها ما أشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: "ولعله أن يطول بك حياة" يعني: أن من تكلف الإجتهاد في العبادة فقد تحمله قوة الشباب ما دامت باقية فإذا ذهب الشباب وجاء المشيب والكبر عجز عن حمل ذلك فإن صابره وجاهد واستمر فربما هلك بدنه وإن قطع فقد فاته أحب الأعمال إلى الله تعالى وهو المداومة على العمل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اكلفوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا" وقال صلى الله عليه وسلم: " أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل" فمن عمل عملا يقوى عليه بدنه في طول عمره في قوته وضعفه استقام سيره ومن حمل ما لا يطيق فإنه قد يحدث له مرض يمنعه من العمل بالكلية وقد يسأم ويضجر فيقطع العمل فيصير كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
لطائف المعارف/180/شهر شعبان

15- بعض أنواع الرياء في الصوم


وقد يشيع على المتعبد أنه يصوم الدهر فيعلم بشياع ذلك فلا يفطر أصلا وإن أفطر أخفى إفطاره لئلا ينكسر جاهه وهذا من خفي الرياء ولو أراد الإخلاص وستر الحال لأفطر بين يدي من قد علم أنه يصوم ثم عاد إلى الصوم ولم يعلم به
ومنهم من يخبر بما قد صام فيقول اليوم منذ عشرين سنة ما أفطرت ويلبس عليه بأنك إنما تخبر ليقتدى بك والله أعلم بالمقاصد
قال سفيان الثوري رضي الله عنه إن العبد ليعمل العمل في السر فلا يزال به الشيطان حتى يتحدث به فينتقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية
وفيهم من عادته صوم الإثنين والخميس فاذا دعي إلى طعام قال اليوم الخميس ولو قال أنا صائم كانت محنة وإنما قوله اليوم الخميس معناه إني أصوم كل خميس
وفي هؤلاء من يرى الناس بعين الاحتقار لكونه صائما وهم مفطرون
ومنهم من يلازم الصوم ولا يبالي على ماذا أفطر ولا يتحاشى في صومه عن غيبة ولا عن نظرة ولا عن فضول كلمة وقد خيل له إبليس أن صومك يدفع إثمك وكل هذا من التلبيس.

تلبيس إبليس/185/تلبيسه في الصوم
أبو عبد البر طارق دامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس