عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2011, 11:01 PM   #123
داعية مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المغرب/الدار البيضاء
المشاركات: 443
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد البر طارق دامي
افتراضي رد: في كل مرة ثلاث فوائد

345- هل أدخل ابن حجر متن البخاري في الشرح
قال الشيخ عبد الكريم الخضير:
لكن هنا مسائل:
الأولى: ما ذكره أولاً من سوق الحديث، معروف أنه عدل عنه - ابن حجر-، قد قال في مقدمة المجلد الأول في صفحة (5) يقول: "وقد كنت عزمت على أن أسوق حديث الباب بلفظه قبل شرحه، ثم رأيت ذلك مما يطول به الكتاب جداً"
يعني لو تصورنا أن البخاري في أربعة مجلدات إضافةً إلى هذه الثلاثة عشر مجلداً يطول الكتاب بلا شك، على هذا البخاري -رحمه الله تعالى- أخلى الكتاب من المتن، بينما يشرح الحديث مباشرةً، قوله: باب كذا، يشرح الترجمة ثم قوله يشرح الحديث لفظةً لفظة.
الذي رقّم الكتاب وخدمه وطبعه -جزاهم الله خير- اجتهدوا، ففي التعليق على صفحة (5)
قال المعلق: محمد فؤاد عبد الباقي:
"ونحن قد حققنا ذلك في هذه الطبعة، فسقنا حديث الباب بلفظه قبل شرحه، ليكون ذلك أعون على فهم الشرح والإلمام بمراميه"
، أولاً: الحافظ -رحمه الله- عن قصد حذف الأحاديث، فإدخال الأحاديث في الكتاب في صلب الكتاب لا شك أنه تصرف في الكتاب وزيادة في الكتاب،
قصد المؤلف حذفها، فهذا التصرف لا ينبغي، نعم لو جعلوه في حاشية، في أعلى الصفحة وفصلوا بينه وبين الشرح بخط لا بأس، يقول: ونحن قد حققنا ذلك -لو كانت أمنية للحافظ تقول: حققنا هذه الأمنية-، لكن الحافظ عدل عنها قصداً وليت الحافظ حققها بنفسه، لسلمنا من كثير من الاعتراضات الواردة على المتن الموجود في الشرح الذي تصرف الطابع وأدخله فيه، يقول: ونحن قد حققنا ذلك في هذه الطبعة فسقنا حديث الباب بلفظه قبل شرحه، ليكون ذلك أعون على فهم الشرح والإلمام بمراميه وأشرنا بالأرقام إلى أطراف كل حديث، وهي أجزاء متفرقة في مواضع أخرى من صحيح البخاري.
أقول: وليته إذ تصرف على خلاف مراد المؤلف انتقى من روايات الصحيح ما اعتمده الحافظ في شرحه، وهي رواية أبي ذر الهروي، المتن المطبوع مع فتح الباري متن ملفق من روايات متعددة، لا يوافق رواية واحدة من الروايات، ليت هؤلاء الذين تصرفوا وأدخلوا الكتاب في هذا الشرح العظيم انتقوا من الروايات ما يناسب الشرح، ولذا يوجد في المتن المقحم من الألفاظ ما لا يوجد في الشرح والعكس، وهذا كثير جداً، كثيراً ما نجد الحافظ يقول: قوله: كذا، ثم يشرح، هذا اللفظ الذي شرحه الحافظ لا تجده في المتن المقحم، هذا كثير جداً
شريط مقارنة بين شروح كتب السنة الستة/ الشيخ عبد الكريم الخضير
346- ألقاب علماء الحديث/أمير المؤمنين/الحافظ/المحدث
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله :
أطلق المحدثون ألقاباً على العلماء بالحديث: فأعلاها: أمير المؤمنين في الحديث، وهذا لقب لم يظفر به إلا الأفذاذ النوادر، الذي هم أئمة هذا الشأن والمرجع إليهم فيه:
كشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني
وفي المتأخرين :
ابن حجر العسقلاني رضي الله عنهم جميعاً.
ثم يليه: (الحافظ)، وقد بين الحافظ المزي الحد الذي إذا انتهى إليه الرجل جاز أن يطلق عليه (الحافظ)، فقال: (أقل ما يكون أن تكون الرجال الذين يعرفهم ويعرف تراجمهم وأحوالهم وبلدانهم: أكثر من الذين لا يعرفهم، ليكون الحكم للغالب). فقال له التقي السبكي: (هذا عزيز في هذا الزمان، أدركت أنت أحدا كذلك؟)، فقال: (ما رأينا مثل الشيخ الدمياطي، ثم قال: وابن دقيق العيد كان له في هذا مشاركة جيدة، ولكن أين الثريا من الثرى؟!) فقال السبكي: (كان يصل إلى هذا الحد؟)، قال: (ما هو إلا كان يشارك مشاركة جيدة في هذا، أعني في الأسانيد، وكان في المتون أكثر، لأجل الفقه والأصول).
وقال أبو الفتح بن سيد الناس: (أما المحدث في عصرنا، فهو من اشتغل بالحديث رواية ودراية، وجمع رواته، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك، حتى عرف فيه خطه، واشتهر ضبطه، فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة، بحيث يكون ما يعرفه من كل طبقة أكثر مما يجهله- فهذا هو الحافظ).
وسأل شيخ الإسلام الحافظ أبو الفضل بن حجر العسقلاني شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي فقال: (ما يقول سيدي في الحد الذي إذا بلغه الطالب في هذا الزمان استحق أن يسمى حافظًا؟ وهل يتسامح بنقص بعض الأوصاف التي ذكرها المزي وأبو الفتح في ذلك، لنقص زمانه أم لا؟) فأجاب: (الاجتهاد في تلك يختلف باختلاف غلبة الظن في وقت ببلوغ بعضهم للحفظ، وغلبته في وقت آخر، وباختلاف من يكون كثير المخالطة الذي يصفه بذلك).
وكلام المزي فيه ضيق، بحيث لم يسم ممن رآه بهذا الوصف إلا الدمياطي.
الباعث الحثيث/2/432/ الحاشية/ تحقيق علي حسن/ مكتبة المعارف
347- فائدة في الكلمات المنحوتة
يقال لمن قال :بسم الله الرحمن الرحيم :مبسمل وهو ضرب من النحت اللغوي ،
وقد ورد ذلك في شعر لعمر بن أبي ربيعة :
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها***فياحبذا ذاك الحبيب المبسمل .
ومثل بسمل :حوقل إذا قال لاحول ولاقوة الآ بالله ، وهيلل إذا قال لاإله الآ الله ، وسبحل إذا قال :سبحان الله ، وحمدل إذا قال الحمدالله .
وحيصل وحيعل إذا قال :حي على الصلاة ، وحي على الفلاح ، وجعفل إذا قال :جعلت فداك .
هذا والنحتُ عند العرب خاص بالنسبة ،أي :أنهم يأخذون اسمين فينحتون منها اسماً واحدا ، فينسبون إليه كقولهم حضرمي وعبقسي وعبشميّ:نسبة إلى حضرموت وعبد قيس وعبد شمس ، على أن الفراء ذكر عن بعض العرب : معي عشرة فإحداهن لي ، أي صيرهن أحد عشر
وقال الفراء :معنى اللهم :يالله أمنّا بخير ،أي اقصدنا بخير ، فكثرت في كلام العرب
ونحت العرب من اسمين فقيل الصّلدم إنه من الصّلد والصدم ، ومنه بلحارث لبني الحارث ، ولعل الحقّلد –وهو السيء الخلق والثقيل الروح –منحوت من الحقد والثقل .
ونحتوا من فعل وحرف فقالوا الأزليّ، وهو منحوت من لم يزل ،
ونحتوا من اسم وحرف فقالوا من :لاشيء :تلاشى ،
ونحتوا من حرفين فقال الخليل :إن كلمة (لن)منحوتة من لا و أن ، وأنها تضمنت بعد تركيبها معنى لم يكن في أصليها مجتمعين .و
إنما أوردنا هذه الأقوال ، لاأنها قاطعة فهي موضع خلاف
ولكن استأسنا بها لتتوافر همم المشتغلين باللغة على النحت ، ففيه ثروة جديدة للغتنا ، وتسهيل لكثير من التعابير الحديثية التي تفتقر إليها ، ....
إعراب القرآن/ محيي الدين درويش/1/ 25-26/ ابن كثير
أبو عبد البر طارق دامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس