عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2011, 10:30 AM   #120
داعية مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المغرب/الدار البيضاء
المشاركات: 443
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد البر طارق دامي
افتراضي رد: في كل مرة ثلاث فوائد

339- أمرنا مترفيها

قال يحيى الفراء:
قرأ الأعمش و عاصم و رجال من أهل المدينة ( أمَرنا) خفيفة, حدثنا محمد حدثنا الفراء قال حدثني سفيان بن عيينة عن حميد الأعرج عن مجاهد (أمرنا) خفيفة
و فسر بعضهم (أمرنا مترفيها ) بالطاعة ( ففسقوا ) أي المترف إذا أمر بالطاعة خالف إلى الفسوق
و في قراءة أبي بن كعب ( بعثنا فيها اكابر مجرميها ).
و قرأ الحسن :( آمرنا ) بالمد و روي عنه (أَمِرْنا) و لا ندري أنها حفظت عنه لأنا لا نعرف معناها هاهنا
و معنى ( آمرنا ) بالمد : أكثرنا .
و قرأ أبو العالية الرياحي ( أَمَّرنا منرفيها) - جعلناهم أمراء , زيادة من صاحب الموضوع- و هو موافق لتفسير ابت عباس , و ذلك أنه قال : سلطنا رؤساءها ففسقوا فيها.

معاني القرآن/ يحيى الفراء/ 2/ 47/ دار الكتب العلمية

340- وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها



قال ابن الفيم :
فهذا أمر تقدير كوني لا أمر ديني شرعي فإن الله لا يأمر بالفحشاء؛ والمعنى: قضينا ذلك وقدرناه.

وقالت طائفة: بل هو أمر ديني: والمعنى أمرناهم بالطاعة فخالفونا وفسقوا.

والقول الأول أرجح لوجوده:

أحدها : أن الإضمار على خلاف الأصل فلا يصار إليه إلا إذا لم يكن تصحيح الكلام بدونه.

الثاني : أن ذلك يستلزم اضمارين:

أحدهما: أمرناهم بطاعتنا.

الثاني : فخالفونا أو عصونا ونحو ذلك.

الثالث : أن ما بعد الفاء في مثل هذا التركيب هو المأمور به نفسه، كقولك: أمرته ففعل وأمرته فقام وأمرته فركب لا يفهم المخاطب غير هذا.

الرابع : أنه سبحانه جعل سبب هلاك القرية أمره المذكور.

ومن المعلوم أن أمره بالطاعة والتوحيد لا يصلح أن يكون سبب الهلاك بل هو سبب للنجاة والفوز.

فإن قيل : أمره بالطاعة مع الفسق هو سبب الهلاك.

قيل : هذا يبطل بالوجه:

الخامس : وهو أن هذا الأمر لا يختص بالمترفين بل هو سبحانه يأمر بطاعته واتباع رسله المترفين وغيرهم فلا يصح تخصيص الأمر بالطاعة بالمترفين يوضحه الوجه:

السادس : أن الأمر لو كان بالطاعة لكان هو نفس إرسال رسله إليهم ومعلوم أنه لا يحسن أن يقال أرسلنا رسلنا إلى مترفيها ففسقوا فيها فإن الإرسال لو كان إلى المترفين لقال من عداهم نحن لم يرسل إلينا.

السابع : أن إرادة الله سبحانه لإهلاك القرية إنما يكون بعد إرسال الرسل إليهم وتكذيبهم وإلا فقبل ذلك هو لا يريد إهلاكهم لأنهم معذورون بغفلتهم وعدم بلوغ الرسالة إليهم. قال تعالى: (وما كان الله ليهلك القرى بظلم وأهلها غافلون)فإذا أرسل الرسل فكذبوهم أراد إهلاكها فأمر رؤسائها ومترفيها أمرا كونيا قدريا لا شرعيا دينيا بالفسق في القرية فاجتمع أهلها على تكذيبهم وفسق رؤسائهم فحينئذ جاءها أمر الله وحق عليها قوله بالإهلاك والمقصود ذكر الأمر الكوني، والديني.
بدائع التفسير / يسرى السيد محمد/ 2/134

341 - وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا

قال ابن كثير:
اختلف القراء في قراءة قوله : ( أمرنا ) فالمشهور قراءة التخفيف ، واختلف المفسرون في معناها ، فقيل : معناها أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمرا قدريا ، كقوله تعالى : ( أتاها أمرنا ليلا أو نهارا ) [ يونس : 24 ] ، فإن الله لا يأمر بالفحشاء ، قالوا : معناه : أنه سخرهم إلى فعل الفواحش فاستحقوا العذاب .

وقيل : معناه : أمرناهم بالطاعات ففعلوا الفواحش فاستحقوا العقوبة . رواه ابن جريج عن ابن عباس ، وقاله سعيد بن جبير أيضا . [ ص: 62 ]

وقال ابن جرير : وقد يحتمل أن يكون معناه جعلناهم أمراء .

قلت : إنما يجيء هذا على قراءة من قرأ " أمرنا مترفيها " قال علي بن طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) يقول : سلطنا أشرارها فعصوا فيها ، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم بالعذاب ، وهو قوله : ( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ) [ الأنعام : 123 ] ، وكذا قال أبو العالية ومجاهد والربيع بن أنس .

وقال العوفي عن ابن عباس : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) يقول : أكثرنا عددهم ، وكذا قال عكرمة ، والحسن ، والضحاك ، وقتادة ، وعن مالك عن الزهري : ( أمرنا مترفيها ) : أكثرنا .

وقد استشهد بعضهم بالحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال : حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا أبو نعامة العدوي ، عن مسلم بن بديل ، عن‌ إياس بن زهير ، عن سويد بن هبيرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خير مال امرئ له مهرة مأمورة أو سكة مأبورة " . - ضعفه الألباني في الجمع, زيادة من صاحب الموضوع-

قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام ، رحمه الله ، في كتابه " الغريب " : المأمورة : كثيرة النسل . والسكة : الطريقة المصطفة من النخل ، والمأبورة : من التأبير ، وقال بعضهم : إنما جاء هذا متناسبا كقوله : " مأزورات غير مأجورات " .

تفسير ابن كثير/5/ 48التوفيقية/ هاني الحاج
أبو عبد البر طارق دامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس