عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2011, 06:50 PM   #12
داعية مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المغرب/الدار البيضاء
المشاركات: 443
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد البر طارق دامي
افتراضي رد: بعض أنواع الرياء


**البحث عن الشهرة بكثرة الجدال و البحث عن الغرائب و العجائب **
قال ابن رجب/ فضل علم السلف على الخلف
مما أنكره أئمة السلف الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام ولم يكن ذلك طريقة أئمة الإسلام
وإنما أحدث ذلك بعدهم كما أحدثه فقهاء العراقين في مسائل الخلاف بين الشافعية والحنفية وصنفوا كتب الخلاف ووسعوا البحث والجدال فيها وكل ذلك محدث لا أصل له وصار ذلك علمهم حتى شغلهم ذلك عن العلم النافع.
****
ومن علمه غير نافع إذا رأى لنفسه فضلا على من تقدمه في المقال وتشقق الكلام
ظن لنفسه عليهم فضلا في العلوم أو الدرجة عند اللَه لفضل خص به عمن سبق
فاحتقر من تقدمه واجترأ عليه بقلة العلم
ولا يعلم المسكين أن قلة كلام من سلف إنما كان ورعا وخشية للَّه ولو أراد الكلام وإطالته لما عجز عن ذلك.
كما قال ابن عباس لقوم سمعهم يتمارون في الدين :
أما علمتم أن للَّه عباداً أسكتهم خشية اللَّه من غير عي ولا بكم.
وأنهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء
العلماء بأيام اللَه
غير أنهم إذا تذكروا عظمة اللَه طاشت عقولهم وانكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم
حتى إذا استفاقوا من ذلك يسارعون إلى اللَه بالأعمال الزاكية يعدون أنفسهم من المفرطين
وأنهم لأكياس أقوياء ومع الظالمين والخاطئين
وأنهم لأبرار برآء إلا أنهم لا يستكثرون له الكثير ولا يرضون له بالقليل ولا يدلون عليه بالأعمال
هم حيث ما لقيتهم مهتمون مشفقون وجلون خائفون/ خرجه أبو نعيم وغيره
****
فمن عرف قدر السلف عرف أن سكوتهم عما سكتوا عنه من ضروب الكلام وكثرة الجدال والخصام والزيادة في البيان على مقدار الحاجة لم يكن عياً ولا جهلا ولا قصوراً
وإنما كان ورعا وخشية للَّه واشتغالا عما لا ينفع بما ينفع.
وسواء في ذلك كلامهم في أصول الدين وفروعه. وفي تفسير القرآن والحديث. وفي الزهد والرقائق. والحكم والمواعظ. وغير ذلك مما تكلموا فيه
فمن سلك سبيلهم فقد اهتدى ومن سلك غير سبيلهم ,دخل في كثرة السؤال والبحث والجدال والقيل والقال.
***
قال البن الجوزي/ تلبيس إبليس
وكان يأخذ الشيخ فيقعده في الرقة وهي البستان الذي على شاطيء دجلة فيقرأ عليه ويقول في مجموعاته حدثني فلان وفلان بالرقة ويوهم الناس أنها البلدة التي بناحية الشام ليظنوا أنه قد تعب في الأسفار لطلب الحديث وكان يقعد الشيخ بين نهر عيسى والفرات ويقول حدثني فلان من وراء النهر يوهم أنه قد عبر خراسان في طلب الحديث وكان يقول حدثني فلان في رحلتي الثانية والثالثة ليعلم الناس قدر تعبه في طلب الحديث فما بورك له ومات في زمان الطلب.
قال المصنف: وهذا كله من الإخلاص بمعزل وإنما مقصودهم الرئاسة والمباهاة ولذلك يتبعون شاذ الحديث وغريبه
****
ومن تلبيس إبليس على الفقهاء .
أن جل اعتمادهم على تحصيل علم الجدل يطلبون بزعمهم تصحيح الدليل على الحكم والاستنباط لدقائق الشرع وعلل المذاهب ولو صحت هذه الدعوى منهم لتشاغلوا بجميع المسائل وإنما يتشاغلون بالمسائل الكبار ليتسع فيها الكلام فيتقدم المناظر بذلك عند الناس في خصام النظر فهم أحدهم بترتيب المجادلة والتفتيش على المناقضات طلبا للمفاخرات والمباهاة وربما لم يعرف الحكم في مسألة صغيرة تعم بها البلوى .
****
قال صاحب الموضوع
ومن ذلك : إثارة المواضيع الغريبة و العجيبة لجمع أكثر عدد من المشاهدات و المشاركات , و الواجب على طالب العلم شغل الناس بما ينفعهم
ومن ذلك : إثارة مسائل عقائدية مثل الجوهر و العرض , ليبن طالب العلم حدة عقله , و هو لم يؤصل العقيدة الواجبة عليه, ولم يعلم أن من تكلم في هذه المسائل من علماء السلف فقد كان اضطرارا ليرد على المبتدعة كلامهم
قال ابن عقيل لبعض أصحابه :
و أنا أقطع أن الصحابة ماتوا و ما عرفوا الجوهر و العرض , فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن
و إن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر و عمر , فبئس ما رأيت
و من ذلك إثارة بعض المواضيع من أجل الجدل , لا من أجل الإفادة
و من ذلك دراسة علوم المنطق و الفلسفة , قبل تأصيل العلم النافع
و من ذلك البحث عن المسائل الشاذة التي صدرت من العلماء , للبرهنة على التوسع في الإطلاع على كلام العلماء
ومن ذلك كثرة الردود على المبتدعة و الجدال معهم على حساب العلم النافع
__________________
أشكو إلى الله كما قد شكى ... أولاد يعقوب إلى يوسف
قد مسني الضر وأنت الذي ... تعلم حالي وترى موقفي
بضاعتي المزجاة محتاجة ... إلى سماح من كريم وفي
فقد أتى المسكين مستمطرا ... جودك فارحم ذله واعطف
فاوف كيلي وتصدق على ... هذا المقل البائس الأضعف
أبو عبد البر طارق دامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس