عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2011, 09:10 PM   #14
داعية مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المغرب/الدار البيضاء
المشاركات: 443
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد البر طارق دامي
افتراضي رد: بعض أنواع الرياء


**ما جاء في قراءة القرآن و الإمامة**
قال ابن الجوزي/ تلبيس إبليس
فمن ذلك أن أحدهم يشتغل بالقراآت الشاذة وتحصيلها فيفني أكثر عمره في جمعها وتصنيفها والإقراء بها ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات فربما رأيت إمام مسجد يتصدى للأقراء ولا يعرف ما يفسد الصلاة
وربما حمله حب التصدر حتى لا يرى بعين الجهل على أن يجلس بين يدي العلماء ويأخذ عنهم العلم
ولو تفكروا لعلموا أن المراد حفظ القرآن وتقويم ألفاظه ثم فهمه ثم العمل به ثم الإقبال على ما يصلح النفس ويطهر أخلاقها ثم التشاغل بالمهم من علوم الشرع ومن الغبن الفاحش تضييع الزمان فيما غيره الأهم قال الحسن البصري أنزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملا يعني أنهم اقتصروا على التلاوة وتركوا العمل به
ومن ذلك أن أحدهم يقرأ في محرابه بالشاذ ويترك المتواتر المشهور والصحيح عند العلماء أن الصلاة لا تصح بهذا الشاذ وإنما مقصود هذا إظهار الغريب لاستجلاب مدح الناس وإقبالهم عليه وعنده أنه متشاغل بالقرآن
ومنهم من يجمع القراآت فيقول ملك مالك ملاك وهذا لا يجوز لأنه إخراج للقرآن عن نظمه ومنهم من يجمع السجدات والتهليلات والتكبيرات وذلك مكروه
ومن ذلك أن منهم من يتسامح بادعاء القراءة على من لم يقرأ عليه وربما كانت له إجازة منه فقال أخبرنا تدليسا وهو يرى أن الأمر في ذلك قريب لكونه يروى القراآت ويراها فعل خير وينسى أن هذا كذب يلزمه اثم الكذابين
وقد رأيت من مشايخهم من يجمع الناس ويقيم شخصا ويقرأ في النهار الطويل ثلاث ختمات فإن قصر عيب وإن أتم مدح وتجتمع العوام لذلك ويحسنونه كما يفعلون في حق السعاة ويريهم إبليس أن في كثرة التلاوة ثوابا وهذا من تلبيسه لأن القراءة ينبغي أن تكون لله تعالى لا للتحسين بها وينبغي أن تكون على تمهل وقال عز وجل: {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} وقال عز وجل: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}
ومن ذلك أن جماعة من القراء أحدثوا قراءة الألحان وقد كانت إلى حد قريب وعلى ذلك فقد كرهها أحمد بن حنبل وغيره ولم يكرهها الشافعي
****
وقد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج باعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد وتارة في إخراج ضاد المغضوب ولقد رأيت من يقول المغضوب فيخرج بصاقة مع إخراج الضاد لقوة تشديده وإنما المراد تحقيق الحرف فحسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة
****
قال السيوطي / الإتقان في علوم القرآن:
ويستحب الأخذ به على المتعلمين من غير أن يتجاوز فيه إلى حد الإفراط بتوليد الحروف من الحركات وتكرير الراءات وتحريك السواكن وتطنين النونات بالمبالغة في الغنات
كما قال حمزة لبعض من سمعه يبالغ في ذلك
أما علمت أن ما فوق البياض برص وما فوق الجعودة قطط وما فوق القراءة ليس بقراءة
****
قال صاحب الموضوع:
ومن ذلك من يقرأ على العوام بغير القراءة المشهورة في البلد لبين أنه يجمع أكثر من قراءة , و قد صليت التراويح وراء إمام يصلي في كل ركعة بقراءة بتقليد صوت أحد القراء المشهورين , ثم في الركعة الأخرى يغير القراءة الأولى و يقلد مقرئا آخر
و من ذلك: أن بعض الأئمة إذا إلتبس عليه القرآن في الصلاة , لا يحب من يفتح عليه , حتى لا يظهر أنه غير ضابط للقرآن, و قد كنت أسمع قاعدة عند بعض الأئمة و هي إذا دخلت المحراب فالمهم أن لا تسكت, يعني إذا إلتبس عليك القرآن فقل أي شيء من القرآن و لو من سورة أخرى ؟؟؟!!! وقد صليت وراء هذا النوع.
ومن ذلك : أن بعض الأئمة إذا صلى بالناس و لم يجمعوا له المال غضب أو ترك الإمامة, و قد كنت أعرف إماما قال لي اجمع لي المال من أهل القرية , و من لم يعطك فأخبره أن لا يصلي ورائي؟؟؟!!!!
و من ذلك : المنافسة من بعض الإخوة على المحراب في شهر رمضان , من أجل الشهرة , و قد يؤدي ذلك للإقتتال؟؟؟!! هلا كان هذا التنافس في ثلث الليل الأخير حين لا يراهم أحد , فلماذا يكون الإنسان جيفة ليل قطرب محراب
و من ذلك : أن بعض الإخوة إذا لم يأت الإمام في الصلاة الجهرية , رأيت التنافس على الإمامة , أما في الصلاة السرية , فنستعمل حديث أقرأكم لكتاب الله
ومن ذلك: المبالغة في إخراج الحروف حتى يصل الأمر إلى السكت على كل حرف , فتجد القراءة متكلفة تمجها الأسماع, فإذا صلى في البيت صلاة جهرية أسرع.
ومن ذلك : المبالغة في تقليد المقرئين المشهورين , فتراه يقلده في الوقف و في المدود , وحتى البكاء ؟؟!! حتى يقال فلان قراءته كالسديس أو الشريم
و من ذلك: ما رأيته ممن يقرأ القرآن جماعة ( و هو بدعة ) و هو لا يحفظ شيئا , ثم تراه يحرك فمه ليرى أنه حافظ للقرآن
ومن ذلك : المبلاغة في تتبع المقرئين, فترى بعض الإخوة يقطع المسافات , وقد يتناول وجبة الإفطار في المسجد , حتى إذا سئل هل صليت وراء الشيخ , فيقول نعم
ومن ذلك أن بعض الائمة يتكلف البكاء رياء , فيتبعه الصف الاول ثم الصف الثاني , فإذا سألت أحدهم لماذا بكيت قال لأن الإمام بكى أو لأن المصلي بجانبي بكى , و هو لا يفهم القرآن الذي يتلى عليه
ومن ذلك : تطويل دعاء القنوت , بكلام لا علاقة له بالقنوت, و العجب أن الإنسان يختم عليه القرآن فلا يبكي , و إذا جاء القنوت نزلت الدموع
و من ذلك أن بعض الإخوة يصلي التراويح بالمصحف ليظهر صوته ,و هناك من هو حافظ للقرآن
و من ذلك : إذا التبس على الإمام القرآن , رأيت كل الناس يفتحون عليه ليبينوا أنهم يحفظون , و خصوصا إذا كانت السورة يحفظها العوام
و من ذلك : أن بعض حفظة القرآن يحملون اللوح الذي يكتب فيه القرآن ثم يتوسلون به الناس
__________________
أشكو إلى الله كما قد شكى ... أولاد يعقوب إلى يوسف
قد مسني الضر وأنت الذي ... تعلم حالي وترى موقفي
بضاعتي المزجاة محتاجة ... إلى سماح من كريم وفي
فقد أتى المسكين مستمطرا ... جودك فارحم ذله واعطف
فاوف كيلي وتصدق على ... هذا المقل البائس الأضعف
أبو عبد البر طارق دامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس