عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2011, 02:04 PM   #135
داعية مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المغرب/الدار البيضاء
المشاركات: 443
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد البر طارق دامي
افتراضي رد: في كل مرة ثلاث فوائد

384- معاني السمع في القرآن

والسمع يراد به إدراك الصوت .
ويراد به فهم المعنى.
ويراد به القبول والاجابة.
والثلاثة في القرآن.
فمن الأول قوله :قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ وهذا أصرح ما يكون في إثبات صفة السمع ذكر الماضي والمضارع واسم الفاعل (سمع )و (يسمع) وهو (سميع )وله السمع, كما قالت عائشة رضى الله عنها الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا في جانب البيت وإنه ليخفى على بعض كلامها فأنزل الله:( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)
والثاني: سمع الفهم كقوله: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) لما في قلوبهم من الكبر والاعراض عن قبول الحق ففيهم آفتان :
إحداهما :انهم لا يفهمون الحق لجهلهم( و هي الآفة الثانية) ولو فهموه لتولوا عنه وهم معرضون عنه لكبرهم وهذا غاية النقص والعيب
والثالث :سمع القبول والاجابة كقوله تعالى:(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )
مفتاح دار السعادة/1/297

385- أول ما أنزل من القرآن

قال ابن القيم:
فَأَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ } [ الْعَلَقُ 1 ] هَذَا قَوْلُ عَائِشَةَ وَالْجُمْهُورِ .
وَقَالَ جَابِرٌ : أَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ { يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ }
وَالصّحِيحُ قَوْلُ َعائِشَةَ ِلوُجُوهٍ:
أَحَدُهَا : أَنّ قَوْلَهُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ صَرِيحٌ فِي أَنّهُ لَمْ يَقْرَأْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئًا .
الثّانِي : الْأَمْرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي التّرْتِيبِ قَبْلَ الْأَمْرِ بِالْإِنْذَارِ فَإِنّهُ إذَا قَرَأَ فِي نَفْسِهِ أُنْذِرَ بِمَا قَرَأَهُ فَأَمَرَهُ بِالْقِرَاءَةِ أَوّلًا ثُمّ بِالْإِنْذَارِ بِمَا قَرَأَهُ ثَانِيًا .
الثّالِثُ أَنّ حَدِيثَ جَابِرٍ وَقَوْلُهُ أَوّلُ مَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ { يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ } قَوْلُ جَابِرٍ وَعَائِشَةُ أَخْبَرَتْ عَنْ خَبَرِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ نَفْسِهِ بِذَلِكَ .
الرابع: أن حديث جابر الذي احتج به صريح في أنه قد تقدم نزول الملك عليه أولا قبل نزول "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" فإنه قال: "فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء, فرجعت إلى أهلي فقلت: زملوني دثروني, فأنزل الله:"يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" فدل حديث جابر على تأخر نزول "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" والحجة في روايته, لا في رأيه. والله أعلم.
زاد المعاد/ 1 /55/ الريان

386- إخْرَاجُ النُّصُوصِ عَنْ ظَاهِرِهَا لِتُوَافِقَ مَذْهَبَ الْمُفْتِي


قال ابن القيم:
الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ وَالْخَمْسُونَ : إذَا سُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُخْرِجَهَا عَنْ ظَاهِرِهَا بِوُجُوهِ التَّأْوِيلَاتِ الْفَاسِدَةِ لِمُوَافَقَةِ نِحْلَتِهِ وَهَوَاهُ ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ اسْتَحَقَّ الْمَنْعَ مِنْ الْإِفْتَاءِ وَالْحَجْرَ عَلَيْهِ ، وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ هُوَ الَّذِي صَرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيّ : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ : الْأَصْلُ قُرْآنٌ أَوْ سَنَةٌ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقِيَاسٌ عَلَيْهِمَا ، وَإِذَا اتَّصَلَ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَّ الْإِسْنَادُ بِهِ فَهُوَ الْمُنْتَهَى وَالْإِجْمَاعُ أَكْبَرُ مِنْ الْخَبَرِ الْفَرْدِ ، وَالْحَدِيثُ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَإِذَا احْتَمَلَ الْمَعَانِيَ فَمَا أَشْبَهَ مِنْهَا ظَاهِرَهُ أَوْلَاهَا بِهِ ، فَإِذَا تَكَافَأَتْ الْأَحَادِيثُ فَأَصَحُّهَا إسْنَادًا أَوْلَاهَا ، وَلَيْسَ الْمُنْقَطِعُ بِشَيْءٍ ، مَا عَدَا مُنْقَطِعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَلَا يُقَاسُ أَصْلٌ عَلَى أَصْلٍ وَلَا يُقَالُ لِأَصْلٍ : لِمَ ؟ وَكَيْفَ ؟ وَإِنَّمَا يُقَالُ لِلْفَرْعِ : لِمَ ؟ فَإِذَا صَحَّ قِيَاسُهُ عَلَى الْأَصْلِ صَحَّ وَقَامَتْ بِهِ الْحُجَّةُ ، رَوَاهُ الْأَصَمُّ عَنْ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ .
وَقَالَ أَبُو الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيُّ فِي الرِّسَالَةِ النِّظَامِيَّةِ فِي الْأَرْكَانِ الْإِسْلَامِيَّةِ " : ذَهَبَ أَئِمَّةُ السَّلَفِ إلَى الِانْكِفَافِ عَنْ التَّأْوِيلِ ، وَإِجْرَاءِ الظَّوَاهِرِ عَلَى مَوَارِدِهَا وَتَفْوِيضِ مَعَانِيهَا إلَى الرَّبِّ تَعَالَى ، وَاَلَّذِي نَرْتَضِيهِ رَأْيًا وَنَدِينُ اللَّهَ بِهِ عَقْدَ اتِّبَاعِ سَلَفِ الْأُمَّةِ ؛ فَالْأَوْلَى الِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ الِابْتِدَاعِ ، وَالدَّلِيلُ السَّمْعِيُّ الْقَاطِعُ فِي ذَلِكَ أَنَّ إجْمَاعَ الْأُمَّةِ حُجَّةٌ مُتَّبَعَةٌ ، وَهُوَ مُسْتَنَدُ مُعْظَمِ الشَّرِيعَةِ ...

إعلام الموقعين/دخول الكفارة يمين الطلاق
أبو عبد البر طارق دامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس