عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2011, 04:54 PM   #12
داعية مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المغرب/الدار البيضاء
المشاركات: 443
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد البر طارق دامي
افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

من كلام الزهاد

: قال عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية لرجل:
يا فلانُ، هل أنت على حالٍ أنت فيها مستعد للموت؟
قال: لا.
قال: فهل أنت مُجمع على التحول إلى حال ترضى بها؟
قال: ما شَخَصتْ نفسي لذلك.
قال: فهل بعد الموت دار فيها مُسْتعتَبٌ؟
قال: لا.
قال: فهل تأمن الموت أن يأتيَك؟
قال: لا.
قال: فهل رضيَ بمثل هذا الحال عاقل!
قال أبو الدرداء:
أضحكني ثلاثٌ وأبكاني ثلاث:
أضحكني مؤمل الدنيا والموتُ يطلبه،
وغافلٌ وليس بمغفول عنه،
وضاحكٌ ملءَ فيه ولا يدرِي أراض الله عنه أم ساخطٌ عليه.
وأبكاني فِراق الأحبة: محمدَ وحِزْبه،
وهَوْلُ المُطلَع،
والوقوفُ بين يدي الله يوم تبدو السرائر، ثم لاأدري إلى الجنة أو إلى النار.
كان عبد الله بن ثعلبة الحنفيّ يقول: تضحَكُ ولعل أكفانَك قد خرجتْ من القَصار.
وقال الفُضَيل: أصلُ الزهد الرضا عن الله
وقال: ألا تراه كيف يَزْوِيها عنه ويُمَرْمِرُها عليه بالعُرْي مرَةً وبالجُوع مرة وبالحاجة مرة، كما تصنع الوالدةُ الشفيقةُ بولدها: تسقيه مرّةً صَبِراً ومرة حُضَضاً، وإنما تريد بذلك ما هو خير له.
قال ابن عُيَينة : أربع ليس عليك في واحدةٍ منهنّ حسابٌ :
سَدُ الجَوْعة، وبَرْدُ العَطْشة، وستر العورة، والاستكنان؛
ثم تلا: ( إنّ لَكَ ألَّا تَجُوعَ فِيِهَا وَلَا تَعْرَى وَأنك لاَ تَظْمَأ فِيهَا وَلَا تَضْحَى )
قال علي عليه السلام لرجل: كيف أنتم؟
قال: نرجو ونخاف؛
قال: من رجا شيئاً طلبه، ومن خاف من شيء هَرَب منه، ما أدري ما خوفُ رجل عَرَضت له شهوة فلم يَدَعْها لما يخاف!
وما أدري ما رجاءُ رجل نزل به بلاءٌ فلم يصبر عليه لما يرجو.
عن مكحول قال: إن كان الفضلُ في الجماعة فإن السلامةَ في العزلة.
وبلغ الفُضَيلَ هذا فقال: سمعتم كلاماً أحسن منه!
قال ابن المبارك: رَكِبتُ مع محمد بن النَّضْر الحارثيّ السفينةَ فقلتُ: بأي شيء أستخرج منه الكلام؟
فقلت: ما تقول في الصوم في السفر؟
فقال: إنما هي المبادَرة،
فجاءني والله بفتوى غير فتوى إبراهيم والشَعبي.
: قيل لأبي حازم: ما مالُك. فقال: الثقة بما في يد الله واليأسُ مما في أيدي الناس.
وقال أبو حازم: إنه ليس شيء من الدنيا إلا وقد كان له أهلٌ قبلكم،
فآثِرْ نفسك أيها المرء بالنصيحة على ولدك،
واعلم أنك إنما تُخلف مالك في يد أحد رجلين:
عامل فيه بمعصية الله فتشقَى بما جمعتَ له،
وعامل فيه بطاعة الله فتسعَدَ بما شَقِيتَ له؛
فارجُ لمن قدمتَ منهم رحمة اللّه، وثقْ لمن خَلفتَ منهم برزق الله.
وقال أبو حازم: إن كنت إنما تريد من الدنيا ما يَكفيك ففي أدناها ما يكفيك،
وإن كنت لا ترضَى منها بما يكفيك فليس فيها شيء يُغنيك.
ونظر أبو حازم إلى الفاكهة في السوق فقال: موعدُك الجنة.
ومرّ بالجزارين فقال له رجل منهم: يا أبا حازم، هذا سمينٌ فاشتر منه؛
قال: ليس عندي ثمنه؛
قال: أنا أنظرُك؛ ففكر ساعة ثم قال: أنا أنظرُ نفسي.
قال الحسن : ابن آدم، إنما أنت عدَدٌ، فإذا مضى يوم فقد مضى بعضُك.

عيون الأخبار / ابن قتيبة
أبو عبد البر طارق دامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس