| |||||
|
|
10-24-2011, 10:39 AM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | تنبيه على بطلان قصة منسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام تنبيه على بطلان قصة منسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام د. خالد بن عبدالرحمن بن حمد الشايع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا محمد ، وعلى إخوانه من النبيين وآله وصحبه والتابعين ، وسلَّم تسليماً ، أما بعد: فقد اطلعتُ ـ وتكرر السؤال ـ عن رسالة يتداولها بعض الناس وجعلوا لها عنواناً (موقف جميل لنبي الرحمة) وذكر خلال ذلك قصة مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم مع أعرابي يطوف حول الكعبة ، وسأورد هذه القصة المكذوبة ثم أبين بعدها وجه بطلانها ونكارتها. (نص القصة المكذوبة) بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع أعرابياً يقول: يا كريم. فقال النبي خلفه: يا كريم. فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب وقال: يا كريم. فقال النبي خلفه : يا كريم. فالتفت الأعرابي إلى النبي وقال: يا صبيح الوجه ، يا رشيق القد ، أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم. فتبسم النبي وقال: أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟ فقال الأعرابي : لا . قال النبي : فما إيمانك به؟ قال : آمنت بنبوته ولم أره ، وصدقت برسالته ولم ألقه. قال النبي : يا أعرابي ، إعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة. فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم . فقال النبي: مه يا أخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً ، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً ، فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد. السلام يقرئك السلام ، ويخصك بالتحية والإكرام ، ويقول لك : قل للأعرابي لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا ، فغداً نحاسبه على القليل والكثير ، والفتيل والقطمير. فقال الأعرابي: أوَ يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال : نعم يحاسبك إن شاء. فقال الأعرابي: وعزته وجلاله إن حاسبني لأحاسبنه. فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته ، وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه ، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه. فبكى النبي حتى ابتلت لحيته. فهبط جبريل على النبي ، وقال : يا محمد ، السلام يقرئك السلام ، ويقول لك: يا محمد قلل من بكائك ، فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم ، وقل لأخيك الأعرابي: لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة. أقول: إن هذه القصة وما تضمنته من حديث نبوي منسوب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي تمامه حديث قدسي منسوب لله جلَّ وعلا قصةٌ لا تثبت ، ولا يعرف لها سند إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا صحيح ولا ضعيف، ولم أرها في شيء من دواوين السنة المشرَّفة ، لا في الصحاح ولا السنن ولا المسانيد ولا المعاجم ، فهي من الموضوعات المنكرة. وفوق ذلك فيها نكارة في سياقها وألفاظها ، ولا يليق ما نُسب فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينسب لعاقل ولا رشيد ، فضلاً عن أن تُنسب لأفضل الخلق وأكملهم وأفصحهم محمد عليه الصلاة والسلام. وفيها أيضاً سوء أدب مع الله جلَّ وعلا في قول الأعرابي: وعزته وجلاله إن حاسبني لأحاسبنَّه ـ يعني الله سبحانه ـ وحاشا نبينا عليه الصلاة والسلام أن يُقره على هذا القول البذيء . وبهذا يعلم أنه لا يجوز تداول هذه القصة ولا نشرها إلا على وجه التحذير منها ، وقد روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مَنْ حدَّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " . وأما ما رامه من أورد القصة من تأكيد حسن خلق المصطفى عليه الصلاة والسلام ولطفه وتواضعه فشواهد ذلك من النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة أكثر من أن تحصر وحسبنا وحسب نبينا عليه الصلاة والسلام قول الله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]. والواجب على الجميع أن يتحروا فيما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينشروه أو يتداولوه. والله نسأل التوفيق للجميع ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. كتبه الفقير إلى عفو ربه: خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع في 1/11/1432هـ |
|
|