| |||||
|
07-18-2010, 10:10 PM | #1 |
داعية جديد تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 21 | حواجز التوفيق وموانعه الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد : فقد ذكر إبن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد تحت قوله : حواجز التوفيق وموانعه ستة أشياء : قال ابن القيم رحمه الله : قال شقيق بن إبراهيم أغلق باب التوفيق على الخلق من ستة أشياء : أولا : إشتغالهم بالنعمة عن شكرها ثانيا : رغبتهم في العلم وتركهم العمل ثالثا : المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة رابعا: الإغترار بالصالحين وترك الإقتداء بأفعالهم خامسا : إدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها سادسا : إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها قلت أي (إبن القيم) : وأصل ذلك عدم الرغبة والرهبة وأصله ضعف اليقين وأصله ضعف البصيرة وأصله مهانة النفس ودنائتها واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ؛ وإلا لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون فأصل الخير كله بتوفيق الله ومشيئته ، وهو شرف للنفس ونبلها وكبرها . وأصل الشر خسة النفس ودنائتها وصغرها . قال تعالى ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) أي أفلح من كبرها وكثرها ونماها بطاعة الله وخاب من صغرها وحقرها بمعاصي الله فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة والنفوس الدنيئة تحوم حول الدنائات . فكل نفس تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها وهذا معنى قوله تعالى : ( قل كل يعمل على شاكلته ) فالفاجر يعمل على ما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي والإعراض عن النعم والمؤمن يعمل بما يشاكله من شكر النعم ومحبة خالقه والثناء عليه والحياء منه والتودد إليه والمراقبة له وتعظيمه وإجلاله . إنتهى كلامه رحمه الله فكل إنسان مودع لهذه الدنيا إلى دار القرار ليجد أمامه ماقدمت يداه قال تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) قال تعالى ( كل امرئ بما كسب رهين ) فعلى العبد البدار قبل الفوت قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكما قيل : النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها لكل نفس وان كانت على وجلٍ من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها المرء يبسطها والدهر يقبضُها والنفس تنشرها والموت يطويها والنفس تعلم أنى لا أصادقها ولست أرشد إلا حين أعصيها فأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا بالعمل بالعلم والدعوة إليه والصبر على الأذى والعاقبة للمتقين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|