ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل
 

العودة   ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل > المنتدى للتصفح فقط ولا يوجد تسجيل أو مشاركات سوى الإدارة .. لمراسلتنا على بريدنا ahldawa@gmail.com > استراحة الملتقى ..
المنتديات موضوع جديد التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

آخر 1 مشاركات دعواتكم لإخوانكم في فلسطين وفي كل مكان ممن اُعتدي عليهم ودعواتكم لكل مسلم متضرر في شتى بقاع الأرض (الكاتـب : - )      
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-2011, 01:04 AM   #1
إداري
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,222
Thumbs up التركيز : فإن تمكَّنتَ من الخشوع في الصلاة، ستتمكن - إن شاء الله - من التركيز في كل ما عداها

التركيز في الكلام والأفكار
أ. عائشة الحكمي


تاريخ الإضافة: 5/8/2009 ميلادي - 13/8/1430 هجري زيارة: 2565


السؤال

أولاً: أشكركم على هذا الموقع والهدف السامي.
مشكلتي مع تعلُّم التركيز طويلةٌ جدًّا، مررتُ فيها بإحباطٍ وقلق، حتى إني تعلمتُ التركيز بطريقة غريبة، ومتعبة، وخطأ، وهي أني حينما كنتُ أتمرَّن على التركيز في نقطة معينة - كما قرأتُ في الكتب التي تهتمُّ بهذا الأمر - شعرتُ بإحباطٍ شديد، لدرجة أنني أصبحتُ شاردَ الذهن دائمًا، ثم حاولتُ وحاولت أن أركز على النقطة، وأقوم بشد أعصابي وأكتافي؛ حتى لا تذهب النقطة عن مخيلتي كما في تعاليم التمرين، نجحتُ ولكنني أخذت الطريقة، وأصبحتُ إذا أردت أن أركِّز، أعمل هذه الطريقة: أشُدُّ أعصابي وفكي؛ حتى "لا أغيض" ولو ثوانيَ عن الذي أركز فيه.

بهذه الطريقة كتبتُ مقالاً، الجميعُ أُعجب به، ولا أحد يعرف السرَّ، الذي هو التركيز الشديد، مع شد أعصابي وفكي، لا أخفيكم أني كنت أتعب، ولا أركز كثيرًا؛ بل يزداد معي الإحباطُ، ولم أعد أفهم الذين يتحدَّثون معي إن ركزتُ معهم بهذه الطريقة، أشعر بإحباطٍ شديد، وكنتُ أظن - من غبائي - أن هذا هو التركيز، وهو سر التميُّز، وضريبته هو التعب وشد الفكين.

طريقة غريبة جدًّا، المهم أنني عرفتُ الطريقة الصحيحة، وهي التركيز بهدوء، وتدرَّبتُ عليها ثلاثة أشهر، حتى تعلمتُها جيدًا، ولكن في الاستماع والقراءة فقط، أما الكلام والكتابة، فأشعر بتبلد في أفكاري، وكأن تفكيري يُشل إذا أردت أن أتناقش مع مديري أو زميلي، أتكلم معه ولكنَّ أفكاري تتوقف، وأرجع للشد اليسير حتى لا أتشتَّت، وكذلك في كتابة مقال تتوقَّف أفكاري، لا أستطيع أن أعبِّر، أشعر في هذه النقطة بوسواس قهري، وهو التفكير في التركيز إذا أردت أن أتحدث، أو أردت أن أكتب؛ لأني كنت أبحث عن التميُّز في كلامي وكتابتي، وهذا مما يشل تفكيري ويوقفه (شعور تبلدي قذر)، توقفتُ عن كتابة الخطابات، وأبتعد عنها وعن الأحاديث في الأمور المهمة، مثل نقاش في موضوع مهم؛ لأني أريد أن أتميَّز، فأفكر في التركيز، فأتشتَّت.

آسف على الإطالة.

الجواب
أخي الفاضل، أهلاً وسهلاً بك، والشكر موصول لكَ؛ لثقتكَ الغالية بموقعكَ (الألوكة).
جيد أنكَ تعلمتَ التركيز أثناء القراءة، وإلا كيف كنتَ ستفهم جوابي عليكَ، إن لم تركِّزْ فيما أكتبه لكَ الآن؟! لا تقلق يا أخي الكريم؛ المسألة لا تحتاج منكَ كلَّ هذا التوتر والاستنفار.

ما هو التركيز؟
هو القدرة على الانتباه إلى موضوعٍ واحد، وطرد كلِّ الحواشي والأفكار الأخرى بما فيها أحلام اليقظة، والقدرةُ على التركيز هي "سمة العباقرة"؛ كما يقول العالم النفسي وليام جيمس، لكنها قدرة ضعيفة وهشَّة، سرعان ما تتبدَّد مع التوترِ والقلق والضغوط النفسية.

كيف تحدث عملية التركيز؟
تحتاج عمليةُ التركيز إلى يقظةٍ ونشاط في مركزَيْنِ في المخ: التكوين الشبكي، والقشرة المخيَّة، وتتَّسم المراحل الأولى من عملية التركيز بدرجةٍ من التوتر، يُحدِثها إفرازُ مادة النورأدرينالين، وأثناء عملية التركيز تزيد سرعةُ موجات المخ، وتصبح دقاتُ القلب متغيرةً، فتكون أكثرَ بطئًا في اللحظات التي تسبق عمليةَ التركيز، وتزداد سرعةً حينما نبدأ بالفعل في إنجاز المهمة التي نقوم بها.

العوامل المؤثرة على التركيز:
1- التكوين النفسي: فالشخصيات المنغلقة على ذاتها لديها قدرةٌ أكبرُ على التركيز من الشخصيات المنفتحة.

2- العمر: تبلغ ذروة التركيز في المرحلة العمرية الواقعة ما بين 12: 40 عامًا.

3- أفضل أوقات اليوم: من منتصف الصباح الباكر، حتى منتصف ما بعد الظهيرة.

4- مدة التركيز: قدرتنا على التركيز خلال الخمس عشرة دقيقةً الأولى من بدء العمل، تكون في ذروتها، ثم تبدأ بعد ذلك في التراجع.

5- مناخ العمل: الأماكن الأكثر حيوية تحقِّق نتيجةً أفضلَ للتركيز من الغرف الهادئة المغلقة؛ ولكن هذا الأمر يختلف من شخص لآخر.

6- نسبة الضوضاء: إذا زادتْ نسبةُ الضوضاء عن النِّسب المعقولة، تصبح عائقًا أكيدًا أمام التركيز.

7- درجة الحرارة: إذا ارتفعتْ درجة الحرارة، تصبح عائقًا أكيدًا أمام التركيز.

8- فقر الدم: تؤكِّد الأبحاثُ أن نقص عنصر الحديد في جسم الإنسان يؤثِّر سلبًا على قدرته على التركيز؛ ولهذا يستطيع الرجالُ الاحتفاظَ بقدرةٍ أطولَ على التركيز أكثرَ من النساء؛ بسبب نقص الحديد المستمر لدى المرأة؛ نتيجة للطمث الشهري، والحمل، والولادة.

9- أمراض الغدد الصماء: خاصةً نقصَ إفراز الغدة الدرقية، والغدة فوق الكلوية، والغدد جارات الدرقية، فجميعُها تؤثر سلبًا على التركيز.

10- عملية الهضم: تقل القدرة على التركيز بعد تناول وجبة ثقيلة؛ بسبب ارتفاع الدهون والسكريات في الدم أثناء الهضم؛ مما يسبِّب شعورًا بالبلادة.

11- الثقة بالنفس: من أهم العوامل التي تساعد على الاحتفاظ بمستوى معيَّن من التركيز.

12- المنبهات: لا يساعد تناولُ الكافين والنيكوتين على التركيز، إلا لدى الأشخاص الذين وصلوا إلى مرحلة الإدمان على هذه المنبهات، وحتى هؤلاء تتراجع لديهم القدرةُ على التركيز في مرحلةٍ ما.

13- طبيعة العمل: الأعمال ذات الطبيعة السهلة أكثر من اللازم، أو ذات الطبيعة الصعبة المرهقة أكثر من اللازم - تؤدِّي إلى تراجع التركيز؛ ولهذا لا بد من تحقيق التوازن للاحتفاظ بأكبر قدرٍ من التركيز.

14- العوامل النفسية: كالاكتئاب والتوتر والقلق؛ فإنها تؤدي إلى تراجع عملية التركيز.

15- السعي المبالغ للوصول إلى الكمال: يعطي نتيجة عكسية، وهذا بالضبط ما تفعله أنتَ بنفسكَ؛ الأمر الذي أدَّى إلى انخفاض نسبة التركيز إلى الحدِّ الذي جعلكَ تكتب لنا اليوم.

تنمية القدرة على التركيز:
أولاً: مراعاة كلِّ العوامل السابقة، ومعالجة الأمور التي تسبِّبُ المشكلةَ، فإذا كانت لديك مشكلةُ فقر الدم مثلاً، فعالج المشكلة لديك، وإذا كان مناخ العمل لا يساعد على التركيز، فتجنَّبْ تلك العواملَ، وحاول توفير العوامل التي تَصُبُّ في صالحك، وهكذا.

ثانيًا: المشكلة الحقيقية لديكَ - يا أخي الكريم - هي في تدخُّلكَ المستمر في عملية التركيز، فالمفترض أن تتمَّ عمليةُ التركيز دون إدراكٍ منكَ لذلك؛ لكن ما تفعله أنت هو أنكَ تقوم بالوقوف أمام عقلكَ، وتطلب منه العملَ بصورةٍ تُحبط عملَه الطبيعي في الانتباه والتركيز، يقول الفيلسوف الهندي كريشنا مورتي: "دعْ عقلكَ يستجمع قوَّتَه بذاته، ولا تجبرْه على ذلك"، استمع رجاءً إلى هذه النصيحة الهندية، وستجني منها الخير الكثير - بإذن الله.

ثالثًا: يجب أن تَعِيَ تمامًا أن الحديث مع الناس كتابيًّا أو شفهيًّا، ليس غايتُه إظهارَ العظمة والتميُّز عليهم، تلك حماقة مستهجنة؛ فالغايةُ هي التواصل معهم، وتبادل الفكر بمحبة وتواضع، اتركْ ذاتك جانبًا؛ فاهتمامُك الكبير والمبالَغ بها شلَّ قدراتِك اللُّغويةَ والفكرية، ثم ماذا يعني أن تكون مميزًا؟ أن تأتيَ بما لم يأتِ به الأوائلُ؟! أظن أنكَ تذكر قصة الصبي مع المعري صاحب ذلك البيت الشهير، فلا تضع نفسك موضعه.

رابعًا: ماذا يعني الحديث مع الناس والتفاعل معهم؟ هو ببساطة شديدة أن تتكلم معهم مثلما تتكلم مع والديك وأهلك، الأمر يسير جدًّا، فقط رسِّخ هذه الفكرةَ في عقلكَ، واستبعد كلَّ الأفكار الوهمية المعذِّبة، اقرأ معي هذا الحوارَ اليسير بين موسى - عليه السلام - وربِّه رب العزة والجلال، وتأمَّلْ أسلوب الكليم وهو يخاطب ربَّه بمنتهى الشفافية والبساطة والودِّ والثقة بالنفس؛ قال - تعالى -: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه: 17، 18]، المسألة لا تحتاج منك كل هذا التعقيد، صدِّقني.

خامسًا: حين تتحدَّثُ مع الآخرين، فلا تلتفتْ إلى مشكلتك مع نفسك كونك لا تستطيع التركيز، بمجرد أن تتحدث مع الناس توقَّف فورًا عن التفكير في صعوبة تركيزك؛ لأنك حين تفكر في ذلك، فإنك تؤكِّد تلك المشكلةَ، وبدلاً من إخفائها، فإنك بهذه الطريقة تقوم بإظهارها، وهي حين تظهر أمامك تظهر بصورة مشوهةٍ، ومتضخمةٍ، ومبالَغٍ فيها، فتُلهيك عن بقية حسناتك وإيجابياتك، تذكَّرْ حين تتكلم أنه قد فات وقتُ الإصلاح والتقويم، ولهذا اترك كلَّ محاولة للتعديلِ والترتيبِ والتنميقِ جانبًا، وركِّز فقط على الفكرة وفيما تقوله الآن، وبعد أن تنتهي قُم بعملية المراجعة والمحاسبة والتقويم.

سادسًا: تجنَّبْ عناصرَ التَّشتيت التي تصدر منكَ لا من الآخرين، كالنظرِ إلى الساعة مثلاً، أو اللعبِ بأزرار القميص أو الثوب، أو إبعادِ خصلات الشعر عن الوجه، أو خلعِ النظارة وارتدائها، أو الانشغالِ بالهاتف الجوال... إلخ، أناس كثيرون يفعلون مثل ذلك، وهم بهذه الأفعال اللاشعورية لا يُشتِّتون انتباه الناس فحسب؛ بل يشتتون أنفسَهم بأنفسِهم، ولهذا تجد أحدهم يقول لكَ مثلاً في منتصف الحوار: "أين توقَّفْنا؟"، "ماذا كنتُ أقول لك آنفًا؟".

سابعًا: تقول: "لا أستطيع أن أعبِّر"، وأنا أقول لك بأنك من أفضل المستشيرين الذين استطاعوا التعبير عن ذواتهم، وإلا كيف استطعتَ كتابة مشكلتك وعرضها بكل هذا الوضوح؟! ألم تكتب وتركِّز فيما قلتَه لنا؟ بلى، ولهذا أعِدْ برمجة نفسك، وثِقْ بها، وبدلاً من أن تحدِّث نفسك بـ"لا أستطيع"، قل: أستطيع وأستطيع؛ لأنك حقًّا تستطيع، فمربعُ رسالتك يظهر لي بأنك كتبتَ حوالي 281 كلمة في 27 سطرًا، قل لي بربِّك: أيُعقل أن يكتب كلَّ هذا الكلام شخصٌ لا يجيد التعبير؟! بل من يكتب ذلك رجلٌ بارع مفوَّهٌ، تعوزه فقط الثقةُ بنفسه، فثقْ بنفسك يا سيدي.

ثامنًا: تقول الدراسات المتعلقة بالتواصل: إن التواصل يحدث بالطرق التالية:
• 7% كلمات.
• 38% صوت.
• 55% لغة الجسد.

ولهذا؛ بدلاً من أن تضيِّع وقتك في التفكير بالكلمات، ركِّز في تواصلك مع الناس على قوَّةِ صوتك ونبرته، ولغة عينيك، وتعابير يديك وساقيك، اقرأ كتاب "المرجع الأكيد في لغة الجسد" لـ(آلان وباربارا بييز) من إصدارات جرير، فسيفيدك جدًّا في هذا المجال؛ لأنه مدعمٌ بالصور التعليمية.

تاسعًا: أثناء الكتابة اكتبْ حتى تشعر بالتشتيت ثم توقَّف، ولا تعد إلا حين يصبح ذهنك صافيًا نقيًّا، تذكَّر أن أجمل العبارات، وأفضلَ الكتب، وأروعَ ما قيل، قد أخذتْ من أصحابها وقتًا من الزمن، حتى استطاعتْ أن تخرج بتلك الحُلَّة الجميلة، إنها أطوار لولادة الأفكار والكلمات كأطوار الفراشات، ثم لا تنسَ أننا جميعًا عرضة للتشتيت، أنا التي أنصحك الآن أتشتَّتُ كثيرًا، وأحتاج أحيانًا إلى جلسات متفرقة للردِّ على الاستشارة الواحدة، فاستشارتُك هذه مثلاً، قد أخذتْ مني بضعة أيام لأردَّ عليها بمفردها، هذا هو الوضع الطبيعي لأي إنسان، حتى ولو كان في نظر الآخرين متميزًا.

عاشرًا: ركِّز على فكرة واحدة، أو اثنتين على الأكثر، سواء أردتَ الكتابة أم الخطابة، واستبعدْ باقيَ الأفكار التي تشتِّتُ انتباهَك؛ لتتمكَّن من معالجة الأمور على نحوٍ أفضل، فأنا مثلاً حين تكون بين يديَّ ثلاثُ استشارات، فإني أجيب على استشارة واحدة فقط، وأعطيها كلَّ الاهتمام والتفكير، حتى لو أخذتْ منِّي كلَّ الوقت، فغايتي أن تكون الإجابةُ مركَّزةً ووافية، أما إن شتَّتُّ عقلي بكل تلك المشكلات في وقتٍ واحد، فإنكم لن تخرجوا معي بأي نتيجة تُذكَر.

حادي عشر: بما أن مشكلة التركيز تظهر لديك خلال الكلام، فهذا يعني أنك أيضًا تجد مشكلةً في الخشوع في الصلاة، أليس كذلك؟ لأن الصلاة تلاوةٌ ودعاء (كلمات منطوقة)، والخشوع فيها هو (التركيز) فيها وفيما نقوله في حضرة الله - عز وجل - فإن تمكَّنتَ من الخشوع في الصلاة، ستتمكن - إن شاء الله - من التركيز في كل ما عداها؛ لأن النتيجة واحدة، وهي استحضار القلب والعقل مع اللسان؛ قال - تعالى -: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]، يقول ابن قيم الجوزية في "الوابل الصيِّب": "فصلاةٌ بلا خشوعٍ ولا حضور، كبَدَنٍ ميت لا روح فيه، أفلا يستحي العبدُ أن يُهديَ إلى مخلوقٍ مثلِه عبدًا ميتًا، أو جاريةً ميتة؟! فما ظنُّ هذا العبد أنْ تقع تلك الهديةُ ممَّن قصده بها من مَلِكٍ، أو من أمير، أو غيره؟! فهكذا، سواء الصلاة الخالية عن الخشوع والحضور وجمْع الهمَّة على الله - تعالى - فيها، بمنزلة هذا العبد - أو الأمة - الميت الذي يريد إهداءه إلى بعض الملوك؛ ولهذا لا يَقبَلُها الله - تعالى - منه".من الأمور المهمة التي تساعد على الخشوع في الصلاة، ما يلي:

1- الاستعداد للصلاة بقول: (لا حول لا ولا قوة إلا بالله)، بعد قول المؤذن: (حي على الصلاة)، قال يحيى: وحدَّثني بعض إخواننا: أنه قال: "لما قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقال: هكذا سمعنا نبيَّكم - صلى الله عليه وسلم - يقول"؛ رواه البخاري.

2- لا تَدخُلْ في الصلاة إلا وقد فرغتَ من كل مشاغلك؛ قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: "مِن فقهِ الرجل أن يُنهيَ حاجتَه قبل دخوله في الصلاة؛ ليَدخلَ في الصلاة وقلبُه فارغٌ".

3- عدم الدخول في الصلاة إذا غلبك النُّعاسُ؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا نعس أحدُكم وهو يصلي، فلْيرقُدْ حتى يذهبَ عنه النومُ؛ فإن أحدَكم إذا صلَّى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفرُ، فيَسبُّ نفسه))؛ رواه البخاري ومسلم.

4- اتخاذ السترة، عن عبدالرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صلَّى أحدُكم فليصلِّ إلى سُترة، ولا يَدَعْ أحدًا يمرُّ بين يديه، فإن جاء أحدٌ يمر، فليقاتِلْه؛ فإنه شيطان))؛ متفق عليه.

5- النظر إلى موضع السجود حسب قول الجمهور، أو النظر قبالة وجهك على مذهب المالكية؛ قال - تعالى -: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144].

6- ترك الالتفات في الصلاة؛ عن عائشةَ قالتْ: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: ((هو اختلاس يختلسُه الشيطانُ من صلاة العبد))؛ رواه البخاري.

7- التوسط في القراءة الجهرية؛ {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [الإسراء: 110].

8- صلِّ صلاة مودِّع؛ فعن أبي أيوب الأنصاري قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: عِظْني وأوجزْ، فقال: ((إذا قمتَ في صلاتك، فصلِّ صلاة مودع، ولا تَكَلَّمْ بكلامٍ تعتذرُ منه غدًا، واجْمَعِ الإياس مما في يدي الناس))؛ رواه أحمد.

9- استحضار ملاقاة الله في الآخرة والوقوف بين يديه؛ قال - تعالى -: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 45، 46].

10- استحضار سقر، وما أدراك ما سقر؟! قال - تعالى -: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 42، 43].

ثاني عشر: لا تقلِّل من قيمة الصمْت والاستماع؛ فقليلُ الكلام خيرٌ من كثيرِه، والصمتُ لغةٌ من أجمل اللغات التي تقوم بإيصال الرسائل بدقة متناهية، والحكمةُ القديمة تقول: "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوتُ مِن ذهبٍ".

ثالث عشر: إن كان التفكير في التركيز أصبح وسواسيًّا ومرَضيًّا - كما تقول - فلا تتردَّدْ إطلاقًا في الذهاب إلى طبيب نفسي لعلاج المشكلة دوائيًّا، وستستريح نفسيًّا، وفكريًّا، وعصبيًّا - إن شاء الله.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح في حياتك العلمية والعملية، دمتَ بألف خير، ولا تنسنا من صالح دعائك.

منقول موقع الألوكة .


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Fatawa_Counsel...#ixzz1TuZD6A5q
محب الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 PM بتوقيت مسقط


Design By: aLhjer Design
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Translated By Sma-jo.com