| |||||
|
|
آخر 1 مشاركات |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-02-2011, 08:50 PM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | الشيخ العصيمي يرد على الفلكيين (نص النبي صلى الله عليه وسلم، صراحة على عدم اعتماد الحساب في ثبوت دخول الشهر وخروجه، ..) اعتبر أن دوافع بعضهم لرد "الرؤية الشرعية" سببها روح انهزامية العصيمي: "بعض المهتمين بعلم الفلك ينغصون على الناس حياتهم" عبد العزيز العصيمي - سبق - الرياض: عاب الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على "بعض المهتمين بعلم الفلك" أنهم "ينغصون على الناس حياتهم عند أي اختلاف بين الرؤية الشرعية، وحسابات الفلك". وفي تصريحات خاصة لـ "سبق" قال الدكتور العصيمي: إن "الإسلام لا يعتمد على الظنون، ولا على الحسابات، إنما يعتمد على أشياء محسوسة". وأضاف: "نص النبي صلى الله عليه وسلم، صراحة على عدم اعتماد الحساب في ثبوت دخول الشهر وخروجه". وعاب الدكتور العصيمي على "بعض المهتمين بعلم الفلك" أنهم يصفون من يأخذ بالرؤية الشرعية بالعامية ومرة تهكم بزرقاء اليمامة، بل وصفوا بأنهم رعاة غنم تهكم وسخرية. وقال: "وصل الحال ببعضهم إلى التشكيك في معرفة الهلال وانضباطه فوصفوا المترائين في عام من الأعوام بأنهم رأوا الإكليل يحسبونه الهلال! وهذا العام 1432هـ بأنهم رأوا زحل!". وتابع: "أخشى أن يأتي من يقول بأن الصحابة الذين رأوا الهلال رأوا الأكليل وزحل". وقال الدكتور العصيمي: "تحسرت كثيراً حينما رأيت أن دوافع بعضهم برد الرؤية سببه روح انهزامية عنده، وهي: خشيته أن يحرج مع الغرب". وتابع: "لو عملوا بقاعدتهم هذه فإن أمامهم مئات النصوص والمسائل الشرعية التي ستحرجهم قطعاً أمام الغرب ولا تروق له، كمسألة: قطع يد السارق، فهي عند الغرب تخلف، ورمي الزناة عند الغرب همجية، وجلد شارب الخمر عند الغرب عنف، والحجاب تخلف، وولاية الرجل للمرأة ظلم وجور، والحج من مظاهر الوثنية، وسلسلة لا تنتهي، وبعضهم يفتقد الاعتزاز بدينه، فيخشى من نقد الغرب ولمزهم، وأخشى أن يصل الحال به إلى الركون إليهم، وإخضاع أمور الشرع لهم, وما علم هؤلاء أن الغرب لا يرضيهم إلا اتباع دينهم". وقال الشيخ العصيمي المشرف على موقع "الإسلام نقي": "بعض الإخوة من المهتمين بعلم الفلك أو المنتسبين لـه، أو المتأثرين بهم، وبعضهم فضلاء، ينغصون على الناس حياتهم عند أي اختلاف بين الرؤيا الشرعية، وحسابات الفلك، فيشككون الناس في صيامهم، مخالفين بذلك ما جاء صريحاً بلا لبس، أو غبش عن المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا، وهكذا"، وعقد الإبهام في الثالثة "والشهر هكذا وهكذا وهكذا" يعني تمام الثلاثين). وأفاض الدكتور العصيمي في شرح الحديث قائلاً: 1- قوله- صلى الله عليه وسلم- : ( إنّا أمة أمية): فإليك بياناً للمقصود منه: أ-أي ليس من شأننا الكتابة ولا الحساب، فالشهر في الشرع ما بين الهلالين ويدرك ذلك إما برؤية الهلال، وإما بكمال العدة ثلاثين. ب- قال شيخ الإسلام هو: خبر تضمن نهياً, فإنه أخبر أن الأمة التي اتبعته هي الأمة الوسط, أمة لا تكتب ولا تحسب, فمن كتب أو حسب لم يكن من هذه الأمة في هذا الحكم, بل يكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين الذين هم هذه الأمة، فيكون قد فعل ما ليس من ديننا والخروج عنها محرم منهي عنه, فيكون الكتاب والحساب المذكوران محرمين منهياً عنهما). جـ - وقال رحمه الله في موضع آخر: فوصف هذه الأمية بترك الحساب والكتاب الذي يفعله غيرها من الأمم بأوقات عباداتهم وأعيادهم، وأحالهم على الرؤية ثم قال: وهذا ما أجمع عليه أهل الإسلام، إلا من شذّ من بعض المتأخرين من المخالفين المسبوقين بالإجماع من أن مواقيت الصوم والفطر والنسك إنما تقام بالرؤية عند الإمكانية، لا بالكتاب ولا الحساب الذي تسلكه الأعاجم من الروم والفرس والقبط والهند، وأهل الكتاب من اليهود والنصارى. 2- فليس مقصود الشارع أننا لا نعرف نكتب ولا نحسب، بمعنى: إن الأمة جاهلة لا تقرأ ولا تكتب، وإنما المقصود أن الكتابة والحساب في مسألة الرؤية ليس من منهجنا، ولا نعتمد عليها، وحتى أقرب المسألة للأذهان، لو أن تاجراً أرسل مندوباً يشتري له بضاعةً، ثم جاءه المندوب وأخبره بشرائها، فقال له التاجر: "أين سندات الشراء؟ فقال له المندوب: أخبرني البائع أنه سوف يرسلها عبر الفاكس أو البريد الإلكتروني، فلو قال له التاجر: أنا لا أعرف فاكساً ولا بريداً، أريد أن أستلم الإيصالات بيدي، فهل يعني هذا أن التاجر لا يعرف حقيقة الفاكس أو البريد؟ لا، بل مقصود التاجر: إنني أريد شيئاً محسوساً آخذه بيدي. 3- الإسلام لا يعتمد على الظنون، ولا على الحسابات، أنما يعتمد على أشياء محسوسة، وهذا المنهج المنضبط في الشرع منهج قام عليه الإسلام، ليس في مسألة الرؤية فقط، بل في جميع المسائل، فأحكام الشريعة لا ترتبط في أمور ظنية، أو خفية لا يعرفها إلا القليل، بل لا بد أن تكون محسوسة ظاهرةً للعيان، يعرفها القاصي والداني لتعلقها بالعبادة، كالصلاة مثلا يعرف مواقيتها ساكن البادية وقاطن الحاضرة، بل أوضح مثالاً على أن الشرع يعتمد على المحسوس لا على المظنون: ما جاء في أمر الصلاة، حيث جاء النهى صراحةً عن اعتماد الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً، فنهى المصلي أن يترك الصلاة لمجرد الظن بانتقاض وضوئه، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً). رواه مسلم. فنجد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلق الأمر بالظن، بل علقه بأمر حقيقي محسوس، فالشريعة لا تلتفت إلى الأمور الظنية، كما في قوله تعالى: (إن الظن لا يغني من الحق شيئاً). 4- قال الحافظ ابن حجر: (إنما المعول رؤية الأهلة، وقد نهينا عن التكلف، ولا شك أن في مراعاة ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون غاية التكلف). 5- قال الجصاص: (هذه عبادة تلزم الكافة، لم يجز أن يكون الحكم فيها متعلق بما لا يعرفه إلا خواص الناس، مما عسى لا يسكن إلى قولهم). 6- قال النووي: (لو كلف الناس بذلك لضاق عليهم، لأنه لا يعرف الحساب إلا أفراد من الناس في البلدان الكبار). 7- نص النبي صلى الله عليه وسلم، صراحة على عدم اعتماد الحساب في ثبوت دخول الشهر وخروجه، مع أن الحساب معروف وظاهر في ذلك الزمن، مع ذلك رفض الاعتماد عليه كلياً، ولم يجعله أحد الخيارات أو على الأقل خياراً بديلاً عند الغيم، والقوم يريدون أن يجعلوه حاكماً على الهلال مهيمناً عليه، وإليك ما ترتاح إليه النفس من أقوال أهل العلم: أ- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إننا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم، أو الحج أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحساب، أنه يرى أو لا يرى: لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرة, وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلافا قديما أصلاً، ولا خلاف حديث، إلا أن بعض المتأخرين المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة، زعموا أنه إذا غم الهلال، جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، وهذا القول وإن كان مقيداً بالإغمام، ومختصاً بالحاسب، فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه، فأما اتباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به، فما قاله مسلم). ب - وقال رحمه الله: (ولا ريب أنه ثبت في السنة الصحيحة، واتفاق الصحابة، أنه لا يجوز الاعتماد على حساب النجوم، ثم قال:- والمعتمدُ على الحساب في الهلال، كما أنه ضال في الشريعة مبتدع في الدين، فهو مخطئ في العقل وعلم الحساب، فإن العلماء بالهيئة يعرفون أن الرؤية لا تنضبط بأمر حسابي، وإنما غاية الحساب منهم إذا عدل، أن يعرف كم بين الشمس والقمر من درجة وقت الغروب مثلا، لكن الرؤية ليست مضبوطة بدرجات محدودة فإنها تختلف باختلاف حدة النظر). انتهى كلامه رحمه الله. وله كلام أعجب في عدم الاعتماد على الحساب. وإني لأعجب من تلبيس بعضهم بأخذه جزئية من كلام شيخ الإسلام، ليثبت بها باطله، وإهماله في نقله ما فيه هدم للباطل الذي تلبس به. ج- وهذا ما عليه جماهير علماء المذاهب الأربعة، وغيرهم، فمن المذهب الحنفي، قال الجصاص: (من قال باعتبار منازل القمر وحساب المنجمين خارج عن حكم الشرعية، وليس هذا القول مما يسوغ الاجتهاد فيه، بدلالة الكتاب ونص السنة وإجماع الفقهاء على خلافه). وقال ابن عابدين: (ولا عبرة بقول المؤقتين ولو كانوا عدول بل لا يعتبر قولهم بالإجماع، فلا يلزم بقول المؤقتين أنه –أي الهلال- يكون في السماء ليلة كذا. د- وفي المذهب المالكي، العبارات أوضح وأصرح قال سند: (لو كان الإمام يرى الحساب في الهلال فأثبت به لم يتّبع لإجماع السلف على خلافـه). بل نقل الباجي عن مالك قوله: (في كون الإمام لا يصوم لرؤية الهلال، ولا يفطر لرؤيته، وإنما يصوم ويفطر على الحساب، أنه لا يقتدى به ولا يتّبع)، ثم علّق الباجي على ذلك بقوله: فإن فعل ذلك أحد فالذي عندي أنه لا يعتد ما صام منه على حساب، ويرجع إلى الرؤية وإكمال العدد، فإن اقتضى ذلك، قضى شيئاً من صومه قضاءً. ونحن ولله الحمد قد وفّق الله إمامنا خادم الحرمين للاقتداء بالسلف، والسير على السنة فصدر بيانه عبر ديوانه بثبوت الرؤية، وبانقضاء الشهر ثقةً بما نقله له العدول الذين يثقُ بهم، وكان أول العاملين بها، وألزم الناس بها، فما بال بعض القوم ينغصون ويشغبون، بل ويصدرون بياناً يناقض بيان الديوان الملكي، مع أنهم جهة لم تنط بهم تلك المسئولية، محدثين ببيانهم شرخاً وفتنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. هـ- ومن المذهب الشافعي، قال النووي نقلاً عن الجمهور: (من قال بتقديره فهو منابذ، وقوله مردود، ومن قال بحساب المنازل فقوله مردود بقول النبي-صلى الله عليه وسلم: "إننا أمة أميه"). وقال ابن دقيق: (فإن ذلك إحداث لسبب لم يشرعه الله). وقال السبكي: (وأجمع المسلمون في ما أظن على أنه لا حكم في ما يقوله الحاسب). و- من الحنابلة، قال ابن قدامة: (لو بنينا على قولي أهل المعرفة بالحساب فوافق الصواب لم يصح صومه، وإن كثرت إصابتهم، لأنه ليس بدليل شرعي يجوز البناء عليه، فكان وجوده كعدمه). 8- قال شيخ الإسلام: (العمل في رؤية الهلال في خبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى: لا يجوز)., وقال أيضاً: (لا ريب أنه ثبت في السنة الصحيحة واتفاق الصحابة أنه لا يجوز اعتماد حساب النجوم)، ثم قال: (والمعتمد على الحساب في الهلال ضال في الشريعة مبتدع في الدين، مخطئ في العقل وعلم الحساب). 9- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (رؤية الهلال مقدمة على الحساب لقوله تعالى: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه"). 10- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له). متفق عليه، وفي رواية: (فاقدروا له ثلاثين)، رواه مسلم. وفي رواية: (فإن غمي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)، وفي رواية عند البخاري ومسلم: (فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين). فنجد النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى في مسألة الغيم لم يلجأ للحساب، بل ألغاه كلية. 11- أجمع السلف على عدم اعتماد الحساب، حتى لو غم على الناس، فلا خلاف عندهم أنه لو لم يُر الهلال ليلة الثلاثين أنه يكمل شهر شعبان ثلاثين يوماً، لا خلاف بين أهل العلم في ذلك، نقل الإجماع غير واحد. 12- ما بال القوم يصرون على اعتبار الحساب وتقديمه عند اختلافه مع الرؤيا ومخالفة النصوص صراحة، والعجيب أن بعضهم قال أعمل الحساب في نفي الرؤية لا في إثباتها! وهناك سؤال يطرح: هل أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا أو سكت عنه؟ الحق أنه أعرض عنه، مع أنهم في الحقيقة جعلوا الأصل الحساب، فإن قال أهله يرى أيدوا الترائي، وإن قال أهل الحساب لا يرى، شنعوا على من تراءوه وسلقوهم بألسنة حداد، ووصفوهم بأوصاف لا تليق، سعياً لإنقاص قدرهم ومقامهم، وإحراجهم مع الناس، وهكذا حال كثير ممن يجانبون الحق يؤذون إتباعه، وقد سمعنا من الكلام غير اللائق في حق فضلاء عرفوا بفضلهم محتسبين عرفوا بغيرتهم لا يريدون بعملهم درهماً ولا ديناراً، إنما سخرهم الله لدينه، فغمزوهم ولمزوهم، فمرة يصفونهم بالعامية ومرة تهكم بزرقاء اليمامة، بل وصفوا بأنهم رعاة غنم تهكم وسخرية وما علموا أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام رعاة غنم، ومرة بأنهم معلمو تربية رياضية إلى غير ذلك ،وما أدري ولا يدري عاقل ما علاقة الرؤيا وقوة البصر وحدته والعامية وغيرها من الأوصاف القادحة؟ فالرسول -صلى الله عليه وسلم- اعتمد قول أعرابي. 13- وصل الحال لبعض المنتسبين للفلك، وهو أخ فاضل عرف بفضله واستقامته، نحسبه والله حسيبنا وحسيبه، إلى الطعن في كل فلكي خالفه حيث وصف أحد زملائه في المهنة بأنه عامي لأنه خالفه القول في إمكانية الرؤية هذا العام (1432هـ) وعدم استحالتها كما زعم هو ومن سار في ركبه، وما أدري أهذا الوصف بالعامية ينطبق على كل من خالفه في إمكانية الرؤيا؟ كرئيس الفلك البحريني وهيب الناصر والفلكي اليمني الجوبي, بل هل سينطبق وصفه على من صنعوا التقويم الهجري هذا العام؟ ومعلوم انه من أهل الحساب حيث جعل الشهر ناقصا وهو المتفق مع الرؤية، بل: وهل سينطبق أيضا على مجلس الإفتاء الأوروبي المعتمد على الحساب؟ 14- لقد خالف هؤلاء القوم بتشغيبهم القاعدة التي اتفقت عليها الأمة، بأن المثبت مقدم على النافي، وهذا والله من الخذلان المبين . 15- بقولهم هذا كأنهم يوجبون تعلم الحساب الفلكي حينما يجعلونه معولا ومعتمدا عليه في أحكام الشريعة. 16- وصل الحال ببعضهم إلى التشكيك في معرفة الهلال وانضباطه فوصفوا المترائين في عام من الأعوام بأنهم رأوا الإكليل! يحسبونه الهلال؟! وهذا العام 1432هـ بأنهم رأوا زحل! فإن كان الإكليل وزحل يحملان صفة الهلال وقت خروجه، فلماذا لم يوضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للناس حتى لا يلبس عليهم، وفي هذا تلبيس على الناس، بل أخشى أن يأتي من يقول بأن الصحابة الذين رأوا الهلال رأوا الإكليل و زحل. 17- لازم قولهم هذا تشكيك بلا مرية فيه في الشرع، لأنه لم يوضح الفرق بين الهلال، وزحل، والإكليل، لاتفاق صفتهما مع الهلال, والدين ولله الحمد قد كمل وما كان ربك نسياً فليتق الله هؤلاء ولا يستغلوا القنوات التي فتحت المجال لهم بمجال واسع وضيقته على غيرهم و لا حول ولا قوة إلا بالله . 18- بعض المنتسبين للفلك المتأثرين بهم وصل الحال ببعضهم إلى صوم يوم العيد مخالفاً بذلك ما عليه أهل الإسلام مجانباً لقوله صلى الله عليه وسلم: (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون), وغيره، مع اختلاف بين رفعه ووقفه، ومع إن المعول عليه في هذه المسألة ما عليه الإمام إذا كان متبع للشرع، وهذا ما عليه إمامنا وولي أمرنا وفقه الله لرضاه، وبعضهم أوجب القضاء على من أفطر في يوم العيد ولا حول ولا قوة إلا بالله. 19-لقد تحسرت كثيراً حينما رأيت أن دوافع بعضهم برد الرؤيا سببه روح انهزامية عنده وهي: خشيته أن يحرج مع الغرب، لأن الغرب نفى بعضهم الرؤية واستحالتها في يوم الاثنين الماضي 29/ 9/ 1432هـ، فقال: إننا بذلك نسيء لأنفسنا أمام الغرب، والذين قد يقولون بأن عندنا من قوة إبصارهم أقوى من التلسكوبات والمناظير، قلت وما المانع من تمكنهم من ذلك لقوة إبصارهم ولو استعان بالأجهزة لكان ذلك مؤكداً لهم ، وقوة الأبصار نعمة من الله ولا خلاف أن حدة النظر تختلف من شخص لآخر قال شيخ الإسلام: (لكن الرؤية ليست مضبوطة بدرجات محدودة، فإنها تختلف باختلاف حدة النظر، وكلاله وارتفاع المكان الذي يتراءى فيه الهلال، وانخفاضه، وباختلاف صفاء الجو وكدره، وقد يراه بعض الناس لثمان درجات وآخر لا يراه لاثنتي عشرة درجة، ولهذا تنازع أهل الحساب في قوس الرؤية تنازعا مضطربا، وأئمتهم كبطليموس، لم يتكلموا في ذلك بحرف، لأن ذلك لا يقوم عليه دليل حسابي، وإنما يتكلم فيه بعض متأخريه، مثل كوشيار الدليمي وأمثاله، لما رأوا الشريعة علقة الأحكام بالأهلة فرأوا الحساب طريقا تنضبط فيه الرؤية ، وليست طريقة مستقيمة ولا معتدلة، بل خطؤها كثير ، وقد جرب، وهم يختلفوا كثيرا هل يرى أم لا يرى؟ وسبب ذلك: أنهم ضبطوا بالحساب ما لا يعلم بالحساب فأخطأوا طريق الصواب). 20- والعجيب أن بعض من يحمل الروح الانهزامية وعدم الثقة والاعتزاز بما جاء به الإسلام لو عملوا بقاعدتهم هذه فإن أمامهم مئات النصوص والمسائل الشرعية التي ستحرجهم قطعا أمام الغرب ولا تروق له كمسألة: قطع يد السارق، فهي عند الغرب تخلف، ورمي الزناة عند الغرب همجية، وجلد شارب الخمر عند الغرب عنف، والحجاب تخلف، وولاية الرجل للمرأة ظلم وجور، والحج من مظاهر الوثنية، وسلسلة لا تنتهي، وبعضهم يفتقد الاعتزاز بدينه، فيخشى من نقد الغرب ولمزهم، وأخشى أن يصل الحال به إلى الركون إليهم، وإخضاع أمور الشرع لهم, وما علم هؤلاء أن الغرب لا يرضيهم إلا اتباع دينهم. 21- الاعتماد على الأهلة كان منهج الأنبياء من قبل عليهم الصلاة والسلام، قال شيخ الإسلام: (قد روى غير واحد من أهل العلم، أن أهل الكتاب من قبلنا إنما أمروا بالرؤية في صومهم وعباداتهم، وتؤولوا على ذلك قوله تعالى :"كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم" ولكن أهل الكتاب بدلوا, بل بين ابن قدامة أن الناس لم يختلفوا في أن الأشهر الحرم معتبرة بالأهلة. 22- وفي الختام أوصي نفسي وغيري بتقوى الله، كما أوصى من حباهم الله قوة الإبصار وعرفوا بالعدالة أن يصبروا على ما يتلقوه من أذى والله يقول: "وبشر الصابرين" ويقول "والله يحب الصابرين" وبقوله تعالى: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)، وأذكرهم بقول الله تعالى: "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" فهم يتعرضون لاختبار من الله، فهل يثبتون على ما حباهم الله له من خدمه للدين ونفع للناس؟ أم يؤثر بهم أولئك الذين سلقوهم بألسنة حداد فيدعوا ما هم عليه من خير حماية لأنفسهم من هذا السب والشتم، وأبشرهم بأنهم على خير، وأحسب أن الله قد كتب لهم القبول، وإمام المسلمين اعتبر رؤياهم والقضاة أقروا عدالتهم والأمة ولله الحمد، اعتمدت على قولهم، وعامة الناس يدعون لهم ويحبونهم ويثقون بهم. |
|
|