ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل
 

العودة   ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل > المنتدى للتصفح فقط ولا يوجد تسجيل أو مشاركات سوى الإدارة .. لمراسلتنا على بريدنا ahldawa@gmail.com > قسم خطبة الجمعة والمواعظ العامة
المنتديات موضوع جديد التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

آخر 1 مشاركات دعواتكم لإخوانكم في فلسطين وفي كل مكان ممن اُعتدي عليهم ودعواتكم لكل مسلم متضرر في شتى بقاع الأرض (الكاتـب : - )      
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-25-2018, 09:47 AM   #1
إداري
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,222
Thumbs up الأسباب الجالبة للرزق ...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الرزاق الواهب، والصلاة والسلام على خير من طلب الرزق وبدل له الأسباب، وعلى آله وصحبه الأحباب.
أما بعد:
فهذه جملة من الأسباب الشرعية لجلب الرزق الحلال، جمعتها تذكيرًا للناسي، وتنبيهًا للغافل، ونصحًا لإخواني ولمن أخطأ الطريق في طلب الرزق من أبوب الحرام، وجل هذه الأسباب أعمال تعبدية، والأعمال الشرعية التعبدية يشترط في قبولها الإخلاص والمتابعة، ولكن لا حرج على من حقق شروط قبول العمل، أن يبتغي فضل الله عز وجل من خير كثير ورزق وفير، وما عند الله ينال بطاعته، والتعرض لفضله بعبادته.
قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في ((لقاء الباب المفتوح)): ((الشريعة الإسلامية والحمد لله جاء فيها حوافز دينية ودنيوية، لأن الله تعالى علم نقص العبد واحتياجه إلى ما يشجعه، ونقص العبد واحتياجه إلى ما يردعه، فجاءت الأعمال الصالحة يذكر فيها ثواب الآخرة وثواب الدنيا، تشجيعاً للمرء لأن المرء محتاج لها في الدنيا والآخرة كما قال الله عز وجل: ) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( [البقرة:201-202] فلا حرج على الإنسان أن يعمل العمل الصالح ملاحظاً ما رتب عليه من ثواب الدنيا، ولا ينقص أجره شيئاً؛ لأنه لو كان هذا ينقص العبد شيئاً ما ذكره الله ورسوله، لكن هذه من باب الحوافز، ثم ما يحصل للقلب من الطاعات جدير بأن يشجع الإنسان عليها)) اهـ.
وها هي الأسباب على النحو التالي:

أولاً: تقوى الله عزَّ وجلَّ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ لقول الله تعالى: ) ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ( [الطلاق:2-3]، وقال تعالى: ) ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( [الأعراف: 96]، وقال تعالى: ) ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( [الأنفال: 53]، وقال تعالى: ) ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ( [المائدة: 66].
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((مجموع فتاوى ورسائل)): ((والرزق أيضًا مكتوب مقدر بأسبابه لا يزيد ولا ينقص، فمن الأسباب أن يعمل الإنسان ... ومن الأسباب تقوى الله - عز وجل - كما قال تعالى: ) ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ( [الطلاق:2-3])) اهـ.
ثانيًا: إقام الصلاة؛ لقول الله تعالى: ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( [طه: 132].
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((وقوله: ) لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ ( [طه: 132]، يعني: إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب)) اهـ.
وقال الشاطبي رحمه الله في ((الموافقات)): ((وقد قال تعالى: ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ( [طه: 132].
وقال: ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ( [الطلاق: 2-3].
ثم قال:إلى غير ذلك مما يدل على أن قيام المكلف بحقوق الله سبب لإنجاز ما عند الله من الرزق)) اهـ.
وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان)): ((ذلك في قوله: ) إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ( [العنكبوت: 45]، وأنها تجلب الرزق وذلك في قوله: ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( [طه: 132])) اهـ.
ثالثًا: صلة الرحم؛ كما جاء في الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)) متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لها: ((من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبةٌ في الأهل، مثراةٌ في المال، منساةٌ في العمر)) رواه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة وغيرها.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((مَنْ سرَّه أن يمدَّ له في عمره، ويوسَّع عليه في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء؛ فليتق الله، وليصل رحمه)) رواه أحمد وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر وضعفه الألباني، وحسنه في ((صحيح الترغيب والترهيب)) بلفظ من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه)) رواه أحمد.
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ((من اتقى ربَّه، ووصل رحمه، أنسئ له في عمره، وثرِّي ماله، وأحبه أهلهُ)) حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد.
قال العلامة فيصل آل مبارك رحمه الله في ((تطريز رياض الصالحين)): ((صلة الرحم تزيد في الرزق والعمر، بالتوفيق والبركة)) اهـ.
رابعًا: الهجرة؛ لقول الله تعالى: ) وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ( [النساء:100].
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((قوله: ) وَسَعَةً ( يعني: الرزق. قاله غير واحد، منهم: قتادة، حيث قال في قوله: ) يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ( إي، والله، من الضلالة إلى الهدى، ومن القلة إلى الغنى)) اهـ.
وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان)): ((قال الله فيهم: ) مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ( [النساء:100] ولا شك أن من وقع أجره على الله: أن الله يرزقه الرزق الحسن كما لا يخفي)) اهـ.
خامسًا: التوكل على الله عز وجل؛ لقول الله تعالى: ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ( [الطلاق:2-3]، ولحديث ((لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا))، أخرجه الترمذي وأحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((من أسباب الرزق اطلب الرزق معتمدا على الله ييسر الله لك الرزق)) اهـ.
سادسًا: الجهاد في سبيل الله: لحديث أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : ((خَرَجْنَا مَعَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلَى حُنَيْنٍ - وَذَكَرَ قِصَّةً - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ)) متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة، والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم))، أخرجه أحمد، وقال الألباني في ((إرواء الغليل)): إسناده حسن.
.
سابعًا وثامنًا: حسن الخلق وحسن الجوار؛ لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لها: ((حسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار و يزدن في الأعمار)) رواه أحمد وصححه الألباني في ((الصحيحة)) وغيرها.
بوب البخاري في ((صحيحه)): باب من بسط له فى الرزق بصلة الرحم.
قال ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((أي: لأجل صلة الرحم)) اهـ.
تاسعًا: الدعاء، قال تعالى: ) وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ( [غافر: 60].
قال العلامة عبد الله آل بسام رحمه الله في ((تيسير العلام)): ((فعل الأسباب لطلب الرزق، من الدعاء، والضرب في الأرض، لا ينافي التوكل على الله تعالى)) اهـ.
عاشرًا: الإنفاق في أبواب الخير؛ قال تعالى: ) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( [سبأ: 39].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: ((أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب)) اهـ.
ومنها قوله سبحانه وتعالى: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( [البقرة:267-268].
ويقول الله عز وجل: ) وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين ( [سبأ: 39].
وقال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: ((يا ابن آدم، أنفق أنفق عليك)) رواه مسلم.
ولحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عاد بلالا فأخرج له صبرا من تمر.
فقال: ((ما هذا يا بلال)).
قال: ادخرته لك يا رسول الله.
قال: ((أما تخشى أن يجعل لك بخار في نار جهنم أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا)) وقد أودعه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)).
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: (اثنان من الله، واثنان من الشيطان الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ يقول: لا تنفق مالك وأمسكه لك فإنك تحتاج إليه وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ. وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ على هذه المعاصي وَفَضْلاً في الرزق).
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((تفسير القرآن-سورة البقرة-)): ((الإشارة إلى أن الإنفاق ليس هو سبب الإقتار، والفقر؛ لأن ذكر هذه الجملة بعد الحث على الإنفاق يشير إلى أن الإنفاق لا يستلزم الإعدام، أو التضييق؛ لأن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى؛ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما نقصت صدقة من مال))؛ وكم من إنسان أمسك، ولم ينفق في سبيل الله، فسلط الله على ماله آفات في نفس المال، كالضياع، والاحتراق، والسرقة، وما أشبه ذلك؛ أو آفات تلحق هذا الرجل ببدنه، أو بأهله يحتاج معها إلى أموال كثيرة؛ وقد يتصدق الإنسان، وينفق، ويوسع الله له في الرزق)) اهـ.
الحادي عشر: أداء الواجبات؛ كما فعل صاحب الحديقة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ((بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم تسألني عن اسمي فقال إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيها ثلثه)) أخرجه مسلم.
قال الشاطبي رحمه الله في ((الموافقات)): ((كقوله تعالى: ) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ( [الذاريات: 56-57]. وقوله: ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( [طه: 132].
فهذا واضح في أنه إذا تعارض حق الله وحق العباد؛ فالمقدم حق الله، فإن حقوق العباد مضمونة على الله تعالى، والرزق من أعظم حقوق العباد؛ فاقتضى الكلام أن من اشتغل بعبادة الله كفاه الله مؤنة الرزق.
ثم قال: إلى غير ذلك مما يدل على أن قيام المكلف بحقوق الله سبب لإنجاز ما عند الله من الرزق)) اهـ.
الثاني عشر: الاعتناء بالفقراء والضعفاء؛ لحديث أبي الدرداء رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ابغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)) أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((لعلك ترزق به)) أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني.
قال العلامة فيصل بن عبد العزيز آل مبارك رحمه الله في ((تطريز رياض الصالحين)): ((في الحديث: تنبيهٌ على أنَّ من انقطع إلى الله كفاه مهماته.
وأنَّ العبدَ يُرزق بغيره)) اهـ.
وقال فضيلة الشيخ محمد بازمول حفظه الله في ((أحكام الفقير والمسكين)): ((ومن فضل الفقر أن النصر والرزق من الله إنما يكون بالضعفاء بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)) اهـ.
إذا شئت أن تبقي من الله نعمة ... عليك فسارع في حوائج خلقه
ولا تعصين الله ما نلت ثروة ... فيحظر عنك الله واسع رزقه
الثالث عشر: الاستقامة؛ لقول الله سبحانه وتعالى: ) وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ( [الجن:16].
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((وأن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمروا عليها، ) لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ( [الجن: 16]، أي: كثيرًا. والمراد بذلك سَعَة الرزق)) اهـ.
وكما قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم: ((إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِى الآخِرَةِ وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِى الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِه)) أخرجه مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وفي رواية أخرجها أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا، فإذا لقي الله يوم القيامة، لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (53)
وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان)): ((فهذا الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه التصريح، بأن الكافر يجازى بحسناته في الدنيا فقط، وأن المؤمن يجازى بحسناته في الدنيا والآخرة معا)) اهـ.
الرابع عشر: العفة والنكاح؛ لقول الله تعالى: ) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ( [النور:33]، لقول الله تعالى: ) إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( [النور:32]، للحديث متفق عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال ((ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر)).
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف)) أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن، وحسنه الألباني.
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، يُنْجزْ لكم ما وعدكم من الغنى).
وعن عمر وابن عباس رضي الله عنهم: (التمسوا الرزق بالنكاح).
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان)): ((وقد ذكر أيضا أن النكاح سبب للغنى، بقوله: )وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ( [النور: 32])) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((من يستعفف يعفه الله فمن يستعفف عما حرم الله عليه من النساء يعفه الله عز وجل والإنسان الذي يتبع نفسه هواها فيما يتعلق بالعفة فإنه يهلك والعياذ بالله لأنه إذا أتبع نفسه هواها وصار يتتبع النساء فإنه يهلك .
تزني العين وتزني الأذن وتزني اليد وتزني الرجل ثم يزني الفرج وهو الفاحشة والعياذ بالله فإذا استعف الإنسان عن هذا المحرم أعفه الله عز وجل وحماه وحمى أهله أيضاً)) اهـ.
وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان)): ((والظاهر أن المتزوج الذي وعده الله بالغنى، هو الذي يريد بتزويجه الإعانة على طاعة الله بغض البصر، وحفظ الفرج؛ كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)) الحديث، وإذا كان قصده بالتزويج طاعة الله بغض البصر وحفظ الفرج، فالوعد بالغنى إنما هو على طاعة الله بذلك)) اهـ.
الخامس عشر: الطلاق؛ بقوله: ) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ ([النساء: 130].
قال الطبري رحمه الله في ((تفسيره)): ((يغن الله الزوجَ والمرأة المطلقة من سعة فضله. أما هذه، فبزوج هو أصلح لها من المطلِّق الأول، أو برزق أوسع وعصمة. وأما هذا، فبرزق واسع وزوجة هي أصلح له من المطلقة، أو عفة ) وكان الله واسعًا(، يعني: وكان الله واسعًا لهما، في رزقه إياهما وغيرهما من خلقه)) اهـ.
وقال البغوي رحمه الله في ((تفسيره)): (([وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَ الْغِنَيَّ بِالنِّكَاحِ وَبِالتَّفَرُّقِ فَقَالَ تَعَالَى: ) إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( [النور:32]، وَقَالَ تَعَالَى: ) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ ([النساء: 130])) اهـ.
وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان)): ((وقد قدمنا أنه جل وعلا وعد بالغنى عند التزويج وعند الطلاق.
أما التزويج، ففي قوله هنا: ) إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( [النور:32].
وأما الطلاق ففي قوله تعالى: ) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ ([النساء: 130])) اهـ.
السادس عشر: المكاتب يريد الأداء؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن، وحسنه الألباني.
قال العلامة السعدي رحمه الله في ((بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار)): ((والعبد المكاتب الذي يريد الأداء ويتعجل الحرية والتفرغ لدينه ودنياه يعينه الله، وييسر له أموره، ويرزقه من حيث لا يحتسب)) اهـ.
السابع عشر: المتابعة بين الحج والعمرة؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد)) أخرجه النسائي وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة)) أخرجه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
قال العلامة المباركفوري رحمه الله في ((تحفة الأحوذي)): ((أي: الحج والإعتمار (ينفيان الفقر) أي: يزيلانه وهو يحتمل الفقر الظاهر بحصول غنى اليد والفقر الباطن بحصول غنى القلب)) اهـ.
الثامن عشر: الصدق في التجارة؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البيعان بالخيار ما لم يفترقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما)) رواه البخاري ومسلم.
قال العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله في ((تأسيس الأحكام)): ((يؤخذ من ذلك أن البركة في البيع مترتبة على الصدق والبيان وأن المحق فيه والخسران مترتب على الكذب والكتمان)) اهـ.
التاسع عشر: شكر الله تعالى؛ قال الله تعالى: ) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ( [إبراهيم: 7].
وقال عمر بن عبد العزيز: ( قيَّدوا نعم الله بشكر الله، فالشكر قيد النعم وسبب المزيد).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((بدائع الفوائد)): ((فما حفظت نعمة الله بشيء قط مثل طاعته ولا حصلت فيها الزيادة بمثل شكره)) اهـ.
عشرون: البكور في طلب الرزق؛ فعن صخر الغامدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها. وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أول النهار)) وكان صخر رجلاً تاجراً وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
حديث صخر الغامدي رضي الله عنه ذكره المنذري في ((الترغيب والترهيب)): تحت باب
الترغيب في البكور في طلب الرزق وغيره.
وروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنَّه رأى ابناً له نائماً نومةَ الصُّبحة، فقال له: قُم، أتنامُ في الساعة التي تقسَّم فيه الأرزاق.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((زاد المعاد)): ((ونوم الصُّبحة يَمنع الرِّزقَ؛ لأنَّ ذلك وقتٌ تطلبُ فيه الخليقةُ أرزاقَها، وهو وقتُ قِسمةِ الأرزاق، فنومُه حرمانٌ إلاَّ لعارضٍ أو ضرورة، وهو مُضِرٌّ جدًّا بالبدن لإرخائه البدنَ، وإفسادِه للفضلاتِ التي ينبغي تحليلُها بالرياضة)) اهـ.
الحادي والعشرون: الاستغناء عما في أيدي الناس؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله)) متفق عليه.
قال التيمي رحمه الله كما في ((شرح السيوطي لسنن النسائي)): ((أي من يطلب العفاف وهو ترك المسألة يعطيه الله العفاف ومن يطلب الغنى من الله يعطه)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((من يستغن يغنه الله، أي: من يستغن بما عند الله عما في أيدي الناس يغنه الله عز وجل وأما من يسأل الناس ويحتاج لما عندهم فإنه سيبقى قلبه فقيراً والعياذ بالله ولا يستغني .
والغنى غنى القلب فإذا استغنى الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس أغناه الله عن الناس وجعله عزيز النفس بعيداً عن السؤال)) اهـ.
الثاني والعشرون: التنفيس والتيسير على المسلمين؛ أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: ((مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ)).
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((فإذا رأيت معسرا ويسرت عليه الأمر يسر الله عليك في الدنيا والآخر)) اهـ.
قال العلامة عبد المحسن العباد رحمه الله في ((فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين)): ((وهذا أيضاً الجزاءُ فيه من جنس العمل، والعمل هو التيسير على المُعسر، وذلك بإعانته على إزالة عُسرته، فإن كان مَديناً ساعده بإعطائه ما يقضي به دينه، وإن كان الدَّين له أنظره إن لم يُبْرئه منه، والإبراء خيرٌ من الإنظار؛ لقول الله عزَّ وجلَّ: ) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ( [البقرة: 280]، وقد بيَّن أنَّ الجزاءَ على التيسير تيسيرٌ يحصل في الدنيا والآخرة)) اهـ.
الثالث والعشرون: التفسح في المجلس؛ قال الله تعالى: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ( [المجادلة: 11].
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((الجزاء من جنس العمل، فإن من فسح فسح الله له، ومن وسع لأخيه، وسع الله عليه)) اهـ.
الرابع والعشرون: التفرغ للعبادة؛ عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يقول ربكم تبارك وتعالى: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، وأملأ يديك رزقاً. يا بان آدم، لا تباعدني فأملأ قلبك فقرا، وأملأ يديك شغلاً)) أخرجه الحاكم وصحح إسناده ووافقه الذهبي وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملاً صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يدك شغلاً، ولم أسد فقرك)) أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
قال ابن عطاء : (أي: اطلبوا الرزق بالطاعة والإقبال على العبادة).
وقال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في ((أثر العبادات في حياة المسلم)): ((وأمّا الآثار المترتبة على العبادات فمنها؛ انشراحُ الصدر، وراحةُ البال، وسَعةُ الرزق، وسلامةُ الإنسان وارتياحُه واطمئنانُه)) اهـ.
الخامس والعشرون: تكثير الولد؛ قال الله تعالى: ) وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ( [الإسراء:31]، وقال الله تعالى: ) وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ( [الأنعام: 152].
قال الإمام البغوي رحمه الله في ((تفسيره)): ((وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يئدون بناتهم خشية الفاقة فنهوا عنه وأخبروا أن رزقهم ورزق أولادهم على الله تعالى)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((فرزق أولادك وأطفالك على الله عز وجل هو الذي يفتح لك أبواب الرزق من أجل أن تنفق عليهم لكن أكثر الناس عندهم سوء ظن بالله ويعتمدون على الأمور المادية المنظورة ولا ينظرون إلى المدى البعيد وإلى قدرة الله وأنه هو الذي يرزق ولو كثر الأولاد، أكثر من الأولاد تكثر لك الأرزاق هذا هو الصحيح)) اهـ.
وقال رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)): ((وأحياناً يرى الإنسان الرزق ينفتح إذا ولد له، وقد حدثني من أثق به ـ وهو رجل يبيع ويشتري ـ يقول: إني منذ تزوجت فتح الله علي باب رزق، ولما ولد ولدي فلان انفتح باب رزق آخر، وهذا معلوم؛ لأن الله يقول {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6]، ويقول: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [الأنعام: 151]، وقال: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء: 31]، وقال: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32]، فالحاصل أن هذه العلة وهي ـ كون الأولاد سبباً للفقر ـ خطأ)) اهـ.
وقال رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)): ((ولكن كثرة الرزق بكثرة الأولاد لها شرط مهم وهو تقوى الله وصحة التوكل عليه لقول الله تعالى: ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ( [الطلاق: 2])) اهـ.
السادس والعشرون: العمل والشغل المشروع: قال الله تعالى: ) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ( [الملك: 15].
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((مجموع فتاوى ورسائل)): ((والرزق أيضًا مكتوب مقدر بأسبابه لا يزيد ولا ينقص، فمن الأسباب أن يعمل الإنسان لطلب الرزق كما قال الله تعالى: ) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ( [الملك: 15] )) اهـ.
السابع والعشرون: طاعة الله؛ أخرج البزار في ((البحر الزخار)): عن حذيفة رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدعا الناس، فقال: ((هلموا إلي))، فأقبلوا إليه فجلسوا فقال: ((هذا رسول رب العالمين جبريل نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، وإن أبطأ عليها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته)).
ثم قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.
قال العلامة الألباني رحمه الله في ((صحيح الترغيب والترهيب)): حسن صحيح، ورواته ثقات إلا قدامة بن زائدة بن قدامة فإنه لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل.
قلت: لعله ليس ابن زائدة، بل قدامة أبو [كذا] زائدة بن قدامة الثقفى روى عنه شريك يعد في الكوفيين كما في ((التاريخ الكبير)).
وقال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)): قدامة الثقفى أبو زائدة بن قدامة الثقفى روى عن ابن ابى مليكة روى عنه شريك بن عبد الله يعد في الكوفيين سمعت أبى يقول ذلك.
وعن عبد الله بن مسعود مرفوعا ((إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به و ليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه، إن روح القدس نفث في روعي: إن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله و أجملوا في الطلب، و لا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته)).
قال العلامة الألباني رحمه الله في ((السلسلة الصحيحة)) تحت رقم (2866): رواه أبو بكر الحداد في ((المنتخب من فوائد ابن علويه القطان)) (168/1) وابن مردويه في ((ثلاثة مجالس)) (188/1-2) من طرق عن يعلى بن عبيد: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن [عبد الملك ابن عمير] وزبيد الأيامي عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.
ثم قال العلامة الألباني رحمه الله: بالجملة فالحديث حسن على أقل الأحوال.
قال ابن عطاء : (أي: اطلبوا الرزق بالطاعة والإقبال على العبادة).
الثامن والعشرون: ترك المعاصي؛ قال الله سبحانه وتعالى: ) ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( [الروم-41].
قال بعض السلف: (إن العبد لَيحرَم الرزق بالذنب يصيبه). ولا يصح مرفوعًا كما حكم عليه العلامة الألباني رحمه الله.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((الجواب الكافي)): ((وقد تقدم وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي)) اهـ.
التاسع والعشرون: السفر؛ قال الله تعالى: ) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ( [الملك: 15].
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((أي: فسافروا حيث شئتم من أقطارها، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات، واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئًا، إلا أن ييسره الله لكم)) اهـ.
وقال العلامة عبد الله آل بسام رحمه الله في ((تيسير العلام)): ((فعل الأسباب لطلب الرزق، من الدعاء، والضرب في الأرض، لا ينافي التوكل على الله تعالى)) اهـ.
الثلاثون: الصبر على الفاقة واللجوء إلى الله عندها؛ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مَنْ أصَابتهُ فاقةٌ فَأنزلَهَا بالناسِ لم تُسَدَّ فَاقَتُهُ، ومَنْ أنزَلَهَاَ باللّهِ جَلَّ وعز أوْشَكَ اللهُ له بالغِنَى، إِما بموتٍ عَاجلٍ أو غِنًى عَاجلٍ)) أخرجه أبو داود وأحمد في رواية ((مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ)) أخرجها الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وصححه الألباني.
الحادي الثلاثون: المستدين يريد الأداء؛ لحديث أم المؤمنين ميمونة كانت تدان دينا فقال لها بعض أهلها لا تفعلي وأنكر ذلك عليها قالت بلى إني سمعت نبيي وخليلي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ما من مسلم يدان دينا يعلم الله منه أنه يريد أداءه إلا أداه الله عنه في الدنيا)) أخرجه ابن ماجة، قال الألباني في صحيح ابن ماجة: ( صحيح ) دون قوله في الدنيا الصحيحة 1029 ، التعليق الرغيب 33 / 3 ، أحاديث البيوع.
قال العلامة الصنعاني رحمه الله في ((سبل السلام)): ((وفي الحديث الحث على حسن النية والترهيب عن خلافه وبيان أن مدار الأعمال عليها وأن من استدان ناويا الإيفاء أعانه الله عليه)) اهـ.
وهنا سبب لم أجد ما يعضده من قول أهل العلم، فإن كان صوابًا فمن الله وحده، وإن كان خطأ فمن نفسي الضعيفة ومن الشيطان.
سكنا مكة المكرمة؛ يقول الله عز وجل: ) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ( [النحل: 112]، ويقول الله عز وجل: ) أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا ( [القصص: 57]، ويقول الله عز وجل: ) لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ( [سورة قريش]، وهذه البلدة المشرفة – مكة – قد أصابتها دعوة نبي الله إبراهيم الخليل علية وعلى نبينا الصلاة والسلام، واستجابة الكريم المنان، قال الله سبحانه وتعالى: ) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ( [البقرة: 126]، ويقول الله سبحانه وتعالى: ) فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ ( [إبراهيم: 27].
كما أن الله سبحانه وتعالى خص فقراء مكة المكرمة من الهدايا التي يقدمها الحجاج والمعتمرون بما يذبح وينحر من بهيمة الأنعام، ويقول الله سبحانه وتعالى: ) وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ( [البقرة: 196].
وهذا والله أعلم مشروط بالأيمان بالله عز وجل، لقول الله سبحانه وتعالى: ) مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ( [البقرة: 126].
تنبيه: نرى كثيراً ممن تعاطي هذه الأسباب أو بعضها يكون فقيراً!
فإذن والله أعلم؛ إن هذه الأسباب مشروط بالمشيئة كما قال الله تعالى : ) وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( [التوبة : 28 ].
قال العلامة المفسر ابن سعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((وقوله: ) إِنْ شَاءَ ( تعليق للإغناء بالمشيئة، لأن الغنى في الدنيا، ليس من لوازم الإيمان، ولا يدل على محبة اللّه، فلهذا علقه اللّه بالمشيئة.
فإن اللّه يعطي الدنيا، من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان والدين، إلا من يحب.
) إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (أي: علمه واسع، يعلم من يليق به الغنى، ومن لا يليق، ويضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها)) اهـ.
هذا والله أعلم، وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم الرزق الطيب المبارك وأن يوسع علينا وعليكم وجميع المسلمين، كما أسأله أن يرزقنا وإياكم التقوى وأن يعمر قلبنا بالأيمان، وأن يجعل بلادنا وسائر بلاد المسلمين أمن وأمان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 5 شوال سنة 1435 هـ
الموافق لـ: 1 أغسطس سنة 2014 م ـ
الموافق لـ: 29 أغسطس سنة 2014 م [1]
[1] زدت فيه في مجالس آخرها يوم الثلاثاء 7 شوال سنة 1437 هـ.
محب الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 PM بتوقيت مسقط


Design By: aLhjer Design
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Translated By Sma-jo.com