| |||||
|
09-10-2022, 11:26 PM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | إذا ابتليت فلست وحدك .. كتبه / فهد بن عبدالله العمرو " إذا ابتليت فلست وحدك " من سُبل رفع المعنويات وتنشيط النفوس هو أن المبتلى لابد أن يدب إلى قلبه أن هذا الابتلاء الذي بُلي به ليس هو وحدة بل ثمة مصابين آخرين حتى يتسلى و لا يتسخط ولا يعترض ، فالكثير مثله ومنهم من يفوقه بلاءً بما يمكن أن نقول أنه لا مقارنة بينهما من شدة البلاء ، ومع ذلك عاشوا حياتهم وتكيفوا مع ظروفهم ، وعرفوا قدر هذه الدنيا وأنها دانية ليست كل شيء ، فإذا ما ذهبت عنك فهي جزء يسير جدا لا تقارن البتة بحياة الآخرة تلك الحياة الأبدية فيها جنة النعيم التي من دخلها لا يشقى أبدا ولا يمرض أبدا ولا يضيق صدره أبدا ولا يتعكر مزاجه أبدا ولا يخسر أبدا بل قمة في النعيم والمتعة والسعادة وانشراح الصدر ، فهذه هي الحياة التي نريدها ، أما الدنيا فإن جاءت وفق ما نريد وما نحب فالحمد لله هذا فضل الله وإن أبت وذهبت فالحمد لله فلن نجعلها تسبب لنا الأحزان الدائمة بل نتعايش معها بقدر ما نستطيع لنسعد ونهنأ بها مهما كانت الظروف غير مواتية . *تسلية* قال تعالى " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" قال الثعالبي في تفسيره عند هذه الآية " والأُسْوَةُ مسلاة للبَشَر ومنه قول الخَنْسَاء: وَلَوْلاَ كَثْرَةُ البَاكِينَ حَوْلِي ... على إخْوَانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِن ... أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْهُ بِالتَّأَسِّي " اهـ وقال تعالى "وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " قال في البحر المحيط " وَهَذِهِ تَسْلِيَةٌ مِنْهُ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ وَالتَّأَسِّي فِيهِ أَعْظَمُ مَسْلَاةٍ" اهـ وقال تعالى " وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُون"َ قال ابن عثيمين في تفسيره لسورة الزخرف :جَرَتِ العادَةُ أن الإنسَانَ إِذَا عُذِّب ورَأَى غيرَهُ يُعذَّب هَانَ عَلَيه الأمْرُ، وتَسَلَّى، فِي يَوْمِ القِيَامَةِ يَشْتَرِكُ أهْلُ النَّارِ فِي العذَابِ، لكِنْ لَا يَنفَعُهم هَذَا شيئًا. وقال ابن عثيمين أيضا عند هذه الآية "من فوائد الآية الكريمة: أن المُشتَرِكِينَ فِي عذَابِ الآخِرَةِ لَا يَنفَعُهم الاشتِرَاكُ، بخِلَافِ الاشتِراكِ فِي العذَابِ فِي الدُّنيا فإِنَّه يُسلِّي الإنسَانَ، ويُهوِّنُ علَيهِ"اهـ ، وقال ابن كثير في تفسيره : وَلَمَّا كَانَ الِاشْتِرَاكُ فِي الْمُصِيبَةِ فِي الدُّنْيَا يَحْصُلُ بِهِ تَسْلِيَةٌ لِمَنْ شَارَكَهُ فِي مُصِيبَتِهِ، كَمَا قَالَتِ الْخَنْسَاءُ قَطَعَ اللَّهُ بِذَلِكَ بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ، فلا يحصل لهم بذلك تأسٍ وَتَسْلِيَةٌ وَلَا تَخْفِيفٌ.اهـ وقال تعالى " كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ" قال ابن عثيمين في تفسير سورة الذاريات : " وفي هذا تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام، لأن الإنسان إذا علم أن غيره أصابه ما أصابه تسلى بذلك، وهان عليه الأمر"اهـ وقال تعالى "مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ" قال في موسوعة الصحيح المسبور: "أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) يعزي نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما تسمعون، يقول: (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) و أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي في قوله (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) قال: ما يقولون إلا ما قد قال المشركون للرسل من قبلك.اهـ __________________ الحمد لله رب العالمين |
|
|