| |||||
|
04-09-2011, 02:27 PM | #1 |
داعية نشيط تاريخ التسجيل: Sep 2010 المشاركات: 101 | لطائف وفتاوى قرآنية قال تعالى في سورة الواقعة عن نار الدنيا : ( نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين ) فأخبر سبحانه أنها تذكرة تذكر بنار الآخرة ومنفعة للنازلين بالقواء وهم المسافرون . والسؤال لماذا خص الله المقوين بالذكر مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين ؟ تنبيها ً لعباده والله أعلم بمراده من كلامه على أنهم كلهم مسافرون وأنهم في هذه الدار على جناح سفر ليسوا مقيمين ولا مستوطنين . ابن القيم ـ طريق الهجرتين . ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ قال تعالى في سورة البقرة ( وقلنا يآدم اسكن أنت وزوجك الجنة ) وقال تعالى في سورة الأعراف ( وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة ) لماذا عبر الله جل وعلا في الآيتين بلفظ اسكن دون غيره من الألفاظ التي تؤدي نفس المعنى ؟ إشارة إلى قصر وقت الإقامة في الجنة حينذاك لأن الله تعالى إنما خلق آدم لخلافة الأرض . الفخر الرازي ـ مفاتيح الغيب . ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ألفاظ القرءان : ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة ، وإذا هي لا نت فأنفاس الحياة الآخرة ، معان هي عذوبة ترويك من ماء البيان ، تستروح منها نسيم الجنان ، ونور تبصر به في مرآة الإيمان وجه الأمان . الرافعي ـ إعجاز القرءان . ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ قال تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ) فتأمل كمال طاعتها وحسن ائتمارها لأمر ربها تعالى كيف اتخذت بيوتها في الجبال وفي الشجر وفي بيوت الناس حيث يعرشون أي يبنون العروش وهي البيوت فلا يرى للنحل بيت غير هذه الثلاثة البتة . وتأمل كيف أن أكثر بيوتها في الجبال وهو البيت المقدم في الآية ثم الأشجار وهو من أكثر بيوتها وأقل بيوتها بينهم حيث يعرشون . ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة . ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ قال تعالى في سورة الطور ( والبيت المعمور ) وهذا البيت هو كعبة أهل السماء ولهذا وجد ابراهيم الخليل عليه السلام مسنداً ظهره إلى البيت المعمور لأنه باني الكعبة الأرضية والجزاء من جنس العمل . ابن كثير ـ تفسير القرءان العظيم . لطائف قرآنية قال بعض العلماء : إن الله برأ يوسف من الفاحشة بخمس شهادات 1- شهادة يوسف نفسه . قال : وإلا تصرف عني كيدهـــن أصب إليهن وأكن من الجاهلين . 2- بشهادة امرأة العزيز . حين قالت : الآن حصحص الحق أنا راودتــه عن نفســه . 3- الشاهد من أهلها . قال تعالى : وشهد شاهد من أهلها . 4- زوج المرأة . حين قال : يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين . 5- شهادة الله . قال تعالى : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين *********** قال تعالى : قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعــرون قال بعض العلماء : من فطنت وذكاء هذه النملة أنها تكلمت بعشرة أنــواع من الخطاب في هذه النصيحــة : يا : نادت .أيهــا : نبهــت . النمل : عينــت . ادخلوا : أمــرت . مساكنكم : نصــت . لا يحطمنكم : حذرت . سليمان : خصــت . وجنوده : عمــت . وهم لا يشعرون : اعتذرت . فيا لها من نملة ذكيــة . ********** قال تعالى : يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهــم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً . قال ابن عباس : نزلت في الأنبياء ثم عــمّت : يهب لمن يشاء إناثاً : يعني لوطاً لم يولد له ولد . ويهب لمن يشاء الذكور : يعني إبراهيـم لم يولد له بنت . أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً : يعني محمداً عليه الصلاة والسلام . ويجعل من يشاء عقيماً : يعني عيسى ويحيي عليهما السلام . ********** الأصحــاب في القرآن صاحب الحوت : وهو يونس عليه السلام . قال تعالى : ولا تكــن كصاحب الحــوت . أصحاب السبت : اليهود لانقطاعهم عن العمل في هذا اليوم . قال تعالى : كما لعنــا أصحاب السبت أصحاب الأعراف : قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم . قال تعالى : ونادى أصحاب الأعراف . أصحاب الحجر : وهم ثمود ، قوم صالح عليه السلام قال تعالى : ولقد كذب أصحاب الحجــر المرسلين . أصحاب الأيكة : يراد بهم قوم شعيب قال تعالى : وإن كان أصحاب الأئكة لظالمين أصحاب الكهف : وهم فتية آمنوا بربهــم قال تعالى : أم حسبت أن أصحاب الكهف أصحاب الأخدود : قوم كفار حفروا الأخاديد لتعذيب المسلمين قال تعالى : قتل أصحاب الأخدود أصحاب مدين : وهم قوم شعيب قال تعالى : وأصحـــاب مدين *********** ألف العزة(( عباد))، وَ ياء الذلة (( عبيد)) * ألف العزة: العبـــاد..* وردت كلمة ((عباد)) حوالي مائة مرة في القرآن، وهي في معظم هذه المرات وصِف بها المسلمون المطيعون لله، حيث وصف بها المسلمون، وأطلقت عليهم في أكثر من تسعين مرة. ولهذا لا نخطئ إذا قلنا: إنّ غالب كلمة ((عباد)) في القرآن، يراد بها المسلمون العابدون لله. قال تعالى: (( وَعِبَادُ الرَّحمانِ الَّذِينَ يمشُون علىالأرضِ هوناً )) سورة الفرقان(63) وعندما ننظر في صياغة هذه الكلمة ((عباد)) وتركيب حروفها، فإننا نجدها بالألف في وسطها. نستخرج من ذلك لطيفةً من لطائف القرآن. إن هذه الألف الممدودةَ ((عباد)) توحي بالعزةِ والمنعة والأنفة والرفعة، وكأنها مرفوعة الرأس ، منصوبة القامة باستمرار. ولهذا أطلقنا على هذه الألف: ((ألف العزة)). وهذه العزة والمنعة والأنفة والرفعة نلحظها في حياة العباد المؤمنين المطيعين لله. فالعباد المؤمنون يعيشون حياتهم في الدنيا بعزة ورفعة واستعلاء يحاربون الظلم، وينفرون من الذل، قاماتهم عزيزة منتصبة، لا يحنونها إلا لله، ورؤوسهم مرتفعة عزيزة لا يخفضونها إلا لله. ويواجه العبد المؤمن كل قوى الجاهلية، بعزة العقيدة، واستعلاء الإيمان. إنه مهما جرى له، لا يحني هامته إلا لله، ومها هدد وأوذي وضيق عليه وعذب، لا يطأطئ رأسه إلا لله. ونظراً لعزة العباد المؤمنين ، جاء التعبير عنهم بكلمة ((عباد)). وجاءت الألف القائمة المنتصبة (( ألف العزة)) وسطها، لتشير إلى هذا المعنى!!! *..ياء الذلةِ: العبيد.. إذا كانت ألف ((العباد)) ألف العزة، فإن ياء (( العبيد)) هي ((ياء الذلة))! إذا كان غالب استعمال ((عباد)) في القرآن للمؤمنين، فإن كلمة ((عبيد)) في القرآن، وردت وصفاً للكفار والعصاة. >><< العبيد في القرآن: الكفار >><< وردت كلمة ((عبيد)) خمس مرات في القرآن الكريم: 1_ قال تعالى عن كفر اليهود: (( لقد سمِع اللهُ قول الذين قالوا إنّ الله فقيرٌ ونحن أغنياءٌ سنكتبُ ما قالوا وقتلهُمُ الأنبياء بغيرِ حقٍ ونقولُ ذوقوا عذاب الحريق (*) ذلك بما قدمت أيديكُم وأنّ الله ليس بِظَلامٍ للعبيد)) 2_ وعن عذاب الكفار عند الاحتضار يقول الله تعالى: (( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملآئكة يضربون وجُوهَهُم وأدبارهم وذُقوا عذاب الحريق (*) ذلك بما قدمت أيديكُم وأن الله ليس بِظَلامٍ للعبيد)) 3ـ وفي موضع آخر يقول الله عن عذاب الكافر: (( ومن الناس من يُجادل في الله بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتابٍ منير (*) ثَانِيَ عِطفِهِ لِيُضِلَّ عن سبيل الله له في الدنيا خزيٌ ونذيقه يوم القيامةِ عذاب الحريق (*) ذلك بما قدَّمت يداك وأنّ الله ليس بِظَلامٍ للعبيد)) 4_وعن عدلِ الله في منحِ الثواب للمحسن، وإيقاع العذاب بالكافر، يقول تعالى: ((من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربُّك بِظَلامٍ للعبيد)) 5_ وفي موضعٍ آخر يبيِّن عدلَ الله في تعذيب الكافر: (( قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد (*)قال لا تختصموا لدىَّ ةقد قدمتُ إليكم بالوعيد (*) ما يُبدَّلُ القولُ لدىَّ وما أنا بِظَلامٍ للعبيد)) وعندما ننظر في هذه الآيات، فإننا نخرج منها بهذه الإيحاءات واللطائف: 1_ وردت (( العبيد )) في المواضيع الخمسة في الكلام عن الكفار 2_ تيِّنُ المواضع الخمسة عدل الله في إدخال الكفار النار، وجعلهم يذقون عذاب الحريق. 3_ كلها تنفي الظلم عن الله: (( وما ربُّك بظلامٍ للعبيد )) 4_ وردت في المواضع كلها بهذه العبارة المنفية: ((...... بظلامٍ للعبيد )) >>> عبيد لتناسب ذل الكفار <<< إن التعبير عن الكفر بكلمة ((عبيد)) يوحي بالذلة الملازمة للكفار. الكفار أذلاء جبناء ضعفاء مهانون، لا يريدون العزة والرفعة، ولا يشعرون بالكرامة والأنفة. تجدهم أحرص الناس على حياة، وتراهم يذلون أمام المتسلطين الظالمين، لإن المهم عندهم هو أن يتكرم عليهم ذلك المتسلط الظالم بالحياة... أي حياة. الكفار أذلاء..أذلاء في حياتهم..وفي أشخاصهم..وفي مواقفهم. ولأن كلمة (( عبيد )) وردت في القرآن وصفاً لهولاء الكفار الأذلاء، جاءت بالياء،التي تشير إلى الذلة في حياتهم. إن (( الياء )) هنا، هي (( ياءُ الذلة )) الملازمة لهم، بل أن صياغة الكلمة توحي بالذلة،لأن الياء جاءت وسط الكلمة منبطحةً ملقاةً بذلة. &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& فتاوى قرآنية (سؤال وجواب) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته س ا- رأي سماحتكم في كتاب (صفوة التفاسير ) للأستاذ/ محمد علي الصابوني. حيث إننا نقوم بتوزيع الكتب الإسلامية على الشباب المسلم في الخارج عن طريق المراسلة؟ ج 1 - هذا الكتاب قد اجتهد فيه مؤلفه، وجمعه من عدة تفاسير، واطلع على أقوال العلماء المتقدمين والمتأخرين، لكن المؤلف على معتقد الأشاعرة في الأسماء والصفات، وقد ظهر أثر عقيدته في الكثير من الآيات التي تعرض لتأويلها، وصرف دلالتها، ولو على وجه الرمز والاختفاء، وهي معلومة لكل مسلم صحيح المعتقد، وأما بقية التفسير فلا مانع من قراءته، وهو أقل أخطاء من كتب الأشاعرة كالرازي وأبي السعود والبيضاوي ونحوهم. ( ابن الجبرين ) ************************************************** ** ******************************************* س 2 يقول تعالى: ( وعلى الأعراف رجال ...) (الأعراف:46) فمن هم أهل الأعراف؟ وما حالهم؟ ج 2 يظهر أن الأعراف أماكان مرتفعة، تطل على موقف الناس يوم القيامة، أما أصحاب الأعراف فهم الذين يقفون عليها، أو يقومون عليها وقت الحساب، وقد اختلف في المراد بهم، والظاهر أنهم من الشهداء على الناس، وأنهم لا يحرمون من دخول الجنة، لأن الله أخبر أنهم ينادون رجالا يعرفونهم بسيماهم، ويقولون لهم (ما أغني عنكم جمعكم) (الأعراف:48) الآيتين، وقيل: إنهم أناس تساوت حسناتهم وسيئاتهم، وقيل إنهم أناس عصوا الوالدين فخرجوا للجهاد، فاستشهدوا في سبيل الله، والله أعلم. ************************************************** * ********************************** س 3- وصف الله تعالى يحيى عليه السلام بقوله : ( وسيداً وحصوراً) (آل عمران:39) ما هو الحصور؟ ج 3- الحصور في اللغة هو الممنوع، أو العاجز عن الشيء، ومنه قوله تعالى (فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى) (البقرة:196) أي منعتم وحبستم عن إكمال الحج أو العمرة، وقد فسر الحصور بأنه المنقطع للعبادة، والزاهد في الدنيا، وفسر بأنه الذي لا أرب له في الشهوات، وقيل: هو الذي لا حاجة له في النساء، والأقرب أنه من الانقطاع عن الملذات والملهيات، بحيث لا ينشغل عن الطاعة والعبادة، ولا يلزم منه عدم الرغبة في النساء، لقوله تعالى: ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجاً وذرية) (الرعد:38) ورجح ابن كثير في تفسيره (1/362 سورة آل عمران:39) أنه لا يدل على الامتناع عن النكاح، والله أعلم. ************************************************** ***************************************** س4- هل يجوز للمرأة أن تجعل الراديو يقرأ القرآن في نفس الوقت الذي تؤدي فيه عملها في المطبخ؟ ج4- يجوز ذلك حيث أن الإذاعة تحكي ما فيها من قرآن أو غيره، ومن استمع له استفاد ومن اشتغل فقد يستفيد ولو قليلاً. ************************************************** * **************************************** س 5- ما حكم القراءة من المصحف للإمام الذي لا يحفظ؟ وما حكم متابعة المأموم الإمام بالنظر في المصحف عند القراءة بحجّة إصلاح خطأ الإمام، أو من أجل زيادة الفهم والتدبُّر والخشوع، كما يحتجون؟ ج 5- لا أرى بأساً في حمل المصحف خلف الإمام، ومتابعته في القراءة لهذا الغرض، أو للفتح عليه إذا غلط، ويغتفر ما يحصل من حركة القبض وتقليب الأوراق، وترك السنة في قبض اليسار باليمين، كما يغتفر ذلك في حقّ الإمام الذي يحتاج إلى القراءة في المصحف، لعدم حفظه للقرآن، ففائدة متابعة الإمام في المصحف ظاهرة، بحضور القلب لما يسمعه، وبالرقة والخشوع، وبإصلاح الأخطاء التي تقع في القراءة من الأفراد، ومعرفة مواضعها، كما أن بعض الأئمة يكون حافظاً للقرآن فيقرأ في الصلاة عن ظهر قلب، وقد يغلط ولا يكون خلفه من يحفظ القرآن فيحتاج إلى اختيار أحدهم ليتابعه في المصحف، ليفتح عليه إذا ارتج عليه، ولينبهه إذا أخطأ، فلا بأس بذلك، إن شاء الله. *********************************************** ************************** س 6- ما معنى التغنِّي بالقرآن؟ وما حكمه؟ وما معنى التحبير في القراءة؟ وماذا ترون في مسألة تكلُّف بعض الأئمة في نطق القرآن بحيث يخرجون عن سجيّتهم بقصد تحبيره؟ ج6- التّغني : هو تحسين الصوت بالقرآن، والترنُّم به، وهو مُستحب، لحديث أبي هريرة: "ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن". وروى مسلم عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود". وروي عنه أنه قال: "لو علمت أنك تستمع إليّ لحربته لك تحبيراً". والتحبير تحسين الصوت وتحزينه، وحيث أعجب النبي صلى الله عليه وسلم، وأقرّه على التّحبير، فإن ذلك يدل على الاستحباب، لكن التكلف والتشدد في النطق بالحروف، والمبالغة في المد والشد، والإظهار والإفصاح الزائد عن القدرة المعتادة لا يجوز، فإنّ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، ليس فيها تكلف، فقد قرأ سورة البقرة والنساء وآل عمران في ركعة، وقد ثبت عن عثمان -رضي الله عنه- أنه كان يختم القرآن في ركعة". ولو كانوا يتكلّفون هذا التكلف المعهود في قراءة المعاصرين لما أمكنهم ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح، يتعجّلونه ولا يتأجّلونه". رواه أبو داود بمعناه. قال النووي في التبيان: معناه يتعجّلون أجره، إما بمال وإما بسمعة ونحوها، وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإيّاكم ولحون أهل العشق، ولحون أهل الكتابين، وسيجيء بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونةٌ قلوبهم، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم". ذكره في جامع الأصول، وعزاه لرزين، والله أعلم (الحديث فيه ضعف). (ابن الجبرين ) ********************************************** ******************************** س 7-يوجد في بعض الكليات في بعض الجامعات يقولون: إن القرآن أعظم من أن ندخله في قواعد اللغة، ويقولون: إن من صنف في اللغة من القدماء لم يستشهد بالقرآن الكريم. فما رأي سماحتكم في ذلك؟ ج7 - رأينا في هذا: أن هذا القول خطأ عظيم بلاشك؛ لأن الله سبحانه وتعالي قال:{ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) } [سورة الشعراء] ونحن لو صنف أحد من الناس كتاباً في اللغة، واستشهد بقول بدوي في البادية؛ لرأى الناس هذا دليلاً على ما استشهد به عليه، فكيف لا يمكن أن نقول: إن من استشهد بآية من كتاب الله قد استشهد بدليل صحيح؟! ولا شك أن قول هذا القائل من أعظم الأقوال فرية وكذباً، فالقرآن الكريم مصدر بلاشك، وسند قوي يستشهد به على اللغة العربية . وانظر إلى كتب العلماء الذين ألفوا في العربية: كيف يستشهدون بالقرآن على ثبوت القواعد؟ وكيف يجيبون عن الآيات المشكلة التي تخرج عن قواعدهم؟ بل إن بعضهم قد يغير القاعدة من أجل ما جاءت به الآيات الكريمة مثل قوله تعالى:{ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ (71) } [سورة المائدة] فإن من العلماء من قال: إنه يجوز إدخال علامة الجمع على فعل فاعله اسم ظاهر، وأن ذلك قد دل عليه القرآن بدلاً من أن يقولوا: إنه جائز على لغة: ( أكلوني البراغيث) فنرى أن القرآن الكريم دليل على اللغة العربية، وقواعدها، ومن قال مثل هذا القول، فعليه أن يستغفر الله عز وجل، وأن يتوب إليه (ابن العثميين ) ****************************************** *************************** س 8 - هل نزلت سورة: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر ( 1) } [سورة الكوثر] بمكة أو بالمدينة؟ ج 8- نزلت بالمدينة، ثبت في "صحيح مسلم" عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:[ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ(3) } ] ثُمَّ قَالَ:[ أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ] فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ:[ فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ] هذا اللفظ رواه مسلم. وفي رواية له:" بَيْنَ أَظْهُرِنَا فِي الْمَسْجِدِ" . وقد أجمع المسلمون على أن أنساً لم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة . (الإمام النووي) ********************************************** ***************************** س 9 - قول بعض الزملاء: من لم يدخل الإسلام يعتبر حرًّا لا يكره على الإسلام، ويستدل بقوله تعالى: { أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) } وقوله تعالى: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ...(256) } فما رأي سماحتكم في هذا؟ ج 9 - هاتان الآيتان الكريمتان والآيات الأخرى التي في معناهما بيَّن العلماء أنهما في حق من تؤخذ منهما الجزية كاليهود والنصاري والمجوس، لا يكرهون، بل يخيرون بين الإسلام وبين بذل الجزية. وقال آخرون من أهل العلم: إنها كانت في أول الأمر، ثم نسخت بأمر الله سبحانه بالقتال والجهاد، فمن أبى الدخول في الإسلام وجب جهاده مع القدرة حتى يدخل في الإسلام أو يؤدي الجزية إن كان من أهلها؛ فالواجب إلزام الكفار بالإسلام إذا كانوا تؤخذ منهم الجزية؛ لأن إسلامهم فيه سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فإلزام الإنسان بالحق الذي فيه الهدى والسعادة خير له من الباطل، كما يلزم الإنسان بالحق الذي عليه لبني آدم ولو بالسجن أو بالضرب، فإلزام الكفار بتوحيد الله والدخول في دين الإسلام أولى وأوجب؛ لأن فيه سعادتهم في العاجل والآجل، إلا إذا كانوا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى أو المجوس، فهذه الطوائف الثلاث جاء الشرع بأنهم يخيرون؛ فإما أن يدخلوا في الإسلام، وإما أن يبذلوا الجزية عن يد وهم صاغرون. وذهب بعض أهل العلم إلى إلحاق غيرهم بهم في التخيير بين الإسلام والجزية، والأرجح أن لا يلحق بهم غيرهم؛ بل هؤلاء الطوائف الثلاث هم الذين يخيرون؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار في الجزيرة ولم يقبل منهم إلا الإسلام، قال تعالى:{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) } [سورة التوبة] ولم يقل:أو أدوا الجزية، فاليهود والنصارى والمجوس يطالبون بالإسلام، فإن أبوا فالجزية، فإن أبوا وجب على أهل الإسلام قتالهم إن استطاعوا ذلك، يقول عز وجل: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ(29) } [سورة التوبة] . ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ الجزية من المجوس، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم أنهم أخذوا الجزية من غير الطوائف الثلاث المذكورة، والأصل في هذا قوله تعالى:{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ (29) } [سورة الأنفال] وقوله سبحانه: { فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(5) } [سورة التوبة] وهذه الآية تسمى آية السيف، وهي وأمثالها هي الناسخة للآيات التي فيها عدم الإكراه على الإسلام، والله الموفق. (ابن الباز رحمه الله ) ******************************************** *************************** س10 - أيهما أفضل قراءة القرآن أم الاستماع إلى أحد القراء عبر الأشرطة المسجلة؟ ج 10- الأفضل أن يعمل بما هو أصلح لقلبه وأكثر تأثيراً فيه من القراءة أو الاستماع؛ لأن المقصود من القراءة هو التدبر والفهم للمعنى والعمل بما يدل عليه كتاب الله عز وجل كما قال الله سبحانه :} كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ(29)}[سورة ص] وقال عز وجل: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ(9) } [سورة الأسراء] . وقال سبحانه:{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ (44) } [سورة فصلت] (ابن الباز رحمه الله) والله تبارك وتعالى أعلم. |
|
|