ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل
 

العودة   ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل > المنتدى للتصفح فقط ولا يوجد تسجيل أو مشاركات سوى الإدارة .. لمراسلتنا على بريدنا ahldawa@gmail.com > قسم خطبة الجمعة والمواعظ العامة
المنتديات موضوع جديد التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

آخر 1 مشاركات دعواتكم لإخوانكم في فلسطين وفي كل مكان ممن اُعتدي عليهم ودعواتكم لكل مسلم متضرر في شتى بقاع الأرض (الكاتـب : - )      
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-04-2018, 02:12 PM   #1
إداري
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,222
افتراضي وحشة المعاصي ..!!

قال ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي :ﻭﻟﻠﻤﻌﺎﺻﻲ ﻣﻦ اﻵﺛﺎﺭ اﻟﻘﺒﻴﺤﺔ اﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺔ، اﻟﻤﻀﺮﺓ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﺒﺪﻥ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ. ﻓﻤﻨﻬﺎ: ﺣﺮﻣﺎﻥ اﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺈﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻧﻮﺭ ﻳﻘﺬﻓﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ، ﻭاﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺗﻄﻔﺊ ﺫﻟﻚ اﻟﻨﻮﺭ. ﻭﻟﻤﺎ ﺟﻠﺲ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﺠﺒﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﻭﻓﻮﺭ ﻓﻄﻨﺘﻪ، ﻭﺗﻮﻗﺪ ﺫﻛﺎﺋﻪ، ﻭﻛﻤﺎﻝ ﻓﻬﻤﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺃﺭﻯ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﻟﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﻧﻮﺭا، ﻓﻼ ﺗﻄﻔﺌﻪ ﺑﻈﻠﻤﺔ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: ﺷﻜﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﻭﻛﻴﻊ ﺳﻮء ﺣﻔﻈﻲ ... ﻓﺄﺭﺷﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻗﺎﻝ اﻋﻠﻢ ﺑﺄﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻀﻞ ... ﻭﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺆﺗﺎﻩ ﻋﺎﺻﻲ ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺣﺮﻣﺎﻥ اﻟﺮﺯﻕ، ﻭﻓﻲ اﻟﻤﺴﻨﺪ: «ﺇﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﺤﺮﻡ اﻟﺮﺯﻕ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻳﺼﻴﺒﻪ» ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ، ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻯ اﻟﻠﻪ ﻣﺠﻠﺒﺔ ﻟﻠﺮﺯﻕ ﻓﺘﺮﻙ اﻟﺘﻘﻮﻯ ﻣﺠﻠﺒﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮ، ﻓﻤﺎ اﺳﺘﺠﻠﺐ ﺭﺯﻕ اﻟﻠﻪ ﺑﻤﺜﻞ ﺗﺮﻙ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ. ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﻭﺣﺸﺔ ﻳﺠﺪﻫﺎ اﻟﻌﺎﺻﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﻮاﺯﻧﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻘﺎﺭﻧﻬﺎ ﻟﺬﺓ ﺃﺻﻼ، ﻭﻟﻮ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻟﻪ ﻟﺬاﺕ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﻒ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻮﺣﺸﺔ، ﻭﻫﺬا ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺤﺲ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﻴﺎﺓ، ﻭﻣﺎ ﻟﺠﺮﺡ ﺑﻤﻴﺖ ﺇﻳﻼﻡ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﻙ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻻ ﺣﺬﺭا ﻣﻦ ﻭﻗﻮﻉ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺣﺸﺔ، ﻟﻜﺎﻥ اﻟﻌﺎﻗﻞ ﺣﺮﻳﺎ ﺑﺘﺮﻛﻬﺎ. ﻭﺷﻜﺎ ﺭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻭﺣﺸﺔ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﺫا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﻭﺣﺸﺘﻚ اﻟﺬﻧﻮﺏ ... ﻓﺪﻋﻬﺎ ﺇﺫا ﺷﺌﺖ ﻭاﺳﺘﺄﻧﺲ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﺐ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﻭﺣﺸﺔ اﻟﺬﻧﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻧﺐ، ﻓﺎﻟﻠﻪ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ. ﻭﻣﻨﻬﺎ: اﻟﻮﺣﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﺃﻫﻞ اﻟﺨﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﻭﺣﺸﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﻮﻳﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺣﺸﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ، ﻭﺣﺮﻡ ﺑﺮﻛﺔ اﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻬﻢ، ﻭﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﺰﺏ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺣﺰﺏ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻭﺗﻘﻮﻯ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺣﺸﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﺤﻜﻢ، ﻓﺘﻘﻊ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ اﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻭﻟﺪﻩ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ، ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺘﺮاﻩ ﻣﺴﺘﻮﺣﺸﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ.
محب الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-2018, 02:16 PM   #2
إداري
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,222
افتراضي رد: وحشة المعاصي ..!!

تابع كلام ابن القيم في الجواب الكافيﻭﺫﻛﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻭﻛﻴﻊ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎﻝ: ﻛﺘﺒﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ: ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻓﺈﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫا ﻋﻤﻞ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﺪ ﺣﺎﻣﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺫاﻣﺎ. ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺠﻌﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺪﺭﺩاء ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺤﺬﺭ اﻣﺮﺅ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﻨﻪ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻣﻢ ﻫﺬا؟ ﻗﻠﺖ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻳﺨﻠﻮ ﺑﻤﻌﺎﺻﻲ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻠﻘﻲ اﻟﻠﻪ ﺑﻐﻀﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ. ﻭﺫﻛﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺰﻫﺪ ﻷﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ: ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺭﻛﺒﻪ اﻟﺪﻳﻦ اﻏﺘﻢ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﻷﻋﺮﻑ ﻫﺬا اﻟﻐﻢ ﺑﺬﻧﺐ ﺃﺻﺒﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ. ﻗﺪ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ اﻟﺬﻧﺐ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻝ ﻭﻫﺎﻫﻨﺎ ﻧﻜﺘﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻳﻐﻠﻂ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ اﻟﺬﻧﺐ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻴﻨﺴﻰ، ﻭﻳﻈﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﺒﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﻐﺒﺮ ﺣﺎﺋﻂ ﻓﻲ ﻭﻗﻮﻋﻪ ... ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﻗﻮﻉ ﻏﺒﺎﺭ ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ! ﻣﺎﺫا ﺃﻫﻠﻜﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻜﺘﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻖ؟ ﻭﻛﻢ ﺃﺯاﻟﺖ ﻏﺒﺎﺭ ﻧﻌﻤﺔ؟ ﻭﻛﻢ ﺟﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻧﻘﻤﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻤﻐﺘﺮﻳﻦ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭاﻟﻔﻀﻼء، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺎﻝ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻤﻐﺘﺮ ﺃﻥ اﻟﺬﻧﺐ ﻳﻨﻘﺾ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﺾ اﻟﺴﻢ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﺾ اﻟﺠﺮﺡ اﻟﻤﻨﺪﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺶ ﻭاﻟﺪﻏﻞ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺪﺭﺩاء: اﻋﺒﺪﻭا اﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻧﻪ، ﻭﻋﺪﻭا ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺗﻰ، ﻭاﻋﻠﻤﻮا ﺃﻥ ﻗﻠﻴﻼ ﻳﻐﻨﻴﻜﻢ، ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻳﻠﻬﻴﻜﻢ، ﻭاﻋﻠﻤﻮا ﺃﻥ اﻟﺒﺮ ﻻ ﻳﺒﻠﻰ، ﻭﺃﻥ اﻹﺛﻢ ﻻ ﻳﻨﺴﻰ. ﻭﻧﻈﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﺒﻲ، ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ، ﻓﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻟﺘﺠﺪﻥ ﻏﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ. ﻫﺬا ﻣﻊ ﺃﻥ ﻟﻠﺬﻧﺐ ﻧﻘﺪا ﻣﻌﺠﻼ ﻻ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ اﻟﺘﻴﻤﻲ: ﺇﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺼﻴﺐ اﻟﺬﻧﺐ ﻓﻲ اﻟﺴﺮ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺬﻟﺘﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ اﻟﺮاﺯﻱ ﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻋﻘﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺋﻪ: اﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺸﻤﺖ ﺑﻲ اﻷﻋﺪاء، ﺛﻢ ﻫﻮ ﻳﺸﻤﺖ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻞ ﻋﺪﻭ ﻟﻪ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ ﻳﻌﺼﻲ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺸﻤﺖ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﻞ ﻋﺪﻭ. ﻭﻗﺎﻝ ﺫﻭ اﻟﻨﻮﻥ: ﻣﻦ ﺧﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺮ ﻫﺘﻚ اﻟﻠﻪ ﺳﺘﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻧﻴﺔ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ: ﺇﻧﻲ ﻷﻋﺼﻲ اﻟﻠﻪ ﻓﺄﺭﻯ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺩاﺑﺘﻲ، ﻭاﻣﺮﺃﺗﻲ. ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺗﻌﺴﻴﺮ ﺃﻣﻮﺭﻩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻼ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﻷﻣﺮ ﺇﻻ ﻳﺠﺪﻩ ﻣﻐﻠﻘﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﺃﻭ ﻣﺘﻌﺴﺮا ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﺬا ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﻰ اﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻳﺴﺮا، ﻓﻤﻦ ﻋﻄﻞ اﻟﺘﻘﻮﻯ ﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﺴﺮا، ﻭﻳﺎ ﻟﻠﻪ اﻟﻌﺠﺐ! ﻛﻴﻒ ﻳﺠﺪ اﻟﻌﺒﺪ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺨﻴﺮ ﻭاﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ ﻋﻨﻪ ﻭﻃﺮﻗﻬﺎ ﻣﻌﺴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻲ؟ ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﻇﻠﻤﺔ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻳﺤﺲ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﻈﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ اﻟﺒﻬﻴﻢ ﺇﺫا اﺩﻟﻬﻢ، ﻓﺘﺼﻴﺮ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻟﻘﻠﺒﻪ ﻛﺎﻟﻈﻠﻤﺔ اﻟﺤﺴﻴﺔ ﻟﺒﺼﺮﻩ، ﻓﺈﻥ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻧﻮﺭ، ﻭاﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻇﻠﻤﺔ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﻮﻳﺖ اﻟﻈﻠﻤﺔ اﺯﺩاﺩﺕ ﺣﻴﺮﺗﻪ، ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﺪﻉ ﻭاﻟﻀﻼﻻﺕ ﻭاﻷﻣﻮﺭ اﻟﻤﻬﻠﻜﺔ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ، ﻛﺄﻋﻤﻰ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺗﻘﻮﻯ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ، ﺛﻢ ﺗﻘﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻮ اﻟﻮﺟﻪ، ﻭﺗﺼﻴﺮ ﺳﻮاﺩا ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮاﻩ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ. ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺇﻥ ﻟﻠﺤﺴﻨﺔ ﺿﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻧﻮﺭا ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺯﻕ، ﻭﻗﻮﺓ ﻓﻲ اﻟﺒﺪﻥ، ﻭﻣﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﺨﻠﻖ، ﻭﺇﻥ ﻟﻠﺴﻴﺌﺔ ﺳﻮاﺩا ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻇﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ ﻭاﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻭﻫﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺪﻥ، ﻭﻧﻘﺼﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﺯﻕ، ﻭﺑﻐﻀﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﺨﻠﻖ. ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺗﻮﻫﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﺒﺪﻥ، ﺃﻣﺎ ﻭﻫﻨﻬﺎ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻓﺄﻣﺮ ﻇﺎﻫﺮ، ﺑﻞ ﻻ ﺗﺰاﻝ ﺗﻮﻫﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺰﻳﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ. ﻭﺃﻣﺎ ﻭﻫﻨﻬﺎ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﻮﻱ ﻗﻠﺒﻪ ﻗﻮﻱ ﺑﺪﻧﻪ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻔﺎﺟﺮ ﻓﺈﻧﻪ - ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻱ اﻟﺒﺪﻥ - ﻓﻬﻮ ﺃﺿﻌﻒ ﺷﻲء ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻓﺘﺨﻮﻧﻪ ﻗﻮﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻗﻮﺓ ﺃﺑﺪاﻥ ﻓﺎﺭﺱ ﻭاﻟﺮﻭﻡ، ﻛﻴﻒ ﺧﺎﻧﺘﻬﻢ، ﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻗﻬﺮﻫﻢ ﺃﻫﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﺑﺪاﻧﻬﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ؟ ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺣﺮﻣﺎﻥ اﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺬﻧﺐ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺼﺪ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﻟﻪ، ﻭﻳﻘﻄﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻴﻨﻘﻄﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻃﺮﻳﻖ ﺛﺎﻟﺜﺔ، ﺛﻢ ﺭاﺑﻌﺔ، ﻭﻫﻠﻢ ﺟﺮا، ﻓﻴﻨﻘﻄﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻃﺎﻋﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻛﻞ ﻭاﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻫﺬا ﻛﺮﺟﻞ ﺃﻛﻞ ﺃﻛﻠﺔ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻟﻪ ﻣﺮﺿﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻨﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺃﻛﻼﺕ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ. ﻃﻮﻝ اﻟﻌﻤﺮ ﻭﻗﺼﺮﻩ ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺗﻘﺼﺮ اﻟﻌﻤﺮ ﻭﺗﻤﺤﻖ ﺑﺮﻛﺘﻪ ﻭﻻ ﺑﺪ، ﻓﺈﻥ اﻟﺒﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ، ﻓﺎﻟﻔﺠﻮﺭ ﻳﻘﺼﺮ اﻟﻌﻤﺮ. ﻭﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻊ.
محب الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 PM بتوقيت مسقط


Design By: aLhjer Design
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Translated By Sma-jo.com