| |||||
|
|
آخر 1 مشاركات |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-07-2011, 11:04 PM | #1 |
داعية جديد تاريخ التسجيل: May 2011 المشاركات: 18 | ويل للمستغيث بغير الله عز وجل، وويل، ثم ويل، ثم ويل للمستغاث به ويل للمستغيث بغير الله عز وجل، وويل، ثم ويل، ثم ويل للمستغاث به "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"1 أخطر صور الشركالاستغاثة ودعاء غير الله عز وجل في الشدة والرخاءقد يجتمع في المرء كفر وإيمانالاستغاثة والدعاء لا تحل، لا بملَكٍ مقرب، ولا نبي مرسل، ولا عبد صالحالمراد بقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَالخلاصة الشرك2، وهو أن يتخذ المرء مع الله أو دونه نداً، أو شريكاً يصرف إليه شيء من العبادة، من الأمور التي لا يستطيعها إلا رب الأرباب، وملك الأملاك نحو الدعاء، والاستغاثة، والذبح والنذر وطلب الولد، ونبذ شرع الله عز وجل وما شاكل ذلك هو الذنب الذي لا يغتفر، والجريمة التي لا تمحى قال تعالى: "إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء"3 وقال: "وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ"4 وقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ"5. فتوحيد الله سبحانه وتعالى وإفراده بكل أنواع العبادة هو حق الله على العباد. عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا معاذ بن جبل، أتدري ما حق الله على عباده؟ قلت: الله ورسوله اعلم، قال: حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً. يا معاذ! أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله اعلم، قال: حقهم عليه ألا يعذبهم"6. هذا الحق الذي انفرد به الخالق على المخلوقين، والرب على المربوبين يريد البعض أن يشاركوا فيه الرب وما علموا أن الله عز وجل أغنى الشركاء فمن أشرك معه غيره تركه وشركه كما صح بذلك الخبر. ↑ أخطر صور الشركأخطر صور الشرك على الإطلاق وأكثرها انتشاراً وشيوعاً وسط قطاع كبير من المسلمين اليوم اثنان هما: 1. الدعاء والاستغاثة. 2. اتخاذ الوسائط. وذلك لأن الدعاء هو العبادة، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة"7. واتخاذ الوسائط كان هو سبب شرك المشركين الأوائل كما حكى الله عنهم "مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى"8 لأنهم كانوا يعبدون الله عز وجل بالتقرب إليه والتزلف بهذه الأصنام. كما جاء في قصة الحصين الخزاعي رضي الله عنه قبل إسلامه عند البيهقي وقد سأله الرسول صلى الله عليه وسلم: "كم إلها تعبد في الجاهلية؟ قال: سبعة، واحد في السماء وستة في الأرض" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ↑شبهة ودحضهازعم البعض أن اتخاذ الوسائط ليس من صور الشرك الأكبر وإنما هو بدعة، فهذه مغالطة ولجاج إذ الشرك هو أكبر بدعة، والبدعة تشمل ما هو شرك، وما هو محرم، وما هو دون ذلك. وقد فند شيخ الإسلام، مفتي الأنام هذه الشبهة وبين عوارها في مجموع الفتاوى وغيره فليرجع إلى بسط ذلك عنده من شاء. ومعلوم من دين الله ضرورة أن الحق لا يعرف بالكثرة ولا بالرجال ولكن بالدليل، فكون هذا الزعم قال به نفر من أهل العلم المقتدى بهم لا يدل على أنه الحق وما سواه باطل. هذا بجانب ما في جعل اتخاذ الوسائط بدعة من تهوين شأنها وتقليل من خطرها عند عامة الناس منضافاً إلى تساهلهم في صور الشرك الأكبر بله ظن البعض أن المرء إذا نطق بالشهادتين حصلت له براءة من الشرك والابتداع وإن كان تاركاً للصلاة، مانعاً للزكاة، مقترفاً لكثير من الكبائر وذلك بسبب تفشي الداء العضال والخطر الكـُبـَّار الفكر الإرجائي وسط المسلمين من غير انتساب له لموافقته لرغباتهم ومصادقته لأهوائهم. ↑ الاستغاثة ودعاء غير الله عز وجل في الشدة والرخاءمن العجائب الغرائب أن يكون المشركون الأوائل أعقل من كثير من المنتسبين إلى الإسلام اليوم، حيث كان المشركون الأوائل عند الشدة والبلاء لا يدعون إلا الله وحده ولكن عند الرخاء يدعون ويتوسطون بأصنامهم كما حكى القرآن عنهم: "فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ"9. بل هناك طائفة منهم حتى وهو داخل العبادة نحو الصلاة والحج وغيرهما يستغيثون بغير الله عز وجل كما حكى لنا ذلك بعض من لم نجرب عليهم كذباً. لقد صور ذلك أبو السحح، إمام وخطيب المسجد الحرام في وقته رحمه الله، أبدع تصوير وعقد مقارنة بين الحالين، حال المشركين الأوائل وحال بعض المنتسبين إلى الإسلام اليوم قائلاً10: ولقد أتى في الذكر أن دعاءهـم في الكرب كان لربنا الرحمـن وإذا دنـا فرج وشامـوا برقـه عادوا إلى الكفـران والطغيـان لكـن قومي في الرخاء وضـده يدعـون غير الله بالإحســان يدعون أمواتاً غدوا تحت الثرى ما إن لهم في الورى من شـان والله كـاشف كـل كرب قـادر وسـواه ذو عجز فقيـر فـانٍ ويل للمستغيث بغير الله، وويل، ثم ويل، ثم ويل للمستغاث به روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (ويل للعالم من الأتباع) أو كما قال، وذلك أن الأتباع غالباً: 1. يقلدون العالم في كل ما يقول. 2. يبالغون في تعظيمه وإجلاله حتى يخشى عليه من الرياء والسمعة والكِبْر. 3. ربما ينسبون إليه ما لم يقل، أو يحرفون بعض كلامه، مما يكون سبباً لإشانة سمعته. 4. قد يذب البعض عنه ويدفع بحق أو بباطل. إذا كان هذا بالنسبة للعالم مع أتباعه فكيف يا ترى حال المستغاث به والمستغيثين؟ مع غلبة الجهل عليهم، والتعصب المقيت، والاعتقادات الشركية؟ لا شك أن لكل منهما حظ وافر من الويل. يوضح ذلك المجادلات والمناظرات التي حكاها الله عز وجل عن هذا الصنف الشقي، التعيس، البائس يوم القيامة مع أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، هذا بجانب الوعيد الشديد الذي ورد عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وإليك طرفاً من ذلك: 1. قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ"11. 2. وقال: "يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"12. 3. وقال: "أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ * وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ * إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"13. 4. وقال: " وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"14. 5. وقال: "قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ"15. ↑ قد يجتمع في المرء كفر وإيمانيصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراًيعتقد البعض أن هذا الوعيد قاصر على الكفار فقط أما من نطق بالشهادتين ودخل في الإسلام فإنه لا ينطبق عليه هذا ولو أتى بكل ناقض من نواقض الإسلام التي توصل غليها العلماء بالاستقراء وهذا خطأ فادح، وجهل فاضح لمن صار إليه. وشبيه بهذا قول من يزعم أن الآيات (44 ـ 47) من سورة المائدة "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.....فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" خاصة باليهود والنصارى أما المنتسبون إلى الإسلام فعندهم حصانة من ذلك. فالله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين احد نسب إلا الإيمان والتقوى وإتباع رسله بما جاءوا به. ولهذا قد يجتمع في الشخص الواحد كفر وإيمان والعبرة بالخواتيم. ↑ الاستغاثة والدعاء لا تحل، لا بملَكٍ مقرب، ولا نبي مرسل، ولا عبد صالحلا يحل لعبد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدعو، أو يستغيث بمخلوق من مخلوقات الله عز وجل ولو كان سيد ولد آدم عليه السلام. لا بحي16 غائب ولا ميت في أمر لا يستطيعه إلا الله. أما ما يستطيعه البشر فيجوز أن يطلب منهم نحو الاستنجاد بالشرطة وما شابه ذلك فهذا من باب التعاون على البر والتقوى، فلا ينبغي لأحد أن يخلط بين هذين الأمرين بقصد أو بدون قصد. الدليل على ذلك1. قوله تعالى: "اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ"17. فقد كفروا بزعمهم الباطل أن عيسى عليه السلام ابن الله وبتوسلهم به وبالأحبار والرهبان حيث أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم كما أخبر بذلك الصادق المصدوق. 2. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تتخذوا قبري عيداً"18. 3. وقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد"19. 4. وقال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا"20. 5. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك"21. فالمساجد مكان الذكر والدعاء ولهذا نهى صلى الله عليه وسلم عن الصلاة22 إلى القبور، وطلب الدعاء عندها، وطلب الحاجات من أصحابها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (من استغاث بميت أو غائب من البشر بحيث يدعوه في الشدائد والكربات، ويطلب منه قضاء الحوائج، فيقول: يا سيدي الشيخ فلان! أنا في حسبك وجوارك! أو يقول عند هجوم العدو عليه: يا سيدي فلان! يستوحيه، ويستغيث به، أو يقول ذلك عند مرضه وفقره وغير ذلك من حاجاته، فإن هذا ضال جاهل مشركُ عاص لله باتفاق المسلمين فإنهم متفقون على أن الميت لا يدعى، ولا يطلب منه شيء سواء كان نبياً أو شيخاً أو غير ذلك. ولكن إذا كان حياً حاضراً، وطلب منه ما يقدر عليه من الدعاء ونحو ذلك، جاز، كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون منه في حياته، وكما يطلب منه الخير يوم القيامة. وهذا هو التوسل به والاستغاثة التي جاءت بها الشريعة. إلى أن قال: وقد قال تعالى: "قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ"23 وقال: "قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا"24 وقال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون الملائكة والنبيين كالمسيح وعزير، فقال الله تعالى: "إن هؤلاء عبادي كما أنتم عبادي، يرجون رحمتي، كما ترجون رحمتي، ويتقربون إليَّ كما تتقربون إليَّ ويخافوني كما تخافوني")25. بل بلغت الغفلة ببعض أتباع المشايخ الطرقية أن قال أحدهم مطمئناً أهل دمشق عندما أراد التتار غزوها كما دمروا عاصمة العروبة والإسلام بغداد في ذلك الحين، لا تخافوا ولا تحزنوا فقط عليكم أن تستغيثوا وتلوذوا بقبر أبي عمر26 إذا هجم عليكم التتار: يا خائفين من التتار لوذوا بقبر أبي عمر لوذوا بقبر أبي عمر ينجيكـم من الخطر فقال له العالم البطل المجاهد شيخ الإسلام ابن تيمية: (يا هذا لو كان أبو عمر حياً لما استطاع أن يفعل شيئاً ونحن في هذا الحال من عدم التأهب والاستعداد). ثم شرع رحمه الله هو وأصحابه في تحريض العامة والخاصة على الجهاد والذب عن بلاد الشام بالأخذ بالأسباب المتاحة ثم بالابتهال والتضرع إلى الله عز وجل. فنجى الله الشام من هؤلاء الغزاة بسبب الوقوف في وجههم والاستعداد لقتالهم وكان ابن تيمية وتلاميذه الأوفياء في مقدمة الزحف. مما يجدر التنبيه إليه والتحذير منه عدم الأخذ بزلة العالم مهما كانت مكانته في العلم لأن الله عز وجل لم يتعبدنا بذلك، وأرشدنا سادتنا العلماء أن كلاً يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب الشرع. فما روي عن الإمام أحمد رحمه الله: أنه أجاز التوسل فقط بجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالف لما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان حيث لم يفعل ذلك أحد منهم إذ لو كان هذا مشروعاً لما توانوا في فعله وهم أكثر الخلق علماً ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. أما ما ينسب إليه صلى الله عليه وسلم كذباً وبهتاناً: "إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي" فهو حديث موضوع مختلق لا أصل له27. ↑ المراد بقوله سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ"28الوسيلة التي أمرنا الله أن نبتغيها هي: 1. أن نتوسل إليه بأي اسم من أسمائه الحسنى، أو بأي صفة من صفاته العلا "قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى"29. 2. أن نتوسل إليه بأرجى أعمالنا الصالحة كما توسل إليه أولئك الثلاثة الذين انسد عليهم الغار حيث توسل أحدهم ببره لوالديه، والثاني بعدم ارتكابه لفاحشة الزنا، والثالث برد الحقوق إلى أصحابها. 3. طلب الدعاء من الحي الحاضر. وما سوى ذلك من التوسل فهو شرك أكبر مخرج عن الملة. ↑ الخلاصةأولاً: أن الدعاء والاستغاثة بغير الله عز وجل من مخلوق أخطر صور الشرك الأكبر. ثانياً: إن لم يكن ذلك العمل القبيح من الشرك فليس هناك شرك في الأرض، بل هذا هو دين عباد الأوثان وليس من الشرع الذي جاء به سيد ولد عدنان. ثالثاً: يجب على ولاة الأمر من الحكام والعلماء أن ينصحوا لإخوانهم في هذا الشأن، وألا يجبنوا وينافقوا فإنهم والله عن ذلك لمسؤولون وموقوفون عندما يقوم الناس لرب العالمين. رابعاً: على العلماء ألا يتشاغلوا بنوافل الأمور ويدعوا أسها وأصلها، إذ كل العبادات وأعمال البر قوامها توحيد الله عز وجل. خامساً: ما يشاهد من الأعمال الشركية الوثنية عند الأضرحة، والقباب، والمشاهد في مصر نحو ما يجري عند الضريح المنسوب زوراً وبهتاناً إلى لحسين بن علي رضي الله عنهما إذ رأس الحسين مدفون بالبقيع بمدينة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك العلماء المحققون والمؤرخون الموثوق بدينهم وعلمهم والبدوي، والمرسي، وغيرها، وفي السودان في مقبرة حمد النيل وغيرها من الأضرحة والقباب، وفي باكستان، ونيجيريا، والمغرب العربي وغيرها من ديار الإسلام لا يعلم بخطورته وضرره على الإسلام والمسلمين إلا الله والراسخون في العلم. وكذلك ما يمارس في الحوليات و(الرجبيات) والأعياد وغيرها من المناسبات من الشرك، والمنكرات، وبذل الأموال في الباطل، كل هذا يستوجب على أهل العلم النصح للحكام والعامة والوقوف في وجه ذلك الضلال والباطل كما وقف أسلافهم، لأن كثيراً من هؤلاء قد لا يعلم بخطورة ما يعتقده ويمارسه وما لهذا سبب بعد ما سبق في علم الله إلا سكوت العلماء بل ومنافقتهم واشتراكهم في تلك الحوليات والمناسبات. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. اللهم إنا أطعناك في أحب الأشياء إليك شهادة ألا إله إلا الله، ولم نعصك في أبغض الأشياء إليك، الشرك، فاغفر لنا ما دُون ذلك. اللهم إنا نسألك أن تردنا إليك جميعاً حكاماً، وعلماء، وعامة رداً جميلاً. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء والجاهلون منا. وصلى الله على حامي حمى التوحيد، إمام الموحدين، وسيد الغر المحجلين يوم الدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم من المحسنين واحشرنا في معيتهم يا رحمن يا رحيم. المصدر: موقع الدين النصيحة |
06-07-2011, 11:17 PM | #2 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | رد: ويل للمستغيث بغير الله عز وجل، وويل، ثم ويل، ثم ويل للمستغاث به شكر الله لك ، موضوع في غاية الأهمية ، كيف لا وهو رأس مال المرء به يفلح وبدونه يخسر ، فالتوحيد رأس مال المرء فإلم يأت به خسر الدنيا والآخرة وهذا هو الخسران المبين ... ملاحظة هناك تداخل في بعض الكلمات والحروف حبذا لو تعديلنها ، غفر الله لنا ولك ... |
|
|