| |||||
|
06-01-2016, 11:02 PM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | الشيخ الأحمد يحكي قصة رجل عمره 158 !!! معمّرٌ» لا أنساه! د. عبدالعزيز الأحمد عام ١٤١٣هـ قمت بزيارة لمنطقة جنوب السعودية وبالتحديد لمدينة أبها وضواحيها وكان معي صديقان، هدفنا زيارة بعض الأصدقاء والأحباب هناك، ويتضمن برنامجنا زيارة منطقة «السودة» وهي من المناطق السياحية الجميلة المرتفعة الطيبة بهوائها وخضرتها وضبابها، فأخذنا زادنا لطعام الغداء وبعض المشروبات، ثم توقفنا أثناء الطريق في مكان جميل لكي نتناول الغداء، ونحن جالسون مر بجوارنا رجل كبير السن يتتبع غنيمات معتمدا على عصاه فناديناه ليشاركنا غداءنا.. فاقترب وسلم، وشكرنا وقال لقد انتهيت، وقال لا آكل الرز، إنما غدائي خبز بر مع حليب هذه الماعز، فأنس بنا. تبادلنا أطراف الحديث فكانت المفاجأة.. فقد ظهر عليه آثار السنين وكر الأيام، سألناه عن عمره، فقال: لا اضبطه بالتحديد، لكنني ولدت قبل نهاية القرن الفائت بأكثر من ٤٠ عاما، وأدركت وأنا فتى حكم يحيى الإمام، فحزرنا عمره فبلغ ١٥٨ عاما، سألناه هل حج البيت الحرام، فقال نعم على رأس القرن الماضي قصده ١٣٠٠هـ حججت مرة واحدة على الأقدام، سألناه أين يعيش؟ فقال: في الأودية والشعاب، وأذهب للمدينة أو القرية لصلاة الجمعة يأتيني ابن أخي فأذهب للصلاة ثم أرجع. سألناه عن زواجه وأولاده؟ فأجاب بأنه لم يتزوج وليس له أولاد، وسألناه هل تعلمت الحروف وقرأت القرآن؟ فقال: فات نصف عمري لم اتعلم ولكن قبل ٦٠ عاما أتانا رجل طيب مبارك من نجد يسمى «القرعاوي» شيخ وقاض طيب التعامل حريص على التعليم والقرآن، فكان يجمعنا صغارا وكبارا، يعلمنا الحروف والتوحيد، وقصار سور القرآن، والطهارة، والصلاة، وغيرها، وكان يشجعنا بالهدايا والجوائز، وبسببه حفظت بعض السور، تعجبنا نحن من بركة الشيخ القرعاوي رحمه الله وحسن تعليمه وتربيته، وبقاء أثره، وسألناه عن طعامه فقال: الماء، وحليب الماعز، وخبز البر، والعسل. وسألناه عن برنامجه اليومي، فقال: اقوم لصلاة الفجر وافطر ثم مع الشروق أذهب بغنمي في الشعاب حتى الظهر أقف للصلاة وآكل ما تيسر، ومع العصر أرجع لمكاني، ثم إذا غربت الشمس صليت المغرب، فانتظر العشاء فأصلي وأنام، ثم سألناه مررت الآن بعمر مديد، وقرن ونصف فبم توصينا؟ قال: أوصيكم بثلاثة أمور، أولا: التوحيد فهذا يقربك من ربك وتأنس بقربه وهو سر قبول العمل والفوز بالآخرة. ثانيا: عليك بالصبر فالحياة طبعها المشقة والكدح والصبر دواء مشكلاتها. ثالثا: القناعة فهذا يريح قلبك، ومرجع الحسد والكذب لقلة القناعة بما قسم الله، فالقناعة غنى لا يقدر بمال فهو يحفظ صحة البدن ويجعل قلبك سليما. تعجبنا من كلامه وفهمه وحسن منطقه.. وتنظيم نومه وصحة غذائه، لقد كان على الفطرة.. ينام مع الطيور ويستيقظ معها.. مسلما حنيفا قنوعا صبورا موحدا.. فلذا بارك الله له في عمره وحياته.. |
|
|