| |||||
|
|
المنتديات | موضوع جديد | التعليمـــات | قائمة الأعضاء | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
آخر 1 مشاركات |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
02-07-2018, 11:36 AM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | أوجه الشبه بين الجسد والروح أوجه الشبه بين الجسد والروح الحمد لله رب العالمين وبعد . كثيراً ما يطرأُ على البال وتُحدث به نفسي خواطر عابرة عن أوجه الشبه بين الجسد والروح وكيف أنه كما أن الجسد يحدث له كذا وكذا فكذلك الروح ثم أجد أن تلك الخواطر تحوي استنتاجات جيدة مفيدة وذلك في نواحي كثيرة من حياتنا وها أنا أنثر بين يديك ما يحضرني منها . من ذلك فكما أن الجسد يمرض فكذلك الروح ، كيف ذلك ؟ من المعلوم للجميع والمتفق عليه بين العقلاء أن للجسد حالات تعتريه وإصابات تؤثر فيه ، فالجسد قد يصاب بجُرح جراء ضربة وتلك الضربة قد تسبب له الشلل والإعاقة وقد تسبب له آلام مزمنة أو أن تلك الضربة قد تسبب له آلام عابرة وجروح طفيفة خفيفة تحتاج بعض الوقت لتضمحل ، فكذلك الروح فقد تجد أرواحا مشلولة بأسباب كلمات جارحة قاضية وسلوكيات هادمة أو بسبب ذنوب و أعمال خطيرة جنى بها المرء على نفسه ،وقد يكون الخطبُ أهون من ذلك إذ قد يسمع البعض كلمة جارحة لكنها تزول مع الزمن ولا تبقي أثر أو قد يسمع أخرى تزول مع الزمن لكن أثرها باقٍ ووسمها ظاهر !! ،وبالإجمال نستطيع أن نقول إن الروح المصابة تتأثر بتلك العبارات والسلوكيات والمعاصي والذنوب بمقدار معين يزود هذا المقدار أو يقل وذلك بحسب قوة المؤثر ، فالحذر الحذر من عباراتك وسلوكيات سواءً ما تحدثه لنفسك أو ما تلقيه على الآخرين فإن الروح تتأثر فراقب أفكارك وسلوكياتك وأفعالك فإن لها تأثيرا على الروح ورب كلمة قالت لصاحبها دعني فرب كلمة وقعت في مقتل ورب كلمة جرحت الروح جُرحا غائرا خطيرا ، قال تعالى وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ومن أوجه الشبه بين الجسد والروح وهو وكما أن للجسد حالات يحتاج فيها الإنسان إلى أماكن مخصصة لقضاء تلك السموم فيها بعيداً كل البعد عن الناس ويستحي كل الحياء من الناس ، فكذلك ما يجده المرء في فكره وروحه من أفكار خاطئة وأقوال سامة وأخلاق دانية فلا ينبغي طرحها أمام الناس بل يحرص كل الحرص على تفريغها من قلبه وفكره وروحه ولا يلقيها أمام الناس ويستر على نفسه ولا يؤذي بها أحد ، فإن حاجة الروح لتفريغ تلك الأفكار والأحقاد والاعتقادات الخاطئة أشد من حاجة الجسد لتفريغ تلك السموم !؟ وإن كانت تلك الأفكار والأساليب السيئة كامنة في قلب الإنسان فعلى الأقل إن يكظم نفسه ولا يُفشيها ويلقيها أمام الناس فإن الحياء كله خير ، وليسعى جاهدا لتفريغها من قلبه وفكره فإن خطرها عليه كبير .. ومن أوجه الشبه وهو كما أنك تحافظ على جسدك من الأخطار وتسعى لتقويته لتأنس به إذا كان صحيحا قوياً ، فكذلك الروح لها حق كبير ينبغي عليك أن تحافظ عليها وتقويها وترتقي بها نحو المعالي لتأنس بنفس منشرحة وسعادة غامرة وذلك بطاعة الرحمن بكثرة الأعمال الصالحة من ذكر وقرآن وصلاة والتوبة من العصيان وغيرذلك . وكما أن الجسد يتأثر بالتمارين الرياضية ونوعية الأكل والشرب قوةً وضعفا فكذلك الروح تتأثر بالإملاءات الفكرية وبنوعية قراءتك فهناك أرواح قوية تستطيع التحمل راقية شامخة وهناك أرواح لا تستطيع فالطاعات والعلم سبب للقوة الروحية والفكرية وبالمقابل فإن المعاصي والفراغ سبب للضعف الروحي والخواء الفكري . وبعدُ أترك لك المجال لتقف مع نفسك وتقارن وتتأمل لعلك تجد تشابها بين الجسد والروح فتستفيد منه درساً في حياتك . وصلى الله على نبينا محمد . كتبه / فهد العمرو أبو البراء ahldawa@gmail.com |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|