| |||||
|
|
07-03-2010, 01:05 PM | #1 |
داعية نشيط تاريخ التسجيل: Jun 2010 الدولة: المغرب المشاركات: 37 | الاستفادة من الوقت السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. اخواني في الله, عمر الانسان سنوات وشهور واسابيع و ايام و ساعات ودقائق و ثواني....فما ان يولد الانسان ويصل الى هذا العالم , حتى ينطلق العداد....هذا العداد لا يعرف الكلل او الاستراحة او التوقف....سواء استغل الانسان وقته فى الاعمال الصالحة او ضيعه في الترهات الطالحة. لذلك وجب على الفرد ان يكون شحيحا بوقته , لا يفنيه الا فيما اباحه الله عز وجل, و فيما يعود عليه و على امته بالنفع دنيا واخرى..... وفي فترات العطل والاجازات , تكثر اوقات الفراغ, فيختل النظام اليومي للكثير من الافراد.....لا يدرون ماذا يفعلون لتصريف الاوقات..... ان تباد الاوقات ؟ يقضيها معظم الاطفال في اللعب و المرح و الجري في الطرقات والازقة....او امام التلفاز او اللعب الالكترونية و امام الحاسب...... اما الشباب فيتسكع جزء منهم في الشوارع والاسواق والمقاهي عاملين على قتل الوقت الذي هو بمثابة رأس مال الانسان.... الشباب والفراغ و الجدة مفسدة للشباب اي مفسدة... فالفراغ يدفع الفرد الى الضجر والملل ان لم يعرف كيف يستغله فيما ينفع....والفراغ قد يدفع الفرد الى التجرء على ارتكاب الذنوب و التطلع الى الحرام مع ما يتلو ذلك من الاهات والحسرات والملمات.... الصادون عن سبيل الله يحاولون الهاء واشغال و صد الامة عما يصلح شانها و يرفع قدرها, فتراهم يقيمون المباريات و المهرجنات و السفاسف لصد المسلمين عن سبيل الله....فما ان تنتهي بطولة حتى يلهونهم بأخرى.... ينبغي للميلم ان يدرك ان الترويح والتسلية و الترفيه المباح في الاسلام له حجم معين وله هدف معين و ليس اعتباطيا او فوضويا او عبثيا. فكل المبادئ في الاسلام واضحة منظمة مرتبة جلية. الهدف من التروبح في الاسلام تقوية النفس واعدادها و تحفيزها لتقبل على ما ينفعها من العبادات والاعمال والطاعات , و كذلك اجمام النفس حتى لا تكل من الاشغال ومؤانسة الاهل و الابناء. و من اولى ما انفقت فيه الاعمار, و اشتغلت فيه الافهام , و استثمرت فيه الاصباح و الامسيات و تلذذت به اولوا النهى و الابصار كتاب الله عز وجل. فالعناية بكتاب الله تعلما و قراءة و تجويدا و تفسيرا و حفظا و عملا و تعليما من اعظم القربات. لذا ادعو نفسي و اخواني الى الاقبال على كتاب الله , و ان نبذل مجهودا مشكورا لنكون من اهل الله وخاصته ومن الذين يقال لهم "اقرأ وارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا".... اللهم اجعلنا من حفاظ كتابك ومن المقبلين على حبه والعناية به و من العاملين بأحكامه و من المقيمين لحدوده و من الداعين اليهم. اللهم امين. __________________ ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار. تلاوة كريمة للشيخ سعد الغامدي لسورة "فصلت" http://www.tvquran.com/Al-Ghamdi_3.htm قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)) ;فسيلة) أي نخلة صغيرة، أخي, أختي, لا تجعل (ي) الانترنت يلهيك او يشغلك عن ذكر الله و أداء الفرائض التعديل الأخير تم بواسطة محمد العلمي ; 07-03-2010 الساعة 01:21 PM |
07-03-2010, 07:06 PM | #2 |
داعية مميز تاريخ التسجيل: Jun 2010 الدولة: الحمد لله المشاركات: 423 | رد: الاستفادة من الوقت نفع الله بك .. ورزقنا الله وإياك إغتنام الأوقات .. |
07-13-2010, 07:48 PM | #3 |
داعية نشيط تاريخ التسجيل: Jun 2010 الدولة: المغرب المشاركات: 37 | رد: الاستفادة من الوقت __________________ ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار. تلاوة كريمة للشيخ سعد الغامدي لسورة "فصلت" http://www.tvquran.com/Al-Ghamdi_3.htm قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)) ;فسيلة) أي نخلة صغيرة، أخي, أختي, لا تجعل (ي) الانترنت يلهيك او يشغلك عن ذكر الله و أداء الفرائض |
07-14-2010, 10:58 AM | #4 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | رد: الاستفادة من الوقت أحسنت أخي الكريم ، فالوقت ثمين ، لا بد من استغلاله فيما ينفع ، والعجيب تجد مقولة عند البعض دعونا نعمل كذا وكذا ، نضيع الوقت !! وهذا عجيب فالمسلم ليس عنده شيء اسمه تضييع وقت ، نعم ساعة وساعة ، والإنسان لابد أن يرفه عنه نفسه قليل فيما أباحه الله عز وجل بنية أنه سيعود نشيطا في أنواع الطاعات ، كالدعوة إلى الله ، وجميع العبادات من ذكر وصلاة وصيام وحج وما إلى ذلك ... قال الشيخ وليد السعيدان حفظه الله في رسالته تحقيق قواعد النية : القاعدة الثانية العادات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات أقول :- اعلم رحمك الله تعالى أن المتقرر في باب العبادات أن مبناه على الوقف ، فلا يجوز التعبد بشيء إلا وعليه دليل وأما باب العادات فاعلم أن المتقرر فيه أن مبناه على الحل والإباحة إلا بدليل ، فكل ما اعتاده أهل بلدٍ فإنه على الإباحة إلا الأعراف التي خالفت النص الشرعي فالواجب تركها ، فالعادات داخلة في دائرة الإباحة وأنت تعلم أن المباح في ذاته لا يثاب العبد على فعله ولا يعاقب على تركه ، والإنسان في حياته غالباً يتقلب بين عبادة أو عادة ، أي أن العبد إما أن يكون في عبادة وإما أن يكون في عادة ، ومن المعلوم أن الوقت الذي نقطعه في مزاولة العادات أكثر بكثير من الأوقات التي نقطعها في مزاولة العبادة ، وهذا في غالب الناس ، ومن المعلوم أن العبد مسئول يوم القيامة عن عمره وأوقاته ، فالعمر والوقت أمانة قد استرعاك الله عليهما وسوف يسألك عن كل دقيقة من هذا العمر وفي الحديث ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله مما اكتسبه وفيما انفقه ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . فكان الذي ينبغي لمن نصح لنفسه أن لا تمر عليه لحظة إلا وهو في عبادة ، ولكن لا شك أن النفس ستمل إذا كان العبد في ذكرٍ دائم أو صلاة دائمة أو صدقة دائمة أو مجلس علم دائم وهذا مستحيل أصلاً ولا يستطيعه أحد ، لكن لو حقق العبد هذه القاعدة لصارت أوقاته كلها عبادة ، ولما مرت عليه لحظة إلا وهي في ميزان حسناته ولا كلفه في تحقيقها أبداً وإنما يطلب من العبد فقط أن يتعود عليها وأن يربي نفسه دائماً عليها وأن يتعاون هو وأسرته ، أو يتعاون هو ورفقته على تحقيقها وتذكير النفس بها دائماً وعليه أن يستعين بالله تعالى على تحقيق هذه القاعدة حتى يكون في عبادة دائماً وهذا يحتاج إلى همة وعزيمة ، فما عليك إلا أن تستشعر جانب التعبد قبل مزاولة هذه العادة وفي أثناء مزاولتها ، فإذا فعلت ذلك فإنها تنقلب من كونها عادة إلى كونها عبادة ، لأن العادات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات ، فكل عادة نويت بها خيراً فإنها تكون عبادة ، فكل ما يقصده العباد من الأفعال أو التروك إذا تحققت فيه النية الحسنة فإنه يكون قربة وطاعة ، كما أنه مع النية السيئة يكون معصية وذنباً ، وهذه القاعدة يستدل عليها بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته ( إنما الأعمال بالنيات ) فالأعمال لفظ دخلت عليه الألف واللام وقد تقرر في الأصول أن الألف واللام الاستغراقية إذا دخلت على الجمع والمفرد أفادته العموم فيدخل تحت ذلك كل ما يسمى عملاً والمباحات والعادات نوع من الأعمال فتدخل تحت هذا العهموم ، فالمباح إذا صاحبه النية الصالحة فإنه يكون عبادة يثاب عليه العبد وإذا صاحبه نية سيئة فإنه يكون إثماً يعاقب عليه العبد ، وهذه القاعدة فرع عن القاعدة قبلها ، وإذا لم تتضح القاعدة إلى الآن فدونك هذه الفروع حتى تتضح فأقول :- منها :- الأكل والشرب ، الأصل أنه عادة ونحن نقتطع في مزاولته وقتاً من اليوم ، فكيف يكون عبادة ؟ الجواب يكون عبادة بتحقيق هذه القاعدة ، وهو أنك قبل أن تضع يدك في الطعام وقبل أن ترفع الشراب إلى فيك استشعر أنك تريد التقوي بهذا الأكل والشرب على طاعة الله تعالى ، وذلك لأن البدن لا يقوى على مزاولة العبادة إلا بالطعام والشراب ، فانو هذه النية الحسنة الصالحة وتأدب بآداب الطعام والشراب الواردة في الشريعة كالبدء بالتسمية والأكل باليمين والأكل مما يليك والتثليث بين الطعام والشراب والنفس ونحو ذلك فإنك إذا فعلت ذلك بهذه النية فإن هذا الوقت الذي اقتطعته في الأكل والشرب يكون عبادة وقربة تثاب عليها ، بل إن كل حركة تتحركها على هذا الطعام والشراب تكون في ميزان حسناتك يوم القيامة فإنزال اليد لأخذ اللقمة ورفعها وإدخالها للفم ومضغها وهضمها كل ذلك يكون في ميزانك عند الله تعالى لأن النية الصالحة جعلت العادة عبادة ، فبالله عليك من الذي يعجز عن هذا ، إنه استشعار بسيط وعمل يسير ليس فيه أدنى كلفة ، يقلب لك العادة فتكون عبادة ، ولكن الشيطان حريص كل الحرص على تغفيل القلب عن هذه النية الطيبة ، لأنه يسعى السعي الحثيث على حرمان العباد من هذه الفضائل التي تكون سبباً لسعادتهم في الدنيا والآخرة ، فاحرص أنت على قهر عدوك وإرغام أنفه بتطبيق ذلك وتعويد نفسك عليه ، وإنه في بداية الأمر سيكون فيه شيء من النسيان ، لكن سرعان ما يزول ذلك بتذكير النفس به دائماً ، وما أجمل أن نذكر آداب الطعام تعليماً وتذكيراً قبل البدء فيه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لعمر بن أبي سلمة لما رأى يده تطيش في الطعام ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) وقال للذي رآه يأكل بشماله ( كل بيمينك ) ولما أرادت الجارية والأعرابي أن يأكلا بلا تسمية أمسك أيديهما وأمرهما بالتسمية ، وغير ذلك فتذكير الحاضرين بآداب الطعام منهج شرعي وهو من الأمر بالمعروف ، ومن التعاون على البر والتقوى ومن التناصح ، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة ) وإن الغفلة عن مثل هذه الآداب وإن لم يكن فيه عقوبة إذا لم يكن الأدب واجباً إلا أنه يحرم الإنسان خيراً " كبيراً " وأجراً كثيراً عظيماً والمؤمن العاقل يعلم أنه سيحتاج في يوم إلى أدنى عمل من أعمال البر ليزيد في حسناته ويثقل به ميزانه ، فلا ينبغي الاستخفاف بذلك ، والمقصود أن أكله وشربه ارتفع من كونه عادة إلى كونه عبادة بالنية الصالحة لأن العادات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات والله أعلم . ومنها : - التنـزه في البراري والحدائق العامة ونحو ذلك ، الأصل أنه عادة ومباح ما لم يفضي بالعبد إلى شيء من المحرمات ، وكثير من الناس يقطع فيه وقتاً كبيراً فكيف يجعله العبد في ميزان حسناته ؟ الجواب : يكون ذلك عبادة بتحقيق هذه القاعدة وهو أن يقصد العبد بهذا العمل نية حسنة صالحة كإراحة النفس وتفريغ شحنات الهم منها حتى إذا أقبلت على العبادة تقبل بقبول الارتباطات ، فإن النفوس تتعب من الأعمال وكثرة الارتباطات ، ولابد لها من أوقات تعطى فيه شيئاً من لذتها المباحة حتى تستعد لما سيأتي من الأعمال ، وهذا يحسه غالب الناس ، وأنا واحد منهم ، فاني بعد كثرة الكتابة وطول الجلوس في المكتبة أحب أن أبحث عن مجلس يكون فيه شيء من الدعابة المباحة حتى يكون ذلك عوناً على ما سيأتي من الأشغال فإذا رجعت إلى مكتبي فإذا الصدر منشرح للإطلاع والكتابة ، ولكن لو قصرت النفس على الجلوس في المكتبة بلا تخلل مثل هذه المجالس لأدى بي ذلك إلى الانقطاع وأعرف عدداً من أهل العلم يخصصون يوماً في الشهر يخرجون فيه مع بعض الطلبة ليروحوا عن أنفسهم قليلاً ، بل أعرف بعضهم يأمر الطلبة بعدم اصطحاب شيء من الكتب ، وهذا هو المنهج السليم ، وديننا ليس فيه تعقيد ولا إملال ولا إثقال ولا آصار ولا أغلال بل هو دين الوسطية والاعتدال ، فلا تأخذ نفسك بالجد دائماً ولا تفتح لها أبواب اللهو دائماً وتكون من البطالين الذين لاهم لهم إلا إشباع رغباتهم وشهوات نفوسهم ، بل لابد من مزج بين الأمرين ، من الجد والراحة ، فإذا كنت في وقت الراحة فانو به إراحة النفس لتتقوى على طاعة الله تعالى ، والقاعدة الشرعية تقول : ( الشريعة مبناها على العدل والوسطية فلا إفراط ولا تفريط ) وعلى ذلك حديث ( ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) وحديث ( ليصل أحدكم نشاطه فإذا عجز أو فتر رقد ) وحديث ( عليكم من الأعمال بما تطيقون فو الله لايمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه ) وحديث (ولكن ياحنظلة ساعة وساعة ) أي ساعة تأخذ فيها بالجد وساعة تأخذ فيها راحة تجم فيها النفس لتستعين بهذه الساعة على الساعة الأولى ، والنفس هكذا فطرت وهكذا خلقت ، وإلا فبودنا أن تكون نفوسنا في الجد دائماً لا تفتر لكن هذا تكليف لها بما ليس هو من فطرتها ولا من طبيعتها فإذا كان لابد من أوقات للفسحة والراحة والانبساط وملاقاة الإخوان والخروج معهم للبرية ونحو ذلك ، فلماذا يضيع هذا الوقت مع أنني مسؤول عنه ؟ بل لابد أن يكون في موازين حسناتي ولا يكون هذا الوقت كذلك إلا بالنية الحسنة الصالحة فإنك إذا نويت فيه نية صالحة ترقى من كونه عادة مباحة إلى كونه قربة وثواباً وطاعة لأن العادات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات والله أعلم 0 ومنها : النوم ، فإن الأصل فيه أنه عادة مباحة لا يثاب عليها العبد ولا يعاقب ، ويأخذ العبد فيه وقتاً طويلاً ، فكيف يكون عبادة ؟ والجواب : يكون النوم عبادة إذا نوى به العبد خيراً ، كأن ينوي به التقوي على طاعة ربه جل وعلا ، فإن البدن يفقد قواه لو لم يعد نشاطه بالنوم ، ولذلك فإن من يطول سهره يحس غالباً بأنه ليس قادراً على شيء بل ولربما اضطرب عليه تفكيره فيرى الأشياء على غير ما هي عليه ، ولذلك فلا بد من النوم ، بل هو ضرورة من ضروريات البدن ولا يمكن الاستغناء عنه البتة ، فبما أنه لا بد منه ، وربما أننا نقطع فيه وقتاً كبيراً ، فلا ينبغي أن يضيع هكذا بلا فائدة ، بل لا بد أن يستفاد من هذا الوقت ، ولا يكون ذلك إلا باستشعار التعبد لله تعالى بهذه النومة واحتساب الأجر فيها عند الله عز وجل ، مع الحرص التام على التأدب بآداب النوم الشرعية ، كالوضوء قبله وقول الذكر الوارد والنوم على الجانب الأيمن ، فإذا فعل العبد هذه الأشياء مع اقتران النية الصالحة فإن نومه ينقلب من كونه عادة إلى كونه عبادة ، لأن العادات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات . والله أعلم . ومنها :- الذهاب إلى الوظيفة ، فإن الأصل أنه عادة ، أي مباح لا يثاب عليه العبد ولا يعاقب وأنت تعلم أننا نقتطع فيها وقتاً كبيراً ، فعلى العاقل أن يجعل هذا الوقت في ميزان حسناته ولا يكون ذلك إلا إذا نوى النية الصالحة الحسنة وذلك بأن ينوي التعبد لله تعالى بهذه الوظيفة بأن يكسب منها حلالاً يكف وجهه عن الناس ويكون عوناً له على أداء واجباته نحو من يعول من الزوجة والأولاد ، وأن ينوي التيسير على الناس بهذه الوظيفة من تخليص أعمالهم والنصيحة لهم فيها ، وإذا كان معلماً فينوي نشر الخير ، وتعليم السنة وتفقيه الناس في دينهم ، وإعانة الطلبة على مصالح أنفسهم ونحو ذلك من النيات الحسنة الصالحة ، فإنه إذا نوى ذلك كان ذهابه وتحريك دابته وبقاؤه في مكان وظيفته وعودته منها وما يصيبه فيها من الهم والنصب كل ذلك يصب في ميزان حسناته وهي - أي النية المطلوبة - إنما هي مجرد استشعار يقوم بعقله وقلبه ولا تحتاج إلى نطق ولا وضوء ولا أي شيء وإنما هي عمل قلبي بسيط لا يحتاج إلى أي كلفة ، ولكن الناس يغفلون عن ذلك بسبب الشيطان أعاذنا الله وإياكم منه ، ومما يشغل الناس عن هذه النية أيضاً امتلاء القلب بهم الوظيفة واستصعاب واستثقال القيام من النوم ، فيأتي أحدنا إلى وظيفته وكأنه يجر إلى حتفه ولكن بما أنها صارت من لوازم حياتنا ونحن ذاهبون إليها لا محالة فلا بد من أن يكون هذا الوقت لنا ولا يمكن أن يكون لنا إلا بالنية الصالحة لأن العادات تكون عبادات بالنيات الصالحات . والله ربنا أعلى وأعلم . ومنها :- جماع الرجل لأهله ، فإنه عادة ومباح ، إلا أنه إذا نوى إعفاف نفسه بهذا الوطء عن الوقوع أو التطلع للحرام ونوى إعفاف زوجته ، أو نوى التسبب في إخراج ذرية يعبدون الله تعالى في الأرض ، فأي نية من هذه تحققت ، فإن جماعه هذا يكون في ميزانه يوم القيامة ، لأنه يرتقي بهذه النية إلى العبادة والقربة ، لأن العادات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات ، وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( وفي بضع أحدكم صدقة ) فقالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال ( أرأيت إن وضعها في حرام أكان يكون عليه وزر ؟ قالوا : بلى ، قال : فكذلك إن وضعها في حلال يكون له فيها أجر ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا بد من الحرص على ذلك مع التأدب بالآداب الشرعية الواردة في ذلك كالبدء بالذكر ونحو ذلك ، فانظر كيف هذه النعمة العظيمة ، أن يأتي أحدنا شهوته ويتلذذ بالمباح ومع ذلك يكون له فيها أجر إذا نوى بها النية الحسنة ، فالحمد لله على هذه النعم العظيمة والآلاء الجسيمة والله تعالى أعلى وأعلم . ومنها :- اجتماع الأقارب السنوي ، أو اجتماعهم الشهري أو اجتماعهم في الأفراح والولائم الصغيرة بالأسباب العارضة ، هو عادة من جملة العادات ، وأنا خبير بأننا هنا في نجد نتكلف فيه الشيء الكثير في إعداده والترتيب له وغير ذلك ، فالأوقات التي تقطع فيه ومن أجله كبيرة في غالب الأحيان ، فكيف يكون ذلك في موازين حسناتنا ؟ والجواب : يكون ذلك في ميزان حسناتنا إذا نوينا به النية الطيبة الصالحة ، ومن هذه النية أن تنوي بث روح الألفة والإخاء والمحبة والمودة بين الأقارب ، وزيارة بعضهم لبعض وأن يتعرف بعضهم على بعض وأن تتعرف على أحوالهم لتعين محتاجهم وتغيث ملهوفهم وتيسر على معسرهم ، وغير ذلك من النيات الحسنة الصالحة ، فإذا نويت ذلك أو نحوه فإن جميع ما أنفقته من جهد أو مال ، كل ذلك في ميزانك يوم القيامة ، لأن هذه الأشياء وإن كانت مباحة وعادة إلا أنها تكون عبادة باقترانها بالنية الصالحة ، لأن المتقرر أن العادات تكون عبادات بالنيات الصالحات ، والله تعالى أعلى وأعلم . ومنها :- شراء الأشياء المباحة من السيارة والثياب والمسكن وأنواع الأطعمة والأشربة وأنواع الأثاث والأمتعة ونحو ذلك ، فإنها وإن كانت مباحة إلا أنه إذا اقترنت بها النية الصالحة الحسنة فإنها تنقلب من كونها مباحة إلى كونها عبادة ، فيؤجر على شرائها ويكون شراؤها في ميزان حسناته يوم القيامة ، لكن بهذه النية الصالحة ، وذلك لأن العادات تكون عبادات بالنيات الصالحات والله تعالى أعلى وأعلم . ومنها :- لبس الساعة فإنه عادة مباحة لكن إن نوى العبد بشرائها ضبط وقت العبادة وأن تكون سبباً لحفظ مواعيده التي أبرمها ، وأن تكون عوناً له على ترتيب وقته ونحو ذلك من النيات الطيبة الصالحة ، فإنها تكون بهذه النية قربة وطاعة ، لأن العادات تكون عبادات بالنيات الصالحات والله أعلم ، فهذه بعض الفروع المخرجة على هذا الأصل ، وخلاصته أن يقال :- أن العادة إذا فعلت بالنية الحسنة صارت قربة وطاعة وإذا فعلت بالنية السيئة صارت إثماً وحراماً والله أعلم . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|