| |||||
|
|
المنتديات | موضوع جديد | التعليمـــات | قائمة الأعضاء | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
آخر 1 مشاركات |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-22-2010, 10:14 PM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | هل أثبت المبتدعة رؤية الله تعالى ؟ وبماذا احتجوا وكيف الجواب عن استدلالتهم؟ هل أثبت المبتدعة رؤية الله تعالى ؟ وبماذا احتجوا وكيف الجواب عن استدلالتهم؟ ج/ بالطبع لم يثبتوها بل حرفوها إلى رؤية الثواب والجزاء والنعيم فقط ، وهذا كعادتهم قبحهم الله تعالى فيما لا يتوافق مع عقولهم الرديئة وأفهامهم المنتنة ويا ليت الأمر وقف على الإنكار والتحريف فقط بل استدلوا على نفيهم هذا بأدلة من القرآن فقالوا : قال تعالى لموسى عليه السلام ( قَالَ لَنْ تَرَانِي ) (لأعراف: من الآية143) ولن هذه تفيد التأبيد عندهم فهذا نفي للرؤية على وجه الإطلاق ، كذا قالوا ، فقال أهل السنة : لنا على استدلالكم هذا عدة أجوبة : الأول : أن ( لن ) لا تفيد النفي المؤبد حتى وإن قرنت بلفظ الأبد ، بدليل قوله تعالى عن اليهود ( فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) (الجمعة7:6) ومع ذلك فإنهم يتمنونه في الآخرة إذا دخلوا النار كما في قوله تعالى ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) (الزخرف:77) وخلاصة هذا الوجه هو أن نفي الرؤية في ذلك الوقت لا يلزم منه انتفائه مطلقاً وإنما هذا شيء قاله بعض صناديد المعتزلة ولذلك قال ابن مالك : ( ومن يرى النفي بـ ( لن ) مؤبدا فقوله أردد وسواه فاعضدا ) الثاني : أن الله تعالى قال ( لَنْ تَرَانِي ) ولم يقل : إني لا أرى أولست بمرئي ، أو لا تجوز رؤيتي ، والفرق بين الجوابين ظاهر ، بل قال ( لَنْ تَرَانِي ) ففي ذلك دليل على أنه يرى ولكن موسى عليه السلام لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار لضعف قوى البشر عن رؤيته . الثالث : أن الله تعالى بين السبب في عدم رؤيته وهو عدم تحمل النفس ذلك بدليل أنه تعالى لما تجلى للجبل حصل للجبل ما حصل من الإندكاك فأعلمه الله تعالى بذلك أن الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت للتجلي في هذه الدار فكيف بالبشر الذي خلق من ضعف ؟ فهذا دليل على أن المانع ضعف القوى البشرية عن رؤيته ولذلك فإن هذه القوى تضاعف في الجنة حتى يتمكن أهلها من رؤيته كما ثبتت بذلك الأدلة . الرابع : أنه لو كانت رؤيته تعالى محال لما كان كليم الله تعالى يتكلف السؤال عنها لأنه أعلم الناس بربه في زمانه فلا يتصور منه أن يسأل ما لا نجوز على الله تعالى فلما سألها موسى علم بذلك أنها مما يمكن ولكن ثمة مانع وهو الضعف البشري ، فلا يمكن أن يكون هؤلاء المتهوكون الحمقى أشد تنزيهاً وأعلم بالله من كليمه ورسوله الكريم . الخامس : أنه تعالى تجلى للجبل ، فإذا جاز أن يتجلى للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب فكيف يمتنع أن يتجلى لرسله وأوليائه في دار كرامته ؟ لكن الله تعالى أعلم موسى بأن الرؤية الآن لا تمكن . السادس : سلمنا جدلاً أن هذه الآية فيها شيء من النقاش فلا تعدو بذلك أن تكون من المتشابه وقد تقرر في الأصول أن المتشابه يرد إلى المحكم والأدلة المثبتة للرؤية من الكتاب والسنة كثيرة وتأيدت بالإجماع القطعي الذي يكفر من خالفه ، فإذا قدروا على الدخول على هذه الآية فهل بالله عليك يقدرون على كل الأدلة المثبتة للرؤية ؟ بالطبع لا إلا مع العناد والاستكبار ، وهذا التسليم جدلي ، وإلا فالآية من المحكم كما سبق في الأجوبة والله تعالى أعلى وأعلم . وقالوا أيضاً : قال تعالى ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ) (الأنعام: من الآية103) فهذا نفي للإدراك الذي هو الرؤية ، كذا قالوا ، فقال أهل السنة : إن المنفي في هذه الآية ليس الرؤية وإنما هو الإدراك أمر يعقب الرؤية فهي تفيد أنه يرى ولكنه لا يدرك رؤية كما أنه يعلم ولكن لا يحاط به علماً ، فكل إدراك رؤية وليس كل رؤية إدراكاً ، أولا ترى إلى قوله تعالى ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) (الشعراء:61) فاثبت الرؤية ونفى الإدراك ، فالإدراك أمر زائد على الرؤية ، ففي الحقيقة أن هذه الآية دليل لنا لا لهم ، لأنه لما نفى الإدراك علمنا أن هناك رؤية إذ لو لم يكن هناك رؤية أصلاً لما نفى الإدراك ، وأضرب لك مثالاً : أنت ترى المساء لكن هل تدركها كلها ؟ الجواب لا ، فعندك رؤية بلا إدراك ، ومثال آخر : أنت ترى الأرض لكن هل تدركها كلها ؟ الجواب لا فعندك رؤية بلا إدراك ، فالله تعالى وله المثل الأعلى يرى ولكن لا يدرك وذلك لكمال كبره وعظمته وعزته جل وعلا ، فالمعتزلة فهموا أن معنى الإدراك هو الرؤية وهذا خطأ وضلال بل الإدراك هو الإحاطة , فلا حجة لأحدٍ في مخالفة ما ثبت به النص والله أعلم . قاله وليد السعيدان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|