07-02-2010, 05:06 PM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | ( ألا أخبركم بشر الشهداء ؟! الذين يشهدون قبل أن يستشهدوا وهم ابن كثير وعزاه للصحيحين قال الألباني رحمه الله : لاأصل بهذا اللفظ وقد وهم الحافظ ابن كثير وهماً فاحشاً في آخر تفسير سورة "البقرة" ؛ فذكر أنه "في الصحيحين" ! وقد يتبادر إلى ذهن القارىء أنه اشتبه عليه بحديث زيد بن خالد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :"ألا أخبركم بخير الشهداء ؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها" . أخرجه مالك ومسلم وغيرهما ! أقول : لا ؛ فإن الحافظ ابن كثير نفسه ذكره من حديث زيد قبل هذا ؛ ثم ذكر طرفاً من حديث آخر فيه قوله : "ثم يأتي قوم تسبق أيمانهم شهادتهم ، وتسبق شهادتهم أيمانهم" . وفي رواية : "ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون" .وهذه الرواية عند الشيخين من حديث عمران بن حصين ، وهو مخرج في "الصحيحة" (1840) .وأخرجه الترمذي وغيره نحوه ، وهو مخرج فيها (برقم 699) .والحديث الذي قبله : هو من حديث ابن مسعود ، وهو مخرج فيها أيضاً برقم (700) .والذي يغلب على الظن : أن ابن كثير رواه بالمعنى ، وأقرب الألفاظ إليه حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ : "خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم - والله أعلم ؛ أذكر الثالث أم لا ، قال - ثم يخلف قوم يحبون السمانة ، يشهدون قبل أن يستشهدوا" . أخرجه مسلم (7/ 185) . وأحسن ما جمع بين هذه الأحاديث وحديث زيد بن خالد : أن المراد به : من عنده شهادة لإنسان بحق لا يعلم بها صاحبها ، فيأتي إليه ، فيخبره بها ، أو يموت صاحبها العالم بها ، ويخلف ورثة ، ويختلف الورثة ، فيأتي الشاهد إليهم ، أو إلى من يتحدث عنهم ؛ فيعلمهم بذلك ؛ أفاده الحافظ في "الفتح" (5/ 198) . ومن شاء الاطلاع على سائر الأقوال ؛ فليرجع إليه . |
| |