ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل
 

العودة   ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل > المنتدى للتصفح فقط ولا يوجد تسجيل أو مشاركات سوى الإدارة .. لمراسلتنا على بريدنا ahldawa@gmail.com > قسم يخص الداعيات إلى الله ، والدور النسائية
المنتديات موضوع جديد التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

آخر 1 مشاركات دعواتكم لإخوانكم في فلسطين وفي كل مكان ممن اُعتدي عليهم ودعواتكم لكل مسلم متضرر في شتى بقاع الأرض (الكاتـب : - )      
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-13-2010, 07:26 AM   #1
داعية جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 19
Lightbulb @@@@بدون عنوان@@@@


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فليس يخفى على أحد عظم المنزلة التي كانت تحظى بها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في حياتها , سواء كان ذلك في مجتمعها , أو عند زوجها أشرف البشر صلى الله عليه وسلم , وقد كانت رضي الله عنها سيدة شريفة كريمة حكيمة نبيلة , حتى إذا فارقت هذه الدنيا حزن عليها النبي صلى الله عليه وسلم غاية الحزن , حتى سمي العام الذي ماتت فيه عام الحزن , وذلك لماوجده النبي صلى الله عليه وسلم بفراقها , ولما كانت عليه من النصرة له , والقيام بواجبه , وخدمة دعوته , وحماية ظهره , ودعمه بما يحتاجه في سبيل تبليغ رسالته , وقد حفظ لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كله , فعلاوة على حزنه الشديد عليها , فقد كان يرعى حقها بعد موتها , ويُكرم لكرامتها صديقاتها , ويذكر ما أعدَّه الله لها من الكرامة والنزل في الآخرة .
وقد كان لخديجة رضي الله عنها أربع بنات , وهُنَّ بنات النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي لم يولد له غيرهن , ومن أكثرهنَّ شُهرة فاطمة رضي الله عنها زوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وهي سيدة نساء الجنة , وأسرع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لحاقاً به بعد موته , وقد ورد في فضلها , وعظيم منزلتها , ما يجل عن الحصروالعدِّ , ولست هنا لتعداد مناقب خديجة وذريتها رضي الله عنهم , ولكني أذكر ذلك باختصار للتدليل على عظم الجناية التي أُلحِقت بتلك المرأة العظيمة , ولبيان التضادِّ بين الموقفين من تلك الشخصية النبيلة العفيفة , فموقف النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها في حياتها وبعد مماتها كان موقفاً تشريفيّاً , يتناسب مع ما قدَّمته من خدمات وتضحيات , ومن صورذلك الموقف التشريفي ما يأتي :
جاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ) .
وجاء فيه أيضاً عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال : اللهم هالة , قالت : فغرت , فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش , حمراء الشدقين , هلكت في الدهر , قد أبدلك الله خيرا منها ) , وقد رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها : ( والله ما أبدلني الله خيراً منها ) وهي رواية ليست في الصحيح .
وجاء فيه أيضاً عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة , وما رأيتها , ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها , وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة , فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! , فيقول : إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد ) .
وفيه أيضاً عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة , من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها , قالت : وتزوجني بعدها بثلاث سنين , وأمره ربه عز وجل أو جبريل عليه السلام أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب ) وفي رواية في البخاري ( وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن ) , وجاء في رواية عند الطبرانيعن عائشة رضي الله عنها وكان إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناءٍ عليها واستغفارٍ لها ) .
وفي الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما غرت على أحد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة , وما بي أن أكون أدركتها , وما ذاك إلا لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها , وإن كان ليذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة فيهديها لهن ) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب صحيح , .
وفي صحيح الإمام مسلم رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة , وإني لم أدركها , قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة , قالت : فأغضبته يوما , فقلت : خديجة ! , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني قد رزقت حبها ) .
وبوَّب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه : بابٌ : ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون ) ثم أورد فيه حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال : سمعت عليا رضي الله عنه يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة ) .
هذه بعض صور التشريف النبوي , والوفاء النبيل , لتلك الطاهرة العفيفة , التي كان لها أعظم البصمات في تأريخ الإسلام , وهذا التشريف ليس بغريب على القدوة العظمى , والمثل الأسمى , الذي أمرنا الله تعالى بالتأسي به , وسلوك منهجه وسبيله .
مما يزيد في فضل خديجة وشرفها , أنها الأم لبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم العفيفات , وقد أحسنت تربيتهن , مما جعلهن مضرب المثل في الحياء والعفة , وحسن التبعُّل , وصدق الوفاء , وسيرتهن شاهدة على ذلك , بيد أني أقتنص من تلك الشواهد العطرة أنموذجاً واحداً , أرى أن في إيراده أعظم دليل لقطع الطريق على المفتونين , وهذا الأنموذج يتلخص في :
1 – قولها رضي الله عنها , فقد روى غير واحد " أن فاطمة بنت الرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا أسماء إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء , أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها ( أي بعد موتها ) , فقلت : ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟, فدعت بجرائد رطب فحنتها , ثم طرحت عليها ثوبا , فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله , فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي , ولا يدخل علي أحد ".
2 - فعلها رضي الله عنها , فقد جاء في الإصابة قال ابن حجر رحمه الله : " وأخرج بن سعد وأحمد بن حنبل من حديث أم رافع قال : مرضت فاطمة , فلما كان اليوم الذي توفيت , قالت لي : يا أمة اسكبي لي غسلا , فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل , ثم لبست ثيابًا لها جددا , ثم قالت : اجعلي فراشي وسط البيت , فاضطجعت عليه , واستقبلت القبلة , وقالت : يا أمة أني مقبوضة الساعة , وقد اغتسلت , فلا يكشفن لي أحد كنفا , فماتت , فجاء علي فأخبرته , فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك " .
أقول : إذا كان هذا حياء فاطمة وخوفها رضي الله عنها من أن تتكشَّف , أو يوضع عليها ثياب تصفها بعد موتها , فما الظن بها في حياتها ؟ , وعلى يَدِ من تلقَّت هذا الحياء والاحتشام ؟ .
لقد كانت فاطمة رضي الله عنها امتداداً لسيرة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها العطرة , وكانت تحكي واقع أمِّها بكل صوره وتفاصيله , وترسم طريقاً لكل مؤمنة ترى في خديجة العفيفة أمَّاً لها وقدوة , ولتكشف أن كل من حاد عن هذه الجادة فخديجة وذريتها ومن تبعها أبرياء منه ومما يصنع .
مامضي يحكي بعض ما كانت عليه خديجة رضي الله عنها من مكانة , وموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم التشريفي منها , فدعونا ننتقل إلى الموقف الآخر , لنرى كيف عُوملت خديجة رضي الله عنها , من قبل عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز , وهي معاملة شوَّهت بقصد أو بغير قصد ذلك الاسم اللامع في تأريخ أمتنا وتراثها , حيث تبنت عادلة الإشراف على مركز يحمل اسم تلك المرأة العظيمة , ولكنه بكل تأكيد لايحمل الصورة الحقيقية لحكاية واقعها , وماكانت عليه رضوان الله عليها من حياء وتضحية ونصرة لهذا الدين , ومعلوم أن نصرة الدين , أو الالتزام بتعاليمه لايُغني عنه , بل ولا يكفي لإثباته , ترداد تلك العبارة المخادعة " مع الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف " , أو " بما لايخالف تعاليم ديننا وقيمنا " , لأن هذه الشعارات المخادعة أضحت مستهلكة , بل حتى الكافر أدرك أنها تسويقية أكثر من كونها حقيقية , ولعل حكاية الأسماك المذبوحة على الطريقة الإسلامية ليست عن أذهاننا ببعيدة .
إن تسمية مركز عادلة باسم السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها , أم المؤمنين , وحبيبة سيد المرسلين , لهو من التشويه الفاضح , والانتقاص الواضح , لمقام أمِّنا , وسادات أمَّتنا , وذلك لأن ماعليه واقع حال ذلك المركز , يختلف جذرياً عمًّا عليه واقع أمِّنا , إلا أن تكون خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قد بدَّلت حالها قبل أن تموت , أو عهدت بكتاب ضمَّنته وصية لعادلة وأخواتها أنها قد تحوَّلت إلى إسلام عصري , على وفق متطلبات الأنظمة العالمية , والمواثيق الدولية , إسلام تختلط فيه المرأة بالرجل , وتستمع فيه إلى أصوات الغناء , ويحتفي فيه بالكافرات , وتتهم فيه الصحابيات بالتقصير وعدم المطالبة بالحقوق , ويقال فيه على الله بغير علم , وتنسب فيه أحكام الشريعة للتقاليد , ويسخر فيه من المحرم , وتوصف فيه القوامة بأنها تدخُّل في الحريات , وتكريس لسلطة الرجل , ويعلن فيه وزير العمل بجرأة سافرة أن العمل على توظيف المرأة لن يقف إلا عند حدِّ التحام أجسادالرجال بالنساء , بعد أن كان خير ماللمرأة ألا ترى الرجال ولايرونها , ويجلس فيه مدَّعي العمل والمعرفة , ومن أوكلت له مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , بقلة حياء متناهية , وصفاقة وجهة لاحدود لها , بجوار امرأة عارية الساقين , وغيرذلك من الممارسات التي لاتخفى باركتها مها فتيحي , وتزامنت مع دعوتها للنساء بالاقتداء بالسيدة خديجة رضي الله عنها , وأن تجعل من صفاتها نبراساً لها في كافة مناحي حياتها , وذلك للتأكيد على أن ما يُمارس في مركز عادلة المسمى زوراً بمركز خديجة بنت خويلد ليس فيه مايخالف صفات تلك السيدة العظيمة , وهذا وربي من أعظم الجناية والفرية , وهو من التشويه والتزوير .
نعم وبكل وضوح , إن هذا المركز بما رأينا من نتاجه , وقرأنا من أخباره , وطالعنا من ثماره , لايجوز أن تدنس به مكانة أمنا خديجة رضي الله عنها , بل هو حقيق بأن يسمى بـ " مركز خداج " , أو مركز " الخُرَّاج " وذلك لمشابهته له في النتن والأذى , ووالله إن تلك المسميات هي الأليق به , والأقرب لواقعه وحاله , فهو لايحكي واقع خديجة رضي الله عنها , ولايمثل دور وتطلعات المرأة المسلمة في هذه البلاد , وكون عادلة على رأس هرمه , أو كونه شارك فيه بعض الوزراء , أو كونه استضيف فيه مدير فرع هيئات منطقة مكة , كل ذلك لايمنحه صفة الرسمية , ولايعطيه طابع التمثيل للمجتمع , بل إنني أقول : إن كلًّ هؤلاء نشاز في مجتمعنا , وإن طقطقت بهم البغال , وهملجت بهم البراذين , وطبَّل لهم الإعلام , وفاخر بهم جنود الشيطان من الصحفيين وغيرهم , فإننا سبق وأن ذكرنا مراراً أن إعلامنا مختطف بيد زمرة لاترى إلا رأياً واحداً , ولاتنطق بلسان الحق , ولا بما تتطلع إليه المجتمعات .
لقد بات من الواضح جداً أن شعارات " الحرية " و " الحقوق " و " المساواة " و " العدل " و " التنمية " و " المشاركة " و غيرها من الشعارات البراقة , لايراد منها مدلولها الحقيقي , وأن عبارات الموافقة للشريعة والقيم وغيرها , لايراد منها سوى ذر الرماد في العيون , وأن حقيقة تلك الشعارات مناقض لكثير من تعاليم الإسلام وقيمه , ومصادم لقيم وعادات وأخلاق المجتمع , ولعل ما ظهر للناس من صور وتصريحات , وما تتناقله وسائل الإعلام من أخبار عن مؤامرة على المرأة في عفتها ودينها , عبر تلك الملتقيات المشبوهة , أو من خلال الزيارات المتبادلة بين وفود منتقاة من فتيات المسلمين , ممن غُرر بهنَّ , أو ممن غررن بغيرهن , وتصوير ذلك على أنه موقف المجتمع كله , ورغبة النساء كلهن , وهذا كذب , بل هي رغبة النشاز من فتيات المسلمين , أو ممن غرر بهن , وخدعن بوعود كاذبة , وأمنيات زائلة زائفة .
أقول : لعل فيما شاهده الناس , أو سمعوه , أو قرأوه , من صور يندى لها جبين المسلم الحر الغيور , يثبت أن الحرية التي يُنادى بها بيننا , ويزعم بعض المفتونين أنه يسعى لتحقيقها , ومنحها للمرأة كأحد حقوقها , ليست إلا للتحرر من الحجاب والحياء والمحرم , وهي حرية لاتتعدى الاختلاط , ومقابلة الرجال , أو التشبه بهم , كفعل تلك التافهة النشاز , التي لبست مشلح الرجال , وأتت بكل بجاحة وقلة حياء لتقابل وزير الإعلام , مخالفة بذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تشبه أحد الجنسين بالآخر , بل ولعنه لمن فعل ذلك , ثم هم يزعمون أن ذلك من الاقتداء , ومن الحرية , ومما لايتعارض مع شريعتنا السمحة .
إن الحرية في نظرهم أن تخرج المرأة من قوامة الرجل وعصمته , فتسافر لوحدها , وتخلو بمن أرادت بلامحرم , وذلك لأن في المحرم تقييداً لحريتها , وتخويناً لها واتهاماً , وهو من التمييز الذي لاتقره المواثيق الدولية حسب تعبيرهم .
إن المتأمل في حال كثير ممن بدأت تحركاتهم تطفو على السطح , وصارت لهم أنشطة محمومة , وسعي واضح في إخراج المرأة ومشاركتها , وإقامة الملتقيات المتعددة هنا وهناك لمناقشة قضاياها , يجدهم يشتركون غالباً في مواقفهم السلبية من مناشط الخير والفضيلة , وممن لم يُعرف لهم سابقة في عمل الخير يمكن أن تشفع لهم , أو تُدلل على صدق نواياهم .
وكذلك فمما يلحظه المتأمل في واقعهم , وواقع مايدعون إليه , أنهم لايطالبون ببقاء المرأة بعيدة عن الرجال , بل جلُّ مطالباتهم لإخراجها من بيتها , ولتعريضها لمخالفة أمر ربها , وإذا كان الله قد خاطب نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالقرار في البيوت , مع ماهُنَّ عليه من العفاف والحشمة , وهو خطاب عام لنساء المؤمنين , فغيرهن أولى بالخطاب وأحرى , ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه : " إنما النساء عورة ، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس ، فيستشرفها الشيطان ، فيقول : إنك لا تمرين برجل إلا أعجبتِهِ ، وإن المرأة لتلبس ثيابها ، فيُقال : أين تريدين ؟ فتقول : أعود مريضًا ، أو أشهد جنازة ، أو أصلي في مسجد ، وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها " . رواه الطبراني في الكبير وقال الهيثمي في المجمع : رجاله ثقات ، وقال المنذري : إسناده حسن ووافقه الألباني , وجاء عند عبد الرزاق رحمه الله , قال : حدثنا الثوري عن أبيه عن أبي عمرو الشيباني , قال : ( جاء رجل فقال : كان يقال : صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في دارها ، فقال له أبو عمر : ولم تطول ؟ سمعت رب هذه الدار ( يعني ابن مسعود ) يحلف فيبلغ في اليمين ، ما مصلى لامرأة خير من بيتها إلا في حج أو عمرة ، إلا امرأة قد يئست من البعولة فهي في منقليها ، قيل : ما منقليها ؟ قال أبوبكر : امرأة عجوز قد تقارب خطوها ) .
إنك لاتجد لهن , ولا لمن يقف خلفهن , ممن هو من محارمهن , أو ممن يديرهن من وراء الكواليس , أي دعوة لعمل ينفع المرأة , ولا لمشروع يحفظ كرامة المرأة , وما يخرج منهم في ظاهره شيء من ذلك , فإن وراءه من الفتنة والفساد أضعاف أضعاف ما يزعمون أنه يتحاشونه ويدفعونه , ولو تأملت دعوتهم لعمل المرأة كاشيرة , واستنكارهم على فتوى اللجنة المحرمة لذلك , ونظرت في أسباب سعيهم المعلنة , وجدتهم يبررون ذلك بمثل أن في ذلك إعفافاً للمرأة عن المسألة , وتخفيفاً للبطالة في النساء , ولكون بعض الأسر بحاجة إلى رافد مادي , وأن ممانعة هذا المشروع تعرض الفتاة للفتنة والفساد , ولعل مها فتيحي بمساعدة زوجها وزير العمل , ومباركة عادلة وغيرها , ممن لاينفكُ من ترداد تلك المبررات والأسباب , ونحن سنتنزَّل لهم ونُصدِّقهم في قولهم , ولكن تعالوا بنا لنسألهم عن بطالة الشباب , ولماذا تعادل وزارة العمل الفتاة في بعض الفرص بخمسة شباب , بمعنى أن صاحب العمل يمكن له أن يكتفي بفتاة واحدة بدل توظيف خمسة شباب أو أربعة أو ثلاثة ؟ , أليس في هذا من حرمان الأسر , وزيادة بطالة الشباب , مع أن في الشباب من يقدر على هذا العمل وضِعفِه بمفرده , ولكنها المغالطة , وهي ما يمنح أصحاب العمل فرصة للتحايل والتلاعب , فهم حين لايجدون فرصة للهروب من ضرورة السعودة بنسبة معينة , يُهربون إلى توظيف الفتيات ليضمنوا قلة العدد وتوفير المال , لأنه بموجب هذه المعادلة يستطيع أن يجعل بدل الثلاثة واحدة , فإن كان مفروضاً عليه تعيين خمسين شاباً , صار بمقدوره التوفير بتعيين نصف أو ثلث هذا العدد من الفتيات , وهذا من الظلم للشباب , ولو كان القصد مساعدة الأسر كما يزعمون لكان في تعيين أكبر عدد من الشباب مايسهم في المساعدة بشكل أكبر , وقل مثل ذلك في محلات تأنيث المحلات النسائية , وكيف أوهموا الناس بأن القصد من ذلك المحافظة على خصوصية المرأة , وعدم تعريضها للابتذال , في حين تنتفخ أوداجهم حنقاً , وتحمرُّ وجوههم غيظاً , ويستهجنون كل طرح للمطالبة بمستشفيات نسائية معزولة , أو مستوصفات خاصة , أو جامعات تطبيقية منعزلة , أو غير ذلك مما حاجة المرأة إليه , ومساسه بالحياء والحشمة والمشاعر أعظم من شراء الملابس الداخلية , بل إن أولئك المخادعين الذين يزعمون الحرص على عدم ابتذال المرأة وخدش الحياء والعفة , هم من يبارك أعمال الفن , وقنوات العهر , وهم أكثر متابعيها , ولايكاد يخلو بيت لأحدهم منها , وهذا ما يقطع الشك بأنهم يخفون وراء مثل تلك المطالب شرَّاً مستطيراً .
وللحديث بقية أستكملها بحول الله قريباً
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين .
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقاوارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبومالك
1 / 1 / 1432هـ
الداعية الى التوحيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 AM بتوقيت مسقط


Design By: aLhjer Design
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Translated By Sma-jo.com