| |||||
|
|
آخر 1 مشاركات |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-18-2011, 04:43 PM | #1 |
داعية نشيط تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 105 | قراءة في كتاب حركة التشيع في الخليج العربي ... دراسة ميدانية تحليلية بدأ ظهور الفرق والمذاهب في الأمة مع أواخر عصر الخلفاء الراشدين المهدين؛ وذلك تصديقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي «افترقت اليهود على إحـدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة»؛ فجاءت الخوارج كأول تلك الفرق ثم تلتها الشيعة، ومن ثَم توالى ظهور بقية الفرق بعد ذلك. وكان لهذه الفرق آثارها في تفريق الأمة وتشتيتها، وإدخال العقائد الفاسدة عليها، وكان من أشد تلك الفرق تأثيرًا على الأمة فرقة "الشيعة"، ولقد مرت هذه الفرقة بمراحل مختلفة عبر تاريخ الإسلام قوة وضعفًا؛ انتشارًا وتقلصًا. وفي السنوات الأخيرة قويت حركة التشيع، وأصبحت واضحة مؤثرة من خلال مشاريعها السياسية والعسكرية والدعوية التي تستهدف العالم الإسلامي عمومًا والخليج العربي على وجه الخصوص، فكانت حركة التشيع ـ دعوة ودولة ـ بعد اعتبارها إحدى القوى في المنطقة التي لها تأثير واضح في أحداثها، وكذا سعيها المستميت المنظم لبسط نفوذها المذهبي والسياسي في العالم الإسلامي والعربي، مستغلة فرصة القصور في الكتابات التي تناولت الموضوع -حيث اقتصرت على الجانب المذهبي والعقدي فقط- فعملت على توسيع قاعدتها في كل مكان. ولمِا مضى من أسباب رأى المركز العربي للدراسات الإنسانية أن يُخرِجَ للنور كتابًا قيمًا في هذا الباب؛ خاصة وأنه رسالة سَجَلَ بها مُؤلِفها الدكتوراه في جامعة أم درمان بالسودان، فزادها توثيقًا علميًا ومنهجيًا، ومما زاد الحاجة إلى مثل هذا الكتاب أنه لم يسبق تسجيل بحث في الجامعات السعودية أو الخليجية لدراسة هذا الموضوع أو حتى أحد فروعه.. وهنا تبرز أهمية بحث «حركة التشيع الرافضية في الخليج العربي .. دراسة ميدانية تحليلية» لمؤلفه الدكتور: عبدالعزيز بن أحمد البداح. والمتأمل في الكتاب وفصوله يجد أن الباحث رمى إلى تحقيق جملة من الأهداف والغايات، من أهمها: دراسة حركة التشيع في الخليج ببيان أحوالها السياسية والفكرية والدينية والعلمية والاجتماعية، وكشف حركة التشيع في الخليج ببيان أهدافها التي تسعى إليها، ووسائلها وسماتها وأسباب نجاحها، ودراسة التحول المذهبي سواء أكان للمذهب السني أو الشيعي، وأسباب هذا التحول ودوافعه، مع تبين أسباب قوة حركة التشيع في الخليج والعوامل التي تقف خلفها ونفوذها في دُوله، ثم عمل المؤلف على بيان السبل والطرق الممكنة لمواجهة حركة التشيع في الخليج، وكيفية الحد من نفوذها وتمددها. وينتظم الكتاب في مقدمةٍ وتمهيدٍ وستةِ فصول وخاتمة. بيّن المؤلف في مقدمة كتابه أسباب اختيار الموضوع، وأهدافه، ومنهجه، وأدواته، والدراسات السابقة، والصعوبات التي واجهته في جمع المادة العلمية وتنظيم الدراسات الميدانية وغيرها، مختتماً بخطة البحث. وفصل في التمهيد أصول التشيع؛ مُعرِفًا للشيعة في اللغة والاصطلاح؛ قبل البدء في بيان أصولها ومبادئها التي تقوم عليها، مؤكدًا على أن المراد هنا؛ هو عرض أصول الشيعة الإمامية الاثنا عشرية فحسب، متمثلة في الإمامة أو الولاية كأصل أول، فلهذه الإمامة منزلة عالية عند الشيعة، لدرجة أنها الركن الخامس من أركان الإسلام كما أورد ذلك الكليني -وهو من علماء الشيعة الإمامية- في كتابه أصول الكافي؛ فعن أبي جعفر قال: (بني الإسلام على خمس: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية). واستكمل الباحث ذكر الأصول للشيعة الإمامية، فأورد العصمة كأصل ثانٍ، فهي تعتقد عصمة أئمتهم، وهي من الصفات الضرورية المهمة، بل من شرائط الإمامة أن يكون معصومًا كالنبي من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن، كما أنها محل إجماع عند الشيعة الإمامية بلا خلاف. وتعتبر التقية هي الأصل الثالث من تلك الأصول والثوابت لديهم، خاصة وهم يعتقدونها كشعار لهم، دفعًا للضرر عنهم وعن أتباعهم، وأما الأصل الرابع فذكر الباحث الغيبة واعتقادهم في غيبة الإمام محمد بن الحسن العسكري وهي مستمرة إلى أن يأذن الله له بالفرج والخروج. واختتم تلك الأصول والعقائد بالبداء، وهو أن الله تعالى يظهر له ما لم يظهر له من قبل، فيجوّزون على الله تعالى الجهل والنسيان، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا. إذن فقد أحسن الباحث في تبيين الأصول الستة لعقيدة الشيعة، وهي: الإمامة، والعصمة، والغيبة، والرجعة والبداء، والتقية، وهي أصول يجب الإيمان بها عندهم، ومن لم يؤمن بها كان كافرًا كما نطقت بذلك كتبهم ومراجعهم. وفي القسم الثاني من التمهيد ناقش الباحث تاريخ الشيعة في الخليج العربي، مؤرخاً لوجود تلك الحركة وأن وجودها يعتبر قديمًا، فقد اختلف المؤرخون في تاريخ بدايتهم في البحرين، فمنهم من ذكر أنه منذ القرن الثالث كابن كثير وغيره، ويرى آخرون أن التشيع في البحرين بدأ مع بواكير العهد الإسلامي ـ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ـ، وذكر المؤلف اختلاف الباحثين في تحديد أصول الشيعة المقيمين في الخليج، وأنها على أقوال كثيرة. ولم يتوقف الكتاب في تمهيده عند الأصول والتاريخ للشيعة فحسب؛ وإنما حدد المدارس الحركية (الشيعية) في الخليج، وأكد على أنها ترجع لمدرستين حركيتين أساسيتين، هما: حزب الدعوة، والتيار الشيرازي، ومنشؤهما في العراق. كما توجد في الخليج بعض التيارات الشيعية الأخرى، وهي تختلف قوة وضعفًا، منها: التيار السيستاني، والخامنئي، والفضلي، والإحقاقي، ولمن المهم الإشارة إلى أن هذه التيارات كلها تتفق في الأصول الستة السابقة؛ لكن الاختلاف بينها في الأساليب وطرق الاجتهاد. الفصل الأول: أهداف حركة التشيع: وتحت هذا العنوان كان الفصل الأول في كتاب حركة التشيع في الخليج العربي، متضمنًا لخمسة مباحث: ويظهر المبحث الأول الجهود التي بُذلت –ولا تزال تبذل- لنشر المذهب الشيعي في أوساط المجتمع، مُجمعًا إياها في عشرة سبل رئيسة وهي مواقع الإنترنت، واستغلال القنوات الفضائية، والنشاط الدءوب في صفوف الوافدين، ودعوة العمالة الواقعة تحت مسئولية الشيعة، وتوزيع الكتب والأشرطة، والنشاط المستميت في صفوف طلاب الجامعة، ودعوة الأجانب إلى احتفالات عاشوراء، وتوزيع الطعام على أهل السنة في المناسبات الشيعية، وتنظيم رحلات العمرة، وأخيرًا دعوة طلاب المدارس. وفي المبحث الثاني يتحدث الكتاب عن الاستيلاء على الحكم، والتحكم في البلد المستهدف؛ حيث تستهدف حركة التشيع في الخليج الاستيلاء على الحكم، ولقد أورد الباحث في هذا الشأن دلائل وشواهد جلية مقسمة حسب الدولة، فذكر دلائل من السعودية، والبحرين، والكويت. مؤكدًا على أن استهداف الحركة للاستيلاء على الحكم جاء موافقًا لعقيدة الشيعة في عدم شرعية الحكومات القائمة، واعتبارها حكومات كافرة ووجوب الخروج عليها. وتناول الكتاب في المبحث الثالث إثارة الفوضى والاضطراب في المجتمع الخليجي، ذاكرًا أيضًا شواهد ودلائل وبراهين على ذلك في السعودية، وفي البحرين، وفي الكويت، وهو ما أكدته العينة المستخدمة؛ فلقد أكدت أن 66.7 من أفراد العينة يرون أن حركة التشيع تهدف إلى إثارة الفوضى والاضطراب في المجتمع، في حين لم يعارض سوى 15.4 من أفراد العينة، واختار 17.9 الحياد. مفَصَّلا في المبحث الرابع عملية استهداف أهل السنة، ذاكرًا أن من أهم أهداف حركة التشيع هو استهداف أهل السنة، مستشهدًا بنماذج ووقائع وأحداث وكتابات للحركة في دول الخليج. ومن الجدير بالذكر أن استهداف أهل السنة يعود إلى عقيدة الشيعة القائمة على استحلال دم السني وماله وعرضه والتي يرسخها علماء الشيعة، وهو ما يظهر في كلام مراجعهم وكتبهم، وهو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى؛ أن من أصول الرافضة قتل المؤمن والمعاهد لأن في قلوبهم من الغل والغيظ على كبار المسلمين وصغارهم وصالحيهم وغير صالحيهم ما ليس في قلب أحد. وناقش الكاتب في المبحث الخامس ترسيخ النفوذ الإيراني في المنطقة، مُظهرًا التهديد الواضح الذي تشكله إيران على الأمن القومي العربي، وأنها ستبقى مصدر تهديد رئيس بحكم أن الصراع العربي الإيراني له من المقومات التاريخية والسياسية والقومية ما يجعله صراعًا مفتوحًا ومتجددًا؛ لا سيما أنه وصل في إحدى مراحله إلى حد المواجهة المتمثلة في الحرب العراقية الإيرانية. وفي خلال هذا المبحث أكد الباحث أن حركة التشيع في الخليج إنما هي أداة في يد النظام الإيراني يحركها كيف يشاء بما يخدم تطلعاته وأطماعه في المنطقة، وذلك من خلال عدد من الوقائع والحوادث ذكرها. ولعله كان مناسبًا في ختام هذا المبحث الإشارة إلى قضية مهمة تتعلق بترسيخ النفوذ الإيراني في المنطقة، وهي التساهل مع الهجرات التي قام بها الإيرانيون إلى الخليج، خاصة للإمارات وقطر والبحرين والكويت، وقيامهم بالاستقرار فيها، وقيام الحكومات بمنحهم الجنسية؛ إذ إن استيطان الإيرانيين في الخليج ساعد على ترسيخ النفوذ الإيراني فيها. الفصل الثاني: وسائل وأساليب حركة التشيع: وكان هذا هو عنوان الفصل الثاني من الكتاب، والذي اشتمل على ثمانية مباحث أولها: التغلغل في مفاصل الدولة واستغلال المواقف والأحداث، وهو ما أشارت إليه الخطة الخمسينية السرية لآيات قم، التي ترى وجوب ترغيب الشباب الشيعة بالعمل في الوظائف الحكومية والخاصة، والانخراط خاصة في السلك العسكري؛ لأن ذلك سيمكنهم أن يحتلوا كبرى الوظائف المدنية والعسكرية في الدولة، مما يحقق أهداف الخطة وغاياتها. ولذلك يجد الباحث أن حركة التشيع في الخليج قد امتدت إلى كثير من القطاعات والجهات الحكومية والخاصة، بل إنها سيطرت على بعض القطاعات سيطرة تامة، نتيجة تقريب بعضهم البعض وإقصاء أهل السنة. ومن الأساليب التي تتخذها حركة التشيع للتغلغل في مفاصل دول الخليج؛ إقامة علاقات مع بعض ذوي القوة والنفوذ والمسئولين في دوائر القرار الأمني والسياسي بوسائل مشروعة وغير مشروعة!! ولمن الظاهر أن من تلك الأساليب أيضاً؛ استغلال المواقف والأحداث لتحقيق أغراضها التي تسعى إليها، حيث ساق الكاتب جملة من الشواهد التي تؤكد ذلك في السعودية، والبحرين. وقد بيّن المبحث الثاني قدرة وتنفيذ حركة التشيع في الخليج على الاتصال بالمنظمات الخارجية والسفارات الأجنبية لممارسة الضغط على الحكومة الخليجية لتحقيق مطالبها، ففي السعودية مثلاً لجأت الحركة للاتصال بالمنظمات الحقوقية والدول الأجنبية لتمارس نوعًا من الضغط على الحكومة، وهو ليس جديدًا عليهم. وفي السنوات الأخيرة كانت حركة التشيع على علاقة دائمة بالمنظمات الخارجية كهيئة الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة هيومن رايتس واتش، والبرلمان الأوروبي، تمدها بالمعلومات والتقارير عن أوضاع الشيعة في البحرين، وتدعوها لممارسة الضغوط السياسية على الحكومة البحرينية. كما أكد في المبحث الثالث على أن حركة التشيع تعمل على الشحن العاطفي والنفسي لتجييش أتباعها، وتسخير أدواتها، لتطويعهم لتنفيذ مخططاتها، ومن يتأمل الخطاب الشيعي يجده قائمًا على العاطفة وتغييب العقل، ويظهر هذا من خلال واقعة استشهاد الحسين؛ حيث يتم تمثيل تلك الواقعة وتصويرها عمليًّا في يوم عاشوراء من كل سنة، ومن خلال أشعار الحزن والندب التي تردد بأصـوات حزينة، مع حث النــاس على البكاء والصياح، ولبس السواد. كما يظهر أيضًا من خلال استغلال الأطفال، فلقد عملت حركة التشيع على الشحن العاطفي للأطفال والصغار، وذلك من خلال المجلات، والقصص، والأفلام المصورة، بالإضافة إلى أن هذا الشحن يظهر في خطبة الجمعة، والأناشيد. يتناقل الشيعة الشعور بالاضطهاد والظلم من واقعة قتل الحسين؛ فيرون أنه قتل ظلمًا وبغيًا.. وأن شيعته على مر التاريخ يعانون الظلم والاضطهاد.. هذا الظلم الذي لن ينتهي إلا بخروج صاحب الزمان، وهو ما أظهره الباحث في المبحث الرابع. إن الظهور بمظهر المضطهد المظلوم يحقق لحركة التشيع أهدافًا مهمة، أولها: ابتزاز السلطة في دول الخليج؛ لتحقيق أكبر قدر من المطالب. ثانيها: جريًا على قانون: (خذ وطالب). ثالثها: للاستعانة بالمنظمات الحقوقية الدولية. وربط الكاتب بين "الظهور بمظهر المضطهد المظلوم" وبين أسلوب آخر؛ وهو الوقوف في موقف الهجوم دائمًا، فأنت ترى دائمًا حركة التشيع ممثلة في رموزها تصدر البيانات وتُسيِّر المظاهرات.. لمهاجمة مواقف أو رموز خصومها من الحكومات والجهات السُنيّة، مما جعلها دائمًا في موقف القوي المتحكم في الموقف. وعمل الباحث في مبحثه الخامس على إبراز سعي حركة التشيع إلى بسط نفوذها في المجتمع، بأن تتحول إلى أكثرية، وذلك بالتشجيع على التكاثر وزيادة النسل. ولذا يشجع المجتمع الشيعي أفراده على الزواج والتعدد من خلال تقديم المساعدات للمتزوجين، وإقامة حفلات الزواج الجماعي، وتخفيض المهور، ويظهر أن المقصد من ذلك هو الرغبة في زيادة الإنجاب والتكاثر لذا فإننا نجد أن البيوت والقرى الشيعية مكتظة بالأفراد. كما أشار الكتاب إلى حرص الحركة على ادعاء زيادة نسبتها السكانية لأهداف سياسية. ففي البحرين تدعي حركة التشيع أنهم يشكلون 70% من عدد السكان، في حين أن السنة 30%، وفي السعوديـة تدعي حـركة التشيـع أنهم يشكلون ما نسبته 25% من عدد السكان!! في حين أن كثيرًا من الباحثين يرون أنهم لا يشكلون في محافظة الأحساء وهي أحد مناطق تركزهم سوى 25%. وفي المبحث السادس ذكر الكتاب أن حركة التشيع في الخليج تعمل على التوسع في بناء المساجد والحسينيات، وذلك لأهداف سياسية وأمنية ودينية..وزاد من التأكيد لذلك زيارة الباحث نفسه لعددٍ من هذه المآتم، ومقابلة القائمين عليها فوجد أن لها نشاطات قوية في الجوانب الثقافية والاجتماعية والدينية. ولقد ظهر أن الحسينية تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: الأول: هدف ديني: ويتمثل في ربط المجتمع الشيعي بالمذهب، وثانيها: هدف سياسي: ويتمثل في ترسيخ الوجود الشيعي في البلاد، ولعل هذا سر الإكثار من بناء الحسينيات والتمدد في إيجادها، أما ثالث تلك الأهداف فهو: هدف أمني: ويتمثل في التعمية على الجهات الأمنية. ويتصل بالحسينيات والمآتم ما يسمى "بالمواكب الحسينية"، وهو ما يقيمه الشيعة في عاشوراء، مؤكدًا على أن ما يقوم به الشيعة في أيام عاشوراء من مواكب ومسرحيات ولطميات... ليست عبادات محضة، وإنما هي أعمال ذات أهداف سياسية كما صرح رموزهم ومراجعهم؛ إذ تعتبر من أهم أساليب الحركة في الخليج لنشر التشيع بين طوائف البلاد والعباد، ففي البحرين مثلاً؛ أكدت الجمعيات الشيعية في مهرجان تكريم أعضاء هيئة الاتحاد الوطني على الوحدة الوطنية ونبذ التمييز الطائفي. وعليه -كما نادى الباحث في الفصل السابع- فإنه لا ينبغي لعاقلٍ أن ينخدع بما يرفعه رموز حركة التشيع من شعارات الوحدة الوطنية والتقريب بين المذاهب... فكلها شعارات فرضتها المرحلة الحالية التي قضت بمهادنة الحكومات في الخليج لتحقيق أكبر قدر من المكاسب مع بقاء شعلة الثورة متقدة في النفوس حتى يأتي موعد انفجارها لتحرق من صدّقها أو انخدع بها. وعلل الباحث في المبحث الثامن كثرة الحجيج والعمار والزوار من الشيعة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك باستغلال الحركة لموسم الحج والعمرة لتحقيق أغراضها والوصول إلى أهدافها، وهناك ما عرف ببعثة الحج الإيرانية؛ حيث تقوم تلك البعثة في المدينة المنورة ومكة المكرمة بجهودٍ كبيرة لنشر التشيع بين صفوف الحجاج والمعتمرين، والتأليب على الحكومة السعودية. وامتاز الكتاب بإيراد قراءة تحليلية لكل مبحث على حدة في نهايته، يذكر فيها تلخيص المبحث في صورة نقاط، حيث إنك لو قرأتها استطعت أن تقف على ما أراده المؤلف من مبحثه في سهولة ويسر. الفصل الثالث: سمات حركة التشيع: وبعد أن سرد الكاتب السبل الكاملة التي تستخدمها حركة التشيع في نشر عقيدتهم ومذهبهم، شرع الباحث في تبيين سمات تلك الحركة في فصله الثالث من هذا الكتاب القيم؛ وذلك في اثني عشر مبحثًا. ناقش في المبحث الأول قوة التنظيم والتخطيط مستدلاً ببراهين عدة من أهمها: تكرار محاولات الانقلاب والتدمير، وقدرتها على تحريك الشارع الشيعي، ويعتبر الإعداد الدقيق للمناسبات الدينية وغيرها كدليل أكيد هو الآخر على قوة تنظيمهم، وبعدهم عن الارتجالية. ويناقش الكاتب في المبحث الثاني: عملية التكافل بين أطياف الحركة، وخاصة اتسامها بمساندة بعضهم بعضاً، وأورد مجموعة من الدلائل والبراهين على ذلك؛ منها مثلاً: الاحتجاج على الاعتقالات، واستقبال المفرج عنهم والمبعدين، وشهود جنائز الرموز، مما يُبرز التكافل عند حركة التشيع بشكله الواضح. وفي مبحثه الثالث ذكر المؤلف أن من سمات حركة التشيع "انحراف التديّن" لـدى أتباعـها، ويعتبر تضييع الجمع والجماعات أهم هذه البراهين؛ فصلاة الجمعة لا تُقام في كل المساجد وإنما في بعضها، وأحيانا يجري تعطيلها، والجماعات لا مكان لها في كثير من مساجدهم، حتى إنك تدخل المسجد في صلاة الفجر فلا تجد غير المؤذن يصلي وحده ثم ينصرف. ومن تلك البراهين أيضاً هجر القرآن الكريم فلا توجد حلقات لتعليم القرآن الكريم في مساجد الشيعة، ولا مراكز لتدريسه، ولا تقام مسابقات للتشجيع على ذلك، ولا يوجد عندهم من يتقن علم التجويد. أما في المبحث الرابع فذكر الكاتب أهم صفات الحركة وسماتها "الإقصاء" للمخالف؛ مشيرًا إلى عدد من الأدلة التي ساقها كتكفير المخالف مثلاً، بل وأكثر من ذلك..وهو التعبد بلعن هذا المخالف، فضلاً عن كونهم أصلاً لا يعترفون بوجود المخالف؛ فهم يعتبرونهم دخلاء ومحتلين. ومن السمات التي أوردها الكتاب في هذا الفصل كمبحث خامس لحركة التشبع هو "التجني" الذي يبدو واضحًا في منشوراتها وكتبها التي تصدر عنها، مُدعية أنها تعاني الظلم والتمييز والتهميش، رغم أن الواقع يدل دلالة صريحة على أن الشيعة في الخليج ينعمون بحرية لا ينعم أهل السنة بمثلها أحيانًا، ودلائل هذا الجواب أكثر من أن تحصر؛ منها: العفو عن الإرهابيين من الشيعة، والحرية الدينية المطلقة، ووصول الخدمات إلى قراهم، وتعيينهم في المناصب العليا، والحرية الإعلامية، حرية التعليم الديني. وتتسم حركة التشيع بـ"توزيع المهام"، وهو ما أظهره الكاتب ضمن سماتها في المبحث السادس، قاصدًا: تغاير الأساليب مع اتفاق الأهداف، ذاكرًا نماذج تدل على هذه السمة، منها ما هو على مستوى الجمعيات السياسية، ومنها ما هو على مستوى حركات المعارضة، ومنها ما هو على مستوى الشخصيات الدينية. كما تتسم حركة التشيع بـ "التعصب" المذهبي، وهو ما يجده القارئ الكريم في المبحث السابع من الفصل الثالث؛ وهو عندهم ليس جديدًا، وله مظاهر عدة، منها: القناعة الراسخة بالمذهب، والمحافظة على شعائر المذهب، والموقف من المخالف يظهر ذلك التعصب بشدة.. وهو ما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله: (فالرافضة فيهم شبه من اليهود من وجه، وشبه من النـصارى من وجه، ففيـهم شرك وغلو وتصديق بالباطل كالنصارى، وفيهم جبن وكبر وحسد وتكذيب بالحق كاليهود). ومن سمات تلك الحركة كما بينها الكاتب في المبحث الثامن "احترام مرجعيتها الدينية"، فالشيعة يقدسون علماء المذهــب الشيـعي ويعظمونهم، ويظهر هذا من خلال احترامهم، وطاعتهم، والرجوع إليهم، والدفاع عنهم، والتسليم لتوجيهاتهم. وجاء احترام المرجعية الدينية لدى حركة التشيع وفقًا لمبدأين أساسيين عندهم، هما: ولاية الفقيه، والتقليد، ولذا فإنهم يسيرون الشارع الشيعي؛ وعليه فإن كل تصرف تقوم حركة التشيع، فإنما هو بموافقة مراجعها الدينية وتأييدها، وتأسيسًا على هذا؛ فإن الاعتصامات والمظاهرات وأعمال التخريب التي تقوم بها حركة التشيع في السعودية والكويت والبحرين.. لا يمكن أن تكون إلا بموافقة أو توجيه من تلك المراجع. ويعتبر "العنف" من السمات الرئيسية لحركة التشيع كما أورد المؤلف في مبحثه التاسع؛ وهي تبدو واضحة من خلال واقع الشيعة وتصريحات رموزهم، وقد ساق الكاتب عدة أدلة من التصريحات، وما جنح إليه الشيعة في السنوات الأخيرة من تهدئة مع الحكومات الخليجية لا يعتبر تخليًا عن العنف والثورة؛ إذ العنف والثورة من سمات المذهب وجزء من الشخصية الشيعية، وإنما هو تكتيك سياسي تتطلبه ظروف المرحلة. ويستكمل الكاتب سمات هذه الحركة؛ فيذكر اتسامها بالانغلاق وصعوبة التعايش في المبحث العاشر من هذا الفصل، قاصدًا بذلك انكفاءهم على أنفسهم، وذاكرًا أهدافًا ثلاثة من وراء هذا الانغلاق، وهم: هدف ديني، وآخر سياسي، وثالث أمني. ويذكر المبحث الحادي عشر اتصاف حركة التشيع بـ "الانحراف الأخلاقي"، حيث تكثر الجرائم الأخلاقية كالزنا واللواط في المجتمع الشيعي. وإذا أراد الباحث أن يحدد الأسباب التي تقف خلف الانحراف الأخلاقي في المجتمع فإنه سيجد أن أولها: عقيدة الطينة التي تقوم على أن كل سوء عند الشيعي فهو بسبب السني، وثانيها: جواز نكاح المتعة، وثالثها: جواز معاشرة الزوجة من الدبر، رابعها: التساهل في كشف العورة، وخامسها انحراف المراجع الدينية. وينتهي الفصل الثالث بالمبحث الثاني عشر والذي يذكر فيه المؤلف سمة من سمات حركة التشيع وهي: "المغالطة وإنكار الحقائق"، وقد ساق المؤلف عدة نماذج مختلفة على ذلك؛ منها: ادعاء الحركة أن الشيعة في السعودية يمثلون ربع السكان!! ومنها: منعهم من أداء شعائر دينهم وصلواتهم ودعائهم!! وما هو إلا مغالطات واضحة؛ إذ تدل الإحصاءات على أنهم لا يمثلون إلا 5%، وأنهم يقومون بعباداتهم كما سبق ذكره، وفي الكويت أشار الكاتب الكويتي "عبدالمحسن جمال" بجهود الشيعة في الدفاع عن الكويت ومساندتها في أوقات الأزمات. لكن الكاتب تجاهل ما قام به الشيعة من أعمال إرهابية في الثمانينيات الميلادية.. وغير ذلك. الفصل الرابع: أسباب استمرار نشاط حركة التشيع: وفي فصل الكتاب الرابع: بدأ الباحث موضوعًا جديدًا ليستكمل بذلك عناصر مؤلفه، فشرع يشرح الأسباب الرئيسة لاستمرار نشاط حركة التشيع، وذلك في ستة مباحث مهمة؛ كان أولها: تنويع وسائل وأساليب المواجهة، والدعم الخارجي. فالحركة لم تقتصر على وسيلة واحدة في سبيل تحقيق أهدافها، بل إنها اتخذت الأساليب والوسائل الممكنة كافة، كما قام الكاتب بعرض لأهم تلك الأساليب والوسائل في الجوانب الدينية، والسياسية، والإعلامية، والخيرية، وأخيرًا العسكرية. وعن مجالات الدعم الإيراني لحركة التشيع في خارج إيران من خلال قراءة الواقع الشيعي، ذكرها الكاتب في مجالين رئيسين، هما: دعم سياسي، وآخر عسكري. وفي المبحث الثاني من هذا الباب ذكر الكتاب الأثر الإيجابي للأثرياء وأداء الخُمس، حيث يقوم أثرياء الشيعة بجهدٍ واضح وملموس في دعم حركة التشيع ومشاريعها، وذلك في عددٍ من النشاطات منها: برامج الابتعاث، وبناء الحسينيات، ودعم الإعلام الفضائي، ودعم العمل الخيري، ومما لا ريب فيه أن ما تقوم به حركة التشيع من جهود ومشاريع سياسية وخيرية ودينية تحتاج إلى دعم مادي كبير.. فضلاً عن "الخُمس" المعمول به في الحركة. ويعتبر من أهم أسباب استمرار نشاط حركة التشيع ما جاء في المبحث الثالث من هذا الفصل؛ وهو وثوق العامة بالمرجعيات الدينية، ومن ثمّ التسليم لأقوالهم، والانقياد لتوجيهاتهم، فهم يثقون بمرجعيتهم الدينية إلى درجة تصل إلى حد التسليم المطلق وإلغاء العقل؛ وذلك لأسباب منها: التضحيات التي قدمتها المراجع الدينية، وتبنيهم الهم الشيعي، والزهد والتقشف، واحترام مبادئ الحركة والإصرار على تنفيذها مهما كلفهم ذلك. وكذلك من تلك الأسباب التي ساعدت على استمرار نشاط حركة التشيع؛ غياب استراتيجية المواجهة لدى أهل السنة، وهو ما أوضحه الكاتب في المبحث الرابع، فأهل السنة ليس لهم خطة لمواجهة المد الشيعي وأطماع حركة التشيع، وإذا أراد المسلم أن يُقّيم واقع أهل السنة في مواجهة المد الشيعي، فإنه سيقسم الجهات المناط بها مواجهة المد الشيعي إلى مستويين، الأول: حكومي، والثاني: مستوى التيارات الإسلامية، فهناك ثلاث جمعيات إسلامية في البحرين تمثل التيار السني، وهي: جمعية الإصلاح: وهي تمثل تيار الإخوان المسلمين، وجمعية التربية الإسلامية: وهي تمثل التيار السلفي، والجمعية الإسلامية: وهي تمثل التيار الأشعري؛ إلا أنه لا يوجد تنسيق بين هذه الجمعيات حول مواجهة حركة التشيع. يقوم الفكر العلماني على فصـل الدين عن الحياة، وعليه فلا ينظر إلى الأديان والمذاهب والأفكار، بل إن الفكر العلماني يتعاطف مع ما يسمى بالأقليات، وشعاره: الدين لله والوطن للجميع، وإن تَسَلُل الفكر العلماني إلى الثقافة، والإعلام، ومناهج التعليم، والقرار في بعض دول الخليج، أعطى حركة التشيع مساحة للعمل وهامشًا واسعًا للانطلاق، وهو ما أبرزه الكاتب في مبحثه الخامس، ذاكرًا أهم أسباب ذلك. كما أشار الكاتب في نفس المبحث، إلى أن من أسباب استمرار نشاط الحركة تراجع العمل الدعوي السني؛ حيث إن العمل الدعوي السني واجه حصارًا منذ الحادي عشر من سبتمبر، فتم إغلاق عشرات المؤسسات الدعوية والخيرية والتضييق عليها بدعوى مكافحة الإرهاب، وإغلاق بعض مراكز الدعوة والإرشاد المنتشرة في دول الخليج. ومن الأسباب أيضًا التي تطرق إليها الكاتب في مبحثٍ سادس هو تجاوز حركة التشيع لخلافاتها الداخلية، فإن المجتمع الشيعي وإن بدا في الظاهر متماسكًا إلا أنه يغص بالخلافات من الداخل، وأورد جملة من الخلافات داخل المجتمع الشيعي، مثل: الخلاف المذهبي، والخلاف العرقي، والخلاف على الشعائر، وغيرها من أشكال الخلاف العميق بينهم. الفصل الخامس: التحول المذهبي، والعلاقة بطوائف المجتمع، والموقف من الأحداث: وتحت هذا العنوان جاء الفصل الخامس، في ثلاثة مباحث، بدأ الأول: بمناقشة موضوعية للتحول المذهبي من وإلى حركة التشيع وأسباب كل منها، فلقد بَيَّن عدد من المهتمين أن هناك آلاف الشيعة الرافضة في الخليج يتحلون إلى مذهب أهل السنة. وأشار الكاتب إلى الأسباب التي تنوعت؛ فمنها: عدم القناعة بالمذهب الشيعي، والقنوات والإذاعات الإسلامية (السنية)، والكتب والمجلات والنشرات الإسلامية (السنية)، والصداقة مع أهل السنة، وانتشار الوعي والعلم، ومواقع الانترنت، والمناظرات بين الشيعة والسنة، وسماع القرآن، والاحتكاك بأهل السنة، والزواج من أهل السنة. وإضافة إلى الأسباب السابقة، فقد ذكر بعض أفراد المذهب العائدين إلى الحق، أسبابًا أخرى تتلخص في: (إذاعة القرآن الكريم التي تبث من السعودية، مناهج التربية الإسلامية خاصة منهج التوحيد، عدم القناعة بشعائر المذهب كالنياحة واللطم، وتقبيل العتبات وأبواب المزارات). وأيضًا تعرّض الباحث إلى التحول عن المذهب السني، وأنه لا توجد إحصاءات دقيقة لأعداد المتحولين عن المذهب السني، ومن أسباب ذلك: ضعف التدين لدى السنة، والاحتكاك بالشيعة، والزواج من الشيعة، وعدم وجود برامج حماية لأهل السنة، وعدم إدراك حقيقة المذهب الشيعي الرافضي، وإغراء المتحولين بالمال والنساء (المتعة)، والانخداع بشعار حب آل البيت. وقسَّم الكاتب مبحثه الثاني في هذا الفصل؛ والذي جاء تحت عنوان "العلاقة بطوائف المجتمع وقواه السياسية" إلى مطلبين رئيسين: تحدث الأول عن علاقة حركة التشيع بالصوفية والسلفية والإخوان المسلمين، وذكر المطلب الثاني علاقة الحركة بالعلمانية والنصارى.. ذاكرًا لأهم أوجه الاتفاق بين حركة التشيع وكل حركة من الحركات السابقة. وفي المبحث الثالث عرض الكاتب موقف حركة التشيع من الأحداث التي وقعت في المنطقة، وهي: "حادثة الحرم المكي، والتعرض للرسول، وحرب العراق، ومشكلة لبنان". فالأولى أشادت الحركة بهذا الجرم الشنيع واعتبرته انتفاضة كبيرة، وعن التعرض للرسول فيما عرف بإساءة الرسوم الدنماركية لمقام النبي، فجاء موقف حركة التشيع -في البحرين مثلاً- بعد مضي تسعة أيام على الحادثة إذ خرجوا في مظاهرات باردة!! وتعتبر الحرب الأمريكية على العراق في 2003م نقطة مفصلية في تاريخ الشيعة في الخليج؛ حيث سقط نظام عربي معادٍ لإيران، وقام محله نظام موالٍ لإيران، مما أعطى دعمًا قويًّا للشيعة في الخليج، وعن موقف الحركة من مشكلة لبنان، فإنها تؤيد حزب الله اللبناني تأييدًا مطلقًا. الفصل السادس: سبل مواجهة حركة التشيع: وأورده الباحث في اثني عشر مبحثًا، حث المبحث الأول على ضرورة إيجاد مرجعية دينية سنية واحترامها، ولفت الأنظار إلى أن المجتمع السني في الخليج ينقصه وجود مرجعية دينية (سنية) تكون مرجعًا مقنعاً لدعاته وعامته، وخاصة في السنوات الأخيرة؛ إذ الأمر قائم في أكثر دول الخليج على جماعات وتجمعات إسلامية تختلف وتتناحر، فتتبعثر الجهود، وتتشتت القدرات، وتفوت المصالح. ولذا فإن حاجة المجتمع إلى مرجعية دينية باتت ضرورة ملحة لتوحيد الصفوف، وجمع الكلمة، وتفويت الأمر على الأعداء والمتربصين، كما تعرض الكتاب لأهم عوائق إيجاد المرجعية الدينية السنية. وفي مبحثه الثاني من هذا الباب؛ ذكر الكاتب أن من سبل مواجهة حركة التشيع ونشرها "تفعيل العمل الجماعي بين الجمعيات السنية"، على أن المطلوب هو الاجتماع والائتلاف والبعد عن التفرق والاختلاف، فإذا تعذر ذلك فلا أقل من تعاون الجمعيات السنية في سبيل مواجهة التشيع، وأورد أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها في هذا السبيل، والتي منها: عقد لقاءات دورية بين قيادات العمل الإسلامي، والاشتراك في البرامج الخيرية، وتخفيف حدة الاتجاه الحزبي، وتنفيذ برامج مضادة ضد حركة التشيع، والتعاون مع الحكومات. وأيضًا من تلك السبل التي نحن في معرض ذكرها؛ دعا الكاتب في المبحث الثالث إلى "دعوة الشيعة إلى السنة"، فأهل السنة مطلوب منهم تكثيف عملهم في دعوة الشيعة إلى السنة، ولذا لا بد من القيام بواجب الدعوة إلى الله في المجتمع الشيعي من خلال الأبواب الشرعية للدعوة، والتي منها: بعث فكرة الدعوة في المؤسسات الدعوية، وتوجيه العاملين في المجتمع الشيعي للدعوة، واستغلال قطاع التعليم في الدعوة، وإنشاء مكاتب خاصة تتولى الدعوة، واستخدام التقنية الإلكترونية. من أهم السبل التي على أهل السنة أن يأخذوا بها للوقوف ضد نشر التشيع داخل الخليج ودوله؛ ما ذكره الكاتب في المبحث الرابع، وهي "بيان موقف أهل السنة من آل البيت" فالدعاوى التي يرفعها الشيعة الاثنا عشرية بأنهم أنصار آل البيت، وأن أهل السنة أعداءٌ لهم، ومن هنا فلا بد لأهل السنة أن ينشروا موقفهم الواضح من آل البيت كما نصت عليه عقيدتهم، فإن عقيدة أهل السنة قائمة على محبة آل البيت، وتوليهم، ثم عقب ذلك بأهم الأساليب التي تُتَخذ لنشر موقف أهل السنة من آل البيت. ويعتبر استخدام وسائل الإعلام من تلك السبل لمواجهة حركة التشيع، وإن مما يؤسف له –بحسب المبحث الخامس في هذا الفصل- أن حركة التشيع سبقت أهل السنة إلى هذه الوسيلة، حيث يوجد ما يزيد على عشر قنوات تتبع لحركة التشيع في العالم العربي، في حين إنه لا توجد لأهل السنة إلا قناة واحدة ظهرت قريبا وهي: "قناة صفا". –وقد تعرضت للإغلاق حديثًا لأسباب مبهمة- ومن هنا فلا بد لأهل السنة من تكثيف النشاط الإعلامي، وذلك بالتوسع في إنشاء قنوات فضائية تعنى بهذا الجانب. وفي المبحث السادس نبه الكاتب إلى ضرورة تكثيف برامج الحوار مع الشيعة، وذلك من خلال البرامج الفضائية، وبرامج المناظرات، وطباعة وتوزيع كتيبات تعتمد المحاورة في أسلوبها. وفي المبحث الثامن أكد الكاتب على كشف جوانب ضعف وقصور المذهب الشيعي، مما يساعد على الوقوف بقوة ضد انتشار هذا المذهب، مجيبًا على سؤالين مهمين: ما هي جوانب الضعف في مذهب حركة التشيع؟ وكيف يتم كشف هذا الضعف؟ ومن المهم عند مواجهة حركة التشيع كشف جوانب ضعف وقصور المذهب الشيعي، كما أشار إلى ذلك المبحث السابع؛ حيث إن جوانب الضعف والقصور في المذهب والتي تبعث على النفور منه وعدم تقبله كثيرة، ومنها: القول بتحريف القرآن، والتطبير -وهو ضرب الهامات بالسيوف-، وتكفير المسلمين، وتكفير الصحابة. ومما يساعد كذلك في التصدي لانتشار هذا المذهب هو كشف أحوال أهل السنة في إيران؛ كما ذكره الباحث في مبحثه الثامن، حيث المعاناة الشديدة تحت الحكم الشيعي هناك، وذلك بسبب القتل والحبس والتعذيب، وقتل علماء أهل السنة، ومنعهم من بناء المساجد، وعدم السماح لهم بالتعليم السني واللغة العربية. ومما هو واجب على أهل السنة الآن تطوير الجهات والمؤسسات الإسلامية؛ حيث يعتبر هذا سبيلاً مهمًّا لصد المد الشيعي، وهي تحتاج لبرامج وخطط واستراتيجيات، وعقول مبصرة وقدرات متقدة، وهو ما أكد عليه المبحث التاسع من الفصل السادس من الكتاب. وطالب الكاتب في المبحث العاشر بدعم التيار السلفي، وذلك لأن التيار السلفي ورموزه في القديم والحديث هو أكثر من واجه حركة التشيع وكشف فساد مذهبها، وبيّن أهدافها، وفضح مخططها، ولذا لم تُعَادِ حركة التشيع عبر تاريخها مذهبًا كمذهب أهل السنة. وفي المبحث الحادي عشر ذكر المؤلف أن من سبل مواجهة حركة التشيع؛ إنشاء مراكز للدراسات والبحوث، وخاصة بعد أن أقامت الحركة الشيعية عشرات المراكز البحثية في لندن وواشنطن وقم والنجف وبيروت وغيرها. وكآخر سبيل ذكره المؤلف كان ترسيخ العدل والقضاء على الانحراف في المجتمع، وذلك في المبحث الثاني عشر، فالناس يأمنون في ظل العدل، ويخافون في ظل وجود الظلم، وكلما انـتشر العدل وارتفعـت رايـاته في المجتمع، كلما قلّ التشكي، وضعفت المعارضة، وقوي ولاء الناس لبلادهم، وعلى الضد من هذا كلما انتشر الظلم في المجتمع كلما زاد التشكي، وقويت المعارضة، وضعف ولاء الناس لبلادهم. وترسيخ العدل في المجتمع سيحقق مواجهة حركة التشيع من وجهين، هما: إبطال دعواهم في وقوع التمييز ضدهم والحيف بحقهم، والثاني: التأثير على الشيعة بتقريبهم إلى السنة وتحبيبهم إليها. وجاءت خاتمة الكتاب كأروع ما يمكن، حيث ذكر الكاتب ما يقرب من خمسين نتيجة خرج بها خلال بحثه حول موضوع حركة التشيع في الخليج العربي، وأيضًا ضمن الخاتمة بتوصيات التي زادت على خمس وثلاثين توصية، وهو مما يفيد في بابه بصورة تجمع بين التلخيص والإجمال. كما استعان الباحث بوثائق تزيد من توثيق معلوماته التي أوردها خلال الكتاب كاملاً، فضلاً عن ثلاثمائة واثنين وسبعين مصدرًا ومرجعًا، مما يثري الكتاب بصورة موثقة بأدق ما يمكن؛ حتى يغلق الباب أمام كل مُسفّه للعمل أو داحض للحقيقة. وفي العموم جاء الكتاب مليئًا بالمعلومات والبيانات، جامعاً تلك المعلومات بالطرق والمناهج العلمية، بين الوصفية والتاريخية والتحليلية، وهي مستقاة من المراجع التي نجدها في نهاية الكتاب من كتب وتقارير ومجلات ووثائق، فجاء البحث شاملاً، واضعًا لنفسه مكانة في المكتبة الإسلامية. وفي الختام، نسأل الله أن يبارك في جهود الباحث ويسدد على الحق خطاه، وأن يبارك كل من ساهم في إخراج هذا العمل، كما نسأله تعالى أن يكتب لهذه الأمة أمر رشد، يُعز فيه أهل طاعته، ويُذل أهل معصيته، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، وأن يثبتنا على الحق حتى الممات، وألا يُزيغ قلوبنا عن الحق، إنه جواد كريم وهو حسبنا ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين. أ. جلال الشايب صحفي وكاتب إسلامي مصري. http://ar.qawim.net/index.php?option...k=view&id=7720 منقول |
|
|