ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل
 

العودة   ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل > المنتدى للتصفح فقط ولا يوجد تسجيل أو مشاركات سوى الإدارة .. لمراسلتنا على بريدنا ahldawa@gmail.com > قسم الأفكار والوسائل الدعوية
المنتديات موضوع جديد التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

آخر 1 مشاركات دعواتكم لإخوانكم في فلسطين وفي كل مكان ممن اُعتدي عليهم ودعواتكم لكل مسلم متضرر في شتى بقاع الأرض (الكاتـب : - )      
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-27-2010, 11:06 AM   #1
إداري
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,222
افتراضي ما أروعه مِنْ هَمّ !!

ما أروعه مِنْ هَمّ !!



د. إبراهيم الفارس


نظر إلى اللوحة المعلقة أمامه الواقعة بالقرب من سكنه.. يا الله.. إنها سجن الولاية الكبير، بدأ يتأملها بعد أن توقف بالقرب منها.. أفكار عدة تراوده.. ماذا لو خرج بعض السجناء هروباً واختبأوا في شقته.. ماذا لو خرج أحدهم واعتدى عليه.. ماذا.. ماذا..؟؟

وإذ بفكرة سريعة تطرأ على باله.. ترجل من سيارته ودلف إلى السجن وإذا به يقابل مدير السجن ويتعرف عليه ثم يطلب منه أن يلقي محاضرة دينية على السجناء..

يا ترى ما الذي حدا به لذلك، أهو حب الدعوة الذي يسري في دمه؟!.. أم رغبته في تعلم لغة المخاطبة بلغة القوم؟! فهو جديد على الولاية بل على الدولة، جاءها يحمل شهادته الجامعية ويعدّ العدّة لنيل الماجستير والدكتوراه..

وافق مدير السجن على طلبه بعد أن أمهله أياماً يستشير فيها قيادته..

وفي لحظة رهيبة وخطوات خائفة دلف إلى ساحة السجن الكبرى فهو لم يتعود الدخول إلى سجون بلاده فما بالكم بسجون بلد عمّه الفساد وتغلغلت فيه عوامل الجريمة والضياع..

وبدأت المحاضرة وسط صخب وإزعاج ما لبث أن خفت شأنه وانعدم بعد ذلك أثره.. كان مقرراً له ساعة وإذا بها تمتد لساعات كانت نهايتها إسلام جملة من الزنوج والبعض وعده بالتفكير فيما سمعه..

يقول هذا الداعية: خرجت من السجن فرحاً جذلاً أحمد الله على نعمه وأشكره على وافر مننه وأتذكر قول نبيه ومجتباه (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)..

وبعد مضي مدة تقارب الشهرين على هذه المحاضرة وإذا بمأمور السجن يتصل بي ويرجوني أن أكرر الزيارة وألقي محاضرة شبيهة فسألته عن السبب الذي جعله حريصاً على تكرار اللقاء فقال: إن سجني نال الجائزة الأولى للسجن المثالي على مستوى الدولة وأريد أن أستمر على هذه المنزلة لأنال بعد ذلك الترقية، فقلت له مستفزّاً: أتعلم أنني بمحاضراتي التي تدعوني إلى إلقائها أخرج بني جلدتك من دينك إلى الإسلام؟! قال: ذلك لا يهمني فقد وجدت فوائد لا تحصى من فعلك أدناها الهدوء الشديد الذي عَمّ السجن بعد الصخب والإزعاج الذي كنا نعيشه..

بعد هذه الكلمات الرائعة من مأمور السجن قررت أن أخصص جزءاً من وقتي للدعوة في السجون فدخلتُ العشرات منها وأسلم على يدي المئات، وبعد أن قاربت على الانتهاء من رسالتي ((الدكتوراه)) قررت أن أعمل مكتبة إسلامية صغيرة وجذابة في كل سجن..

راسلت وكاتبت المسؤولين في إدارة السجون على مستوى الدولة وعرضت عليهم فكرتي وطلبت منهم إعطائي إحصائية بعدد السجون في الدولة فتبين لي أنها تقارب الخمسة آلاف سجن..

درست الإدارة طلبي ووافقت بشرط أن تطلع على محتويات المكتبة وبعد دراسة مع بعض الزملاء اخترنا جملة من الكتب والأشرطة مع جهاز تسجيل ودولاب فاخر ويزين ذلك كله عدد من نسخ القرآن الكريم المترجمة وقد وافقت إدارة السجون على هذه المكتبة التي كلفت ثلاثمائة دولار لكل سجن وقد أنهيت قبل عودتي لبلادي ما يقرب من ألف سجن تقريباً ولله الحمد والمنة وما زلت أسعى لإتمام الباقي وأسأل الله الإعانة..

(إَنّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمّةً) [النحل: 120]

هناك رجل بأمة وهناك أمة – وللأسف- لا تساوي رجلاً، والعمل للدين مسؤولية الجميع وهم الإسلام موكل حمله على الكل فماذا قدمت لهذا الدين
أخي الفاضل أجب ثم انقد نفسك وبعدها رتّب أوراقك..

* *

مجلة الأسرة العدد 153 – ذو الحجة 1426هـ


تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
محب الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:48 AM بتوقيت مسقط


Design By: aLhjer Design
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Translated By Sma-jo.com