| |||||
|
05-20-2011, 05:57 PM | #1 |
داعية مميز | شرح حديث لا عدوى ولا هامة ولا صفر/ ابن رجب الحنبلي بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ .................................... فهذا شرح حديث (لا عدوى ولا هامة ولا صفر) شرحه الشيخ ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف, و فيه مباحث مهمة و قد قمت باختصاره , و تقسيمه إلى فقرات حتى لا يمل القارئ , و وضعت بعض العناوين لتسهيل فهم الفائدة , وحذفت الأحاديث الضعيفة. قال ابن رجب / لطائف المعارف/ وظيفة شهر صفر: في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا عدوى ولا هامة ولا صفر" فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن أعدى الأول؟!" أما العدوى: فمعناها أن المرض يتعدى من صاحبه إلى من يقارنه من الأصحاء فيمرض بذلك وكانت العرب تعتقد ذلك في أمراض كثيرة منها الجرب ولذلك سأل الأعرابي عن الإبل الصحيحة يخالطها البعير الأجرب فتجرب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن أعدى الأول" ومراده: أن الأول لم يجرب بالعدوى بل بقضاء الله وقدره فكذلك الثاني وما بعده رفع الإشكال حول الحديث و هل هو منسوخ وقد وردت أحاديث أشكل على كثير من الناس فهمها حتى ظن بعضهم أنها ناسخة لقوله: "لا عدوى" مثل ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يورد ممرض على مصح" . والممرض: صاحب الإبل المريضة والمصح: صاحب الإبل الصحيحة والمراد النهي عن إيراد الإبل المريضة على الصحيحة ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: "فر من المجذوم فرارك من الأسد" وقوله صلى الله عليه وسلم في الطاعون: "إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوها" ودخول النسخ في هذا كما تخيله بعضهم لا معنى له فإن قوله: "لا عدوى" خبر محض لا يمكن نسخه إلا أن يقال: هو نهي عن اعتقاد العدوى لا نفي لها, ولكن يمكن أن يكون ناسخا للنهي في هذه الأحاديث الثلاثة وما في معناها. والصحيح الذي عليه جمهور العلماء: أنه لا نسخ في ذلك كله معنى قوله: "لا عدوى" ولكن اختلفوا في معنى قوله: "لا عدوى" وأظهر ما قبل في ذلك: أنه نفي لما كان يعتقده أهل الجاهلية من أن هذه الأمراض تعدي بطبعها من غير اعتقاد تقدير الله لذلك ويدل على هذا قوله: "فمن أعدى الأول؟" يشير إلى أن الأول إنما جرب بقضاء الله وقدره فكذلك الثاني وما بعده. خرج الإمام أحمد والترمذي من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يعدي شيئا" قالها ثلاثا فقال أعرابي: يا رسول الله النقبة من الجرب تكون بمشفر البعير أو بذنبه في الإبل العظيمة فتجرب كلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فما أجرب الأول لا عدوى ولا هامة ولا صفر خلق الله كل نفس وكتب حياتها ومصابها ورزقها" فأخبر أن ذلك كله بقضاء الله وقدره كما دل عليه قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22] معنى النهي عن إيراد الممرض على المصح ,وأمره بالفرار من المجذوم ,ونهيه عن الدخول إلى موضع الطاعون فأما نهيه صلى الله عليه وسلم عن إيراد الممرض على المصح وأمره بالفرار من المجذوم ونهيه عن الدخول إلى موضع الطاعون فإنه من باب اجتناب الأسباب التي خلقها الله تعالى وجعلها أسبابا للهلاك أو الأذى. و العبد مأمور باتقاء أسباب البلاء إذا كان في عافية منها, فكما أنه يؤمر أن لا يلقي نفسه في الماء أو في النار أو يدخل تحت الهدم ونحوه مما جرت العادة بأنه يهلك أو يؤذى, فكذلك اجتناب مقاربة المريض كالمجذوم أو القدوم على بلد الطاعون فإن هذه كلها أسباب للمرض والتلف والله تعالى هو خالق الأسباب ومسبباتها لا خالق غيره ولا مقدر غيره. و هذه الأسباب التي جعلها الله أسبابا يخلق المسببات بها كما دل عليه قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 57] **** يتبع إن شاء الله __________________ أشكو إلى الله كما قد شكى ... أولاد يعقوب إلى يوسف قد مسني الضر وأنت الذي ... تعلم حالي وترى موقفي بضاعتي المزجاة محتاجة ... إلى سماح من كريم وفي فقد أتى المسكين مستمطرا ... جودك فارحم ذله واعطف فاوف كيلي وتصدق على ... هذا المقل البائس الأضعف |
|
|