| |||||
|
04-16-2018, 07:38 AM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | تثبت قبل أن تنشر ...؟ فائدة قال الشيخ وليد السعيدان حفظه الله في كتابه الإبكار في قواعد الأذكار : سرعة انتشار الأحاديث المكذوبة المروية في باب الأدعية والأذكار ، وكثير من الناس هداهم الله تعالى يسارعون في تناقلها وإرسالها من غير نظر في درجتها أهي صحيحة أم لا ، وهذا أمر لا يجوز ، بل لا بد أولاً من الرجوع لأهل العلم العارفين بالسنة والشريعة ، فإن قالوا كلمتهم في هذه الأحاديث فالحمد لله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " رواه مسلم ، وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " من كذب علي معتمداً فليتبوأ مقعده من النار "(1)(2) وأغلب من يقع في جواله أو بريده شيء من ذلك إنما ينخدع بجمال الألفاظ وسلاسة المعاني وزخرفتها ، فيبادر إلى نشره ظناً منه أنه ثابت ، وهو في الحقيقة ليس بثابت ، وقد ابتلينا بكثرة الكذب على النبي بسبب هذه الوسائل ، لا سيما وأن كثيراً منها يحمل الأسماء المستعارة ، فلا تعرف عين صاحبها ، وأنا من هذا المنبر أقول :- يا أيها الناس ، سواء من هم معنا الآن ، أو من سيقرؤون الكتاب بعد موتي ممن سيأتي في الأزمنة اللاحقة ، أيها الناس ، اتقوا الله تعالى في أنفسكم ، ولا تنقلوا أي حديث إلا بعد التأكد التام من صحته وسلامته سنداً ومتناً ، فالأمر دين ، فانظروا عن من تنقلون ، وعن من تأخذون ، فاعرضوه على أهل العلم العارفين به ، يقول الله تبارك وتعالى وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [(83) سورة النساء] ويقول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [(6) سورة الحجرات] والعجلة في النقل لا خير فيها ، بل الواجب التريث والنظر والتثبت ورد الأمر إلى أهل العلم ، ومجرد استحسان الكلام أو الإعجاب به لا يكفي في كونه صحيحاً ، بل لا بد من دراسته على قواعد أهل الحديث المقررة في علم المصطلح ، ويكفي العامي أن يسأل أهل العلم عن ذلك ، والله الموفق . ولعلك إن شاء فهمت ما أريد إثباته لك فهماً جلياً ، وأنت إن فهمت تستطيع أن تنظر في بقية الفروع بإذن الله تعالى ، وإني أعتذر لك مرة بعد مرة من تطويل التفريع ، والمقصود منه أولاً وآخراً أن يفهم الجميع والخلاصة من هذه القاعدة أن باب الأذكار باب توقيفي ، ولا مدخل فيه للتجارب ولا للاستحسانات ، والله أعلم . |
|
|