| |||||
|
04-24-2011, 09:51 PM | #131 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 372- الْخَمْسَة الْمَوَاضِع الّتِي تَكُونُ فِيهَا الْأُنْثَى عَلَى النّصْفِ مِنْ الذّكَرِ قال ابن القيم: وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنّ عِتْقَ الْعَبْدِ أَفْضَلُ وَأَنّ عِتْقَ الْعَبْدِ يَعْدِلُ عِتْقَ أَمَتَيْنِ فَكَانَ أَكْثَرُ عُتَقَائِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الْعَبِيدِ وَهَذَا أَحَد الْمَوَاضِعِ الْخَمْسَةِ الّتِي تَكُونُ فِيهَا الْأُنْثَى عَلَى النّصْفِ مِنْ الذّكَرِ وَالثّانِي : الْعَقِيقَةُ فَإِنّهُ عَنْ الْأُنْثَى شَاةٌ وَعَنْ الذّكَرِ شَاتَانِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَفِيهِ عِدّةُ أَحَادِيثَ صِحَاحٍ وَحِسَانٍ . وَالثّالِثُ الشّهَادَةُ فَإِنّ شَهَادَةَ امْرَأَتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ . وَالرّابِعُ الْمِيرَاثُ . وَالْخَامِسُ الدّيَةُ . زاد المعاد/1/109/ الريان 373- الْحِكم في عِدَّةِ المرأة قال ابن القيم: فَأَمَّا الْمَقَامُ الْأَوَّلُ فَفِي شَرْعِ الْعِدَّةِ عِدَّةُ حِكَمٍ : مِنْهَا الْعِلْمُ بِبَرَاءَةِ الرَّحِمِ ، وَأَنْ لَا يَجْتَمِعَ مَاءُ الْوَاطِئَيْنِ فَأَكْثَرُ فِي رَحِمٍ وَاحِدٍ ، فَتَخْتَلِطُ الْأَنْسَابُ وَتَفْسُدُ وَفِي ذَلِكَ مِنْ الْفَسَادِ مَا تَمْنَعُهُ الشَّرِيعَةُ وَالْحِكْمَةُ . وَمِنْهَا تَعْظِيمُ خَطَرِ هَذَا الْعَقْدِ ، وَرَفْعُ قَدْرِهِ ، وَإِظْهَارُ شَرَفِهِ . وَمِنْهَا تَطْوِيلُ زَمَانِ الرَّجْعَةِ لِلْمُطْلَقِ ؛ إذْ لَعَلَّهُ أَنْ يَنْدَمَ وَيَفِيءَ فَيُصَادِفُ زَمَنًا يَتَمَكَّنُ فِيهِ مِنْ الرَّجْعَةِ . وَمِنْهَا قَضَاءُ حَقِّ الزَّوْجِ ، وَإِظْهَارُ تَأْثِيرِ فَقْدِهِ فِي الْمَنْعِ مِنْ التَّزَيُّنِ وَالتَّجَمُّلِ ، وَلِذَلِكَ شَرَعَ الْإِحْدَادَ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ الْإِحْدَادِ عَلَى الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ . وَمِنْهَا الِاحْتِيَاطُ لِحَقِّ الزَّوْجِ ، وَمَصْلَحَةِ الزَّوْجَةِ ، وَحَقِّ الْوَلَدِ ، وَالْقِيَامِ بِحَقِّ اللَّهِ الَّذِي أَوْجَبَهُ ؛ فَفِي الْعِدَّةِ أَرْبَعَةُ حُقُوقٍ ، فَلَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنْ الْعِدَّةِ مُجَرَّدُ بَرَاءَةِ الرَّحِمِ ، بَلْ ذَلِكَ مِنْ بَعْضِ مَقَاصِدِهَا وَحِكَمِهَا . إعلام الموقعين/3/291/ مشهور حسن 374- أَجْنَاسُ الْعِدَدِ وَهِيَ أَرْبَعَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَخَامِسٌ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْجِنْسُ الْأَوَّلُ : أُمُّ بَابِ الْعِدَّةِ ، { وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } الثَّانِي : { وَاَلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذْرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا } الثَّالِثُ : { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ } الرَّابِعُ : { وَاَللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ } الْخَامِسُ : قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لَا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ ، وَلَا حَائِلٌ حَتَّى تَسْتَبْرِئَ بِحَيْضَةٍ } إعلام الموقعين/3/291/ مشهور حسن |
04-29-2011, 11:10 PM | #132 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 375- فوائد التوحيد في الدنيا و الآخر قال ابن القيم التوحيد مفزع اعدائه واوليائه: فأما اعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها,( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) وأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة, وشدائدها ,ولذلك فزع اليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات ,وفزع اليه اتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون فى الدنيا ,وما أعد لهم فى الآخرة . ولما فزع اليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعه لأن الإيمان عند المعاينة لا يقبل, هذه سنة الله فى عباده. فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ,ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ,ودعوة ذي النون التى ما دعا بها مكروب الا فرج الله كربه بالتوحيد, فلا يلقى فى الكرب العظام الا الشرك, ولا ينجى منها الا التوحيد, فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها وبالله التوفيق الفوائد/44/ علي حسن 376- لا اله الا الله التي تنفع عند الموت لشهادة أن لا إله إلا الله عند الموت تأثير عظيم فى تكفير السيئات واحباطها, لانها شهادة من عبد موقن بها عارف بمضمونها, قد ماتت منه الشهوات ولانت نفسه المتمردة وانقادت بعد إبائها واستعصائها, واقبلت بعد إعراضها وذلت بعد عزها ,وخرج منها حرصها على الدنيا وفضولها, واستخذت بين يدى ربها وفاطرها ومولاها الحق أذل ما كانت له, وارجى ما كانت لعفوه ومغفرته ورحمته ,وتجرد منها التوحيد بانقطاع اسباب الشرك, وتحقق بطلانه فزالت منها تلك المنازعات التى كانت مشغولة بها,واجتمع همها علي من أيقنت بالقدوم عليه والمصير اليه فوجه العبد وجهه بكليته اليه وأقبل بقلبه وروحه وهمه عليه ,فأستسلم وحده ظاهرا وباطنا ,واستوى سره وعلانيته, فقال: لا اله الا الله مخلصا من قلبه, وقد تخلص قلبه من التعلق بغيره والالتفات الي ما سواه قد خرجت الدنيا كلها من قلبه, وشارف القدوم على ربه وخمدت نيران شهوته وامتلأ قلبه من الآخره فصارت نصب عينيه وصارت الدنيا وراء ظهره, فكانت تلك الشهادة الخالصة خاتمة عمله فطهرته من ذنوبه وادخلته علي ربه لأنه لقى ربه بشهادة صادقة خالصة وافق ظاهرها باطنها وسرها علانيتها فلو حصلت له الشهادة علي هذا الوجه فى أيام الصحة لاستوحش من الدنيا وأهلها وفر الى الله من الناس وأنس به دون ما سواه لكنه شهد بها بقلب مشحون بالشهوات وحب الحياه واسبابها ونفس مملوءه بطلب الحظوظ والالتفات الى غير الله فلو تجردت كتجردها عند الموت لكان لها نبا آخر وعيش آخر سوى عيشها البهيمى والله المستعان الفوائد/100/ علي حسن 377- توحيد الألوهية رأس الأمر قال ابن القيم ....ولهذا كانت لا اله إلا الله أحسن الحسنات وكان توحيد الإلهية رأس الأمر وأما توحيد الربوبية الذي أقر به المسلم والكافر وقرره أهل الكلام في كتبهم فلا يكفي وحده بل هو الحجة عليهم كما بين ذلك سبحانه في كتابه الكريم في عدة مواضع, ولهذا كان حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا كما في الحديث الصحيح الذي رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صصص قال : أتدري ما حق الله على عباده قلت : الله ورسوله أعلم قال : حقه على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قلت : الله ورسوله أعلم قال : حقهم عليه أن لا يعذبهم بالنار ولذلك يحب سبحانه عباده المؤمنين الموحدين ويفرح بتوبتهم كما أن في ذلك أعظم لذة فليس في الكائنات شيء غير الله عز و جل يسكن القلب إليه ويطمئن به ويأنس به ويتنعم بالتوجه إليه, ومن عبد غيره سبحانه وحصل له به نوع منفعة ولذة فمضرته بذلك أضعاف أضعاف منفعته وهو بمنزلة أكل الطعام المسموم اللذيذ . وكما أن السموات والأرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا كما قال تعالى : لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا [ الأنبياء : 22 ] فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى فسد فسادا لا يرجى صلاحه إلا بأن يخرج ذلك المعبود منه. إغاثة اللهفان/ علي حسن/73 |
04-30-2011, 05:26 PM | #133 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 378- الشهقة التي تعرض عند سماع القرآن الشهقة التي تعرض عند سماع القرآن أو غيره لها أسباب أحدها يلوح له عند سماع درجة ليست له فيرتاح إليها فتحدث له الشهقة فهذه شهقة شوق وثانيها أن يلوح له ذنب ارتكبه فيشهق خوفا وحزنا على نفسه وهذه شهقة خشية وثالثها أن يلوح له نقص فيه لا يقدر على دفعه فيحدث له ذلك حزنا فيشهق شهقة حزن ورابعها أن يلوح له كمال محبوبه ويرى الطريق إليه مسدودة عنه فيحدث ذلك شهقة أسف وحزن وخامسها أن يكون قد توارى عنه محبوبه واشتغل بغيره فذكره السماع محبوبه فلاح له جماله ورأى الباب مفتوحا والطريق ظاهرة فشهق فرحا وسرورا بما لاح وبكل حال فسبب الشهقة قوة الوارد وضعف المحل عن الاحتمال والقوة أن يعمل ذلك الوارد عمله داخلا ولا يظهر عليه, وذلك أقوى له وأدوم فإنه إذا أظهره ضعف أثره وأوشك انقطاعه هذا حكم الشهقة من الصادق فإن الشاهق إما صادق وإما سارق وإما منافق الفوائد /197/ علي حسن 379- صعق الصوفية عند سماع القرآن و المواعظ قال المصنف رحمه الله: قلت وقد مات خلق كثير من سماع الموعظة وغشي عليهم, قلنا هذا التواجد الذي يتضمن حركات المتواجدين وقوة صياحهم وتخبطهم فظاهره انه متعمل والشيطان معين عليه. قال المصنف رحمه الله فان قيل فهل في حق المخلص نقص بهذه الحالة الطارئة عليه ؟ قيل نعم من جهتين : أحدهما انه لو قوى العلم أمسك. والثاني أنه قد خولف به طريق الصحابة والتابعين ويكفي هذا نقصا. .... ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت خلف بن حوشب يقول: كان خوات يرعد عند الذكر. فقال له ابراهيم إن كنت تملكه فلا أبالي أن لا أعتد بك ,وإن كنت لا تملكه فقد خالفت من كان قبلك وفي رواية فقد خالفت من هو خير منك. قال المصنف رحمه الله قلت : ابراهيم هو النخعي الفقيه وكان متمسكا بالسنة شديد الاتباع للأثر وقد كان خوات من الصالحين البعداء عن التصنع وهذا خطاب ابراهيم له فكيف بمن لا يخفي حاله في التصنع. تلبيس إبليس/ تلبيسه على الصوفية في الوجد 380- هل الصعق و الموت عند سماع القرآن من عمل الصحابة؟ قال المصنف رحمه الله: واعلم وفقك الله أن قلوب الصحابة كانت أصفى القلوب وما كانوا يزيدون عند الوجد على البكاء والخشوع . حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال قلت:: لأسماء بنت أبي بكر كيف كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله عند قراءة القرآن؟ قالت كانوا كما ذكرهم الله أو كما وصفهم عز وجل تدمع عيونهم وتقشعر جلودهم. فقلت لها: إن ههنا رجالا إذا قرىء على أحدهم القرآن غشي عليه. فقالت :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. عن أبي حازم قال مر ابن عمر رضي الله عنه برجل ساقط من العراق فقال: ما شأنه. فقالوا إذا قرىء عليه القرآن يصيبه هذا . قال: انا لنخشى الله عز وجل وما نسقط ... ثني أبي عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال: جئت إلى أبي فقال لي: أين كنت؟ فقلت :وجدت أقواما ما رأيت خيرا منهم يذكرون الله عز وجل فيرعد أحدهم حتى يخشى عليه من خشية الله عز وجل فقعدت معهم. قال :لا تقعد معهم بعدها . فرآني كأني لم يأخذ ذلك في فقال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر يتلوان القرآن ولا يصيبهم هذا أفتراهم أخشع لله من أبي بكر وعمر. فرأيت أن ذلك كذلك فتركتهم تلبيس إبليس/ تلبيسه على الصوفية في الوجد |
05-03-2011, 08:30 PM | #134 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 381- ما ترك الأول للآخر شيئا قال أبو عمر/ جامع بيان العلم وفضله ويقال أن قول علي بن أبي طالب قيمة كل امرئ ما يحسن لم يسقه إليه أحد وقالوا ليس كلمة أحض على طلب العلم منها و قالوا ولا كلمة أضر بالعلم وبالعلماء والمتعلمين من قول القائل ما ترك الأول للآخر شيئا قال أبو عمر قول علي رحمه الله قيمة كل أمرئ ما يحسن من الكلام العجيب الخطير وقد طار الناس إليه كل مطير ونظمه جماعة من الشعراء إعجابا به وكلفا بحسنه قال الشيخ بكر/ معجم المناهي اللفظية ما ترك الأول للآخر شيئاً : ? قيل : لا كلمة أضر بالعلم ، والعلماء ، والمتعلمين ، منها . وصوابها : (( كم ترك الأول للآخر )) . وقالوا : لا كلمة أخص على طلب العلم من القول المنسوب لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : (( قيمة كل امرئ ما يحسنه )) . 382- قبح الله الكلب والخنزير قال ابن القيم: ولهذا قال بعض السلف ليعظم وقار الله في قلب أحدكم أن يذكره عند ما يستحي من ذكره فيقرن اسمه به كما تقول قبح الله الكلب والخنزير والنتن ونحو ذلك فهذا من وقار الله الفوائد/ 94/ علي حسن 383- الإسلام مصلح للزمان و المكان قال الشيخ مشهور حسن فائدة : قلنا إن الإسلام( مصلح للزمان و المكان) و لم( نقل صالح للزمان و المكان), لأننا إذا قلنا (صالح للزمان و المكان) لم نسلب الإصلاح عن غيره , لكن لما نقول ( هو المصلح) , فإننا قد حصرنا الإصلاح فيه , فهي كلمة أوسع و أبلغ من كلمة صالح , فليس هناك شيء مصلح للزمان و المكان إلا الإسلام شرح الورقات/22/دار الإمام مالك |
05-05-2011, 02:04 PM | #135 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 384- معاني السمع في القرآن والسمع يراد به إدراك الصوت . ويراد به فهم المعنى. ويراد به القبول والاجابة. والثلاثة في القرآن. فمن الأول قوله :قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ وهذا أصرح ما يكون في إثبات صفة السمع ذكر الماضي والمضارع واسم الفاعل (سمع )و (يسمع) وهو (سميع )وله السمع, كما قالت عائشة رضى الله عنها الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا في جانب البيت وإنه ليخفى على بعض كلامها فأنزل الله:( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) والثاني: سمع الفهم كقوله: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) لما في قلوبهم من الكبر والاعراض عن قبول الحق ففيهم آفتان : إحداهما :انهم لا يفهمون الحق لجهلهم( و هي الآفة الثانية) ولو فهموه لتولوا عنه وهم معرضون عنه لكبرهم وهذا غاية النقص والعيب والثالث :سمع القبول والاجابة كقوله تعالى:(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) مفتاح دار السعادة/1/297 385- أول ما أنزل من القرآن قال ابن القيم: فَأَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ } [ الْعَلَقُ 1 ] هَذَا قَوْلُ عَائِشَةَ وَالْجُمْهُورِ . وَقَالَ جَابِرٌ : أَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ { يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ } وَالصّحِيحُ قَوْلُ َعائِشَةَ ِلوُجُوهٍ: أَحَدُهَا : أَنّ قَوْلَهُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ صَرِيحٌ فِي أَنّهُ لَمْ يَقْرَأْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئًا . الثّانِي : الْأَمْرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي التّرْتِيبِ قَبْلَ الْأَمْرِ بِالْإِنْذَارِ فَإِنّهُ إذَا قَرَأَ فِي نَفْسِهِ أُنْذِرَ بِمَا قَرَأَهُ فَأَمَرَهُ بِالْقِرَاءَةِ أَوّلًا ثُمّ بِالْإِنْذَارِ بِمَا قَرَأَهُ ثَانِيًا . الثّالِثُ أَنّ حَدِيثَ جَابِرٍ وَقَوْلُهُ أَوّلُ مَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ { يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ } قَوْلُ جَابِرٍ وَعَائِشَةُ أَخْبَرَتْ عَنْ خَبَرِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ نَفْسِهِ بِذَلِكَ . الرابع: أن حديث جابر الذي احتج به صريح في أنه قد تقدم نزول الملك عليه أولا قبل نزول "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" فإنه قال: "فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء, فرجعت إلى أهلي فقلت: زملوني دثروني, فأنزل الله:"يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" فدل حديث جابر على تأخر نزول "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" والحجة في روايته, لا في رأيه. والله أعلم. زاد المعاد/ 1 /55/ الريان 386- إخْرَاجُ النُّصُوصِ عَنْ ظَاهِرِهَا لِتُوَافِقَ مَذْهَبَ الْمُفْتِي قال ابن القيم: الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ وَالْخَمْسُونَ : إذَا سُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُخْرِجَهَا عَنْ ظَاهِرِهَا بِوُجُوهِ التَّأْوِيلَاتِ الْفَاسِدَةِ لِمُوَافَقَةِ نِحْلَتِهِ وَهَوَاهُ ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ اسْتَحَقَّ الْمَنْعَ مِنْ الْإِفْتَاءِ وَالْحَجْرَ عَلَيْهِ ، وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ هُوَ الَّذِي صَرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيّ : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ : الْأَصْلُ قُرْآنٌ أَوْ سَنَةٌ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقِيَاسٌ عَلَيْهِمَا ، وَإِذَا اتَّصَلَ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَّ الْإِسْنَادُ بِهِ فَهُوَ الْمُنْتَهَى وَالْإِجْمَاعُ أَكْبَرُ مِنْ الْخَبَرِ الْفَرْدِ ، وَالْحَدِيثُ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَإِذَا احْتَمَلَ الْمَعَانِيَ فَمَا أَشْبَهَ مِنْهَا ظَاهِرَهُ أَوْلَاهَا بِهِ ، فَإِذَا تَكَافَأَتْ الْأَحَادِيثُ فَأَصَحُّهَا إسْنَادًا أَوْلَاهَا ، وَلَيْسَ الْمُنْقَطِعُ بِشَيْءٍ ، مَا عَدَا مُنْقَطِعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَلَا يُقَاسُ أَصْلٌ عَلَى أَصْلٍ وَلَا يُقَالُ لِأَصْلٍ : لِمَ ؟ وَكَيْفَ ؟ وَإِنَّمَا يُقَالُ لِلْفَرْعِ : لِمَ ؟ فَإِذَا صَحَّ قِيَاسُهُ عَلَى الْأَصْلِ صَحَّ وَقَامَتْ بِهِ الْحُجَّةُ ، رَوَاهُ الْأَصَمُّ عَنْ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ . وَقَالَ أَبُو الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيُّ فِي الرِّسَالَةِ النِّظَامِيَّةِ فِي الْأَرْكَانِ الْإِسْلَامِيَّةِ " : ذَهَبَ أَئِمَّةُ السَّلَفِ إلَى الِانْكِفَافِ عَنْ التَّأْوِيلِ ، وَإِجْرَاءِ الظَّوَاهِرِ عَلَى مَوَارِدِهَا وَتَفْوِيضِ مَعَانِيهَا إلَى الرَّبِّ تَعَالَى ، وَاَلَّذِي نَرْتَضِيهِ رَأْيًا وَنَدِينُ اللَّهَ بِهِ عَقْدَ اتِّبَاعِ سَلَفِ الْأُمَّةِ ؛ فَالْأَوْلَى الِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ الِابْتِدَاعِ ، وَالدَّلِيلُ السَّمْعِيُّ الْقَاطِعُ فِي ذَلِكَ أَنَّ إجْمَاعَ الْأُمَّةِ حُجَّةٌ مُتَّبَعَةٌ ، وَهُوَ مُسْتَنَدُ مُعْظَمِ الشَّرِيعَةِ ... إعلام الموقعين/دخول الكفارة يمين الطلاق |
05-07-2011, 04:23 PM | #136 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 387- سبعة أمثال قيلت في الإست قال الميداني: صر عليه الغزو إسته الصر، شد الصرار على أَطْباء الناقة. يضرب لمن ضيق تصرفه عليه أمره. قال المؤرج: دخل رجل على سليمان بن عبد الملك، وكان سليمان أول من أخذ الجار بالجار، وعلى رأس سليمان وصيفة روقة، فنظر إليها الرجل ,فقال له سليمان: أتعجبك؟ فقال: بارك الله لأمير المؤمنين فيها. فقال: أخبرني بسبعة أمثال قيلت في الإست وهي لك. فقال الرجل: إست البائن أعلم. قال سليمان: واحد. قال: صر عليه الغزو إسته. قال سليمان: اثنان. قال: إست لم تعود المجمر. قال سليمان ثلاثة. قال: إست المسؤول أضيق. قال سليمان أربعة. قال: الحر يعطي والعبد يألم إسته. قال سليمان خمسة. قال الرجل: إستي أخبثي. قال سليمان: ستة. قال : لا ماءك أبقيت و لا حرك أنقيت . قال سليمان:ليس هذا في هذا. قال: بلى أخذت الجار بالجار كما يأخذ أمير المؤمنين. قال: خذها لا بارك الله لك فيها. مجمع الأمثال/ المثل صر عليه الغزو إسته 388- حروف المعجم في بدن الإنسان ومن حكايات الفصحاء ونوادر البلغاء ما حكي أن عبد الملك بن مروان جلس يوماً وعنده جماعة من خواصه ,وأهل مسامرته، فقال: أيكم يأتيني بحروف المعجم في بدنه وله علي ما يتمناه، فقام إليه سويد بن غفلة، فقال: أنا لها يا أمير المؤمنين، قال: هات. فقال: نعم يا أمير المؤمنين. أنف بطن ترقوة ثغر جمجمة حلق خد دماغ ذكر رقبة زند ساق شفة صدر ضلع طحال ظهر عين غبب فم قفا كف لسان منخر نغنوغ هامة، وجه يد، وهذه آخر حروف المعجم، والسلام على أمير المؤمنين، فقام بعض أصحاب عبد الملك، وقال: يا أمير المؤمنين أنا أقولها من جسد الإنسان مرتين، فضحك عبد الملك وقال لسويد: أسمعت ما قال؟ قال: أصلح الله الأمير أنا أقولها ثلاثاً، فقال: هات ولك ما تتمناه، فابتدأ يقول: أنف أسنان أذن، بطن بنصر بزة، ترقوة تمرة تينة، ثغر ثنايا ثدي، جمجمة جنب جبهة، حلق حنك حاجب، خد خنصر خاصرة، دبر دماغ درادير، ذقن ذكر ذراع، رقبة رأس ركبة، زند زردمة زب، فهناك ضحك عبد الملك حتى استلقى على قفاه، ساق سرة سبابة، شفة شفر شارب، صدر صدع صلعة، ضلع ضفيرة ضرس، طحال طرة طرف، ظهر ظفر ظلم، عين عنق عاتق، غبب غلصمة غنة، فم فك فؤاد، قلب قفا قدم، كف كتف كعب، لسان لحية لوح، منخر مرفق منكب، نغنوغ ناب نن، هامة هيئة هيف، وجه وجنة ورك، يمين يسار يافوخ. ثم نهض مسرعاً، قال: فعندها ضحك عبد الملك وقال: والله ما تزيدنا عليها شيئاً أعطوه ما يتمناه، ثم أجازه وأنعم عليه، وبالغ في الإحسان إلي. المستطرف في كل فن مستظرف/97/دار الهلال / ذكر الفصحاء من الرجال. 389- فصاحة امرأة حكي عن أبي عبد الله النميري أنه قال: كنت يوماً مع المأمون وكان بالكوفة، فركب للصيد ومعه سرية من العسكر، فبينما هو سائر إذ لاحت له طريدة، فأطلق عنان جواده وكان على سابق من الخيل، فأشرف على نهر ماء من الفرات، فإذا هو بجارية عربية بيدها قربة قد ملأتها وحملتها على كتفها، وصعدت من حافة النهر، فانحل وكاؤها فصاحت برفيع صوتها: يا أبت أدرك فاها ,قد غلبني فوها, لا طاقة لي بفيها، قال: فعجب المأمون من فصاحتها ورمت الجارية القربة من يدها، فقال لها المأمون: يا جارية من أي العرب أنت؟ قالت: أنا من بني كلاب، قال: وما الذي حملك أن تكوني من الكلاب؟ فقالت: والله لست من الكلاب وإنما أنا من قوم كرام غير لئام يقرون الضيف، ويضربون بالسيف، ثم قالت: يا فتى من أي الناس أنت؟ فقال: أو عندك علم بالأنساب. قالت: نعم. قال لها: أنا من مضر الحمراء، قالت: من أي مضر؟ قال: من أكرمها نسباً، وأعظمها حسباً، وخيرها أماً وأباً، وممن تهابه مضر كلها قالت: أظنك من كنانة، قال: أنا من كنانة، قالت: فمن أي كنانة؟ قال: من أكرمها مولداً وأشرفها محتداً وأطولها في المكرمات يداً، ممن تهابه كنانة وتخافه، فقالت: إذن أنت من قريش، قال: أنا من قريش، قالت: من أي قريش؟ قال: من أجملها ذكراً وأعظمها فخراً، ممن تهابه قريش كلها وتخشاه، قالت: أنت والله من بني هاشم، قال: أنا من بني هاشم، قالت: من أي هاشم، قال: من أعلاها منزلة، وأشرفها قبيلة، ممن تهابه هاشم وتخافه، فعند ذلك قالت السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال: فعجب المأمون وقال: والله لأتزوجن بهذه الجارية لأنها من أكبر الغنائم، ووقف حتى تلاحقته العساكر، فنزل هناك، وأنفذ خلف أبيها وخطبها منه، فزوجه بها وأخذها وعاد مسروراً، وهي والدة ولده العباس المستطرف في كل فن مستظرف/101/دار الهلال / ذكر الفصحاء من النساء. |
05-11-2011, 08:54 PM | #137 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 390- حديث هو ثلث العلم قال عبد الرحمن بن مهدي لو صنفت كتابا في الأبواب لجعلت حديث عمر بن الخطاب في الأعمال بالنيات في كل باب ,وعنه أنه قال من أراد أن يصنف كتابا فليبدأ بحديث الأعمال بالنيات . وهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها فروى عن الشافعي أنه قال هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في سبعين بابا من الفقه وعن الإمام أحمد رضي الله عنه قال: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر إنما الأعمال بالنيات, وحديث عائشة من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وحديث النعمان بن بشير الحلال بين والحرام جامع العلوم و الحكم/16 391- التلفظ بالنية قال ابن رجب: والنية هي قصد القلب ولا يجب التلفظ بما في القلب في شيء من العبادات, وخرج بعض أصحاب الشافعي له قولا باشتراط التلفظ بالنية للصلاة وغلط المحققون منهم, واختلف المتأخرون من الفقهاء في التلفظ بالنية في الصلاة وغيرها فمنهم من استحبه ومنهم من كرهه ولا نعلم في هذه المسائل نقلا خاصا عن السلف ولا عن الأئمة إلا في الحج وحده فإن مجاهدا قال إذا أراد الحج يسمي ما يهل به وروى عنه أنه قال يسميه في التلبية وهذا ليس مما نحن فيه فإن النبي صلى الله عليه و سلم كان يذكر نسكه في تلبيته فيقول لبيك عمرة وحجة وإنما كلامنا أنه يقول عند إرادة عقد الإحرام اللهم إنى أريد الحج والعمرة كما استحب ذلك كثير من الفقهاء وكلام مجاهد ليس صريحا في ذلك وقال أكثر السلف منهم عطاء وطاوس والقاسم بن محمد والنخعي تجزيه النية عند الإهلال. وصح عن ابن عمر أنه سمع رجلا عند إحرامه يقول اللهم إنى أريد الحج والعمرة فقال له أتعلم الناس أو ليس الله يعلم ما في نفسك ونص مالك على مثل هذا وأنه لا يستحب له أن يسمي ما أحرم به حكاه صاحب كتاب تهذيب المدونة من أصحابه وقال أبو داود فقلت لأحمد أتقول قبل التكبير يعني في الصلاة شيئا قال لا وهذا قد يدخل فيه أنه لا يتلفظ بالنية والله سبحانه وتعالى أعلم جامع العلوم و الحكم/33 392- عجبت من ثلاث قال يحيى بن معاذ عجبت من ثلاث : رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمله الله ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا ورجل يرغب فى صحبة المخلوقين ومودتهم والله يدعوه الى صحبته ومودته الفوائد/280 |
05-14-2011, 08:55 PM | #138 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 393- مراتب الوحي قال ابن القيم: وَكَمّلَ اللّهُ لَهُ مِنْ مَرَاتِبَ الْوَحْيِ مَرَاتِبَ عَدِيدَةً إحْدَاهَا : الرّؤْيَا الصّادِقَةُ وَكَانَتْ مَبْدَأَ وَحْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إلّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصّبْحِ . الثّانِيَةُ مَا كَانَ يُلْقِيهِ الْمَلَكُ فِي رَوْعِهِ وَقَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ كَمَا قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتّقُوا اللّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنّكُمْ اسْتِبْطَاءُ الرّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللّهِ فَإِنّ مَا عِنْدَ اللّهِ لَا يُنَالُ إلّا بِطَاعَتِهِ الثّالِثَةُ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَتَمَثّلُ لَهُ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُخَاطِبَهُ حَتّى يَعِيَ عَنْهُ مَا يَقُولُ لَهُ وَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ كَانَ يَرَاهُ الصّحَابَةُ أَحْيَانًا . الرّابِعَةُ أَنّهُ كَانَ يَأْتِيهِ فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَكَانَ أَشَدّهُ عَلَيْهِ فَيَتَلَبّسُ بِهِ الْمَلَكُ حَتّى إنّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصّدُ عَرَقًا فِي الْيَوْمِ الشّدِيدِ الْبَرْدِ وَحَتّى إنّ رَاحِلَتَهُ لِتَبْرُك بِهِ إلَى الْأَرْضِ إذَا كَانَ رَاكِبَهَا . الْخَامِسَةُ أَنّهُ يَرَى الْمَلَكَ فِي صُورَتِهِ الّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا فَيُوحِي إلَيْهِ مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يُوحِيَهُ وَهَذَا وَقَعَ لَهُ مَرّتَيْنِ كَمَا ذَكَرَ اللّهُ ذَلِكَ فِي النّجْمِ . السّادِسَةُ مَا أَوْحَاهُ اللّهُ وَهُوَ فَوْقَ السّمَوَاتِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ مِنْ فَرْضِ الصّلَاةِ وَغَيْرِهَا . السّابِعَةُ كَلَامُ اللّهِ لَهُ مِنْهُ إلَيْهِ بِلَا وَاسِطَةِ مَلَكٍ كَمَا كَلّمَ اللّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ وَهَذِهِ الْمَرْتَبَةُ هِيَ ثَابِتَةٌ لِمُوسَى قَطْعًا بِنَصّ الْقُرْآنِ وَثُبُوتُهَا لِنَبِيّنَا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هُوَ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ . وَقَدْ زَادَ بَعْضُهُمْ مَرْتَبَةً ثَامِنَةً وَهِيَ تَكْلِيمُ اللّهِ لَهُ كِفَاحًا مِنْ غَيْرِ حِجَابٍ وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَأَى رَبّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهِيَ مَسْأَلَةُ خِلَافٍ بَيْنَ السّلَفِ وَالْخَلَفِ وَإِنْ كَانَ جُمْهُورُ الصّحَابَةِ بَلْ كُلّهُمْ مَعَ عَائِشَةَ .... زاد المعاد/1/ 51/ الريان 394- الإختلاف في اختتان الرسول صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ أَحَدُهَا : أَنّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ لَا يَصِحّ ذَكَرَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيّ فِي " الْمَوْضُوعَاتِ " وَلَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ ثَابِتٌ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ خَوَاصّهِ فَإِنّ كَثِيرًا مِنْ النّاسِ يُولَدُ مَخْتُونًا . وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ : قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ مَسْأَلَةٌ سُئِلْتُ عَنْهَا : خَتّانٌ خَتَنَ صَبِيّا فَلَمْ يَسْتَقْصِ ؟ قَالَ إذَا كَانَ الْخَتّانُ جَاوَزَ نِصْفَ الْحَشَفَةِ إلَى فَوْقٍ فَلَا يُعِيدُ لِأَنّ الْحَشَفَةَ تَغْلُظُ وَكُلّمَا غَلُظَتْ ارْتَفَعَ الْخِتَانُ . فَأَمّا إذَا كَانَ الْخِتَانُ دُونَ النّصْفِ فَكُنْتُ أَرَى أَنْ يُعِيدَ . قُلْت : فَإِنّ الْإِعَادَةَ شَدِيدَةٌ جِدّا وَقَدْ يَخَافُ عَلَيْهِ مِنْ الْإِعَادَةِ ؟ فَقَالَ لَا أَدْرِي ثُمّ قَالَ لِي فَإِنّ هَاهُنَا رَجُلًا وُلِدَ لَهُ ابْنٌ مَخْتُونٌ فَاغْتَمّ لِذَلِكَ غَمّا شَدِيدًا فَقُلْت لَهُ إذَا كَانَ اللّهُ قَدْ كَفَاك الْمُؤْنَةَ فَمَا غَمّكَ بِهَذَا ؟ انْتَهَى . وَحَدّثَنِي صَاحِبُنَا أَبُو عَبْدِ اللّهِ مُحَمّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَلِيلِيّ الْمُحَدّثُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ أَنّهُ وُلِدَ كَذَلِكَ وَأَنّ أَهْلَهُ لَمْ يَخْتِنُوهُ وَالنّاسُ يَقُولُونَ لِمَنْ وُلِدَ كَذَلِكَ خَتَنَهُ الْقَمَرُ وَهَذَا مِنْ خُرَافَاتِهِمْ . الْقَوْلُ الثّانِي : أَنّهُ خُتِنَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ شَقّ قَلْبَهُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ظِئْرِهِ حَلِيمَةَ . الْقَوْلُ الثّالِثُ أَنّ جَدّهُ عَبْدَ الْمُطّلِبِ خَتَنَهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمّاهُ مُحَمّدًا . قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرّ : وَفِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ غَرِيبٌ .... ..........وَقَدْ وَقَعَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَاضِلَيْنِ صَنّفَ أَحَدُهُمَا مُصَنّفًا فِي أَنّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا وَأَجْلَبَ فِيهِ مِنْ الْأَحَادِيثِ الّتِي لَا خِطَامَ لَهَا وَلَا زِمَامَ وَهُوَ كَمَالُ الدّينِ بْنُ طَلْحَةَ فَنَقَضَهُ عَلَيْهِ كَمَالُ الدّينِ بْنُ الْعَدِيمِ وَبَيّنَ فِيهِ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خُتِنَ عَلَى عَادَة الْعَرَبُ وَكَانَ عُمُومٌ هَذِهِ السّنّة لِلْعَرَبِ قَاطِبَةً مُغْنِيًا عَنْ نَقْلٍ مُعَيّنٍ . فِيهَا وَاَللّه أَعْلَم زاد المعاد/1/ 53/ الريان 395- أول مسجد قرئ فيه القرآن في المدينة قال ابن القيم: فَأَوّلُ مَسْجِدٍ قُرِئَ فِيهِ الْقُرْآنُ بِالْمَدِينَةِ مَسْجِدُ بَنِي زُرَيْقٍ زاد المعاد/1/ 69/ الريان |
05-16-2011, 05:57 PM | #139 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 396- التنافس في التصنيف من أجل الشهرة وقد لبس إبليس على الكاملين في العلوم فيسهرون ليلهم ويدأبون نهارهم في تصانيف العلوم ويريهم إبليس أن المقصود نشر الدين ويكون مقصودهم الباطن انتشار الذكر وعلو الصيت والرياسة وطلب الرحلة من الآفاق إلى المصنف. وينكشف هذا التلبيس بأنه لو انتفع بمصنفاته الناس من غير تردد إلىه أو قرئت على نظيره في العلم فرح بذلك إن كان مراده نشر العلم وقد قال بعض السلف ما من علم علمته إلا أحببت أن يستفيده الناس من غير أن ينسب إلي ومنهم من يفرح بكثرة الاتباع ويلبس عليه إبليس بأن هذا الفرح لكثرة طلاب العلم وإنما مراده كثرة الأصحاب واستطارة الذكر ومن ذلك العجب بكلماتهم وعلمهم وينكشف هذا التلبيس بأنه لو انقطع بعضهم إلى غيره ممن هو أعلم منه ثقل ذلك عليه وما هذه صفة المخلص في التعليم لأن مثل المخلص مثل الأطباء الذين يداوون المرضى لله سبحانه وتعالى فاذا شفي بعض المرضى على يد طبيب منهم فرح الآخر وقد ذكرنا آنفا حديث ابن أبي ليلى ونعيده بإسناد آخر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار ما منهم رجل يسأل عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه ولا يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه. بواسطة سبائك الذهب في كشف آفات الطلب/37/أحمد ابن أبي العينين 397- التحديث قبل الـتأهيل قال عَبَّاسَ بنَ عَبْدِ العَظِيْمِ عن هدبة إنه يحدث من كتب أمية بن خالد فقال الذهبي: قُلْتُ: رَافَقَ أَخَاهُ فِي الطَّلَبِ، وَتَشَارَكَا فِي ضَبْطِ الكُتُبِ، فَسَاغَ لَهُ أَنْ يَرْوِيَ مِنْ كُتُبِ أَخِيْهِ، فَكَيْفَ بِالمَاضِينَ، لَوْ رَأَوْنَا اليَوْمَ نَسْمَعُ مِنْ أَيِّ صَحِيفَةٍ مُصَحَّفَةً عَلَى أَجْهَلِ شَيْخٍ لَهُ إِجَازَةٌ، وَنَرْوِي مِنْ نُسْخَةٍ أُخْرَى بَيْنَهُمَا مِنَ الاخْتِلاَفِ وَالغَلَطِ أَلوَانٌ، فَفَاضِلُنَا يُصَحِّحُ مَا تَيَسَّرَ مِنْ حِفْظِهِ، وَطَالِبُنَا يَتَشَاغَلُ بِكِتَابَةِ أَسْمَاءِ الأَطفَالِ، وَعَالِمُنَا يَنْسَخُ، وَشَيْخُنَا يَنَامُ، وَطَائِفَةٌ مِنَ الشَّبِيبَةِ فِي وَادٍ آخَرَ مِنَ المُشَاكَلَةِ وَالمُحَادَثَةِ. لَقَدِ اشتَفَى بِنَا كُلُّ مُبتَدِعٍ، وَمَجَّنَا كُلُّ مُؤْمِنٍ. أَفَهَؤُلاَءِ الغُثَاءُ هُمُ الَّذِيْنَ يَحْفَظُونَ عَلَى الأُمَّةِ دِينَهَا؟ كَلاَّ وَاللهِ. فَرِحِمَ اللهُ هُدْبَةَ، وَأَيْنَ مِثْلُ هُدْبَةَ؟! نَعَمْ، مَا هُوَ فِي الحِفْظِ كَشُعْبَةَ. سبائك الذهب في كشف آفات الطلب/53/أحمد ابن أبي العينين 398- شبر من جهل خير من باع من حظوة قال: الليث: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع، من طالب علم وفقه وشعر وصنوف، ثم لم يلبث أن بقى وحده، وأقبلوا على ربيعة. وكان ربيعة يقول: شبر من حظوة خير من باع من علم، قال الذهبي: اللهم اغفر لربيعة. بل شبر من جهل خير من باع من حظوة، فإن الحظوة وبال على العالم، والسلامة في الخمول، فنسأل الله المسامحة. سبائك الذهب في كشف آفات الطلب/28/أحمد ابن أبي العينين __________________ أشكو إلى الله كما قد شكى ... أولاد يعقوب إلى يوسف قد مسني الضر وأنت الذي ... تعلم حالي وترى موقفي بضاعتي المزجاة محتاجة ... إلى سماح من كريم وفي فقد أتى المسكين مستمطرا ... جودك فارحم ذله واعطف فاوف كيلي وتصدق على ... هذا المقل البائس الأضعف |
05-17-2011, 11:39 PM | #140 |
داعية مميز | رد: في كل مرة ثلاث فوائد 399- خذ خربقاً وشلفقاً وشِبْرِقاً دخل أبو عَلْقَمَة علي أعْينَ الطبيب فقال له: أمتعَ الله بك، إني أكلت من لحوم هذه الجَوَازِل فطَسِئْتُ طَسْاةً، فأصابني وَجَعٌ ما بين الوَابِلَة إلى دَأيَة العنقُ فلم يزل يَربوُ ويَنْمِي حتى خالط الخِلْبَ والشَراسِيفَ، فهل عندك دواء؟ فقال أعْيَن: نعم، خذ خربقاً وشلفقاً وشِبْرِقاً فزَهْزِقْهُ وزَقْزِقه واغْسِلْه بماء رَوْثٍ واشربْه؛ فقال أبو عَلْقمة: لم أفهمْ عنك؛ قال أعين: أفهمتُك كما أفهمتَنِي. وقال له يوماً آخَرَ: إني أجِد مَعْمَعةً في بطني وقَرْقرةً؛ فقال له: أما المعمعةُ فلا أعرِفها، وأما القرقرةُ فهي ضُرَاطٌ لم يَنفَج. عيون الأخبار/ابن قتيبة 400- حرف من الغريب قال أبو الحسن : كان غلام يُقعَر في كلامه، فأتى أبا الأسود الدُّؤلي يلتمس ما عنده؛ فقال له أبو الأسود: ما فعل أبوك؟ قال: أخذته الحُمى فَطَبَخَتْه طَبْخاً وفَضَخَتْه فَضْخاً وفنخته فَنْخاً فتركته فَرْخا !! قال أبو الأسود: فما فعلت امرأته التي كانت تُجارُه وتُشَاره وتُزارُه وتهارُّه؛ قال: طلقها فتزوٌجت غيره فرَضِيت وحَظِيَت وبَظِيَت. قال أبو الأسود: قد عرفنا حَظِيت؛ فما بِظيَت؟ ق ال: حرف من الغريب لم يبلغك. قال أبو الأسود: يابن أخي، كل حرف من الغريب لم يبلغ عمك فاستُره كما تستر السنًوْرُ خراها. عيون الأخبار/ ابن قتيبة 401فطرة أعرابي ترد شبهة معتزلية قال روى أن أعرابياً جاء إلى عمرو بن عبيد فقال له :إن ناقتي سرقت فادع الله أن يردها علي فقال: اللهم إن ناقة هذا الفقير سرقت ولم ترد سرقتها اللهم أرددها عليه فقال الأعرابي :يا شيخ الآن ذهبت ناقتي ويئست منها قال وكيف قال لأنه إذا أراد أن لا تسرق فسرقت لم آمن أن يريد رجوعها فلا ترجع ونهض من عنده منصرفاً. الأذكياء/المنقول عن العرب و علماء العربية __________________ أشكو إلى الله كما قد شكى ... أولاد يعقوب إلى يوسف قد مسني الضر وأنت الذي ... تعلم حالي وترى موقفي بضاعتي المزجاة محتاجة ... إلى سماح من كريم وفي فقد أتى المسكين مستمطرا ... جودك فارحم ذله واعطف فاوف كيلي وتصدق على ... هذا المقل البائس الأضعف |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|