02-27-2014, 06:42 AM | #1 |
إداري تاريخ التسجيل: Jun 2010 المشاركات: 1,222 | الشيخ عبدالعزيز الأحمد ، يحكي بنفسه عن امرأة كانت كثيرة الصراخ واللجاج والعصبية مع أينائها وزوجها، كيف تغيرت حينما غيرت تفكيرها السلبي! ! د عبدالعزيز الأحمد تذكر دائماً.. الفرصة لا تتكرر! تخيّل نفسك -عزيزي القارئ- أنّك تدخل مكاناً ما، فتتفاجأ بعرضٍ لعمل مميز، أو ترشيح لدورة قيّمة، أو صفقة مغرية تعرض عليك، قد يكون الوقت حينها محدوداً لاتخاذ القرار، وتقع في حيرة شديدة، بين خوف الإقدام، وخشية الفوات!بحسبة بسيطة، مباشرة فكّر بالأمر بمقارنة مبسطة: لو أقدمت ماذا أستفيد؟ وما المطلوب وقتا وجهداً؟ ولو أحجمت ماذا سيفوت؟ وهل يعوض؟ أجب على هذه الأسئلة، ثم اتخذ القرار.النفوس؛ تلين أحياناً وتقسو أحياناً، تقبل أحياناً وتدبر أحياناً؛ فإذا أقبلت استثمر إقبالها بكل نافع وطيب، وإذا أدبرت توق ما يضرها في الدنيا والآخرة، هذه المقدمة عمِلت بها امرأة من نساء المغرب من مدينة طنجة، شاركت معنا في برنامج «إيجابيون»، امرأة اقتنصت الفرصة واتخذت القرار ثم فازت بالجائزة الكبرى، والأهم فوزها بأعظم من المال: «الإيجابية!».تقول المشاركة: أنا فتاة متزوجة ولي أطفال، أشكو من عصبيتي، ونفسيتي دوما متعبة، لا يمر يوم أو يومان إلا وأتخاصم مع زوجي، كثيراً ما أنهر أولادي وأصرخ في وجوههم، حياتي الأسرية غير مستقرة، إضافة لذلك حالتنا المادية ضعيفة، كنت لا أتطعم بالحياة ولا الزواج ولا الأولاد، ويضيع يومي بين مهام البيت والصراخ والمخاصمات ومتابعة التلفاز، لست منظمة، ولا يوجد لدي هدف لحياتي، ولا أملك أساليب لتطوير نفسي وتربية أولادي تربية إيجابية، ولست متفننة بأساليب كسب زوجي وتغيير «روتين» أسرتي.مرت أعوام، وأنا على هذه الوتيرة؛ حتى رأيتُ مرة إعلاناً في أحد المواقع يعلن عن برنامج في النت والتلفاز يرصد جوائز بمئات الألوف، الجائزة الأولى سيارة «لاند كروزر»، شدني ذلك فسارعت للمشاركة، وسجلت وطبقت مقياس الإيجابية القبلي، ثم تابعت الموضوعات المتتابعة التي تنمي التفكير الإيجابي، وتظهر معنى الحياة، وتعلمت مهارات الحوار وفنون التواصل مع زوجي وأولادي، وتدربت على أساليب التعاطف والإحساس بالآخر، هنا لاحظت تغيراً واضحاً في طريقة تفكيري، ونظرتي للحياة، وأساليب تعاملي مع زوجي وأولادي، لاحظ زوجي ذلك علي، وشجع مشاركتي وذكر لي أن عصبيتي قلَّت، وأنني بدأت أحاور وأناقش بدون لجاج أو رفع صوت.بعدما انتهت المرحلة الأولى من البرنامج، بدأت المرحلة الأكبر، وهي تصميم منهج حياتي، بالتخطيط ورسم الأهداف ومعرفة قدراتي ومواهبي وإمكاناتي، ثم اتخاذ القرارات المهمة في جوانب حياتي الفردية والأسرية، فعلا حددتُها، وخططتُ وبدأت أنفذ.رتبت مجالاتي، جعلت وقتا للبيت، وآخر للأولاد، وكذلك الزوج، اهتممت بجانب تطوير شخصيتي بالقراءة والبحث والعلاقات الفاعلة، فتحت مجالات لتنمية الأسرة، ثم أخيراً أتى طرح مشروع حياتي والذي كان رأس التخطيط وثمرة الاجتهاد، فكرت كثيراً وشاورت زوجي، وحيث إنني اكتسبت مهارات البرنامج، وبدأت أقرأ وأبحث، ولدي أولاد، استقر رأيي بجعل جزء من شقتنا في وقت الصباح لاستقبال أولاد جيراني، وجعل ذلك كالحضانة لهم، وفعلاً وضعت خطة ذلك، هدفاً ووقتاً ومكاناً ومتطلبات، وسجل لديّ مجموعة بمبلغ جيد ومناسب، نجحت التجربة، فزدت العدد، حتى ضاق المكان، فاضطررت لتوسيعها وأخذت مكاناً أوسع، ثم أعلنت لجميع الجيران والشقق المجاورة، فبدأت أستقبل أولادهم؛ أرعاهم وأعلمهم وأربيهم، وكان ذلك فيه دخل مادي شهري جيد، عدا عن إيجابيات أخرى، حيث أنس معهم أولادي، ودعمني زوجي، بل فرح بتغيري، وحواري، وتفاعلي ثم بنجاح مشروعي.سبحان الله؛ تغيرت نفسيتي وأحبني أولادي وارتاح معي زوجي، واستفاد مني جيراني؛ بعد ذلك رن هاتف منزلنا، فإذا به اتصال من السعودية، وإذا هم البرنامج، سألوني عن اسمي وعنواني ورقم بطاقتي فقلت صحيح، فتأكدوا من ذلك، ثم بشروني بفوزي بالمركز الأول!!! فصعقت من هول الخبر وكدت أسقط مغشيا علي، وانخرطت في بكاء حار.. نسيت الجوائز والمال والدنيا، نعم كانت في الأول هدفي، لكن البرنامج غيرني لامرأة أخرى، امرأة إيجابية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، رفضت الجائزة، وقلتُ: تغيري وإيجابيتي هي الجائزة!!*انتهى كلام الأخت المغربية الفائزة فعلا بشيء أعظم من المال، تغير النفس، وإيجابية الذات، وتفاعل الأسرة ونجاح الحياة؛ لكن الإدارة أبت إلا أن ترسل لها جائزتها، وأشاروا عليها أن تكون دعما لمشروعها وتطويرا له ليكون حضانة رسمية تنطلق في آفاق الإيجابية والعطاء، هذه المرأة وصلت إليها الفرصة، اقتنصتها ودخلت لأجل المال، فجاءها مزيد من ذلك..* وتغيرت في نظرتها للحياة ووضوح الهدف والتربية، ونعِم بها الزوج والأولاد والجيران والمجتمع.أما عن الحياة، فكثيراً ما رأيت فيها من يشكو الصعوبات والهموم، ولم يكلف نفسه البحث والتفكر، والتفاؤل.. ولو فعل ذلك لقلب الهم دافعا، والعقبة سلما، والفشل نجاحا.. والانزواء تفاعلاً.إنّ في داخلنا مئات النجاحات، وأمامنا آلاف الفرص؛ فابحث في عوالم نفسك.. ففيها العجب، واقتنص الفرص التي أمامك.. فإنها قد لا تعود! |
| |