حديث : ( لا تكونوا إمعة ) لا يصح سندا ، ومعناه صحيح

السؤال: ما مدى صحّة حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال : (لا يكون المؤمن إمّعة ، ذا أساء النّاس أساء معهم ، وإذا أحسنوا أحسن معهم)؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ : محمد صالح المنجد

الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث روي من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا) رواه الترمذي (2007) بإسناد ضعيف .
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في "ضعيف الترمذي" غير أنه صححه من قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
ولا شك أن المعنى الذي تضمنه الحديث صحيح ، فالذي ينبغي للمؤمن أن يحسن اعتقاداته وأقواله وأعماله ، سواء أحسن الناس أم أساؤوا .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"الواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به ، وأن يقتصر على ما حده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ، فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمَّعَةً يتبع كلَّ ناعق ، بل ينبغي أن يُكَوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسيا ، لأن شريعة الله - والحمد لله - كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ) المائدة/3" انتهى .
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/301) .


والله أعلم .




الإسلام سؤال وجواب

أحسنت ، نفع الله بك على هذه الدرر ، وما أكثر الإمعات في زماننا ، فتجد الشخص يهلك نفسه ، من أجل مقولة ( خلك مع الناس ) ، أو يقولون الموت مع لجماعة رحمة !!! ، يعني خلك مع الناس ، بينما الواجب هو أن يقول خلك مع الدليل الشرعي والفهم الصحيح لما أراده الشارع الحكيم ، فمثلا الأسهم التي أكلت الرطب واليابس ، جعلت كثير من الناس يدخل بها محملا نفسه الديون المتراكمة ، من أجل أنه رأى الناس خاضوا فسيخوض من غير أن يضبط نفسه ويضع لنفسه حد ، فآل الآمر إلى الخسران ، فكل هذا من أجل مع الناس والإمعة الزائدة .

جزاك الله خير و جعله في ميزان حسناتك ..,